6 قواعد ذهبية ينبغي معرفتُها عن الأعراض غير الصحية

قد تشعر في لحظةٍ ما بالألم في مكانٍ ما من جسدك، وتذهب لزيارة طبيب تظنُّ أنَّه ربَّما سيخفِّف من ألمك، وتشرح له بالتفصيل عن الآلام والمشكلات التي تعانيها، فيقوم بوصف الدواء المناسب لك، وربَّما تظنُّ أنَّ قائمة الأدوية التي وصفَها لك كثيرة لعلاج السعال أو العُطاس الذي تعاني منه مثلاً، ولكنَّ الطبيب يُقنعك بضرورة الالتزام بجميع هذه الأدوية لمعالجة حالتك بنجاح.



بعد اتِّباعك لتعليمات الطبيب بدقة لم تشعر بالارتياح من الألم، فتفقد ثقتك به وترتبك ولا تعرف الطريقة الصحيحة التي يمكنك مساعدة نفسك بها، وتبدأ بالبحث عن حبَّة سحريَّة تُخلِّصك من جميع آلامك.

تكثر الأسئلة التي تدور في ذهنك عن كيفية إيجاد طبيب خبير، وعن إمكانية تضرُّرك من الأدوية أكثر من استفادتك منها، وعن مدى فاعليتها في علاج أعراضك، ومن ثمَّ يُصيبك التعب والإرهاق بسبب كثرة التخمين.

لكن ثمَّة سبيل بديل أكثر فاعلية من كلِّ ما سبق؛ إذ سنعرض فيما يأتي ست قواعد تفيد في توضيح العلاقة بين المرضى والأطباء والعلاجات الدوائية:

1. عدم توقع تحسُّن صحتك العامة من خلال زيارة الطبيب:

يمكن للأطباء أن يُنقذوا حياتك، أو يعالجوا مرضاً خطيراً أصابك، ومن ثمَّ يضعوك عند خط البداية لبناء حياة صحية ومتوازنة، ويقعُ على عاتقك وحدك تعديل نمط حياتك لتحسين صحتك والمحافظة على عافيتك؛ لأنَّ الأطباء لا يمكنهم إجبارك على اتباع عادات صحية، فعليك إجراء التعديلات الضرورية واللازمة على أسلوب حياتك إن أردت تحسين صحتك.

2. الأطباء يعالجون أعراض المرض لكنَّ الصحة الحقيقية تنبع من الداخل:

تعتمد نوعيَّة وجودة الحياة التي تعيشها على طاقاتك الداخلية وقدرتها على علاج الأمراض التي تصيبك وشفائها، فغالباً ما يُصاب الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في طاقاتهم الداخلية بالأمراض بصرف النظر عن مدى رشاقتهم وقوَّتهم، ومن ثمَّ تقوم تلك الأمراض بإفساد خططهم ونواياهم لبناء جسد قوي ومتألق؛ إذاً ما عليك سوى تحسين صحتك ورشاقتك أوَّلاً كي تُزيل العقبات من طريقك.

3. الوقاية من الأمراض دون مساعدة الأطباء:

يُولَد معظم الأشخاص المحظوظين بصحة جيدة، فقد يُصابون بمرضٍ ما بين الحين والآخر، لكنَّ حالتهم أفضل من الأشخاص الذين وُلِدوا بعيوبٍ جسدية خلقية، أو مُصابين بمرض عُضال لا شفاءَ له على سبيل المثال، والذين يحتاجون إلى رعاية دائمة ممَّن حولهم.

تختلف حالتك الصحية عن أولئك الأشخاص؛ إذ بمقدورك أن تمشي وتتحدَّث مع الآخرين، وفي إمكانك الإبداع والابتكار في أي مجال تريده، وبمقدورك كذلك الاعتناء بنفسك وحدك دون حاجتك إلى الآخرين، بالإضافة إلى تمتُّعك بجميع الوسائل والإمكانات لعيش الحياة التي ترغب فيها، ويعتمد كلُّ ذلك على مقدار الجهد الذي يمكنك أن تبذله في سبيل تلك الحياة.

