6 تقنيات للسيطرة على مشاعر القلق

لنواجه الواقع، فنحن نعيش في عالم ضغوطاتٍ متواصلة، وهذا الوصف بالطبع ينطبق على رواد الأعمال المشغولين دائماً؛ فهم يتحمَّلون عديداً من المسؤوليات بصفتهم "المدير"، وفوق ذلك هناك الإجهاد الذي نتعرض له في حياتنا الشخصية، والعالم الخارجي الذي نعايشه دون توقُّف عبر أجهزة التلفاز أو الإنترنت.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "شون دويل" (Shawn Doyle) والذي يحدِّثنا فيه عن تجربته في التعامل مع ضغوطات الحياة اليومية.

كل ذلك يدفعك إلى الشعور كأنَّ العالم ينهار من حولك: السياسة، والعنف، والقتل، والكوارث الطبيعية تخلق ضغطاً وقلقاً مستمراً، فتلك هي الأنباء السيئة، لكن هناك أنباء مفرحة أيضاً، وهي أنَّك قادر على التحكم بالتوتر والسيطرة عليه!

يمكِنك أن تسيطر على قلقك وتكون سعيداً، فمصطلح "إدارة الضغوطات" موجودٌ لِسببٍ ما، حسب قول المؤلف والمحاضِر الأمريكي د واين داير (Wayne Dyer): "الحقيقة أنَّه لا يوجد ضغطٌ أو قلقٌ في الحياة؛ إنَّها الأفكار وحدها التي تقنعك بذلك؛ فلا تستطيع لمس القلق أو رؤيته أو تحريكه. هناك فقط أشخاص يفكرون أفكاراً مقلقة".

أنا أسافر حول البلاد لإلقاء المحاضرات والتدريب، ويذهلني عدد الأشخاص الذين يشعرون بالهلع لمجرد وجودهم في المطار، فهم بالنهاية راشدون ويعلَمون أنَّ الرحلات غالباً ما تُلغى أو تؤجَّل، ذلك هو الواقع. وبالرغم من ذلك يهلعون، فعلى سبيل المثال: كنتُ في إحدى المرات أمام البوابة مغادراً مطار أوهير (O'Hare) عندما أعلنَت شركة الطيران أنَّه وبسبب الثلوج سيتأخرون في اتخاذ قرار بشأن انطلاق الرحلة وسيعلنون عن القرار قريباً.

لم تكن هذه المشكلة بسيطة بالنسبة إلى الرجل الذي تقدَّم نحوي وخاطبني بنبرة غاضبة: "هل من المعقول ما فعله هؤلاء؟" هزَّ رأسه في اشمئزاز، ووجهه أحمرٌ من السَخَط.

أجبتُه أنا: "مَن هؤلاء الذين تقصدهم؟".

نظَر إليَّ كأنِّي طفلٌ لا يفقه شيئاً وقال: "أقصد شركات الخطوط الجوِّية؛ فهم يلغون دائماً الرحلات أو يأخِّرونها".

"لقد تأخرَت الرحلة؛ لأنَّ السماء تثلج".

"أجل! الأمر مثير للسخرية أليس كذلك؟"، كان ردُّه، على ما يبدو غاضباً من الثلج.

"أنا شخصياً أفضِّل أن يتأكدوا أنَّ الرحلة ستكون آمنة قبل إقلاعنا" قلتُ له مبتسماً. "أحب التحليق لكنِّي لا أهوى الحوادث".

انتقلَ -من غير أن يسمع ما لم يرق له- إلى شخصٍ آخر وهو يكرر سؤاله: "هل من المعقول ما فعله هؤلاء؟".

لا عجب أنَّ رأيي لم يلقَ استحسانه، لأنَّني أختار ألَّا أستاء حين تؤجَّل رحلتي أو تُلغى. ويمكِنني كرائد أعمال وضع قائمة مطوَّلة بأشياءَ مختلفةٍ تسبِّب لنا القلق خلال العمل في إدارة المشاريع مثل: الأوقات الحرجة في شركتك، والنمو السريع للشركة، والمسائل التنفيذية، والعقبات المالية، ومشكلات الموظفين أو البائعين وغيرها.

