6 فوائد للفشل

عندما تخفق، هل تُصاب بالاكتئاب وتغضب؟ لعلَّك ترغب بالاستسلام والتخلِّي عن الأمر، فإذا فشلت هذه المرة، لمَ عساك تنجح في المرة القادمة؟ هذا تفكير خاطئ، فدائماً ما نركِّز على نقاط ضعفنا وما نفتقر إليه حين نفشل بشيء ما، لقد أخفقنا وقُضِيَ الأمر، لكن مهلاً! لم ينتهِ الأمر بعد، وللقصة بقية، فللأمر جانب مشرق، لكن عليك تغيير وجهة نظرك لرؤيته.



عليك النظر إلى ما وراء خيبة الأمل الأولى والبحث عن الحكمة والخبرة واستخلاصها، فالفشل له جوانبه الإيجابية، وقد يبدو ذلك متناقضاً، ولكنَّه صحيح؛ إذ يمكنك التعلُّم من الفشل، واكتشاف التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تُسهِم في نجاحك في المرة القادمة، وقد تكتشف أنَّ المجال الذي لطالما أردت النجاح فيه، لم يكن الأفضل بالنسبة إليك، وقد تكتشف مزيداً من الأمور عن نفسك.

إذا لم تخفق، كيف لك أن تعلم أنَّ ثمة طريقة أفضل لإنجاز العمل؟ تغيير وجهة نظرك المتعلقة بالفشل يمكن أن يوسِّع آفاقك لتشمل طرائق جديدة للنجاح.

فوائد الفشل:

1. تجربة شيء جديد:

عليك تقدير أهمية التجارب، ولكي تنمو، يجب أن تحظى بتجارب جديدة، وتُطوِّر طرائق وآليات عملك، وعندما تقوم بشيء ما زلت مبتدئاً فيه، قد لا تنجزه بشكل صحيح في المرة الأولى، لكن عليك أن تستمر بالمحاولة لأنَّك تفعل ما يلزم وتجرِّب شيئاً جديداً، فأنت تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك؛ لذا استمتع بالحياة، ففعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً، لن يمدك بنفس القدر من المتعة التي تحصل عليها من تجربة أشياء جديدة.

2. اكتساب خبرة من الفشل:

قد تخفق في أمر ما، ولكنَّه يبقى خطوة إلى الأمام في عملية التعلُّم الخاصة بك؛ إذ يمكنك المضي قدماً متزوِّداً بمعرفة لم تكن لديك سابقاً ولم تكن قادراً على اكتسابها بطريقة أخرى، ويتعلَّم بعض الناس عن طريق الملاحظة، بينما يتعلم بعضهم الآخر بشكل أكثر كفاءة من خلال التجربة الشخصية.

حين تجرب تقنية جديدة أو أسلوباً جديداً ولا تحصل على النتائج التي تريدها، حاول معرفة ما يمكن أن يغير النتيجة، وبمجرد تحديده، عدِّله، فقد تحتاج إلى إجراء تغييرات تدريجية حتى تصل إلى النتيجة المرجوة، وذلك للحرص على قيامك بإجراء التغييرات المناسبة والتحرك في الاتجاه الصحيح.

التعلم من الفشل أمر جيد لأنَّه يمنعك من ارتكاب نفس الخطأ مرتين، فبدلاً من ارتكاب الخطأ مراراً وتكراراً، تكسر حلقة الفشل، ومن ثم تتمكن من التعامل مع الموقف بوضوح ومستوى أعلى من الذكاء.

شاهد بالفديو: 7 خطوات لتقبّل الفشل والنهوض لتحقيق النجاح

3. زيادة الوعي الذاتي:

على الرغم من أنَّك قد لا تحصل على ما تريد من التجربة، ما زال بوسعك تعلُّم شيء جديد عن نفسك، فربما لم تكن قادراً على بذل الجهد الكافي، وبالقليل من التفكير وتحليل الأمر، قد تكتشف أنَّ السبب هو ضيق الوقت، ومن ثم تتعلم كيف تدير وقتك.

إقرأ أيضاً: أهمية الفشل لتحقيق النجاح

4. تكوين علاقات جديدة:

قد تكوِّن علاقات جديدة في أثناء العمل على هدفك؛ إذ يدخل الناس حياتك لسبب ما؛ لذا حاول أن تعترف بفوائد هذه اللقاءات الجديدة وكن ممتناً، فقد تكون العلاقات الجديدة التي اكتسبتها أكثر قيمة مما كنت تظن، أو حتى أهم من تحقيق هدفك في ذلك الوقت.

5. إعادة ترتيب أولوياتك:

عندما تواجه خسارة، تضطر إلى التفكير وتصبح أكثر وعياً بما هو هام بالنسبة إليك؛ لذا سيساعدك تذكُّر أولوياتك على وضع الأمور في نصابها الصحيح والعمل بكفاءة أعلى.

6. تقديم أداء أفضل في المرة القادمة:

من المحتمل أن تكون لديك فرصة أخرى بطريقة أو بأخرى، فقد لا تكون مشابهة للفرصة التي أضعتها كما ستلاحظ من الوهلة الأولى، ولكنَّها قريبة منها، على سبيل المثال، ربما لم تحصل على ما ظننت أنَّها وظيفة أحلامك لأنَّك لم تستطع إثارة إعجاب القائم بإجراء المقابلة، لكن الآن، أنت تعرف كيف تطرح مزيداً من الأسئلة.

نعم، من المؤسف أنَّك لم تنجح في فرصتك الأولى، ولكنَّك ستحظى بفرصة أخرى ربما تكون أفضل من سابقتها، وستكون أقدر على إثارة إعجاب مسؤول التوظيف، وجعلها مقابلة لا تُنسى؛ إذ يمكنك التفكير في فشلك على أنَّه تمرين، وكما ذكرنا من قبل، حاول أن تتعلم من خطئك، حتى تتمكن في المرة القادمة من تجنب هذا الخطأ وترك بصمتك؛ إذ إنَّ إجراء هذا التعديل البسيط قد يُحدث فرقاً كبيراً، وسيدلك الفشل على هذا التعديل المطلوب ويجعلك تشعر وتتألق به.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتحويل الفشل إلى نجاح

في الختام:

الفشل ليس نهاية العالم ولا حتى نهاية هدفك، فقد تكون النكسات مفيدة وتساعدك على تحقيق النتائج والحصول على ما تريده؛ إنَّه مجرد تجربة تعليمية وفرصة لك لمعرفة مزيد من الأمور عن الموقف، وحتى عن نفسك، وفي ذلك الوقت قد لا ترى القيمة في التجربة، فمن المحتمل أن تركز على فشلك، لكن مع مرور الوقت واتخاذ الخطوات المناسبة ستكون هذه التجربة درساً لا يُقدَّر بثمن.




مقالات مرتبطة