5 نصائح للحفاظ على الإنتاجية رغم المعاناة من الأمراض النفسية

يعاني معظم الناس في الوقت الحاضر من تردِّي صحتهم النفسية، وهذا نتيجة طبيعية ومؤسفة لحياتنا الحديثة الملأى بالتوتر، وما لا يدركه كثيرون منا هو أنَّنا عندما نعاني من اضطرابات نفسية، فقد ينعكس ذلك سلباً على جودة عملنا وكميته، ولكن كيف ولماذا يؤثر المرض النفسي في إنتاجية الموظف؟ هيَّا بنا نكتشف ذلك.



الدافع والمرض النفسي:

كشفت عديد من الدراسات في الماضي أنَّ الموظفين الذين يعانون من أمراض نفسية، وخاصةً الاكتئاب، يأخذون إجازاتٍ مرضية أكثر من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة؛ فعندما تكون مريضاً، تشعر بدافعٍ أقل للالتزام بمسؤولياتك اليومية وإنجاز مهامك.

يحدث هذا أيضاً في حالة الأمراض الجسدية، ولكن في حالة الأمراض النفسية، يصبح الأمر أكثر خطورة، فمن الصعب أن تبقى منتجاً إن لم تسمح حالتك النفسية بذلك، فالضغط على نفسك لإنجاز الأمور رغم كل شيء سوف يؤدي إلى الإرهاق وحتى الانهيار النفسي؛ لذا تجنَّب ذلك بأي ثمن.

كيف تحسِّن إنتاجيتك؟

حاول أن تستعيد رغبتك في أداء عملك بصورة طبيعية؛ تعامَل مع الأمر برويَّة وبالتدريج، يمكنك القيام بذلك إذا كنت صبوراً بما يكفي، وإذا احتجت إلى بعض المساعدة، فإليك خمس نصائح قابلة للتطبيق ستساعد على الحفاظ على إنتاجيتك حتى إذا كنت مصاباً بمرضٍ نفسي:

شاهد بالفيديو: 8 خطوات لزيادة إنتاجية يومك

1. اختر مجالاً تستمتع به:

ثمَّة علاقة واضحة بين ظروف العمل ومعدلات الحضور والتغيُّب عن العمل بين العمال الذين يعانون من تردي الصحة النفسية، فإنَّ مقدار حبك لعملك هو جانب هام من هذا الأمر؛ إذ ستكون أكثر حماسةً للحضور إلى العمل وأداء مهامك إذا كنت تستمتع بالقيام به في المقام الأول.

لذلك فإنَّ اختيار المجال الذي تحبه أمرٌ بالغ الأهمية، وإذا لم تكن متأكداً من كيفية اختياره؛ فإنَّ التطوع لفترة من الوقت لتجربة عدة مهن يعدُّ فكرة جيدة، ولكن مع أنَّ التطوع قد يكون مرضياً حقاً من نواح كثيرة، عليك أن تتذكر أنَّ معظمه سيكون غير مدفوع الأجر؛ لذا إذا اخترت السير في هذا الطريق، فضع ذلك في الحسبان.

لنكن واقعيين، لا يستطيع الجميع العيش دون عملٍ مأجور حتى يجدوا شغفهم الحقيقي، ومن ثمَّ فإنَّ مواصلة القيام بشيء لا يجعلك سعيداً بدافع الضغوطات المالية؛ إذ سيصبح بدوره ضغطاً إضافياً يمكن أن يؤثر سلباً في صحتك العقلية، فإذا كان الأمر كذلك، فإنَّ أفضل ما يمكنك فعله هو التركيز على مزايا مهنتك الحالية.

2. ضع أهدافاً واقعية:

أظهرت دراسة حديثة أنَّ تحديد الأهداف فعَّال في علاج الأمراض النفسية؛ إذ تمكَّن معظم المشاركين في الدراسة من تحديد ما يجب القيام به بأسلوب مناسب وتحقيق هدفهم، ومن ثمَّ لا يجب أن تخشى الرغبة في إنجاز أمور معينة؛ لأنَّ الاضطراب الذي تعاني منه لا يحد من قدراتك بالقدر الذي تتخيله.

ويجب أيضاً أن تبقي أهدافك واقعية؛ إذ إنَّ توقع الكثير من نفسك وعدم القدرة على تحقيق ذلك يمكن أن يؤثر في ثقتك بنفسك، وهو أمر يعاني منه معظم المرضى أصلاً؛ لذا كن صادقاً مع نفسك، وحدد ما هي المهارات التي تمتلكها، كم من الوقت ستستغرق لإنجاز المهمة باستخدام هذه المهارات، عليك أن تحدد ذلك بصدق.

3. ركِّز على المهمة الحالية:

بعد أن حدَّدت أهدافك بوضوح، فقد حان الوقت لتنفيذها، ولكي تتمكَّن من القيام بذلك، عليك أن تركِّز، ولكنَّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية غالباً ما يواجهون صعوبةً في التركيز؛ لذلك أدرك أنَّك قد لا تكون دائماً قادراً على التركيز ولا تضغط على نفسك، بدلاً من ذلك، عليك أن تركِّز على المهمة فقط عندما تشعر بأنَّك متحمسٌ لذلك.

4. نظِّم مكان عملك:

إنَّ الفوضى هي إحدى أكثر الأمور التي تشتِّت انتباهنا جميعاً يومياً، وعندما يُصعِّب عليك المرض النفسي التركيز على شيء ما، فقد تفاقم الفوضى الأمر كثيراً؛ لذا فإنَّ الحفاظ على التنظيم أمر ضروري إذا كنت تريد أن تولي اهتماماً أفضل لما تفعله، وإنَّ تنظيف مكتبك هو خطوة أولية بسيطة يمكنك اتخاذها في هذا الاتجاه.

لكن حتى لو كانت طاولتك نظيفة ومرتبة، فقد يكون المكتب بأكمله في حالة من الفوضى، فإذا وجدت أنَّ أثاث المكتب وترتيبه يضرُّ بقدرتك على أداء وظيفتك، فربما عليك مناقشة الأمر مع رب العمل، فإن كان شخصاً عاقلاً ومتفهماً، وشرحت له الموقف بصراحة، فربما قد يجري بعض التغييرات.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة فعالة لتحسين تركيزك في أثناء العمل

5. لا تدع الفشل يحبطك:

نظراً لوضعك الحالي، عليك أن تعرف أنَّ الفشل يبقى خياراً قائماً، فإذا حدث ذلك، فحاول ألا تدعه يحبطك، فحتى أكثر الناس نجاحاً اليوم عانوا مرارة الفشل والإخفاق؛ لذا بدلاً من السماح للفشل بتدمير ثقتك بنفسك وتقليل احترامك لذاتك، اجعله فرصةً لتعلم درس هام عن التطور الذاتي.

إقرأ أيضاً: 18 طريقة لتعود أقوى بعد الفشل

في الختام:

يمكنك البقاء متحمساً ومنتجاً رغم معاناتك من القلق أو الاكتئاب أو حتى الفصام، فإذا ما أخذت الأمور برويَّة ووضعت توقعات مهنية واقعية، فلا بدَّ لك من تحقيق النجاح عاجلاً أم آجلاً، فالشرط الأساسي هو ألا تتوقف أبداً عن بذل قصارى جهدك.




مقالات مرتبطة