7 أشياء يجب أن تتوقف عن فعلها عندما لا تسير حياتك كما هو مخطط لها

التقيت بصديقة في مقهى محلي صباح أحد الأيام، وقد أحضرَتِ الكمبيوتر المحمول الخاص بالعمل معها حتى تتمكن من عرض بعض أحدث تصميماتها الفنية الرقمية، وفي أثناء قيامنا بالدردشة واستعراض أعمالها، بدأ الكمبيوتر المحمول فجأة في إحداث ضوضاء غير طبيعية، ثم بدأت الشاشة تومض وتنطفئ حتى تعطلت تماماً، وبينما كنا نحدق في بعضنا بعضاً في حالة من عدم التصديق، ملأت رائحة دارات الكمبيوتر المحترقة أنفَينا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب مارك كرنوف (MARC CHERNOFF)، ويخبرنا فيه عن تجربته في التخلي عن بعض العادات القديمة التي تعوق تقدمه.

أمسكتُ الكمبيوتر المحمول بسرعة من على المنضدة لفحصه، واكتشفتُ المشكلة على الفور، فقد كان الجزء السفلي من الكمبيوتر مبللاً، وكوب ماء فارغ مسكوب إلى جانب حقيبتها خلف مكان الكمبيوتر المحمول مباشرةً؛ ففي وسط حديثنا، وبينما كنا نحرك الكمبيوتر فيما بيننا، انسكب بطريقة ما كوباً من الماء وضعه مَن أعدَّ القهوة عن غير قصد على المنضدة خلف الشاشة، ولم ننتبه إليه.

عندما تفاجئنا الحياة بمواقف سيئة مثل ذلك الموقف، عادةً لا تكون مفهومة أو منطقية بالنسبة إلينا، وقد يكون رد فعلنا العاطفي والطبيعي هو الانزعاج الشديد والصراخ بأعلى صوت ممكن؛ لكن كيف يساعد هذا على حل معضلتنا؟ من الواضح أنَّه ليس الحل.

رفعت صديقتي يديها في الهواء، فابتسمتُ نصف ابتسامة لدهشتي، وقالت: "هذا هو بالضبط السبب الذي دفعني إلى إنشاء نسخ احتياطية من ملفاتي هذا الصباح، كما لدي تأمين كامل على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي".

لقد تأثرت حقاً في ردها؛ فمعظم الناس الذين أعرفهم تعرضوا لانهيارات بسبب مواقف أقل إزعاجاً من هذه بكثير، وماذا عنك أنت؟ كم مرة أظهرتَ ردود فعل عاطفية تجاه الحياة لم تكن في مصلحتك؟ فإذا كنت مثل بقية الناس، فإنَّ الإجابة على الأرجح هي: في كثير من الأحيان؛ لذا حاول أن تدرك ذلك الآن.

عندما لا تسير الحياة كما هو مخطط لها، اقبلها كما هي وحاول أن تتعلم منها وتتطور، فلا يهم ما فعلته، ما يهم حقاً هو ما تعلمته وما ستفعله بناءً على ذلك، دع صديقتي تكون مصدر إلهامٍ لك، ودع استجابتها الهادئة تلهمك لإجراء بعض التغييرات الإيجابية في مجالات مختلفة من حياتك، والتوقف عن فعل الأمور الآتية حينما لا تسير حياتك مثلما خططت لها:

1. السماح لكلِّ مشكلة صغيرة تواجهك في الحياة أن تنال منك:

يبدأ السلام الداخلي في اللحظة التي تأخذ فيها نفساً عميقاً، ولا تسمح لشخص أو حدث آخر بالتحكم في عواطفك؛ بعبارة أخرى، إنَّ الجزء الأكبر من سعادتك أو بؤسك على الأمد الطويل لا يعتمد على ظروفك؛ بل على موقفك منها؛ فإذا كنت تشعر بالتوتر بسبب أيِّ حدث خارجي، فإنَّ الألم ليس بسبب الحدث بحد ذاته؛ بل بسبب تفسيرك له، وهذا شيء لديك القدرة على تغييره، وهو ليس أمراً سهلاً؛ لكنَّه ممكن تماماً بالممارسة.

يبدأ كلُّ شيء بإنشاء أساس من التفكير الإيجابي في حياتك اليومية، وجعله عادة؛ لذا تحتاج إلى تدريب عقلك على رؤية الخير في كلِّ شيء، حتى عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، فالحياة عبارة عن سلسلة من آلاف المعجزات الصغيرة؛ لذا لاحظها، ولاحظ كم أنت محظوظ، والدلائل على ذلك موجودة في كلِّ مكان حولك.

