6 أسئلة للعثور على شغفك

الشغف كلمة قوية ومفعمة بالمعاني، وقد يتبادر إلى ذهنك عند سماعها كثيرٌ من صور السعادة والحماسة، ولكن عندما لا تجد ما تحلم به على أرض الواقع تظنُّ أنَّك لا تملك شغفاً تجاه أي شيء، وتجد نفسك في حالة صراع وتستمر في البحث في مختلف الاتجاهات عن ذلك الشغف المفقود، في حين يسيطر على الذهن سؤال واحد: "ما الذي يجب أن أفعله؟".



بمحاولة خاطئة قد تلجأ إلى العمل بأكبر طاقة ممكنة لتجد ذلك الشغف وتحتفي به، ولكن في الغالب لن يتحقق ذلك؛ لأنَّ الأساس في البحث وطرح الأسئلة كان خاطئاً.

الأسئلة الخاطئة:

نحن في الغالب نبحث عن الشغف بطرح أسئلة قائمة على النتائج والمنفعة الشخصية، مثل: هل سيكون هذا العمل مربحاً؟ هل سيكون مناسباً لي على الأمد الطويل؟ هل سأحصل على نتائج أكبر من الجهد الذي يتطلبه؟ ما هي مجالات العمل الرابحة؟ ما هي نقاط القوة في سيرتي الذاتية؟ ما هي الوظائف الرائجة في السوق؟

لكنَّ هذه الأسئلة غير مفيدة؛ لأنَّها قائمة على تتبُّع الفائدة والقيمة المادية بصرف النظر عن نوعية العمل إن كان ملائماً لك أم لا، أمَّا الشغف فيتكوَّن بناءً على تجاربك الماضية ومشاعرك، ويمكن طرح الأسئلة الآتية ومن خلال الإجابة الصادقة ستدركُ أنَّ خلاصة تجاربك وحياتك كانت من أجل إيجاد إجابات.

الأسئلة التي تساعدك على العثور على شغفك:

1. ما هي الإشارات التي يقدمها لك ماضيك وتجاربك؟

يقول الكاتب "جون أكوف" (Jon Acuff): "نادراً ما يتكون شغفُك بناءً على التجارب الجديدة؛ بل في غالب الأحيان يكون شيئاً اعتدتَ فعله مراراً وتكراراً في الماضي مهما كان بسيطاً"، فقد تكون مهارتك في الحياكة أو إصلاح الأعطال أو صنع المخبوزات هي الشيء الذي ستستمتع به لو اتخذته عملاً.

في غالب الأحيان يكون الرجوع والبحث في الماضي أمراً مخيفاً؛ فقد تستعيد من خلاله مواقف وذكريات شعرت فيها بالألم أو الخزي لأنَّك لم تكن جيداً بما يكفي أو لم تحقق ما كان متوقعاً منك أو فشلت بأمر ما، ولكن من خلال هذا البحث ستحصل على كمٍّ كبيرٍ من الإلهام والأفكار.

شاهد بالفيديو: كيف تكتشف شغفك وتصل إليه؟

2. ما الذي يجعلك غاضباً؟

المقصود هنا ليس الغضب العنيف أو الطائش؛ وإنَّما ذلك الغضب الذي تشعر به بسبب وجود شيء مزعج، وبالإمكان إيجاد حل أو بديل له؛ مثلاً يوجد مقهى في الهند يديره طاقم كامل من ضحايا الهجمات الكيماوية أسَّسه شخصٌ كان لديه قلقٌ كبير بشأن هذه الفئة من الضحايا والمعاناة التي تعرضوا لها.

أي إنَّ هذا النوع من الغضب ليس بالضرورة أن يكون ضارَّاً؛ وإنَّما هو نتاج حالة من الإحباط أو النقص أو الخلل في جانب معين، ومن ثمَّ يعزز الشغف في العمل لإيجاد حل لهذه المشكلة.

3. ما هي الأمور التي كانت دائماً سبباً لحيرتك وتساؤلاتك؟

هل تساءلت دائماً عن سبب عدم وجود طريقة أفضل أو منتج أفضل لحل مشكلة ما؟ ما هي الأشياء التي تزعجك بصمت وتتمنى تغييرها؟ يمكن لحدسك الداخلي وشعورك تجاه هذه المواقف أن يدلك إلى شغفك بطريقة ما.

4. في أي مجال يطلب الناس مساعدتك؟

ما هو الشيء الذي كنت دائماً تساعد الناس عليه؟ مهما كان عادياً بالنسبة إليك إلا أنَّه أحدث فارقاً كبيراً عند الشخص الآخر، بإمكانك أن تسأل زملاءك وأصدقاءك عن مميزاتك ونقاط قوتك وستتفاجأ بالإجابات التي كنت تظنها أشياء عادية.

5. ما الذي يجعلك تدخل في حالة تركيز شديد؟

هل سبق أن استمتعت بعملٍ ما لساعات متواصلة دون أن تشعر بمرور الوقت؛ هذا ما يُسمَّى بالتركيز الشديد أو حالة التدفق، ومن أهم مميزاته الجودة والإتقان التي تميز الإبداع عن العمل العادي.

لذا احرص دائماً على ملاحظة نوعية الأعمال التي تستمتع بها وتوثيقها والسبب الذي جذبك إليها، فمن المحتمل أن يكون جواب هذه الأسئلة هو نقطة بداية لاكتشاف الشغف.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب توضح أهمية التركيز على المهام كل منها على حدة

6. ما الذي أنت مستعدٌّ لتحمُّله؟

الشغف ليس أمراً شخصياً فقط؛ بل يتعدَّاه ليكون شيئاً مثمراً ومفيداً للآخرين؛ فهو يجمع بين الدافع الشخصي الذي يجعلك تحب عملك ورغبتك الصادقة في تقديم الفائدة للآخرين والمجتمع وليس فقط لتلبية احتياجاتك الخاصة.

في أثناء البحث عن الشغف يجب ألَّا تركز على الأشياء السهلة فقط؛ بل يجب أن تبحث عن الأعمال التي تستطيع أن تقوم بها بسعادة على الرَّغم من صعوبتها أحياناً.

إقرأ أيضاً: 6 طرائق بسيطة لإيجاد الدافع في حياتك اليومية

في الختام:

تساعدك الإجابة عن الأسئلة السابقة على توضيح الأمور تدريجياً لتستطيع ربطها معاً والتوصل إلى النتيجة التي تريدها؛ فهذه الطريقة ليست حلاً سحرياً؛ لكنَّها تساعدك لتعيد اكتشاف خبراتك السابقة وما تمتلكه من نقاط قوة، وهذه هي الطريقة الصحيحة التي يجب أن يتبعها أيُّ شخصٍ يبحثُ عن شغفه في الحياة.




مقالات مرتبطة