5 نصائح للحصول على كل ما تحتاجه

غالباً ما نهتم كثيراً بما لا يُمكِنُنا الحصول عليه لدرجة أنَّنا لا نفكر فيما إذا كنَّا نريد هذا الشيء فعلاً أو ما إذا كنا بحاجة إليه، ولكنَّنا في الواقع عادةً ما نحتاج إلى أقل بكثير مما نعتقده لنكون سعداء وناجحين في الحياة.



إليك 5 نصائح للحصول على كل ما تحتاج إليه دائماً:

1. ساعِد الآخرين:

يُمكِنُك الحصول على كل ما تحتاج إليه في الحياة تقريباً إذا ساعدتَ عدداً كافياً من الأشخاص من حولك للحصول على ما يحتاجون إليه، فعندما تساعد الآخرين ستستفيد بنفس القدر إن لم يكُنْ أكثر من أولئك الذين ساعدتهم، وهذه واحدة من أعظم مفارقات الحياة.

إذا شعرتَ بأنَّك عالق في حياتك لأنَّك لا تعرف ما تريده حقاً، فحوِّل تركيزك من ظروفك إلى ظروف مَن حولك، وكما قال المناضل الهندي مهاتما غاندي (Mahatma Gandhi) ذات مرة: "أفضل طريقة للعثور على نفسك هي أن تُفني نفسك في خدمة الآخرين"؛ أي بدلاً من أن تسأل: "لماذا لا أملك ما أحتاج إليه؟"، اسأل شخصاً آخر: "كيف يُمكِنُني مساعدتك على الحصول على ما تحتاج إليه؟"، ابحث عن شخص يريد المساعدة وقدِّم له عرضاً لا يُمكِنُه رفضه.

الحياة حلقة ندور فيها جميعاً؛ أي ستتحمل عواقب كل ما تفعله، ونظراً لأنَّ الكثيرين من الأشخاص لا يساعدون إلَّا أنفسهم فقط؛ فإنَّك عندما تسعى بصدق إلى مساعدة الآخرين على النجاح في الحصول على ما يحتاجون إليه، فسوف يلاحظون وجودك، وسيسعى هؤلاء الأشخاص بدورهم إلى مساعدتك على النجاح في الحصول على كل ما تحتاج إليه وسيصبح ما تحتاج إليه هو أكثر ما يريدونه.

خلاصة القول: عِش حيث لا يُحدِّدُ ما اكتسبتَهُ شكل حياتك؛ بل ما قدَّمته وما تركته في حياة وقلوب أولئك الذين ساعدتهم.

2. خصِّص وقتاً لعملٍ هادفٍ:

عندما يُحرَم البشر من الشغف والعمل الهادف، يفقدون سبب عيشهم ويتوهون ويفقدون صوابهم، وهكذا يُمكِنُك أن تعيش حياة مُرضية من خلال السماح لاهتماماتك وشغفك بدفعك إلى الأمام، واتِّخاذ كل الخطوات اللازمة.

بنفس الطريقة التي يستجيب بها جسمك إلى العناصر الغذائية المناسبة، يحتاج قلبك وعقلك وروحك أيضاً إلى الغذاء؛ إذ يُمكِنُكَ الحصول على هذا الغذاء عندما تشارك في عمل هادف؛ وذلك لأنَّك ستعثر على نفسك في العمل الهادف الذي يدفعك إلى الأمام.

لذلك لا تدع واقع اللحظة الحالية يعترض طريق ما هو ممكن، ولا تتخلَّ أبداً عن الأشياء التي تجعلك سعيداً؛ إذ دائماً ما يكون الإنسان المدفوع بالشغف أقوى من واقع اللحظة الحالية، فعبِّر عن حبك وعِشْ على حقيقتك وشارِكْ حماستك، كما يجب أن تتَّخذَ الإجراءات لتحقيق الأهداف، وتقرنَ أقوالك بالأفعال وتستثمرَ مواهبك، ومن ثم سِر وفق أسلوبك الخاص وحقِّق إنجازاً يستحق أن يذكره الجميع.

إقرأ أيضاً: كيف تُنشِئ قائمة بالأمور التي تمتلك شغفاً نحوها لتطوير حياتك

3. أَظهِر ضعفك:

عندما يفتح الناس قلوبهم وعقولهم سيختبرون أشياء جديدة، ويحبون ويتعلَّمون ويَنمون، وهذا هو الضعف؛ أي الانفتاح على جميع الاحتمالات، فالحب هو الضعف، والسعادة هي الضعف، وخطر التعرُّض إلى الضعف هو ثمن الانفتاح على الفرص.

كونك ضعيفاً لا يعني إظهار الأجزاء المثالية منك؛ بل يتعلَّق الأمر بالكشف عن الأجزاء غير المثالية التي تفضِّلُ إخفاءها عن العالم، إنَّه التميُّز وإظهار شخصيتك الحقيقية، ويعني الظهور إلى العالم بقلب صادق ومنفتح والاعتراف بهويتك الحقيقية.

الحقيقة هي أنَّك ستواجه تحديات وصعوبات في أي شيء هام تحاول تحقيقه، ولأنَّ الحب والسعادة يُولدان من استعدادك لأن تكون ضعيفاً وأن تكون منفتحاً على شيءٍ رائع يمكن أن يُسلَبَ منك؛ فيجب عليك أن تتقبَّلَ هذا الشيء؛ وذلك لأنَّك عندما تختبئ من ضعفك، فإنَّك تلقائياً تختبئ من كل إنجاز يستحق أن تحققه في الحياة.