شاهد بالفيديو: ماذا يجب عليك أن تفعل عندما تكون غارقاً في ضغوطات ومشاغل الحياة؟

الدور الهام الذي تلعبه قدرتنا على اختيار ما نشعر به:

أولاً، أريدك أن تفكِّر، وبالتالي يمكِنك أن تقلق، أو يمكِنك أن تختار ألَّا تقلق، وكما قالت الممثلة ماريلو هينر (Marilu Henner): "مفاتيح السيطرة على القلق هي أن تكون متحكِّماً في حياتك، وأن تمتلك توقعات منطقية حين يتعلق الأمر بمصاعب الحياة اليومية، وتلك السيطرة هي العنصر الأساس لحياة سعيدةٍ وصحيَّةٍ ومُرضِيَة".

أعلمُ أنَّك سمعتَ ما سأقوله لك من قبل، لكنَّه صحيح، ليس بوسعك السيطرة على ما سيحدث معك، لكنَّك تستطيع التحكُّم بردة فعلك، وإن تمكَّنتَ من إتقان هذه النصيحة؛ فستتغير حياتك، وتصبح إنساناً أسعدَ.

حين تمَّ تأخير رحلتي مراراً وتكراراً؛ كنتُ مسافراً منذ أسبوعين، ولم تقلِع الطائرة حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل، وحين وصلتُ إلى مطار دنفر كانت الساعة 1:35 صباحاً.

وريثما استأجرتُ سيارة ووصلتُ إلى الفندق أصبحَت الساعة 2:45 ولم أخلد إلى النوم حتى الساعة الرابعة صباحاً، ثمَّ استيقظتُ في السادسة صباحاً لأعمل نهاراً كاملاً في التدريب؛ أي لم أنم في النهاية سوى ساعتين فقط. حسناً، كان لدي الخيار، وكان بمقدوري أن أغضب وأقلق وأستاء، أو أن أقول: "آه لا بأس، يبدو أنَّني سأحظى اليوم بساعتين من النوم"؛ بالمختصر، أنا أتحكَّم بردة فعلي.

أنت بحاجة إلى المعرفة والإيمان بقدرتك على التحكُّم في ردَّات فعلك لأيِّ أمر يحصل في حياتك، ولا تنسَ أنَّ نقيضا القلق هما السعادة والفرح، وكما قالت الممثلة فاليري بيرتينيلي (Valerie Bertinelli): "لا مهرب من ضغوطات الحياة؛ لكنَّك تملك الخيار بأن تسمح لها بالتأثير فيك أو لا".

وبهذا السياق، هنالك أدوات، وتقنيات، وأساليب تفكير للتحكم بِقلقك، وإليك بعض الأفكار:

1. ممارسة التمارين الرياضية:

 التمرُّن مثل: المشي، والتسلق، أو ارتياد النادي الرياضي، هو استراتيجية رائعة، حيث تكمن الفكرة في اختيارك لنشاطٍ تستمتع به؛ فالتمرين يخفِّف من الضغط كثيراً، ويَتمُّ إفراز خمس مواد كيميائية وهرمونات يعشقها جسمك في أثناء القيام به.

كما أخبرَت مستضيفة البرامج الحوارية كيلي ريبا (Kelly Ripa)  مجلَّة "غود هاوس كيبينغ" (Good Housekeeping): "أنا أعشق تأثير التمرين في تفكيري، وأشعر بالإرهاق والحزن بعد يوم سيء، ولكنَّ التمرين يمحو كل ذلك. إنَّه علاجي لكل شيء، وحين أشعر بأي اضطرابات عاطفية، أذهب للهرولة، وبعدها أشعر بتحسُّن".

