5 نصائح لتطوير المرونة

عندما تنظر إلى العالم في الوقت الحالي، ستدرك بسرعة أنَّ الأمر يتطلب قوة كبيرة للمواصلة وعيش حياة ذات معنى؛ إذ تظهر البيانات أنَّنا بوصفنا أفراداً وشعوباً على حد سواء نشعر بالتوتر اليوم أكثر من أي فترة أخرى في التاريخ.



فوفقاً للإحصاءات:

  • ترتبط 75-90% من الزيارات إلى الطبيب في الولايات المتحدة بالتوتر.
  • يعاني 49% من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، من مستويات عالية من التوتر.
  • يلجأ 60% من البالغين إلى عادات سيئة بوصفها وسيلة للهروب من أحداث الحياة المجهدة.

زادت جائحة كوفيد-19 (COVID-19) الطين بلة، فوفقاً لبحث حديث نشرته جمعية علم النفس الأمريكية (APA)، أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة مستويات التوتر زيادة كبيرة، وقد وجدت الدراسة التي استندت إلى دراسة استقصائية شملت 3013 بالغاً في الولايات المتحدة (United States)، ارتفاع في معدلات الإبلاغ عن زيادة في مستويات التوتر لأول مرة منذ أن بدأت جمعية علم النفس الأمريكية إجراء أبحاث مرتبطة بالتوتر في عام 2007، فوفقاً للدراسة:

  • في حين أنَّ متوسط ​​مستوى التوتر المبلغ عنه في عام 2019 كان 4.9\10، فقد ارتفع إلى 5.9\10 نقاط بسبب جائحة كوفيد-19.
  • مستويات التوتر أعلى خاصة عند الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال: إذ يبلغ متوسط ​​مستوى التوتر لدى الآباء الذين لديهم أطفال دون سن 18 عاماً 6.7\10.
  • أفاد 46% من الآباء أنَّ لديهم مستوى توتر مرتفع (يتراوح بين 8-10\10) نقطة.

لذلك عندما ننظر إلى ما يحدث والبيانات المتاحة عن وضعنا الذي يزداد توتراً، يتضح لنا أنَّنا بحاجة إلى تطوير مرونتنا الآن أكثر من أي وقت مضى. 

شاهد بالفيديو: 6 صفات يتحلى بها الأشخاص المرنون

إليك 5 نصائح لتطوير مرونتك:

1. مارِس الرياضة:

أثبتت الدراسات أنَّ ممارسة التمرينات بانتظام لا تساعد على التحكم بمستويات التوتر لدينا فحسب؛ بل يمكن أن تساعد على تطوير المرونة أيضاً، فوفقاً لإحدى الدراسات والتي نُشرت في مجلة فرونتيرز إن سايكولوجي (Frontiers in Psychology)، تساعد ممارسة التمرينات بانتظام على تطوير المرونة العاطفية للتحكُّم بالتوتر لدى البالغين.

كما وجدت دراسة أخرى نشرت في مجلة علم الأعصاب (Journal of Neuroscience)، أنَّ التمرين المنتظم يعيد تنظيم الدماغ بطريقة تساعد على تطوير المزيد من المرونة تجاه الضغوطات.

عند التعرض لضغوطات، يحدث ارتفاع في نشاط الخلايا العصبية في الدماغ الذي يوقف الإثارة في الحُصين البطني وينظم القلق، بالطبع، يوضح الواقع الحالي أنَّه قد يكون من الصعب بعض الشيء أن تمارس التمرينات ممارسة منتظمة، وعلى الرَّغم من ذلك، هناك من التمرينات التي يمكنك القيام بها للحفاظ على نشاط عقلك وجسمك في منزلك، فعليك فقط أن تكون مبدعاً.

