6 خطوات لتطوير عادات جيدة
في آخرِ موعد لي عند طبيب الأسنان، قال لي: "إن لم يتحسن تجويف الضرس لديكِ في الموعد القادم، فسوف نضطر إلى إجراءِ عملية جراحية مكلفة لمعالجته؛ لذا أنصحكِ بتنظيف أسنانك بالخيط يومياً"، لقد حثتني نبرة طبيب الأسنان الصارمة هذه على أن أبدأ بعادة تنظيف الأسنان بالخيط يوميَّاً وهي عادة كنت أحاول - دون مجهود يُذكَر - أن أجعلها ضمن عاداتي اليومية على مدار 30 عاماً الماضية.
ملاحظة: هذه المقال مأخوذ عن الكوتش وخبيرة الإلقاء سابينا ناواز (Sabina Nawaz)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في اكتساب عاداتٍ جيدة.
نحن على دراية بالعادات المفيدة لنا لكنَّنا لا نتبعها؛ حيث ترافقنا تلك الهفوات في حياتنا المهنية أيضاً؛ فترانا نشغل أنفسنا بقراءة رسائل البريد الإلكتروني، بعد أن وعدنا أنفسنا بإنجاز المهام الكبيرة، ونهدر صباحنا في اجتماعات لا نفع منها، بدلاً من استثماره في التفكير الاستراتيجي؛ إذ نَعقِد اتفاقات مع أنفسنا لتبرير تصرفاتنا الحالية وتأجيل ما نريد إحداثه من تغييرات حسنة في النهاية.
يُعد تطوير عادة جديدة إجراءً وقائياً ويساعد على بناء أرضية لما نريد تحقيقه من إنجازات، فصحيح أنَّنا نخشى فكرة أنَّ إحداث تغيير ربما يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، إلا أنَّ تبنِّي عادات بنَّاءة يوفر الكثير من الوقت على الأمد الطويل؛ وذلك لأنَّه يجنبنا الجهود المهدورة والفوضى التي كنا سنضطر إلى إصلاحها.
ابتكرتُ طريقة أسميها "قائمة نعم" (Yes List) لمساعدة العديد من المديرين التنفيذيين على التخلي عن العادات السيئة ولتعزيز تأثيرهم الإيجابي عن طريق تبنِّي روتين صحي جديد، فنستخدم "قائمة نعم" لتسجيل فيما إذا قمنا (نعم) أو لم نقم (لا) بالأعمال التي يجب أن نقوم بها، ولن تستغرق متابعة "قائمة نعم" أكثر من 20 ثانية يوميَّاً ولكنَّها تعود بنفع عظيم.
إليك 6 نصائح لمتابعة التزامك بالتغيير ولتحصيل أفضل النتائج:
1. أنشئ "قائمة نعم" (yes list):
أضف ما لا يزيد عن ثلاثة أهداف، وقسمها إلى إجراءات عملية صغيرة، على سبيل المثال: إن أردت أن تحسَّن التعاون لديك ابدأ بتوجيه شكرٍ إلى أحد زملائك في العمل في ذلك اليوم، ثم أنشئ جدولاً يتحوي على الإجراءات والمواعيد التي تريد متابعتها خلالها.
2. ضع قائمة الأهداف في جمل إيجاب وليس نفي:
من الأيسر التركيز على فعل شيء ما أكثر من التركيز على عدم فعله، على سبيل المثال بدلاً من كتابة: "لا تؤجل قراءة آخر المستجدات في مجال العمل، اكتب: اقرأ مقالات ترتبط بالعمل".
3. ضع بديلاً عن العادة:
من المرجح أنَّك سوف تتوقف عن فعل شيء ما بنجاح إن وضعت له بديلاً يردعك عن فعله، على سبيل المثال إن أردت التوقف عن توجيه الانتقادات في أثناء الاجتماعات، حوِّل إطلاق الأحكام لديك إلى فضول، وحدد هدفاً بديلاً عبر طرح سؤال مفتوح عوضاً عن ذلك؛ فبدلاً من استخدام جملة مثل: "هذا ليس منطقيَّاً، يبدو أنَّك لم تفكر جيِّداًفي تداعيات هذه الفكرة"، قل: "هل تساعدني هذه الفكرة على فهم التداعيات التي أخذتها في الحسبان؟".
4. تعمَّق في أساس المسألة:
يشاركنا تشارلز دوهيج (Charles Duhigg) قصته في كتابه قوة العادات (the Power of Habit) حيث اكتسب وزناً في أثناء كتابته، فكان من عادته أن يذهب إلى المقهى كل ظهيرة ليتناول قطعة حلوى، كان في إمكانه استبدالها بقطعة من الفاكهة ولكنَّه أدرك السبب الحقيقي وراء ذهابه اليومي إلى هناك، فقد كان ذلك ليلتقي بالناس بعد انعزاله يوماً بطوله في المنزل منخرطاً في كتابه، لقد أتاحت له تلك الفكرة الفرصة بأن يستمتع بوقت الظهيرة باجتماعه مع الناس ويبتعد عن المقهى وملذاته في الوقت ذاته.
5. استخدم طريقة تحبها:
يمكنك أن تنشئ "قائمة نعم" بالشكل الذي تحب؛ وذلك باستخدام ورقة أو جدول بيانات أو تطبيق على الهاتف أو تسجيل صوتي، استخدم الأداة التي من المرجح أن تستخدمها أكثر يومياً.
شاهد بالفيديو: 10 طرق لتمارس العادات الجيّدة يوميّاً
6. تتبَّع القائمة يوميَّاً:
لا تتكلف عناء تذكُّر ما فعلته خلال الأسبوع؛ بل حدد العناصر في قائمتك بـ "نعم" أو "لا" في نهاية كل يوم؛ لذا ضع تذكيراً يومياً للنشاط الذي تريد أن تضمن ممارسته، فمثلًا إن كنت تنظف أسنانك بالخيط يوميَّاً، ألصِق ملاحظة بذلك على علبة الخيط.
لقد وفر لي - أقل من دقيقة يوميَّاً من التنظيف بالخيط - المالَ ومشكلات في الأسنان لا تحصى، فعندما نتأمل فيما اعتدنا على فعله ويؤذينا يمكننا التخلص من سيطرته علينا عن طريق إنشاء عادات يومية جديدة تهيِّئنا إلى النجاح الآن وفي المستقبل.