5 نصائح سهلة تساعد العائلة على الاستمتاع بالطبيعة

لدينا طفلة تكون صعبة المراس في بعض الأحيان، إنَّها حادة الطباع، ومتشبثة بآرائها، وعنيدة، وكثيرة الجدل؛ ولهذا أحبها. ستكون شجاعتها مفيدة لها في المستقبل؛ ولكنَّها يمكن أن تمثل تحدياً، ولحسن الحظ، فهي ليست دائماً هكذا؛ فلديها شخصية أخرى عندما تكون في الهواء الطلق.



ملخص القصة:

عندما تكون في الهواء الطلق تصبح خفيفة الظل وهادئةً ومَرِحةً على الرغم من كونها تمتلك روح الإصرار والتنافس، وعندما أقول الهواء الطلق لا أعني بذلك حديقة المنزل الخلفية أو الحديقة العامة، فهي تصبح في أفضل حالاتها في الغابات، أو الكثبان الرملية، أو أيَّة مساحات شاسعة أخرى.

الأمر أشبه بأنَّها تستنشق الرضى وتتخلص من الإحباط وهي تتجول في الطرقات وتهبط بسرعةٍ من أعلى التلال، أو تمشي بمحاذاة الشاطئ وتجمع الحصى، وهذا يسرنا أنا وزوجتي "هيذر" (Heather) سروراً عظيماً، فهو التحول الذي أملنا أن نراه عندما قررنا التخلي عن كل شيء بحثاً عن حياة مدروسة أكثر هدوءاً ومعنى.

منذ أكثر من خمس سنوات، انتقلت عائلتنا من الضواحي إلى بلدة صغيرة. كان قراراً يصعب اتخاذه، بما أنَّنا اضطررنا إلى نقل عملنا أيضاً، لقد كان قراراً طوعياً اتخذناه بسبب نزوة، وعلى الرغم من الآلام التي كابدناها على طول الطريق، فإنَّنا لم نندم على ما فات.

أصبح سكننا الجديد في "مدينة ترافيرز" (Traverse City)؛ وهي بلدة صغيرة في شمال "ميشيغان" (Michigan) على سواحل بحيرة "ميشيغان". يمارس الناس القاطنون هنا التزلج في الشتاء ويذهبون إلى الشاطئ في الصيف، ويتنزهون مشياً على الأقدام، ويركبون الدراجات ويمارسون السباحة والمشي على الأقدام لمسافات طويلة.

وبغض النظر عن النشاط الذي يمارسونه، أو الطقس أو الموسم الذي هم فيه، فهم يقضون أغلب أوقاتهم في الهواء الطلق كلما كان بالإمكان؛ وبعبارة أخرى، فهو مكان رائع للاستمتاع بالحياة في الهواء الطلق.

كان نمط الحياة هذا هو ما جذبنا إلى هنا؛ حيث أردنا أن نربي بناتنا بطريقة مختلفة؛ طريقة تركز على قضاء مغامرات في الطبيعة؛ لذا في السنوات الخمس الفائتة، أخذنا على عاتقنا أن نبحث عن المرح والخيال لقضاء أكبر وقت ممكن في الطبيعة.

ومع مرور الوقت، تحوَّلنا من عائلة تَعُدُّ الذهاب إلى الحديقة العامة مغامرةً، إلى عائلة تمارس التنزه على الأقدام، والتخييم، والصيد، والتزلج.

وقد نمت الأواصر الأسرية بيننا، عندما تبنينا أسلوب الحياة الجديد ذلك، أما عن ابنتنا ذات الإرادة القوية، فما تزال لدينا بعض المشكلات، ولكن ليس في الهواء الطلق.

لم نعلم في البداية على وجه اليقين لماذا أردنا أن ننشئ أطفالنا على حب الطبيعة؛ وإنَّما بدا لنا ذلك فطرياً فكرة صائبة، وإن كان لدينا دافع لذلك، فقد كان الأمل بالبدء بشكل مبكر، فإنَّ الفتيات سيكبرن بقوة وصحة جسمانيتين، مع حب دائمٍ للنشاطات التي تقام في الطبيعة، ومع مرور الوقت، علمنا أنَّ النفع العاطفي يفوق النفع الجسمي لقضاء وقت أطول في الطبيعة.