تذكر أنَّ الأمر يستغرق نحو 66 يوماً لتكوين عادة جديدة كهذه؛ لذلك خلال الأسابيع التسعة المقبلة، استيقظ كلَّ صباح وانظر إلى الجانب المشرق من حياتك، وسيتكيف دماغك لإنشاء هذه العادات الإيجابية.

شاهد بالفديو: كيف تستمر في مواجهة التحديات عندما تزداد الحياة صعوبة؟

2. توقع أنَّ تحقيق أهدافك سيكون رحلةً سهلة:

تحلَّ بالصبر، لكن لا تتوقع أن يكون كلُّ شيء سهلاً؛ فالأشياء الجيدة لا تأتي لمن ينتظر الطريق "السهل"، والصبر في الحياة لا يتعلق بالانتظار؛ بل بالقدرة على الحفاظ على موقف جيد في أثناء العمل الجاد في سبيل ما تؤمن به.

بعد عقود من الآن عندما تكون على فراش الموت، لن تتذكر الأيام التي كانت سهلة؛ بل ستعتز باللحظات التي تجاوزت فيها الصعوبات وحققت أهدافك الكبيرة، وسوف تحلم بالقوة التي وجدتها في داخلك والتي سمحت لك بتحقيق ما بدا مستحيلاً في يوم من الأيام؛ لذلك لا تفعل ما هو سهل؛ بل افعل ما تستطيعه اليوم، وفاجئ نفسك بمرونتك في تجاوز الصعوبات.

تذكر أنَّ إحدى أهم اللحظات في أيِّ رحلة هي تلك التي تجد فيها أخيراً الشجاعة للتخلي عمَّا لا يمكن تغييره؛ لأنَّك عندما لا تكون قادراً على تغيير العقبات أمامك، فإنَّك تواجه تحدياً لتغيير نفسك من الداخل لتتخطاها، وهذا يغير كلَّ شيء على الإطلاق.

3. مقاومة عيوبك:

يسعى كلُّ واحد منا إلى الكمال في شيء ما، لكن عليك أن تلاحظ متى تمنعك رغبتك في إنجاز عملٍ ما إنجازاً مثالياً من إنجازه إنجازاً جيداً، وحاول أن تدرك أنَّ فكرة الكمال ليست صعبة التحقيق فحسب؛ بل يمكنها أيضاً تدمير عقليتك وإنتاجيتك، ستبقى مراوحاً مكانك، وتشعر بالجنون طوال حياتك.

إذا كنت تشعر بأنَّك لا تحقق أيَّ تقدُّم، خذ قسطاً من الراحة وفكِّر في الفرق بين الجهد الدؤوب والكمال، واكتشف ما الذي يحفزك، لتتمكن من الشفاء، وابذل قصارى جهدك لإدراك ما يدور في عقلك المضطرب عندما لا تشعر بالرضى الكافي، ولماذا تشعر بهذه الطريقة؟ فمن تكون نتيجة سلسلة الأفكار هذه؟ ومن ستكون؟ وماذا سترى أيضاً إذا أزلتها؟

اعرف متى عليك أن تتوقف، وقلها بصوت عالٍ إذا كان يجب عليك ذلك: "لا أريد الكمال، فمن دونه أنا رائع".

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن السعي نحو الكمال؟

4. تجاوز اللحظة التي تعيش فيها:

أليس غريباً كيف تسير الحياة؟ تريد شيئاً وتعمل من أجله، وتنتظره، وتعمل من أجله، وتنتظره، وتشعر أنَّ الأمر يستغرق وقتاً طويلاً للوصول إليه، ثم يتحقق الأمر وينتهي، فكلُّ ما تريد فعله هو العودة بالزمن إلى تلك اللحظة قبل أن تتغير الأمور.

إذاً، كيف يمكنك تجنب مشاعر الخسارة والارتباك هذه؟ من خلال كونك أكثر حضوراً في كلِّ خطوة على الطريق.

حقِّق أهدافك وأحلامك بينما تستمتع في الوقت نفسه برحلة الوصول إليها، وتقبَّل الخطوة التي تخطوها، حتى عندما تشعر أنَّك أضعت الطريق؛ ففي بعض الأحيان يكون الطريق وعراً، فليس من الضروري أن تكون كلُّ خطوة مريحة أو مثالية.