كن ضعيفاً ولا تُخبِّئ مشاعرك وكن صريحاً وصادقاً، واهدمْ الحواجز العاطفية التي وضعتها من حولِكَ؛ وستشعر بكل المشاعر الفريدة سواء كانت جيِّدة أم سيِّئة؛ فهذا هو واقع الحياة وهذه هي الطريقة التي ترحِّبُ بها بالفرص الجديدة، وإنَّ الضعف أشبه بالصدق والشجاعة، والصدق والشجاعة ليسا دائماً الخيارين الأسهل، ولكنَّهما ليسا الخيارين الخاطئين أبداً.

شاهد بالفيديو: 5 أمور هامَّة ترشدك للوصول إلى هدفك

4. اطرَحْ الأسئلة الصحيحة على نفسِك:

توقَّف عن البحث عن الإجابات بعيداً عن نفسك، وابدأْ بطرح الأسئلة الصحيحة على نفسك، قال الكاتب الفرنسي فولتير (Voltaire) ذات مرة: "احكمْ على المرء من أسئلته لا من إجاباته"، وهذه نصيحة سليمة؛ وذلك لأنَّك إذا واصلت في طرح الأسئلة الخاطئة على نفسك، فلن تحصل على إجابة تعجبك أبداً.

إنَّ الأسئلة التي تواجهها باستمرار لها تأثير قوي في توجُّهك في حياتك، وليس من المُستغرَب أنَّ الأسئلة التي غالباً ما تسمعها تأتي منك مباشرةً، فما هي الأسئلة التي تطرحها على نفسك؟ وهل تساعدك هذه الأسئلة على فهم نفسك بشكل أفضل؟ أم أنَّها تجعلك تسعى سعياً ميؤوساً منه؟

تكمن المشكلة في أنَّك عندما تعتقد أنَّه يجب عليك "البحث" عن أشياء في الحياة مثل الحب والهدف والإلهام، فإنَّ "البحث" يعني أنَّ هذه الأشياء تختبئ بطريقة ما في مكان ما في انتظار مَن يكتشفها؛ لذلكَ تبدأ بطرح الأسئلة التي تقودك بعيداً عن نفسك، وهذا ليس المكان الذي تُوجَدُ فيه الإجابات التي تبحث عنها.

في الحياة عليك أن تبتكر حبَّك الخاص، وتحدِّدَ هدفك وإلهامك الخاص، لكنْ لن تبدأ هذه العملية إلَّا من الداخل، ويمكِنُ تحقيق الكثير من هذا عن طريق طرح الأسئلة الصحيحة على نفسك؛ إذ يُمكِنُك أن تبدأ بهذه الأسئلة:

  • "مَن أنا؟".
  • "ما الذي أحتاج إليه؟".
  • "كيف أعمل بشكل أفضل؟".
  • "ما الذي يُمكِنُ أن أقدمه؟".
  • "ما هي الخطوة التالية التي يُمكِنُني اتِّخاذها الآن؟".

من الواضح وجود العديد من الأسئلة الأخرى التي يُمكِنُك طرحها أيضاً، والأمر كله يتعلق بالاستفسارات الذاتية التي تساعدك على البقاء وفياً لمبادئك ومتابعة شغفك والنمو من خلال المِحَن وإضافة قيمة إلى العالم من حولك.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم قوة الأسئلة لتعزيز جودة حياتك؟

5. خُذْ بضع خطوات صغيرة إلى الأمام كل يوم:

مهما كان ما تحتاج إلى تحقيقه في الحياة، فخُذْ كلَّ شيء خطوة بخطوة، فلا تبالغ في أفكارك ولا في تحقيق جميع أحلامك دفعة واحدة؛ إذ عندما تسعى إلى الحصول على إشباع فوري فإنَّك تجعل الحياة مؤلمة ومُحبِطَة بلا داع، لكنْ عندما تختارُ بدلاً من ذلك التعامل مع كل لحظة على أنَّها فرصة لإجراء استثمار إيجابي صغير في اللحظة الحالية، فإنَّ المكافآت ستأتي بشكل طبيعي.

على الرغم من أنَّ الجهد الفردي قد يبدو ذا تأثير ضئيل عند بذله، إلَّا أنَّك في مرحلة ما ستنظر إلى الوراء وتدرك التأثير الكبير الذي أحدَثَتهُ هذه اللحظات بمجرد جمعها معاً، ومن خلال التحرُّك بهذه الوتيرة المُستدامة ستتمكَّنُ من الاستمرار في المضي قدماً للوصول إلى المكان الذي يجب أن تذهب إليه بالضبط.

شاهد بالفيديو: أهم الدروس التي يجب أن نتعلّمها من الحياة

في الختام:

اتَّخِذْ خطوة الآن، ثم خطوة أخرى واستمر في التقدُّم، فأنت مسؤول عن الحصول على ما تحتاج إليه في الحياة؛ إذ يتعلَّقُ الأمر دائماً بأفعالك في اللحظة الحالية، ويجب أن تختار إمَّا العمل والنتائج أو التقاعس والأعذار، فلا يُمكِنُكَ الحصول على كليهما.

قد لا تشعر برغبة في اتِّخاذ خطوة أخرى الآن، ولا بأس بذلك، فتستطيع أن تأخذ قسطاً من الراحة وتستريح، ثم تتَّخذ خطوة أخرى في أسرع وقت ممكن، فاعلَمْ أنَّ ألمَ الانضباط والمثابرة أخف بكثير من ألم الندم، ولم يسبق لأحد أن بذل ما بوسعه وشعرَ بالندم لذلك.




مقالات مرتبطة