5 نصائح لتشعر بالراحة تجاه القلق

عادةً ما يريد الجميع تجنُّب الشعور بعدم الراحة؛ وذلك لأنَّه بالنسبة إلى الكثيرين، فإنَّ تحقيق حياة مريحة هو أعلى هدف يمكن السعي إليه، لكن بخلاف الاعتقاد السائد فإنَّ هذا الشعور هو جزء لا يتجزأ من تحقيق أي هدف، فمن المستحيل تحقيق هدف دون تحمُّل مستوى معيَّن من الانزعاج والتعب حتى لو كان هدفك هو الراحة بحد ذاتها؛ ولهذا السبب، من الأفضل ألَّا تشعر بالقلق حيال عدم ارتياحك.



سيُناقِش هذا المقال الأسباب التي تجعل عدم الراحة جزءاً لا يتجزأ من تحقيق الأهداف؛ ومن ذلك نصائح تساعدك على تجاوز هذا الشعور وتمنحك القدرة على استخدامه لمصلحتك.

فيما يأتي 5 نصائح لتحقيق ذلك:

1. حدِّد الأهداف التي تحلم بها:

إنَّ الخطوة الأولى للتغلُّب على ذلك الشعور بعدم الراحة هي تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها؛ وذلك لأنَّ الطريقة الوحيدة التي تجعلك قادراً على تخطي الألم اللازم لكسب السعادة هي أن تكون تلك السعادة التي تسعى إليها تستحق الألم، فلو كان الهدف غير مريح ولا تتطلَّع إلى تحقيقه، فقد تستسلم باكراً، أمَّا إذا كنتَ تتطلَّع إلى هذا الهدف برغبة عارمة، فستتحمل أي قدر من الانزعاج والقلق لتحقيقه.

2. اختر أهدافاً تجبرك على التعلُّم:

عند تحديد أهدافك، يجب أن تتأكد أيضاً من أنَّ هذه الأهداف تُجبرك على التعلُّم؛ إذ إنَّ ذلك سيُجنِّبك الاضطرار إلى اتِّخاذ قرار خاطئ؛ لذا حتى لو فشلتَ في تحقيق هدفك، ستبقى رابحاً في المحصلة؛ وهذا يجعل مشاعر القلق التي ستتعرَّض لها تستحق كل هذا العناء.

على سبيل المثال، إذا كانَ هدفك هو بدء مشروع تجاري خاص بك، فلا تجعل الربح المادي هدفك الوحيد؛ بل أضِف إليه الرغبة في اكتساب خبرات التعلُّم، وعندها حتى لو فشلت شركتك الناشئة في نهاية المطاف، فإنَّ المعرفة التي اكتسبتها خلال تجربتك ستساعدك على النجاح لاحقاً، وهذه طريقة رائعة لتضمن أنَّ انزعاجك وتعبك سيعود عليك بالربح دائماً.

3. أنشِئ روتيناً وخطة عمل:

بمجرد تحديد الأهداف التي تتطلَّع إليها والتي تُجبرك على التعلُّم، فإنَّ الخطوة التالية هي إنشاء خطة عمل وروتين يومي، وتكمن الفكرة في أنَّ أحد الأسباب الرئيسة لعدم الراحة هو الخوف أو القلق حيال المستقبل، فأنت غير متأكد مما إذا كانَ في إمكانك تحقيق هدفك، ومما إذا كان هدفك يستحق أصلاً كل هذا الألم والعناء؛ وهذا ما يجعلك متردداً في أن تبذل قصارى جهدك للحصول على ما تريد.

يمكنك حل هذه المشكلة من خلال تحويل أهدافك إلى خطة عمل ووضع أهداف سنوية وربع سنوية وأسبوعية ويومية، حدِّد أولاً هدفك النهائي واسأل نفسك ما الذي عليك فعله هذا العام لتحقيقه، ثم عُد أدراجك وحدِّد ما الذي يجب عليك إنجازه في كل ربع من العام، وبالطريقة نفسها حدِّد ما الذي عليك القيام به كل أسبوع وكل يوم لتحقيق هدفك في كل ربع سنوي؛ إذ إنَّ التخطيط بهذه الطريقة يُساعدك على تنظيم إنجازاتك ويمنحك فرصة لتُخفف من قلقك.

شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق

4. قِس نتائج أهدافك:

عليك قياس التقدُّم الذي أحرزته نحو أهدافك ونتائج هذه الأهداف باستمرار؛ إذ إنَّ ما يُزعجك في شعورك بعدم الراحة هو حقيقة أنَّه قد لا يستحق كل هذا العناء، وأنَّ كل ما تقدمه قد يذهب أدراج الرياح، ولكي تتجنب ذلك، قِس نتائج خطة العمل كل شهر وكل ربع من العام، وتعرَّف إلى العناصر الناجحة وغير الناجحة في هذه الخطة، ومن ثم اضبط خطواتك وفقاً لذلك، وسيضمن لك ذلك أنَّ هدفك يستحق العناء وسيقلل من شعورك بعدم الراحة.

