5 نصائح لتبدأ التغيير الإيجابي في حياتك

عندما أمر بأوقات عصيبة وأشعر بأنَّني لا يمكنني التحمُّل أذكِّر نفسي بأنَّني واجهت أياماً صعبة في السابق ونجحت في تجاوزها كلِّها، كما أذكِّر نفسي أنَّه من الضروري أن نعيش أوقاتاً عصيبة حتى نتعلَّم منها، فما يجعلنا ما نحن عليه هي هذه التجارب القاسية، إنَّها تزيد من خبرتنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويقدِّم فيه 5 نصائح للتغيير الإيجابي في الحياة.

قد يكون من الصعب أن نفهم هذه الحقيقة في البداية، وهذا طبيعي إذا علمنا أنَّ معظمنا يخافون أن يروا أنفسهم على حقيقتها ويخشوا مشاعرهم أكثر من أيِّ شيء، ونتحدث جميعاً عن مدى روعة الحياة والحب والشغف؛ لكنَّنا في المقابل ودون وعي نخشى هذه الأشياء في حياتنا اليومية، ونحاول أن نتجنب هذه المشاعر الرائعة، والسبب أنَّ حب الحياة والشغف يمكن أن يكون مؤلماً في بعض الأحيان، ولا يريد أحد منا أن يشعر بالألم.

نحن نتعلَّم منذ طفولتنا أنَّ الألم شيء سيئ وضار، ومع ذلك من غير الممكن أن نعيش حياةً حقيقية ونختبر الحب الصادق ونعمل بشغف إذا كنا نخشى مشاعرنا الحقيقية، ولا بدَّ من الشعور بالألم، فهو ضروري مثل الشعور بالحب والحماسة، ويهدف الشعور بالألم إلى إيقاظنا من غفلتنا؛ لكنَّنا على الرَّغم من ذلك نتجنبه.

يجب أن نتقبَّل الألم بصدر رحب، تماماً مثلما نتقبَّل المشاعر الإيجابية، والسبب أنَّك لا يمكنك معرفة مكامن قوتك، إلا عندما تفرض عليك الحياة ظروفاً صعبة تجبرك على أن تكون قوياً، ويتعلق الأمر بقدرتنا على التعامل مع الصعوبات والظروف التي تسير بخلاف ما نتمنى، وهذه هي السمة الأكثر أهميةً في النهاية، ويجب أن تتقبَّل الألم بصدر رحب، وتتحمله وتتعامل مع الجوانب المؤلمة في الحياة والحب والعمل، وبذلك تطوِّر نفسك لتصل إلى إمكاناتك القصوى.

في حين أنَّه لا توجد نصائح تناسب الجميع فيما يتعلق بتحويل الألم الذي نشعر به خلال الأوقات العصيبة إلى فرص للتطور والنمو، إلا أنَّه يوجد بعض المبادئ الهامة، والتي تنطبق تقريباً على جميع الأشخاص الذين يواجهون ظروفاً صعبة.

النصائح التي سأقدِّمها ليست مبادئ عامة؛ بل نصائح عملية ستساعدك على الانطلاق، وتقديم الدعم لنفسك عندما تحتاج إليه:

أولاً: ركِّز على ما تريده، لا على ما تخشاه

أخبرتني إحدى النساء التي كنت أقدِّم لها الكوتشينغ ما يأتي: "أنا مُرهقة ومتعبة جداً من كلِّ هذا القلق والأفكار السلبية والتوتر، وغالباً ما ينشغل تفكيري بأفكار تستنزف طاقتي حتى أنَّني أشعر بالألم في جسدي، ولا أريد أن أعيش حياتي بهذه الطريقة بعد الآن، لا أريد أن أشعر بأنَّني أعيش في توتر وإرهاق مستمر، ولا أريد أن أتكيف مع هذا الوضع بعد اليوم".

بعد هذه الكلمات تابعت هذه المرأة لتخبرني أنَّها دأبت في كلِّ حياتها على توقع حدوث أشياء سلبية، وكانت هذه هي الطريقة التي تعيش فيها حياتها، وإذا كان أيٌّ من هذه الأشياء التي قالتها عميلتي ينطبق عليك فقد حان الوقت لتغيِّر طريقة تفكيرك.