من خلال التخلي عمَّا "ينبغي" حدوثه أو "ما يمكن" حدوثه في كلِّ خطوة على الطريق، فإنَّك تتحرر، لتستقبل بذلك المفاجآت والأفراح الصغيرة المختلفة، وقد لا تعيش الحياة التي تريدها بالضبط؛ لكنَّك ستعيش حياة ذات مغزى ومضمونة؛ فالحياة صعبة في بعض الأحيان؛ لكنَّها ليست عملاً روتينياً؛ لذا اجعلها مغامرة ممتعة، واتخذ خياراً لتشعر بالرضى عن نفسك وعالمك وإمكاناتك والخطوة التي تتخذها الآن.

5. إضعاف نفسك عبر استخدام لغة ضعيفة:

الأشخاص الواثقون من أنفسهم يحسنون اختيار كلماتهم، ويمكنك أن تكون واحداً منهم، لاحظ الفرق بين هذين المدونَين الطموحَين اللَّذَين تحدثت معهما مؤخراً:

يقول أحدهما: "أنا مدوِّن، فهل تحب اليوجا والتأمل كما أفعل؟ ممتاز؛ إذاً نحتاج إلى التواصل بشأن هذا الموضوع، انظر إلى دليل اليقظة الذهنية الجديد الذي نشرته للتو على مدونتي".

أمَّا الآخر فيقول: "أحاول التدوين؛ لكنَّني لست متأكداً من أنَّني أفعل ذلك بطريقة صحيحة، أتمنى لو أنَّني بدأت ذلك من قبل"، أيُّهما تعتقد أنَّه يحصل على أكبر عدد من المشاهدات والتعليقات والمشاركات الاجتماعية على مقالات مدوِّنته؟

خلاصة القول: إذا كنت تحاول إنشاء شيء ما أو أن تصبح شيئاً ما، فتحدث كما لو أنَّك نجحت في ذلك.

6. توقُّع أن يكون الجميع لطفاء أو مهذبين أو مهتمين مثلك:

ستصاب بخيبة أمل إذا كنت تتوقع أن يعاملك الناس بالمعروف كما تعاملهم أنت دائماً، فليس كلُّ شخص لديه قلبك نفسه، لكن كن لطيفاً بكلِّ الأحوال، وتذكَّر أنَّ كونك لطيفاً مع شخص لا تحبه لا يعني أنَّك منافق؛ بل يعني أنَّك ناضج بما يكفي للتحكم بعواطفك؛ لذا كن أكثر لطفاً من اللازم اليوم، فما تزرعه اليوم تحصده غداً، ولم يسبق لأحد أن جعل نفسه قوياً من خلال التقليل من شأن شخصٍ آخر.

إقرأ أيضاً: كيف تجعلك المبالغة في اللطف تخسر سعادتك وتبتعد عن تحقيق أهدافك؟

7. المبالغة في الجدية:

أحياناً نحاول جاهدين التحكم بكلِّ جانب صغير من جوانب حياتنا، لكن حاول تغيير موقفك واسترخِ واتبع المسار الذي تأخذك إليه الحياة أحياناً، جرِّب شيئاً جديداً، وكن جريئاً بعض الشيء، واستكشف فضولك.

يتيح لك الاستغناء عن القليل تجربة المزيد من الأشياء غير المتوقعة، وغالباً ما تكون أعظم أفراح الحياة هي المفاجآت غير المتوقعة التي لم تكن تقصد حدوثها مطلقاً؛ فإذا كنت تريد أن تصبح جيداً حقاً في شيء ما - شخصياً أو مهنياً - تخلَّ عن توقعاتك واستبدلها بالاستكشاف المرح اللامتناهي.

نحن لا نتوقف عن الحلم والاستكشاف لأنَّنا نتقدم في السن؛ بل نتقدم في السن لأنَّنا نتوقف عن الحلم والاستكشاف؛ لذلك لا تتوقف.

في الختام:

في ضوء كلِّ ما قرأته للتو، لدي تحدٍ لك:

اختر إحدى النقاط أعلاه وابدأ في العمل عليها بوعي، واجعل القيام بها من الطقوس اليومية الإيجابية في حياتك، وابذل قصارى جهدك حتى لا تعود إلى عاداتك القديمة؛ إذ تتسلل العادات والسلوكات السامة دائماً مرة أخرى عندما يكون أداؤك أفضل؛ لذا حافظ على تركيزك وإيجابيتك عمَّا سيحدث من خلال الانسجام مع ما يخبرك به قلبك.




مقالات مرتبطة