5 نصائح لتعزيز سرعة التعلم

التعلُّم السريع هو شيء يجب أن نسعى إليه جميعاً، لكن قد تعِدُ بعض العناوين والنصائح الموجودة على الإنترنت بالمستحيل، على سبيل المثال:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويقدِّم لنا فيه 5 نصائح لتسريع منحنى التعلُّم الخاص بك.

  • "سرِّع من نموك الشخصي آلاف الأضعاف".
  • "غيِّر حياتك في 10 ثوانٍ".
  • "تعلَّم كل شيء في ساعة واحدة".

لكنَّنا نعلم أنَّ هذه الأنواع من الادعاءات هي مجرد ترَّهات ولا طائل منها، لكن لماذا ما تزال هذه العناوين مغرية بالنسبة إلينا؟

إنَّنا متفائلون ولا بأس في ذلك، فجميعنا نعلم أنَّنا لا نستطيع النمو بنسبة عالية جداً في فترة زمنية قصيرة، ونعلم أيضاً أنَّنا لا نستطيع قراءة كتاب من 300 صفحة في 30 دقيقة، فالإتقان لا يحدث بهذه الطريقة، ولا توجد طرائق مختصرة لذلك.

إنَّ إتقان شيءٍ ما ليس أمراً يصعب تحقيقه تماماً؛ لأنَّه كما توجد ادعاءات مبالغ فيها، توجد أيضاً ثقافة تقول إنَّ الأمر يستغرق 10000 ساعة (أو أكثر) لإتقان مهارة ما، لكن بالنسبة إليَّ أظنُّ أنَّ الأمر يستغرق وقتاً أطول لإتقان شيء ما، لكنَّني أؤمن بشدة أنَّ ثمَّة اختلاف في الطريقة التي نتعلَّم بها؛ إذ يمكنك قضاء 10000 ساعة في ممارسة شيء ما وعدم تعلُّم أي شيء منه.

لذا سأشارك 5 نصائح نجحت معي سابقاً لتسريع منحنى التعلم الخاص بي وتعلُّم المهارات بطريقة أسرع:

1. استخدم أفضل الممارسات لتسريع التعلم:

قد نسمع في كثير من الأحيان هذه الجملة: "لا تعيد اختراع العجلة"، لكن مع ذلك نظنُّ جميعاً أنَّنا مخترعون رائعون، فعندما تبدأ في تعلُّم مهارة ما، يجب أن تكون معجباً بهذه الممارسة، وسواء كنت ترغب في تعلُّم الكتابة، أم استثمار القيمة، أم العزف على آلة موسيقية معيَّنة، ابدأ بالأساسيات، فأنا أعلم أنَّ بعض الناس يريدون أن يكونوا مختلفين ويحاولون القيام بأشياء جديدة، لكن لم يبدأ أي أحد على وجه الأرض بوصفه شخصاً "مبتكراً".

نحن نبدأ جميعنا بفعل ما فعله الجميع، وبمجرد إتقان الأساسيات، يمكننا القيام بما نريده، فبالنسبة إليَّ، عندما بدأت في الكتابة، قمت بما قام به المؤلفون المفضلون بالنسبة إليَّ، واتبعت بعض النصائح من الكتب، مثل كتاب "عن الكتابة" (On Writing) بقلم المؤلف الأمريكي "ستيفن كينج" (Stephen King)، والروائي الأمريكي "إرنست همينغواي" (Ernest Hemingway).

قمت بذات الأمر بالنسبة إلى الاستثمار، فلم أحاول إنشاء استراتيجيتي الخاصة منذ البداية، بل تعلَّمت عن الاستثمار من المنتورز ومن الكتب أيضاً، ولم أتخذ قرارات بمفردي في البداية، بل قمت بذلك في وقت لاحق.

فيمكنك تجنُّب ارتكاب الأخطاء في البداية، من خلال الإصغاء إلى أفضل الممارسات، وهذا هو السبب تحديداً في أنَّ معظم الناس لا يتقنون بعض الأشياء أبداً، وينسحبون في وقت مبكر جداً؛ لذلك لا تكن مثل معظم الناس، بل تعلَّم من العظماء، واحترم المهارة التي تتعلَّمها، فبهذه الطريقة يمكنك تسريع منحنى التعلم الخاص بك.

إقرأ أيضاً: لمحة مختصرة عن التعلم السريع

2. قِس تقدمك وقيِّمه أسبوعياً:

إنَّ قياس تقدمك هو الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تقييمه؛ إذ إنَّك لا تحتاج إلى بيانات لتقييمه، فبالنسبة إليَّ أنا أستخدم دفتر يومياتي بوصفه أداة للتقييم، فأكتب كل ما تعلمته يومياً، وكل الأخطاء التي ارتكبتها، وما يجب أن أتجنبه، وما أريد التركيز عليه.

أراجع في كل أسبوع دفتر يومياتي وأنظر كيف سارت الأمور، وأرى ما إذا أمضيت وقتاً كافياً في التدريب، وما إذا دوَّنت ملاحظات كافية، وماذا يجب أن أفعل بطريقة مختلفة؛ إذ تساعدني هذه المعلومات على تقييم تقدمي المحرز في التعلُّم.