الفوائد العاطفية لقضاء الوقت في الطبيعة:

1. بناء الثقة:

عندما بدأنا بأخذ بناتنا للنزهات على الأقدام، كان الأمر صعباً في البداية؛ إذ كان علينا إقناعهن بذلك، وكنَّ يطلبن أن نحملهنَّ، فكان ذلك قبل أن نجاهد للحاق بهنَّ بوقت طويل. لقد اكتسبن الثقة في قدراتهنَّ وفي ازدياد قدرتهن على التحمل، وقد أدى ذلك بهن إلى الرغبة في خوض تحديات أصعب وأطول.

لا بد من وجود العقبات والكدمات على طول الطريق، ولكن خلال الرحلة، تعلمن ما يلزم للتأقلم والتصرف في بيئات مختلفة، وأنهنَّ يملكن المقدرة لفعل أكثر مما ظننَّ (أو ظننَّا نحن).

إقرأ أيضاً: 8 عادات لبناء الثقة يمكنك البدء بها الآن

2. تحفيز الإبداع والخيال:

إنَّ اللعب في الطبيعة عشوائي ومليء بالمغامرة، ويتطلب من الأطفال أن يتناغموا مع حواسهم وأن يدركوا محيطهم، سواءً كنا في الشعاب الجبلية أم على الشاطئ، فإنَّ التعرض لسكون الطبيعة وقسوتها يحفز شعوراً فريداً من العجب للأطفال لا يوفره محيط آخر.

3. تعزيز التواصل:

تختفي كل تلك المشتتات الموجودة داخل المنزل بمجرد الخروج إلى الطبيعة، سواءً كانت الأجهزة الإلكترونية أم الألعاب، فالوقت الذي تقضيه في الطبيعة هو لاختبار الحواجز، وخلق ذكريات مشتركة، أو التقرب من بعضنا، فإن أتت الأوقات العصيبة، فسوف يعلم الأطفال أنَّه يمكن الاعتماد على عائلتهم للحصول على الدعم، وتكسبنا الطبيعة الوقت بصحبة بعضنا، وهذه أفضل فائدة على الإطلاق.

إنَّ قضاء وقتٍ عائليٍ في الخارج أمرٌ رائعٌ؛ ولكنَّه ليس سهلاً دائماً، فمع وجود كل البدائل لديهم، فإنَّ الأطفال عادة يرفضون فكرة الخروج "الممل" بعد الظهيرة مع والديهم وإخوتهم، وليس من السهل دائماً على الآباء أن يوجدوا الدافع لجعل العائلة تخرج في عطلة نهاية الأسبوع.

شاهد بالفيديو: 8 استراتيجيات لتحسين مزاجك ورفع مستوى طاقتك.

الخروج إلى الهواء الطلق:

إليك خمس نصائح لمساعدتك على قضاء وقت عائلي مغامرٍ في الخارج:

1. جهز أمورك مسبقاً:

الوقت ثمين، والضغط المصاحب لتنظيم نشاطات مليئة بالمغامرات والمتعة بينما يمر الوقت سريعاً في صباح يوم السبت لا يُعَدُّ طريقة ممتعة لبدء العطلة، فعندما تضع قائمة بمشترياتك، خصص 30 دقيقة خلال الأسبوع كي تخطط لنشاطات عائلية في الهواء الطلق.

يمكنك بهذه الطريقة وضع جدول أعمال محدد والأدوات التي تحتاجها والوجهات مسبقاً، وهكذا يمكنك الخروج مع عائلتك من المنزل والخروج إلى مغامرتك دون توتر ومفعماً بالترقب.