إذاً؛ عليك اكتشاف الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى تدهور صحتك وعافيتك، ومن ثمَّ تجنُّبها لتفادي الإصابة بالأمراض والأحاسيس المزعِجة، كأن تتوقَّف عن التدخين مثلاً، أو تمتنع عن تناول الأطعمة الجاهزة، وإلَّا فإنَّ هذه العادات السيئة ستساهم في إضعاف مناعتك مع مرور الوقت وإصابتك بعديد من الأمراض.

شاهد: 8 عادات يومية من أجل صحة قوية

4. تعزيز قدراتك الداخلية بحكمة وذكاء:

يجب عليك أن تبدأ ببناء المقوِّمات الأساسية أولاً كي تزيد من قوَّة مناعتك تجاه الأمراض وتُحسِّن من صحَّتك، فليس عليك أن تتَّبع جميع العادات الصحية المعروفة، بل عليك اختيار قليل من العادات الصحية التي تناسبك وتعمل على تحسينها شيئاً فشيئاً؛ إذ يمكنك أن تختار الركض بوصفه تمرينك الأساسي، ومن ثمَّ ستبدأ بالشعور بزيادة قوة ساقَيك وانخفاض وزنك وإحساسك بشعور أفضل مع مرور الوقت عند ممارسة الركض بانتظام، وتُعدُّ هذه الطريقة أكثر فاعلية على الأمد الطويل.

سنعرض فيما يأتي ثلاثة مقوِّمات أساسية يمكنك البدءُ بها لتعزيز مناعتك وصحَّتك:

أولا، تناول الطعام الصحي:

من خلال الإقلال من تناول الدهون والأطعمة الضارة، وزيادة استهلاك الخضراوات والفواكه، ويمكن لهذه الخطوة بمفردها أن تحافظ على الشكل الطبيعي للجسم.

ثانياً، ممارسة التمرينات الرياضية:

إذ يعيش معظمنا حياةً رتيبةً تتَّسم بقلة الحركة، وتتحوَّل قلة النشاط البدني لدينا إلى مشكلة خطرة وحادَّة، فينبغي لكلٍّ منا قضاء ساعة كاملة يومياً في الحركة وممارسة النشاط البدني، ولا يتعلَّق ذلك بالرشاقة، بل هو أمرٌ ضروري لا بدَّ منه إن أردنا المحافظة على صحَّتنا والوقاية من الأمراض.

ثالثاً، تحسين الصحة العقلية والنفسية:

هو الأكثر صعوبةً، لكن علينا تعلُّم التحكم بأنفسنا وعقولنا، كي نتمكَّن من اتخاذ قراراتٍ أفضل، ونتعلَّم التمييز بين ما يُفيدنا وما يضرُّنا.

5. الأطباء يؤمنون بالعلاج أكثر من إيمانهم بقدرة الجسم على شفاء نفسه بنفسه:

لا يؤمن الأطباء بجدوى وفاعلية أساليب العلاج الطبيعي؛ إذ يُمحى اعتقادهم بفاعليتها خلال السنوات الأولى في الجامعة ليركِّز معظمهم على إعطاء العلاجات الدوائية، فكلَّما زُرتَ الطبيب لمجرَّد الاطمئنان على صحَّتك والقيام بفحص طبي عام، سيجد لديك مرضاً ما، ويقنعك بتناول عديد من الأدوية، لكن لا تتسرَّع، بل كُن على ثقةٍ بقوة الجهاز المناعي الموجود داخل جسمك والذي يتحرَّك بصورة طبيعية لحمايتك عند إصابتك بأي مرض.

لذلك امنَح نفسك بعض الوقت ريثما يحارب جهازك المناعي المرض ويقضي عليه، وإلَّا فإنَّك ستظنُّ أنَّ الفضل يعود للدواء؛ لأنَّ توقيت تناوله تزامن مع قوة العلاج الطبيعية لدى الجهاز المناعي في الجسم.

