6 محادثات تحتاج إلى خوضها مع ذاتك

ثمة أشياء كثيرة تستطيع إخبار نفسك بها على الرَّغم من عدم معرفتك بها مسبقاً، فأنت تتحدَّث إلى نفسك باستمرار داخل فضائك الذهني، قد تبدو حواراتك الداخلية بلا جدوى في بعض الأحيان، لكن في الحقيقة، إنَّ سلوك التكلُّم مع نفسك يساعدك على تعلُّم والحفاظ على مسار حياة طويل إيجابي.



لذلك إليك فيما يأتي 6 موضوعات فعالة عند الحوار مع ذاتك، كي تعلم تماماً ما يجب قوله:

1. ما تُحب:

عندما يخص الأمر أعمال الحياة وأحلامها على الأمد الطويل، فالحماسة القليلة ليست جيدة، والاندفاع ليس مفيداً بدوره؛ بل الاندفاع غير المبالغ به والشغف هما السبيل الوحيد للعمل والعيش.

استثمر أفكارك ووقتك في الأشياء التي تحبها، ولا تنتظر طويلاً لتجد شيئاً يثير شغفك، أدرك كم من الهام أن تكون مفعماً بالحماسة في الحياة، فمهما كان الأمر الذي يثير اهتمامك، اكتشفه، انهض واسعَ نحوه وتقبله وأَحِبه ودع شغفك يتدفَّق بحرية.

أهم قرار ستتخذه ستفعله بالوقت المحدود الذي تملكه، فقبل أن تدرك الأمر، ستتساءل كيف فات الأوان بهذه السرعة؛ لذا كرِّس أفكارك ووقتك لهدف جيد، ودع نفسك تنجذب لطاقة ما تحب، فإنَّ القيام بذلك لن يضلِّلك، عش حياةً لا تتحسَّر أنَّك لم تعشها عند تقدُّمك في السن.

2. حقيقتك الداخلية:

ما الداعي للقلق حيال ما يَعتقده الآخرون بك؟ ألا يجب أن تكون ثقتك برأيك أكبر من ثقتك بآرائهم؟

في الحقيقة، كيفية رؤية الآخرين لك ليست هامة بقدر كيفية رؤيتك لنفسك، تعني السَّعادة أن تعيش بثقة على سجيتك وتؤمن بما يوجد بداخلك، فبمجرد كونك على طبيعتك يعني أنَّك صادقٌ وشجاع جداً.

عند اختيارك أن تكون صادقاً مع نفسك، قد يرفض بعض الناس قبولك على ما أنتَ عليه، فانسَ أمرهم.

بدلاً من أن تكون مصطنعاً وتتحمَّل ألم وحيرة محاولة كونك شخصاً آخر، اختر أن تكن قوياً حتى مع وجود احتمالية تعرُّضك للسخرية، فعندما تكون متصالحاً مع نفسك لن يُحبك العالم أجمع ولا بأس بذلك، قد تكون أفضل وأجمل شخص في العالم، وسيبقى بعضٌ ممن يكرهونك.

إقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن مخاطبة نفسك خطاباً سيئاً؟

3. ما أنتَ مستعدٌّ للتضحية به من أجل أهدافك:

عندما يتعلَّق الأمر بتحديد الهدف يجب أن تكون دقيقاً، فإن وجدت نفسك تتحدَّث مع ذاتك عن رغبتك في الحصول على كل شيء، فهذا يعني أنَّك لن تحقق أيَّ شيء، وأنَّك تتجنَّب بذل الجهد المطلوب لتصل إلى أيٍّ من أهدافك.

عادة، ليس من الصعب تحديد ما تتصور حياتك عليه بعد سنة من الآن؛ بل اكتشاف ما أنت مستعد للتخلي عنه في سبيل فعل ما يجب للوصول إلى ما تريد، فهذا يتطلب التزاماً جدياً وشعوراً مؤقتاً بعدم الراحة، وعندما تطمح لما هو أعلى فيجب عليك أن تكون مستعداً لتعاني من بعض الخوف من السقوط ومستعداً لمحاربة الصوت القادم من الفراغ داخلك الذي يوهمك بأنَّك لست قوياً بما يكفي لتصعد أعلى من ذلك.

