60% من العاملين تركوا عملهم أو يفكرون في تركه الآن، فما السبب؟

تبدو العملية بدِقَّتها أشبه بدَقَّات عقارب الساعة، إذ إنَّك تخضع، حالك حال جميع الناس حول العالم، لمقابلةٍ مُطوَّلة تُفحَصُ فيها وتُختبَر طيلة أسابيع لتحديد مدى ملائمتك للعمل ثمَّ توافق أخيراً على الشروط. وبعد أن تُوظَّف تبدو الأمور مُبشِّرة ويسود شعورٌ بالحماسة حينما تقابل زملائك الجدد وتناقشون مشاريع مثيرةً للاهتمام.

ومن ثمَّ ينتهي شهر العسل ويحدث ما يُتوقَّع أن يحدث في كل وظيفة تقريباً: يقوم مديرك بأمرٍ (أو يمتنع عن القيام بأمرٍ) يجعلك تشكك في نزاهته وفيما إذا كان يهتم بك فعلاً.



وتراودك الشكوك أول مرة وتتساءل إذا ما كانت هذه فعلاً الشركة نفسها التي وقَّعت عقداً لتبدأ العمل معها أو إذا ما كان هذا المدير هو نفسه الذي قابلته أثناء توقيع العقد. وتبدأ الأمور بالتدهور انطلاقاً من هنا بعد أن تدرك أنَّك تعمل لصالح شخصٍ (أو مجموعة من الأشخاص) ليس لديه أدنى فكرة عن كيفية إدارتك أو إدارة الآخرين.

سأترك لك بقية القصة لتنهيها بطريقتك لأنَّه لا بُدَّ للعديد من الأشخاص أن يكونوا قد واجهوا مثلها، وقد تحمل النهاية عدة أشكال مختلفة أحدها ترك العمل.

أحدَث بحث أُجري حول تبديل الموظفين لوظائفهم:

لقد ذكَرَ "جيم كليفتون" (Jim Clifton) وهو المدير التنفيذي لـ "جالوب" في أحد تقاريره السبب الحقيقي الذي يقف وراء ترك الموظفين لأعمالهم ولا أعتقد أن ثمَّة أسباباً أخرى يمكن أن نضيفها على تلك التي توصَّل إليها "كليفتون" – حتى هذه اللحظة على الأقل.

إنَّ أعظم قرارٍ تتَّخذه في عملك – وهو أعظم من بقية القرارات جميعها – هو تحديد اسم الشخص الذي ستطلق عليه لقب المدير، إذ حينما تُطلِق اسم المدير على الشخص الخطأ لن يكون ثمَّة ما يُصلح القرار السيء الذي اتخذته، لا التعويضات، ولا الحوافز، ولا أي شيء.

 

اقرأ أيضاً: كيف تصبح مديراً ناجحاً في عملك؟

 

يرغب جميع الموظفين – مهما كان عملهم، أو مستواهم، أو مجال عملهم – بالتخلِّي عن عملهم وتركه إذا لم يفي المدير بالتعهدات المذكورة في عقد العمل. والحقُّ يُقال أنَّه من الجيد القيام بذلك لتجنُّب المخاطر الصحية المرتبطة بالعمل مع مديرٍ سيء.

أجرى الباحثون في مركز (Randstad US) استطلاعاً للتوصُّل إلى أبرز الأسباب التي تدفع الموظفين إلى ترك أعمالهم، فإليك بعض النتائج التي لفتت انتباهي:

  • شعر أكثر من نصف الذين استُطلِعَت آراؤهم (59%) أنَّ شركاتهم ترى أنَّ الأرباح والعوائد أهم من الطريقة التي يُعامَل بها الموظفون.
  • 53% غادروا وظائفهم أو يفكرون في مغادرتها لأنَّهم يعتقدون بأنَّ أصحاب العمل لا يعيِّنون الأفراد ذوي الأداء الرائع ولا يحتفظون بهم.
  • قال 58% من العمال أنَّه لا يوجد في شركاتهم حالياً فرصٌ للنمو تجعلهم يبقون في الشركات على المدى البعيد.
  • قال 69% أنَّهم سيكونون أكثر رضاً إذا ما استفاد أصحاب العمل من مهاراتهم وقدراتهم استفادةً أكبر.
  • قال أكثر من نصف الذين استُطلِعَت آراؤهم (57%) أنَّهم مضطرون إلى ترك شركاتهم الحالية من أجل الارتقاء بحياتهم المهنية نحو الأعلى.

يمتلك المديرون مثلما ترى تأثيراً مباشراً في جميع هذه الأسباب التي تدفع الموظفين إلى مغادرة عملهم، فما الذي يجري إذاً؟ يمكن تلخيص السبب الذي يدفع الموظفين إلى ترك أعمالهم بكلمةٍ واحدة: الازدراء.

يبدو أن السبب الذي يدفع الموظفين إلى الخروج من الشركات جليٌّ بالنظر إلى الأسباب المذكورة أعلاه: الازدراء الذي يشعرون أنَّ الإدارة تعاملهم به.

حينما لا يحظى الموظفون بالاحترام والتقدير بوصفهم عمالاً أولاً وبشراً ثانياً، وحينما لا تُقدَّم لهم الخدمات المناسبة ولا يُطوَّرون على الصعيدَيْن الشخصي والمهني، وحينما لا تُزاح العقبات من طريقهم ليتمكنوا من تقديم أداءٍ جيد، وحينما لا تلقى أصواتهم آذاناً صاغيةً أو يتم تجاهلها سيشعرون بعدم الارتباط بشركاتهم بعد أسابيع من بدء عملهم الجديد.

 

اقرأ أيضاً: 8 خطوات لتشجيع الموظفين على العمل كفريق واحد

 

وحينما يبدأ هذا بالحدوث ولا يتغير مع مرور الوقت فقد فقدتهم، وحينما لا يعود الموظفون متعلقين عاطفياً بعملهم ويبحثون عن عملٍ آخر يمكنك أن تراهن بكل ما تملك أنَّهم سيُحدِّثون سِيَرهم الذاتية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة