6 دروس تعلَّمتها من دراستي في الجامعة

هل تستحق الجامعة استثمار وقتك ومالك؟ وماذا تتعلَّم فيها؟ أنا أحب التعلم من خلال الممارسة؛ لذا من وجهة النظر هذه، لم يكن الالتحاق بالجامعة ضرورياً بالنسبة إليَّ؛ لكنَّني ذهبت إلى الجامعة لمدة ست سنوات، ومعظم أصدقائي وزملائي مثلي لم يذهبوا إلى الجامعة أبداً؛ بل عملوا فقط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويحدِّثنا فيه عن 6 دروس تعلَّمها من دراسته في الجامعة.

لكنَّ الغريب أنَّني لم أذهب إلى الجامعة فحسب؛ بل أحببتها أيضاً؛ إذ قضيت أربع سنوات في الحصول على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، وسنتين للحصول على درجة الماجستير في التسويق من جامعة أخرى، ويسألني الناس غالباً:

  1. "هل يجب أن أذهب إلى الجامعة؟".
  2. "هل يجب أن أترك الدراسة؟".
  3. "هل يجب أن يذهب ابني إلى الجامعة؟".
  4. "هل تحتاج إلى شهادة للحصول على وظيفة؟".

لا أظنُّ أنَّني في وضع يسمح لي بالإجابة عن أيٍّ من هذه الأسئلة، فكلُّ هذا يتوقف على ما تريد القيام به في الحياة، والشيء الوحيد الذي يمكنني فعله هو مشاركة ما تعلمته من تلك السنوات الستة في الجامعة، فثمَّة بعض الأشياء القيمة التي تعلمتها، والتي ربما لم أكن لأعرفها لو لم أذهب إلى الجامعة.

إليك أهم 6 دروس تعلمتها:

1. يجب أن يكون التعلُّم ممتعاً:

كان معظم أساتذتي مُملِّين جداً، وهذا غالباً ما يجعل التعلُّم أمراً مُملاً، لكن كان لديَّ أيضاً معظم الأساتذة الممتعين، وهذا جعلني أتعلَّم درساً هاماً؛ التعلم ليس مُملاً؛ بل الناس هم المُملِّون؛ فالدراسة ليست مُملَّة إذا كان المعلمون شغوفين بما يقومون بتدريسه، فلماذا لا تجعل الأمر أكثر متعة للطلاب؟

2. كلَّما تعلمت أكثر، قلَّت معرفتك:

تعلَّمتُ خلال فترة وجودي في الكلية من الأساتذة والكتب وزملائي الطلاب؛ ففي إدارة الأعمال، غالباً ما نعمل في مجموعات في مشاريعنا، وهذه هي الطريقة التي تعلمت بها أكثر الأشياء المفيدة التي أعرفها؛ لكنَّ الشيء المضحك هو أنَّني شعرت كلَّ عام أنَّ لديَّ إجابات أقل على كلِّ شيء، كما قال الكاتب الفرنسي "فولتير" (Voltaire): "احكم على الشخص من أسئلته لا من أجوبته".

فهذا هو جمال التعليم؛ فالأغبياء يظنُّون أنَّهم يعرفون كلَّ شيء، لكن كلَّما تعلَّمت أكثر، قلَّ يقينك؛ لذا يذهب بعض الناس إلى الجامعة ويصبحون أغبياء أكثر؛ لأنَّهم يظنُّون أنَّ لديهم شهادة جامعية؛ لكنَّ الذهاب إلى الجامعة لا علاقة له بالذكاء؛ فنحن جميعنا لا نعرف شيئاً.

شاهد: أهم النصائح لاختيار التخصص الجامعي

3. التفكير مهارة:

أودُّ أن أقول إنَّني نسيت نحو 95% من الأشياء التي تعلمتها؛ لكنَّني لا أهتم لذلك، ولا أفهم لماذا يضطر الناس إلى دراسة شيء يستمتعون به، فإذا كنت تظنُّ أنَّه يجب عليك دراسة المواد التي تحبها فقط، فأنت لا تفهم الهدف من الجامعة، فأهم شيء تتعلمه في الجامعة هو القدرة على التفكير، فلأنَّك تدرس شيئاً ما، فإنَّك تدرِّب عقلك على التفكير، وهذا لا يُقدَّر بثمن.