2. تقبل جميع أحوال الطقس:

كتب الكاتب الفكاهي "ديف باري" (Dave Barry) ذات مرَّة: "المشكلة في الرياضات الشتائية أنَّها يجب أن تُمارس في الشتاء"، يمكننا جميعاً الإحساس بهذا.

من السهل بالتأكيد الانكفاء والاستلقاء على الأريكة وقضاء الساعات في مشاهدة الأفلام عندما يكون الجو بارداً، والآن بما أنَّنا نعيش في "ميشيغان"، فقد تعلَّمنا بأنَّه يمكننا التغلب على اكتئاب الشتاء كعائلة عن طريق الخروج وممارسة النشاطات بغض النظر عن وضع الطقس، وكما يقول المثل الاسكندنافي القديم: "لا وجود لما يسمى طقس سيئ؛ وإنَّما يوجد فقط ملابس سيئة".

3. ابنِ شيئاً مشتركاً:

من أكثر الأوقات متعة هو الوقت الذي نمضيه خارجاً بصحبة الأولاد، فبناتنا على سبيل المثال يتطلعن لزرع الخضراوات في الحديقة كل ربيع، والتي تؤتي ثمارها طوال الصيف (هذا على فرض نجحنا في إبعاد الغزلان المزعجة عنها)؛ إذ يشعرن بالمسؤولية تجاه الاهتمام بالحديقة أيضاً.

وفي بعض الأحيان نقوم ببناء عرزال في الغابات قرب منزلنا، فإنَّ بناء شيءٍ ما لا يتطلب عُدَّة نجارة أو مهارات فائقة (والتي لا أملك منها شيئاً)؛ بل يتطلب فقط العمل مع الأطفال في مشاريع صغيرة خارجاً تهم طفلك وتجعله يهتم بها.

الخروج إلى الهواء الطلق

4. خصص وقتاً لنفسك:

إذا كنت راغباً في تربية أطفال يحبون الهواء الطلق، فمن المحتمل أنَّك تحب قضاء الوقت في الهواء الطلق بنفسك أيضاً؛ لذلك، من الهام جدولة وقتٍ خاص بك للاستجمام في الهواء الطلق.

من الواضح أنَّه من الصعب العثور على هذا الوقت إن كان لديك أطفال؛ ولكنَّه ضروري للبقاء متحفزاً في أثناء الاهتمام بحب عائلتك للطبيعة، بالإضافة إلى ذلك، من الجيد للأطفال أن يروا والديهم على دراجة جبلية، أو يتجولون عبر الخليج على لوح تجديف؛ فهذا يمنحهم ما يتحمسون لأجله عندما يكبرون ويصبحون مستعدين لخوض مغامرات جديدة.

إقرأ أيضاً: كيف تخصص وقتاً لنفسك؟

5. أعطهم حريتهم:

بما أنَّه لدينا ثلاث فتيات صغيرات، فمن البديهي أنَّنا نريد حمايتهن؛ ولكنَّنا نحاول ألا نتجول قريباً جداً منهنَّ عندما نخرج للاستكشاف. نريد لهنَّ أن يكنَّ مبدعات، وذوات خيال واسع، ومغامرات وأن يخطين خارج مناطق راحتهن عندما نخرج؛ فهذا ما يجب أن تكون عليه طفولتك.

يحتاج الأطفال إلى حرية التجول، تدريجيَّاً، من أجل تطوير علاقتهم مع الطبيعة، فبالنسبة إلى الأطفال، تكون المتعة عندما يحيدون عن الطريق، وليس ضمن محيط وحدود منظمة. ولسوء الحظ، سترى حينها الخدوش والكدمات والأظافر المتسخة؛ لكنَّنا نعلم أنَّنا إذا لم نسمح لأطفالنا بحرية استكشاف واختبار حدودهم، فلن يصبحوا أطفالاً محبين للطبيعة الذين كنا نأمل في تنشئتهم، فمن الصعب عدم التدخل؛ لكنَّه أمر ضروري للغاية، وفي النهاية، سيكبر أطفالنا ليصبحوا بالغين أقوياء وواثقين وشجعان.

المصدر




مقالات مرتبطة