شاهد بالفيديو: أقوال وعبارات تحفيزية لتطوير النفس والذات

4. الانتصارات اليومية الصغيرة:

قد يعمل في بعض الأحيان العقل البشري بطريقة غامضة عندما يتعلَّق الأمر بالإنجازات والسعادة، إنَّنا نحلم بأمر ما وننتظر حدوثه لمدة طويلة جداً، وعندما يحدث وينتهي الأمر فكل ما نريده حقاً أن نتمسَّك بهذه اللحظة قبل أن تتغير الأمور مجدداً.

على الرَّغم من عدم وجود خطب في الاستمتاع بحلم حققته، يجب عليك أن تدرك أنَّها لحظة واحدة صغيرة من حياتك فقط مثل اللحظات الأخرى، فهذا الشعور بالانتصار عابر؛ فالسعادة مدى الحياة ليست موجودة في أية لحظة محددة؛ بل إنَّها تكمن في اللحظات والذكريات جميعها التي تقود إليها؛ أي جميع الانتصارات الصغيرة اليومية التي تتخلل الأحداث الكبيرة.

سوف تدرك نهايةً أنَّ أسمى تطلُّعاتك يجب أن تكون هدفاً يدفعك إلى التقدُّم، قد لا تصل إليه أبداً، لكن بإمكانك أن تنظر بعد كل خطوة صغيرة، وترى كم هو جميل ما أوصَلَك إليه.

5. كيفية مساعدة الآخرين:

لا يوجد تمرين أفضل لقلبك وعقلك من مدِّ يد العون لغيرك، فلا تأتي السعادة والنجاح في الحياة بالأنانية؛ بل بالتضحية، وكل ما تفعله سيعود إليك.

أفضل طريقة لتشعر بأنَّك على قيد الحياة هي أن تفعل شيئاً إيجابياً لشخص آخر، ولا تنتظر حدوث الأشياء الإيجابية في هذا العالم، فإن قمتَ أنتَ بفعلها فسوف تملأ العالم بالسعادة وتبتسم في طريقك لذلك.

رحِّب بالناس بإيجابية وشجِّعهم واثنِ عليهم وساعدهم، ولاحظ تقدُّمهم وشجِّعهم واجعلهم يبتسمون، فالحُب واللطف مُعديان، وكلما ساعدت الآخرين على إيجاد المزيد من السعادة والنجاح، وجدت سعادة ونجاحاً أكثر في كل يوم من حياتك.

إقرأ أيضاً: ما هي الفوائد الصحية لمساعدة الآخرين؟

6. واقع سعادتك الحالي:

الآن تملك ما يكفي لتكون سعيداً، ولديك القدرة لتجد شيئاً صغيراً تحتفي به، ولديك الخيار دوماً؛ لذا لا ترتكب خطأ انتظار شخص أو شيء ما ليجعلك سعيداً، فالسعادة الحقيقية تنبع من الداخل، عندما تقرر ألا تسمح لشخص أو حدث ما أن يتحكم بعواطفك، وأن تركِّز على ما تملكه وليس ما لا تملكه.

في الختام:

أحد أسرار السعادة العظيمة أن تولي الانتباه للبدايات أكثر من النهايات، فمعظم الناس يقولون إنَّهم يريدون حياة جديدة؛ ومن ثمَّ لا يُقدِّرونها عند حصولهم عليها، لا تفعل هذا، ولا تنتظر إلى أن تشارف حياتك على الانتهاء لتدرك كم كانت رائعة؛ فالحياة الرائعة تبدأ الآن عندما تتوقَّف عن الرغبة في حياة أفضل.




مقالات مرتبطة