قوتنا الذهنية مُذهلة لدرجة أنَّ بإمكانها أن تجعلنا نشعر بإيجابية كبيرة مثلما يمكن أن تجعلنا نشعر بالإحباط الشديد في أيَّة لحظة؛ أي إنَّ طريقة تفكيرنا تغيِّر كلَّ شيء، وعندما أقدِّم الكوتشينغ للأشخاص الذي يعانون الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها، أحاول بطريقة مدروسة أن أحوِّل تركيزهم عمَّا لا يريدونه إلى ما يريدونه.

أنا أذكِّرهم باستمرار أنَّ ما تركِّز عليه يزداد ظهوره في حياتك؛ ومن ثَمَّ فإنَّه يجب أن يركِّزوا على الإيجابيات ويسعوا ليكونوا سعداء عندما تكون الظروف صعبة، وأوضِّح لهم أنَّ قدرتهم على تحقيق السعادة في الظروف الصعبة هي الأساس في تغيير كلِّ شيء في حياتهم.

قد لا تكون مسؤولاً عن كلِّ شيء حدث معك سابقاً، أو عن كلِّ شيء يحدث معك الآن، لكن يجب أن تكون مسؤولاً عن التخلي عن نمط التفكير السلبي الذي تسببه هذه الظروف.

المغزى هو أن تفكر بطريقة أفضل حتى تتمكن من العيش بطريقة أفضل، وحتى تتمكن من ذلك يجب أن تفهم أنَّه وبصرف النظر عمَّا تمر به، إلا أنَّك تستطيع أن تحدد ردَّ فعلك عليه، ورد فعلك بدوره يحدد كلَّ شيء يحدث معك لاحقاً.

أقوى وسيلة للتغلب على القلق والتفكير السلبي والتوتر هي قدرتك على اختيار التركيز على اللحظة الحالية، بدلاً من التفكير في الماضي أو القلق حيال المستقبل، ويجب أن تدرِّب عقلك على تحويل أيِّ وضع إلى فرصة لتطوير الذات، وإن كان الواقع أسوأ بكثير ممَّا كنت تتوقعه، وهذا ليس كلاماً خيالياً، بإمكانك ودون أدنى شك أن تغيِّر طريقة تفكيرك، والأروع من ذلك أنَّك بمجرد أن تغيِّر نمط تفكيرك، فستتحكم بالطريقة التي تعيش فيها حياتك.

شاهد: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

ثانياً: توقف عن إطلاق أحكام على الحاضر بناءً على تجارب الماضي السلبية

ما نقوله لأنفسنا يؤثِّر أكثر ممَّا نتصور في وجهة نظرنا في الحياة؛ فعندما نبدأ بتجربة جديدة ويكون لدينا وجهة نظر عن الحياة، فإنَّنا نرى الأشياء بما يتلاءم مع وجهة النظر هذه حتى عندما تكون لدينا معظم المعطيات التي تثبت أنَّ وجهة نظرنا خاطئة.

إحدى العميلات التي قدمت لها الكوتشينغ شبَّهت مشكلاتها في علاقتها مع زوجها والتوتر الذي تعيشه حالياً بحكاية قديمة يقوم فيها مجموعة من الرجال المكفوفين بلمس فيل لأول مرة في حياتهم حتى يعرفوا كيف يبدو، ويتحسس كلُّ واحد منهم منطقة مختلفة من الفيل ولا يسمح لأحدهم بأن يلمس سوى منطقة واحدة، فأحدهم تحسس قدمه وآخر تحسس خرطومه وآخر لمس نابه وهكذا، وبعد ذلك قارن الرجال ملاحظاتهم وسرعان ما اكتشفوا أنَّهم مختلفون للغاية بشأن وصف الفيل، وتبع ذلك كثيراً من التوتر والنقاش المحتدم.

يحدث شيء مشابه خلال تجاربنا الماضية الواسعة والمختلفة، بعضنا جُرحت مشاعره، وبعضنا الآخر فقد أشخاصاً عزيزين عليه، وبعضنا تعرَّض لخيبة أمل في الأشخاص الذين وثق بهم، بينما خسر آخرون وظائفهم التي كانت مصدر رزقهم، وبعضنا تعرَّض للظلم بأشكال مختلفة، وعندما ندخل تجربة جديدة في الحياة تجعلنا نسترجع ذكريات تجاربنا المؤلمة من الماضي، فإنَّنا نرى الأشياء في الحاضر وفقاً للتجربة الماضية؛ بمعنى أنَّ تجاربنا السابقة تُضيِّق وجهة نظرنا عن الحياة.