6. ثمَّة سببٌ وراء إصابة الناس بعديد من الأمراض:

سيحافظ 90% من الأشخاص على صحَّتهم وعافيتهم إن قاموا بأمر واحدٍ فقط؛ ألا وهو تجنُّب السلوكات والتصرفات غير العقلانية، فليس من السهل الالتزام بذلك بسبب تحكُّم التوتُّر والقلق والإجهاد بالسلوك البشري في عالمنا المُعاصِر، ومن ثمَّ يصعب المحافظة على نمط تمرينات مُنتظَم أو التخطيط لتناول الأطعمة الصحية في ظلِّ عدم الشعور بحالة نفسيَّة جيدة؛ لذلك تضعف قوة الإرادة في داخلنا ونتقبَّل الهزيمة دون تحريك ساكن.

تبدو الهزيمة في هذه الحالة على هيئة طلبك لتوصيل الطعام حتى باب المنزل وتناوله بسرعة بدلاً من الدخول إلى المطبخ وتقطيع الخضراوات لتحضير طبقٍ مفيد من السلطة، كما أنَّك تتقبَّل الهزيمة حين تعتمد على الأدوية في علاج الأعراض التي تصيبك والتي غالباً ما تخضع للتجربة والخطأ إلى أن يجد الطبيب الدواء المناسب لشفاء مرضك.

تجدر الإشارة إلى أنَّه كلما زادت كمية الأدوية التي تستعين بها وتتناولها، ضَعُفت قوة جهازك المناعي، وأصبحتَ أكثر ضعفاً وعُرضةً للإصابة بمزيد من الأمراض.

إقرأ أيضاً: كل شيء يجب أن تعرفه قبل تناول مسكنات الألم التي تُصرَف بوصفة طبية

الخلاصة:

لا يمكنك إلقاء اللوم على الأطباء في عدم تحسُّن صحتك، فهم يقدِّمون لك ما تحتاج إليه من تسكين للآلام، ولا بدَّ أنَّك تسعد حين تتخلَّص من الآلام بسهولة، ولكنَّ ذلك لا يحسِّن من صحتك أو يعزِّز من مناعتك.

فالوسيلة الأهم للحصول على حياة صحية هي بالتركيز على العادات الصحية المتوازنة التي تحسِّن من الصحة وتقوِّي المناعة والجسم، ولكنَّنا غالباً ما نهمل مسؤوليتنا تجاه صحتنا ونتغاضى عن العناية بها كي نسلكَ طرقاً مُختصرة والتي تبدو أسهلَ ولكنَّها لا تضيف أي قيمةٍ هامَّة لصحتنا وأجسادنا.

لذلك؛ عليك الأخذ بزمام المبادرة، فلا داعي لانتظار حدوث المشكلات الصحية والأمراض الخطيرة، ولا فائدة من التذمُّر لساعات بسبب عدم كفاءة الأطباء أو من الوصول إلى مرحلة الإصابة بأمراض لا يستطيع حتى الأطباء علاجها؛ أي عليك ممارسة التمرينات الرياضية لمدَّة ساعة من كل يوم، وتناول الأغذية الصحية، والتحكُّم بمُجمَل سلوكاتك الصحية بما يحسِّن من لياقتك ويمنحك شعوراً أفضل تجاه نفسِك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للحفاظ على صحة العينين

طالما أنَّك وُلِدتَ بصحة جيدة وجسدٍ مُعافى، فلا شيءَ يمنعك من بناء الحياة الصحية التي لطالما حلُمتَ بها، وعلى الرَّغم من صعوبة ذلك، فإنَّ الحياة تستحق أن تبذل لها كل ما في وسعك، كما أنَّ عالمنا هذا يحتاج إلى مزيد من الأشخاص السعداء.

المصدر




مقالات مرتبطة