شاهد بالفديو: 10 طرق لتتعلم مهارات جديدة بسرعة واستمتاع

3. اطلب تغذية راجعة:

لكي تسرِّع منحنى التعلم الخاص بك، يجب أن تتلقَّى مساهمات من المنتورز أو الكوتشز أو الخبراء الذين قاموا بما تحاول القيام به، ويجب أن تطلب تغذية راجعة من شخص له خبرة واسعة، على سبيل المثال:

  • اعزف الجيتار أمام مدرِّس الجيتار.
  • أرسل مقالاتك إلى كاتب له باعٌ طويلٌ في الكتابة.
  • ناقش نموذج عملك التجاري مع رائد أعمال ناجح.

إذا لم تتمكَّن من الوصول إلى خبير، ادفع المال لشخص ما لكي يساعدك، وقد يكون تلقِّي التغذية الراجعة من شخص أكثر خبرة منك أمرٌ مخيف، فقد مررت بذلك مرات عدة، فلا أحد يحب أن توجَّه إليه الملاحظات، ولا أحد يحب أن يبدو غبياً أيضاً، لكن ما هو الأهم؟ مشاعرك أم مهنتك؟

لن يشعرك المنتورز والكوتشز الجيدون بالسوء أبداً؛ لذا تذكَّر: إذا أشعرك أحد بالسوء، فهذا يعني أنَّك طلبت النصيحة من الشخص الخطأ؛ لذلك ابحث عن الأشخاص الخبيرين والناجحين حقاً، فهؤلاء الأشخاص سوف يساعدونك بطريقة أفضل.

4. لا تنسحب:

لا يمكنك إتقان أي مهارة إذا انسحبت مبكراً، ولا توجد فائدة من التحدث عن ذلك؛ وذلك لأنَّ فهم سبب الانسحاب يمكن أن يساعدنا على عدم القيام بذلك مبكراً؛ لذلك عندما تتعلَّم مهارة ما، لن تتقدَّم تقدُّماً خطياً مع مرور الوقت، لكنَّنا جميعنا نتوقع أن يكون التعلُّم خطياً.

قد تظنُّ أنَّه كلما زاد وقت استثمارك بشيء ما، ستتحسَّن به، لكن لا يسير التعلم بهذه الطريقة؛ إذ إنَّنا نصل إلى مرحلة من الجمود في التعلم، ونتوقف فجأةً عن التحسُّن، لكنَّ المشكلة هي أنَّ الوقت لا يتوقف، بل تقدُّمنا هو الذي يتوقف ​​فقط، وهذا أمر محبط جداً.

إنَّ الرغبة في الانسحاب هي التي تسبِّب لنا الإحباط؛ لذلك عندما تتوقف عن النمو، اعرف ما هو سبب رغبتك في الانسحاب؛ إذ يجب أن تعرف سبب رغبتك في ذلك وليس الاستسلام للأمر، وتذكَّر: عندما تسرِّع منحنى التعلم الخاص بك، ستصل إلى الجمود دائماً، لكنَّ الفرق هو أنَّك ستتوقع الأمر، وهذا من شأنه أن يساعدك على المضي قدماً.

إقرأ أيضاً: التعلم السريع: الثورة في التعليم

5. اعمل بجد:

ثمَّة أشخاص ذكاؤهم عالٍ يحاولون العمل "بذكاء" وهذا جيد بالنسبة إليهم، لكن هذا ليس ما أتحدث عنه، فحتى ولو عملت ساعتين في اليوم فقط يجب أن تعمل بجد خلال هاتين الساعتين؛ لذلك اعمل بجد كل يوم، فهذه هي الطريقة التي تسرع بها منحنى التعلم الخاص بك.

لطالما اعتقدتُّ أنَّني كنت أعمل بجد، لكنَّني في الواقع، لم أعمل بجد كما أفعل اليوم، وما يزال في إمكاني التحسُّن كثيراً، ولا يتعلق العمل الجاد بأن نبدو مشغولين أو بالقيام بمهام غير مجدية، بل يتعلق الأمر بالتركيز.

لذلك؛ عندما تعمل، اعمل بحق؛ أي لا تحتس القهوة 10 مرات في اليوم، وكُفَّ عن تصفح وسائل التواصل الخاصة بك، ولا تجلس مكانك وتفكر: "ماذا يجب أن أفعل الآن؟"، إذا كنت ترغب في تسريع تعلُّمك وتحقيق المزيد والمساهمة، يجب أن تأخذ تطورك الشخصي على محمل الجد.

في الختام:

لست من محبي مَن يحصرون تفكيرهم بين خيارَين، لكن عندما يتعلق الأمر بإتقان ما تفعله، فهو بالفعل خيار بين أمرين: هل تتعلم أم لا؟ لا يوجد حل وسط، إمَّا أن تتقدَّم أو تتراجع، الأمر متروك لك.




مقالات مرتبطة