عندما تُضيِّق التجارب الماضية وجهة نظرنا الحالية عن الحياة؛ فهي تقوم بدور آلية نفسية دفاعية (مصطلح في علم النفس يشير إلى الاستراتيجيات التي يقوم بها العقل الباطن لحمايتنا من التوتر الناجم عن الأفكار والمشاعر السلبية).

نحن نواجه في كلِّ يوم من أيام حياتنا درجة معينة من الشعور بعدم اليقين والآليات الدفاعية تنشط في مواجهة الأوضاع المجهولة؛ لذلك تحاول عقولنا تجنيبنا الشعور بأنَّنا نواجه موقفاً غريباً؛ وذلك بتفسير الوضع الحالي على أساس المعلومات التي اكتسبناها من التجارب السابقة، وينتهي بنا المطاف لا شعورياً بمحاولة تفسير كلِّ شيء في الحاضر من خلال التجارب السابقة، وكلُّ ذلك حتى نتجنب الشعور بأنَّنا في موقف مجهول.

لكن في كثير من الأحيان تكون تجاربنا السابقة وأحداث الماضي المؤلمة غير ذات صلة بما يحدث معنا في الحاضر؛ ولذلك فإنَّ هذه الآلية الدفاعية تضر بنا، وبالأشخاص الذين نحبُّهم أكثر من كونها تساعدنا.

إذا أردت أن تطبِّق هذه النصيحة، فإليك بعض الأسئلة التي يجب أن تجيب عنها عندما تشعر بالتوتر وتسترجع ذكريات الماضي المؤلمة:

  1. ما هي وجهة النظر التي أمليها على نفسي الآن من خلال ربط الماضي بالحاضر؟
  2. هل ما أقوله لنفسي صحيح بشكل مؤكَّد أو أنَّني مخطئ؟
  3. كيف أشعر وكيف أتصرف عندما أفكِّر بهذه الطريقة؟
  4. ما هي المشاعر والأشياء التي يمكن أن أراها وأختبرها لو أنَّني تخليت عن وجهة النظر هذه؟

ابذل جهدك كي تتخلص من تأثير وجهة النظر التي تخبر نفسك بها، وركِّز بعمق في اللحظة الحالية، ولا تكتفِ بالنظر إليها نظرة سطحية، كن دقيقاً في ملاحظاتك دون افتراضات مسبقة، وكما قلنا سابقاً، يتعلق الأمر بتبنِّي نمط تفكير أفضل لكي تتمكن من العيش بطريقة أفضل.

ثالثاً: توقف عن تفسير الأحداث تفسيراً سلبياً

لا يعني استبدال نمط تفكيرك السلبي بنمط تفكير إيجابي أن تتخلص من كلِّ الأفكار ووجهات النظر السلبية لديك، فهذا يكاد يكون مستحيلاً؛ لأنَّ التفكير السلبي ينشأ عادةً تلقائياً وبطريقة لا يمكن السيطرة عليها، كما أنَّها لا تعني تحويل أفكارك ووجهات نظرك السلبية الخاطئة إلى أخرى إيجابية وخاطئة أيضاً.

الأمر يعني إعادة تشكيل أفكارك ووجهات نظرك السلبية تشكيلاً فعالاً؛ إذ تصبح مرتكزة على الواقع ارتكازاً كاملاً، وبعيدة كلُّ البعد عن المبالغة غير الضرورية، ومركِّزة فقط على الخطوة الإيجابية التالية التي يمكنك اتخاذها في الوقت الراهن.

لتبدأ بذلك بطريقة فعالة، قيِّم أفكارك؛ ومن ثَمَّ تخلَّص من المعاني السلبية التي تضفيها على المواقف التي تصيبك بالقلق، وعلى سبيل المثال:

  1. تنتظر شخصاً مرتبطاً معك بموعد معين؛ ومن ثمَّ يتأخر، فتقول لنفسك: "لا بدَّ أنَّه غير مهتم بالاجتماع بي"، لكن ربما هو عالق في زحمة المرور.
  2. تقوم بمهمة ما؛ لكنَّك تواجه صعوبة فتقول لنفسك: "إذا لم أكن قادراً على القيام بذلك؛ فهذا يعني أنَّني لست ذكياً بما يكفي"، لكن ربما أنت بحاجة إلى بعض التدريب.
  3. تخضع لفحوص طبية، لكن يتأخر الطبيب بإعلامك بالنتيجة، فتقول لنفسك: "لم يخبرني الطبيب بالنتيجة، إذاً فالنتيجة سيئة"، لكن ربما المخبر يعاني ضغط عمل؛ لذلك ليست نتيجتك جاهزة بعد.