يقول "توماس إديسون" (Thomas Edison): "إنَّ 5% من الناس يفكرون، و10% منهم يظنُّون أنَّهم يفكِّرون، بينما الـ 85% الآخرون يفضِّلون الموت على التفكير"، فنحن نعيش في عالم ينجح فيه الأشخاص ذوو الحيلة، وكي تصبح كذلك، ما عليك سوى تمرين عقلك وتعلُّم كيفية التفكير.

4. إنهاء أمر ما يُعدُّ صعباً:

كانت الجامعة مرحلة صعبة، والأشخاص الذين يقولون إنَّهم تخرجوا من الجامعة بسهولة، كاذبون، فليس من السهل التعلم بدوام كامل لمدة 4 سنوات؛ إذ يحاول المدرسون في كثير من الأحيان جعل الأمر صعباً عليك أيضاً، ويجب عليهم ذلك؛ ففي الجامعة، تتعلَّم أنَّ إنهاء مهمَّةٍ صعبة يتطلَّب كثيراً من الاجتهاد والتعب، لكن بمجرد الانتهاء من شيء بدأته، ستفتخر بنفسك.

5. الخبرة ليست مضيعة للوقت أو المال:

يندم الناس غالباً على اختيارهم لشهادة غير مناسبة لهم، أو يشعرون بأنَّهم أهدروا وقتهم وأموالهم على التعليم الذي لم يوصلهم إلى مهنة، لكن كيف تتوقع أن تعرف نفسك؟ كلُّ ما تفعله في الحياة هو اكتساب الخبرات، فإذا لم ينجح شيء ما، فجرِّب شيئاً آخر، ربما بدَّلت التخصصات أو الفصول الدراسية أو حتى الدرجات العلمية، وماذا في ذلك؟ إذا كنت لا تتخلَّى عن كلِّ شيء جيد.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء لم تتعلمها في الجامعة

6. يختلف بعض الناس عنك اختلافاً جذرياً:

عندما تولد وتكبر في بيئة معيَّنة، تتوَّهم أنَّ هذا كلَّ ما تنطوي عليه الحياة، فترى الأشخاص نفسهم والآراء والأفكار والثقافة نفسها، وما إلى ذلك، وهذه حياة محدودة جداً، لكن بمجرد أن تلتحق بالجامعة، غالباً ما تقابل أشخاصاً من بلدان مختلفة، لديهم أفكار وثقافات مختلفة، وهذه طريقة رائعة للتعرف إلى الأشخاص والعالم؛ إذ يشبه الأمر السفر حول العالم، لكن عندما تذهب إلى الجامعة، يأتي العالم إليك.

فقد عملتُ خلال فترة وجودي في الجامعة مع أشخاص من "جنوب إفريقيا" (South-Africa)، و"الصين" (China)، و"كوريا الجنوبية" (South-Korea)، و"رومانيا" (Romania)، و"ألمانيا" (Germany)، و"أمريكا" (America)، و"كندا" (Canada)، و"البرازيل" (Brazil)، و"الهند" (India)، وغيرها من البلدان.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: إلى كل طالب جامعي: كيف تَدرس بذكاء؟

يمنحك هذا الأمر منظوراً أفضل للعالم والأشخاص الذين يعيشون فيه، والشيء الوحيد الذي ستتعلمه هو أنَّنا بطريقة ما كلنا متشابهون، ومع ذلك، نحن مختلفون تماماً، وهذا ليس الأمر الجميل في الجامعة فحسب؛ بل في الحياة أيضاً؛ لذا إذا سنحت لك الفرصة، اذهب إلى الجامعة، وإذا لم تستطع، حاول أن تتعلم بطريقة مختلفة، كما قلت، لا أعرف الكثير، لكن ثمَّة شيء واحد أثق به، التعليم لا ينتهي أبداً؛ لذا سواء كنت في الجامعة أم لا، استمر في التعلم.




مقالات مرتبطة