إقرأ أيضاً: 9 فوائد صحية للرياضة

2. ممارسة الهوايات:

تساعدنا ممارسة هواياتنا على الاسترخاء، وقد يعني ذلك لعب الغولف، أو كرة المضرب، أو الرسم، أو حتى جمع الطوابع، فالفكرة هي أنَّ الهواية تسمح لنا بالاستمتاع والابتعاد عن مشكلات الحياة لبعض الوقت؛ فلدى رجل الأعمال وارن بافت (Warren Buffet) هواية مميزة تساعده في أوقات الضغوطات، وهو عازف ماهر على القيثارة حتَّى أنَّه يكتب الألحان بنفسه، وهناك مقاطعٌ له وهو يغنِّي عن شراب الكوكا كولا ويعزف مع المطرب الشهير بون جوفي (Bon Jovi) على اليوتيوب.

3. التأمُّل:

التأمُّل وسيلةٌ ممتازة للتخفيف من الضغط، تبعاً للبحث الذي تمَّ نشره في موقع علم النفس اليوم (Psychology Today)، وللتأمُّل الفوائد التالية:

إن كنتَ ترغب بتعلُّم التأمُّل؛ فهنالك عديدٌ من المواقع على الإنترنت، وبالغالب، يمكِنك العثور على الدورات التدريبية في المنطقة حولك. ذكرَت مجلة الأعمال هارفارد بزنس ريفيو (Harvard Business Review)، أنَّ بيل فورد (Bill Ford) المدير التنفيذي لشركة فورد لتصنيع السيارات، قد استعان بالتأمُّل لتخطي سنوات الإفلاس التي مرَّ بها، ويقول بخصوص ذلك: "ساعدَني تمرين اليقظة الذهنية على تجاوز أيام حالكة".

إقرأ أيضاً: 3 عادات بسيطة لممارسة تأمل اليقظة الذهنية

4. تقبُّل الأمور السلبية التي تَحدث معك برحابة صدر:

عندما أجد الطريق أمامي قد أصبح مزدحماً ازدحاماً شديداً وأقول في سري: "أنا عالق في الزحمة، حسناً، لا بأس… تلك هي الحال". وبهذه الطريقة يمكِنك قبول الوضع لأنَّك تردِّد لنفسك إنَّه ليس بالأمر العظيم، مقارنة بالأشياء التي يمكِن أن تَحدث؛ فهو حقاً ليس بالأمر العظيم. كما قال المؤلف ستيف مارابولي (Steve Maraboli): "أعدك أن لا شيء عشوائي بقدر ما قد يبدو، وليس هناك ما يستحق أن تتجاهل صحَّتك لأجله، أو أن تسمِّم نفسك بالقلق والضغط والخوف لأجله".

5. الامتنان لعدم حدوث أمور سيئة كانت من الممكن أن تَحدث:

إن تعرضتَ لحادث سيارة بهذا التفكير ستقول: "أجل لقد كنتُ في حادث سيارة، لكن كان يمكِن أن يحصل الأسوأ، على الأقل أنا لم أتأذَّ"، أو إذا خسرتَ أحد عملائك ستقول: "حسناً، لكن مازال لدي عملاء آخرون".

يمكِنك استخدام هذه التِّقنية بمجرد ملء العبارة: "حسناً، على الأقل مازال لديَّ (العافية، أو العائلة، أو العمل، أو الزوجة، أو الزوج، أو المهارة)"، وكما يقول المتحدِّث التحفيزي نيك فيوتتش (Nick Vujicic): "يتسائل الآخرون غالباً عن سرَّ تفاؤلي بالرغم من عدم امتلاكي ساقين أو ذراعين؛ والإجابة السهلة هي أنَّني أملك الخَيار، أستطيع أن أختار الغضب لأنِّي لا أملك أطرافاً، أو أكون شاكراً لأنَّه لدي هدف، وأنا أختار الامتنان".

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

6. إنشاء قائمة بالأمور التي تحسِّن مزاجك:

اكتب قائمة بكلِّ الأمور التي تساعدك على الاسترخاء، ثمَّ عندما تشعر بأول أعراض التوتر، حاوِل خلال ذلك اليوم القيام بأحد أنشطة تلك القائمة، وتذكَّر: يعود لك اختيارها تماماً.

ولا تنسَ: إنَّه يدعى "إدارة الضغوط" لسببٍ وجيه، وأنت وحدك القادر على إدارتها.

المصدر




مقالات مرتبطة