اختلاق معاني وتفسيرات سلبية مثل هذه بناءً على توقعاتك الضيقة يؤدي فقط إلى تبني الأوهام المُحبطة؛ لا نعني أنَّك يجب أن تمتنع عن توقع أيِّ شيء من نفسك أو من الآخرين مثل الصدق والاجتهاد وغير ذلك؛ بل احرص فقط ألا تقودك أنماط التفكير التي تحكم توقعاتك دون وعي إلى السلبية غير المنطقية.

تذكَّر أنَّ التفكير السلبي يمنعنا من رؤية النتائج الإيجابية والحيادية في الحياة وتجربتها، حتى عندما تحدث معنا، وتشبه إلى حدٍّ كبير وجود عائق يمنع رؤية أيِّ شيء باستثناء المعلومات التي تؤكِّد تحيزاتنا السلبية؛ لذلك ابذل جهدك حتى تلاحظ هذه الأنماط السلبية من التفكير وتتخلص منها، قدرتك على التمييز بين السلبية التي لا تستند إلى الواقع وما يحدث في الواقع هي خطوة بالغة الأهمية من أجل عيش حياة أكثر سعادة.

رابعاً: تخلَّ عمَّا لا يمكنك تغييره

أحد أكثر اللحظات أهميةً في حياتك هي اللحظة التي تجد فيها ما يكفي من الشجاعة والتصميم للتخلي عن الأشياء التي لا يمكنك تغييرها؛ لأنَّك عندما تواجه وضعاً لا يمكنك تغييره، فإنَّ التحدي يكمن في قدرتك على تغيير نفسك؛ أي أن تستثمر هذا الوضع بوصفه فرصة لتطوير الذات، وهذا يغيِّر كلَّ شيء.

بالطبع، عندما نواجه وقتاً عصيباً فإنَّ ثمة ميلاً طبيعياً لدينا بوصفنا بشراً للتمسك بمواقفنا، واستقراء المستقبل على أساس أنَّه سيكون مشابهاً لهذا الموقف السلبي الحالي، لكن ما يحدث هو أنَّ توقعاتنا تخطئ في كثير من الأحيان عندما نمر بوقت عصيب على عكس ما يحدث معنا عندما نمر بأوقات جيدة.

يختبر جميعنا هذه الحالة عندما نبدأ تدريجياً بالشعور بالحزن بعد أن كنا سعداء للغاية، والسبب أنَّنا لا نتشبث بلحظات السعادة مثلما نتشبث بالمعاناة والاكتئاب والخوف؛ إذ نفترض في الحالة الأخيرة أنَّ المستقبل سيكون مشابهاً لوضعنا الحالي بما يحمله من سلبيات.

توقعاتنا السلبية تتحقق طالما أنَّنا غير قادرين على تجاوز ماضينا المؤلم، وما قيل عنا بقصد الإساءة، وما اختبرناه من مشاعر مؤلمة، والسبب أنَّك ستنظر إلى مستقبلك بناءً على ماضيك ولن تتمكن أبداً من التخلص من أحكامك غير الواقعية، وستستمر في تبرير وجهة نظرك السلبية الخاطئة وتغذيتها.

كن على ثقة أنَّ هذه النصيحة لا تعني أن تقول لنفسك على مضض: "سيتحسَّن كلُّ شيء بمرور الوقت"، أو "الزمن كفيل بحل المشكلات"؛ فالمطلوب منك حتى تتعافى وتمضي قُدماً أكثر تعقيداً من مجرد الأمل بأنَّ المستقبل سيكون أفضل، فالمطلوب منك هو أن تركِّز في الحاضر حتى تعرف إلى أين تتجه من خلال ما تتخذه من إجراءات؛ بمعنى أنَّه لا يهم كيف تفكِّر بالماضي فقط؛ بل أن تتخذ قراراً حاسماً بالمضي قُدماً مستفيداً من تجاربك.