2. مارِس التأمل:

تكمن القوة في أن تكون ساكناً، وواعياً بنفسك وببيئتك وبروحك ولو لمجرد لحظات قليلة دون القلق بشأن أي شيء آخر، نادراً ما نقوم بهذا؛ لكنَّ الأبحاث أظهرت أنَّ التأمل يمكن أن يكون ممارسة قوية جداً لتطوير المرونة، ووفقاً للعلم فإنَّ إحدى أكثر الطرائق فاعلية لبناء المرونة هي ممارسة التأمل؛ ففي دراسة راقب الباحثون نشاط دماغ المشاركين عبر إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لهم، ووجدوا أنَّ تأثير ممارسة التأمل في تطوير المرونة فوري ودائم، فإذا لم تبدأ بممارسة التأمل بعد، فقد يكون من الجيد العمل على تطوير عادة التأمل، وإن كانت لمدة خمس دقائق فقط في اليوم؛ إذ ستُحدِث فرقاً كبيراً.

3. اعتنِ بنفسك:

الأشياء الصغيرة التي تتجاهلها، مثل الطعام الذي تتناوله، والنوم الكافي، والأنشطة التي تقوم بها للتخلص من التوتر، تؤثر تأثيراً عميقاً في مستويات مرونتك؛ إذ ربطت معظم الدراسات بين الحصول على قسط وافر من النوم وكونك أكثر مرونة، كما ربطت معظم الدراسات تناول الطعام الجيد بالمرونة، وينطبق الشيء نفسه على أخذ إجازة من حين إلى آخر للتخلص من التوتر بعد يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة مرهقة؛ لذا انتبه لنفسك كثيراً؛ اعتنِ بجسمك، وتناول طعاماً صحياً ومغذياً، وتأكد من حصولك على نوم كافٍ ومنتظم لتعزيز مرونتك.

4. رافق الأشخاص المناسبين:

كما يقول الكاتب جيم رون (Jim Rohn): "أنت نتاج الخمسة أشخاص الذين تقضي معظم وقتك معهم"، بينما يعدُّ بعض الناس أنَّ رون مجرد متحدث تحفيزي، فقد أظهر العلم أنَّه محق؛ إذ تؤدي دائرتك الاجتماعية؛ من الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين تقضي وقتك معهم، دوراً رئيساً في التأثير في قدرتك على تحمل المصاعب.

وجدت حديثة دراسة نُشرت في المجلة الدولية لبحوث البيئة والصحة العامة (International Journal of Environmental Research and Public Health) أنَّ البيئة الاجتماعية للفرد عامل أساسي في تحديد قدرته على تطوير المرونة؛ لذلك، إذا كانت دائرة معارفك مليئة بالأشخاص السلبيين، فستكون مستويات التوتر لديك أعلى وستنخفض مرونتك.

إقرأ أيضاً: ماذا يحدث عندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين؟

5. مارِس التفكير الإيجابي:

إنَّ ممارسة التفكير الإيجابي هي أمر بسيط؛ لكنَّه فعَّال للغاية؛ إذ يمكنك القيام به لتعزيز قدرتك على أن تكون مرناً، إنَّ حالة العالم الآن مربكة للغاية؛ فثمة جائحة، ومخاوف من مزيد من الأوبئة، وجرائم قتل وكراهية، وقد تظن أنَّه لا شيء يدعو إلى الإيجابية في خضم كل هذه الأمور، لكن من الهام أن تدرك أنَّك لن تتمكن من التفكير إلا فيما تشاهده.

إذا كنت تقضي اليوم تشاهد المواقع الإخبارية، وتتابع الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، وتستهلك محتوى الأخبار السلبية، يصبح من الصعب رؤية الإيجابية حولك، وستزداد مستويات التوتر لديك، ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology)، إنَّ أحد الأشياء الرئيسة التي يستخدمها الأفراد المرنون للابتعاد عند التعامل مع المصاعب هو التركيز على المشاعر الإيجابية.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتبنّي التفكير الإيجابي كمنهج حياة

في الختام:

توجد مشكلات كثيرة في العالم، لكن خذ دقيقة واسأل نفسك: ما هي الأشياء الإيجابية في حياتك؟ بصرف النظر عن مدى بساطتها، درِّب نفسك على التفكير فيها.




مقالات مرتبطة