5. خطِّط لفترات من الجهد والراحة:

بمجرد أن تبدأ بتنفيذ خطة العمل التي وضعتها، تأكَّد من أنَّها تتضمن فترات من الراحة إضافةً إلى فترات العمل؛ وذلك لأنَّ بذل الجهد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع خلال حياتك كلها أمر مستحيل، وستُصاب بالإنهاك وتغمرك مشاعر التعب وعدم الارتياح؛ لذلك عليك أن تُخطِّط لفترات قصيرة تبذل فيها كل جهودك لتنفيذ المهام التي حدَّدتها في قائمتك، وفترات من الراحة تركز فيها في الاسترخاء وتنمية الذات.

على سبيل المثال، يُمكنك تقسيم السنة إلى ثلاثة أرباع من العمل متبوعاً بربع مخصص للراحة أو شهر عمل وشهر عطلة أو أي تقسيم آخر، ولأنَّك تُخطِّط باستخدام خطة عمل وروتين محدد، فإنَّ أخذ إجازة سيكون مفيداً لتحسين حالتك النفسية، ويساعدك أيضاً على التغلُّب على عدم الراحة وتحقيق أهدافك ذات المستوى الأعلى.

عدم الارتياح هو جزء من تحقيق الأهداف:

إذا كنتَ تطمح إلى شيء ما، فعليك حتماً أن تتحمل بعضاً من الانزعاج وعدم الراحة للحصول عليه، فليس من السهل الحصول على أي شيء يستحق الجهد للحصول عليه، وعلى الرغم من أنَّ هذا القول مُبتذل للغاية، إلَّا أنَّه حقيقي، فلو كان الأمر سهلاً لما استحق العناء في المقام الأول؛ لذلك يُعرَّف الهدف على أنَّه الغاية التي يُشكِّل تحقيقها تحدياً، ويتولَّد عن هذا التحدي شعور بعدم الراحة الذي يحاول الجميع تجنُّبه، إلَّا أنَّه لا مفر منه.

إقرأ أيضاً: النجاح في تحقيق الأهداف: 8 طرق تسهّل عليك الطريق لتحقيق أهدافك

مثال عن عدم الراحة كجزء من تحقيق الهدف:

على سبيل المثال، إذا كنتَ تهدف إلى شراء منزل يوماً ما، فستكتشف أنَّه بمنزلة مهنة ثانية بدوام كامل؛ إذ يستغرق الأمر سنوات طويلة لتوفير ما يكفي من المال وعدة أشهر لمجرد العثور على مكان يستحق العناء من أجل الحصول عليه، وبمجرد العثور عليه؛ عليك التفاوض من خلال سمسار العقارات، والتنافس مع المشترين الآخرين، والتفاوض مع مُقرِض المال، وملء رزم ضخمة من الأوراق قبل أن يصبح المنزل ملكك.

وإذا كنتَ قد اشتريتَ العقار بهدف تأجيره، فإنَّ الجهد الحقيقي قد بدأ للتو؛ إذ يتعيَّن عليك نشر إعلانات على مواقع التأجير مثل "كريغ ليست" (Craiglist) و"زيلو" (Zillow)، وعرض العقار على المستأجرين المحتملين والتحقُّق من جدِّيتهم، والتعامل مع أيَّة مراسيم خاصة بالمدينة قبل توقيع عقد الإيجار، ويحتاج ذلك كله إلى كمٍّ هائل من التفكير؛ وهذا هو تعريف عدم الراحة.

قد تتساءل لما قد يُعرِّض شخص ما نفسه لكل هذه المصاعب والصداع المستمر، لكن بطبيعة الحال، فإنَّ المكافأة المُحتملة كبيرة جداً سواء كانت دخل الإيجار أم ارتفاع سعر العقار مع الزمن، وغالباً ما تفوق الجوانب السلبية المحتملة، وإذا قمت بذلك بشكل صحيح، فإنَّ عدم الراحة الذي ستعاني منه على الأمد القصير سيجعل حياتك أفضل بكثير على الأمد الطويل.

ستعاني من المتاعب عندما تستثمر في عقار ما خارج مكان إقامتك؛ فذلك هو أقصى درجة من عدم الراحة يمكن أن تتعرَّض لها، ومع ذلك، إذا اشتريت العقار واستطعتَ تأجيره بعقد طويل الأمد، فيمكنك العيش حيثما أردت ومتى أردت، بينما تمتلك عقاراً وتحصل على مبلغ من المال كل شهر وستتحسَّن حياتك بمجملها.

إذا كان في إمكانك تحمُّل هذه المشاعر المُزعِجة على الأمد القصير، فإنَّ مكافأتك هي حياة كاملة تسودها السعادة والرضى؛ لذلك حتى لو مررت بأشهر طويلة من عدم الراحة في سبيل الوصول إلى هدفك، ألا يستحق الأمر هذا العناء؟

إقرأ أيضاً: في ظل ظروف الحياة الصعبة والعقبات: كيف أحافظ على الدافع لتحقيق أهدافي؟

في الختام: لا تقلق من عدم ارتياحك

إنَّ الشعور بعدم الراحة هو جزء طبيعي من الحياة، فإذا كنتَ تريد أي شيء يستحق العناء، سيتعيَّن عليك تحمُّل هذه المشاعر قليلاً لكي تصل إليه، ومع ذلك، يُمكنك التغلُّب على هذه المصاعب إذا اتَّبعت النصائح الخمس السابقة؛ والنتيجة ستكون حياة مريحة تُحقق فيها كل ما حلمت به يوماً.

المصدر




مقالات مرتبطة