لاحظ أنَّ معظم الناس يجعلون حياتهم مأساوية؛ لأنَّهم غير قادرين على تقبُّل الحياة، كما يفرضها عليهم الواقع الحالي؛ لذلك إيَّاك أن تقع في هذا الخطأ، وتخلَّ عن المبالغة في قدرتك على التحكُّم بالأشخاص وبالنتائج، بالطبع لا يعني هذا ألا تهتم بشيء سوى نفسك، لكن ببساطة اقبل حقيقة أنَّك لا تتحكم بشيء سوى نفسك.

شاهد أيضاً: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

خامساً: التزم بالعادات اليومية الإيجابية

منذ نحو عقد من الزمان، عندما كنت أركِّز بشدة على رفع الأثقال وتدريب القوة البدنية، تعلمت تدريجياً أنَّه لا يمكنك التفاني تماماً في مسعاك لتحقيق أيِّ هدف إذا كان تفكيرك يحاول أن يجنِّبك أيَّ وضع غير مريح، وللتخلص من هذه المشكلة، كتبت سؤالين بسيطين على شكل ملاحظتين، وعلَّقت أحدهما على مرآة الحمَّام والأخرى داخل خزانة الصالة الرياضية، وهذا ما كتبته:

  1. كم عدد التمرينات اليومية التي فاتتك؛ لأنَّك كنت مقتنعاً أنَّك متعب على الرَّغم من أنَّك لست كذلك؟
  2. كم مرة توقفت عن استكمال التمرين إلى النهاية؛ لأنَّك شعرت بالملل أو لم يكن لديك ما يكفي من الصبر؟

لو طرحنا هذين السؤالين على جميع الناس الذين يمارسون الرياضة فسندرك من خلال الإجابات أنَّه نادراً ما نجد أحداً يلتزم بالعادات اليومية التي تساعده على تحقيق حلمه، وضعف الإرادة هو السبب الرئيسي في الفشل في تحقيق الأهداف، خاصةً عندما تصبح الأمور صعبة والطريقة الوحيدة للتخلص من هذا الضعف هي الممارسة اليومية.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

في كثير من الأحيان نعتقد أنَّ الصلابة الداخلية تتعلق بكيفية استجابتنا للظروف الصعبة جداً، ولا شك في أنَّ الظروف الصعبة للغاية تختبر شجاعتنا وتصميمنا وقوتنا الداخلية، لكن ماذا عن الظروف اليومية العادية؟

الإرادة للالتزام بالعادات اليومية تماماً مثل العضلات، تحتاج إلى التدريب لتزداد قوةً، وتحتاج إلى العمل الدؤوب لتتطور لدينا القدرة على الالتزام بمرور الوقت؛ لأنَّك إذا لم تلتزم بالقيام بإجراءات بسيطة يومياً، فإنَّك ستفشل حتماً في مواجهة الظروف الصعبة والاستثنائية، وإذا أردت بعض الأمثلة العملية، فإليك الآتي:

  1. عندما تشعر برغبة في النوم، فاذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وثابر حتى تُكمل التمرين بأكمله عندما تشعر بالرغبة في التوقف.
  2. قرر أن تبذل كلَّ جهدك في مهمة حتى تحصل على نتيجة مثالية عندما يكون من المغري أن تقبل بنتيجة متواضعة.
  3. عندما يكون من الأسهل أن تبقى جالساً دون إجراء أيِّ مداخلة في اجتماع العمل، فاستجمع شجاعتك، واطرح السؤال الذي يدور في ذهنك.
إقرأ أيضاً: كيف تتغلب على أكثر العقبات الشائعة في طريق التغيير الإيجابي؟

الفكرة هي أنَّ هذه الأشياء الصغيرة هي ما يجعلك تثق بشجاعتك وقدرتك على التفاني في سبيل هدفك، تنشأ الإرادة القوية من خلال معظم النجاحات اليومية الصغيرة، ونحتاج جميعاً إلى هذا النوع من القوة؛ لكنَّنا لا نكتسبها دون عمل، وإذا كنت ترغب في اكتساب هذه القوة، فعليك أن تلتزم بعادات يومية، إنَّ عاداتك اليومية الإيجابية هي التي تقوِّي عزيمتك وتدفعك للمُضي قُدماً نحو أهدافك الطويلة الأمد.




مقالات مرتبطة