7 أساليب لتعزيز قوة الإرادة

ننوي مع بداية العام أو الأسبوع الجديد تغيير بعض العادات السَّيئة التي تلازمنا يومياً؛ لكنَّ كلام الليل يمحوه النهار، وفي صباح اليوم التالي نعود إلى ذات العادات القديمة التي كنَّا عازمين على تغييرها، ونتساءل عمَّا أصابنا فجأة، وأكثر الإجابات شيوعاً هي افتقادنا لقوة الإرادة، وهذا صحيح؛ لكنَّ سبب ذلك ليس الكسل أو انعدام الرغبة لإجراء تغيير حقيقي.



يوجد أمران هامان عليك معرفتهما بشأن قوة الإرادة: أولاً أنَّها محدودة؛ ما يعني أنَّها يمكن أن تنفد؛ فعندما تبذل مجهوداً في مجال معين لن يبقى لك ما يكفي من قوة الإرادة لبذلها في مكان آخر، وثانياً أنَّها تحتاج إلى تعزيز، فتمنحك قوة الإرادة القدرة على تحقيق ما ترغب به، وتساعدك على تجنُّب انعدام الانضباط الذاتي الذي يقود إلى العادات السيئة والإدمان ومشكلات في العلاقات الاجتماعية والعمل، كما أنَّها تساعدك على تخطِّي الشعور بالكسل.

عندما نفتقر لقوة الإرادة ونفشل في تحقيق غاياتنا ستنعدم الثقة في النفس لدينا ونتوقف عن القيام بأية خطوة، ومن الأمثلة على تأثير ضعف قوة الإرادة أنَّك عندما تبذل كثيراً من الجهد الذهني خلال اليوم، فإنَّ آخر شيءٍ تفكر في أن تفعله بعد العودة إلى المنزل هو التفكير، حتى التفكير في وضع وجبة عشاء يصبح أمراً مرهقاً على الرغم من أنَّك تتضور جوعاً؛ لذا تبحث عن حلول أبسط وأكثر سهولة مثل طلب الطعام من مطعم مجاور أو تناول أي شيء موجود في الثلاجة، وهذا مثال مناسب تماماً لاستنزاف قوة الإرادة في جانبٍ واحد من جوانب حياتك على الرغم من الحاجة إليها في جوانب أخرى أيضاً.

يمكن تشبيه قوة الإرادة بالعضلة التي يصيبها الإرهاق إذا ما حُمِّلَت أكثر من طاقتها؛ فقد اكتشف الباحثون في جامعة هاملتون (University of Hamilton) في أونتاريو (Ontario) أنَّ قوة الإرادة تضعف مثلما تضعف العضلات إذا حمَّلتها أكثر من طاقتها، ومن الهام أن نفهم الشبه بين قوة الإرادة والقوة الجسدية؛ فكلاهما يرتبطان بالعلاقة بين العقل والجسم ومحدودان ويمكن تعزيزهما من خلال التدريب.

لذا إليك 7 أساليب لتعزيز قوة الإرادة:

1. الحذر من إنفاقها في غير مكانها:

تأخذنا الحماسة حينما نضع أُمنيات العام الجديد؛ فنضع أهدافاً تفوق طاقتنا، ثمَّ نستسلم بعد فترةٍ وجيزة؛ لذا بدلاً من ذلك ابدأ بخطوات صغيرة.

شاهد بالفيديو: 8 أسرار لتعزيز الثقة بالنفس

2. البدء بخطوات صغيرة:

من الضروري الارتقاء إلى مستوى الأهداف التي نرغب في تحقيقها؛ فمثلاً مَن يسعى إلى المشاركة في سباق ماراثون لا بد له أن يتدرب سنواتٍ قبل أن يستطيع ذلك.

إنَّ البدء بالخطوات الصغيرة يعني القيام بما تملك القدرة على القيام به في الوقت الحالي والعمل على زيادة قدرتك شيئاً فشيئاً، وهو بالتأكيد أفضل من وضع هدف يفوق طاقتك بكثير؛ وهذا يقودك إلى الاستسلام وعدم تحقيق هدفك.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تساعدك على تحقيق الأهداف بسرعة

3. التحكم بعلاقتك بأولئك الذين يستهلكون طاقتك:

يُفضَّل إخراج هؤلاء الأشخاص من حياتك تماماً؛ لأنَّ استخدام طاقتك لمعاملة الأشخاص الذين يحاولون إحباطك أو جرَّك إلى مشكلاتهم سيؤدي إلى استنفاد هذه الطاقة.

4. وضع خطة:

عندما تَمُرُّ بيومٍ عصيب في أثناء العمل خصِّص بعض الوقت للمشي أو التأمل أو أخذ نفس عميق حتى لا تُستنزَف طاقتك الذهنية.

إقرأ أيضاً: كيف تمارس التأمل؟

5. تناول الطعام المناسب:

يؤدي استخدام قوة الإرادة إلى خفض مستوى الغلوكوز الذي يعد مصدر الطاقة للعضلات؛ لذلك فإنَّ استخدام قوة الإرادة يُضعف الجسد، وقد أظهرت الدراسات أنَّك تستطيع تعزيز هذه القوة بتناول كميات كبيرة من السكر؛ لكنَّه يؤدي إلى هبوطٍ مفاجئ في سكر الدم؛ لذلك من الأفضل التخلص من الكربوهيدرات والأطعمة السكرية التي ترفع مستوى الأنسولين في الدم؛ وبهذه الطريقة حتى عندما تستخدم قوة إرادتك ستفقد كمية أقل من الغلوكوز.

6. إيجاد قيمك الجوهرية:

من الأسهل التزام الخطة التي لديك عندما تكون على يقين بأنَّ ما تقوم به الآن يُعَدُّ أحد قيمك الجوهرية، وتحديدك لهذه القيم سيحدُّ من تصرفك باندفاع؛ والاندفاع يعرقل التفكير ويجعلك تنجر وراء عواطفك.

7. التوقف عن السعي وراء الكمال:

تصرف كثيراً من قوة إرادتك عند اتباعك المبدأ الذي يُعِدُّ العمل غير المثالي فاشلاً، وتستهلك طاقتك عندما تحاول التحكم بأمور لا سلطة لك عليها، إنَّ الحياة جميلة كما هي ولا أحد يعلم ما تحمله الأيام القادمة؛ لذا لا تسعَ إلى التحكم بها واستمتع بها فقط.

في الختام:

إذا أردت تعزيز قوة إرادتك يجب عليك أن تعرف أنَّ قوة الإرادة يمكن تعزيزها باتباع الطرائق السبع المذكورة آنفاً، وأنَّ الوصول إلى هدفك باستخدام قوة الإرادة يحتاج إلى اتباع نهج معين مثل أي شيء آخر في الحياة.




مقالات مرتبطة