5 نصائح تجعل منك شخصاً أكثر ذكاءً

يفخر رواد الأعمال بكون طريقة تفكيرهم مختلفة عن غيرهم؛ حيث يميلون إلى الابتكار والعمل بجد لبلوغ مرادهم، وهم مستعدون للمخاطرة وشق طريقهم بأنفسهم وإطلاق شركاتهم من الصفر، ويتطلَّبُ كل ذلك الشجاعة والجرأة للوقوف في وجه التحديات والمثابرة على الأمد الطويل، خاصة حين تكثر العثرات في طريقهم إلى النجاح، لكنَّ سؤالاً يتردد إلى أذهاننا جميعاً وقد يؤرق راحة بعضنا؛ هو "هل أنا ذكي بما فيه الكفاية؟" هذا ما يُدعى "متلازمة المحتال" (imposter syndrome).



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدِّونة "لورين هيرش ويليامز" (Lauren Hirsch-Williams) والتي تُحدِّثُنا فيه عن بعض النصائح لتزيد ثقتك بنفسك وبذكائك.

يبدأ العديد من الناس بالمشاركة في كل برنامج تدريبي يصادفونه محاولين ترميم أوجه القصور التي يعتقدون أنَّهم يعانون منها، ويبحثون دون توقُّف عن استراتيجيات جديدة، ويحلُمون بأن يعثروا على الكوتش أو البرنامج الذي سيقدِّم لهم المعلومة التي يحتاجون إليها للإجابة عن كل أسئلتهم وتسريع وتيرة نمو شركاتهم، يبحثون عن حل سهل لزيادة ثقتهم بأنفسهم، ولكنَّهم يلاقون خيبات الأمل في كل مرة، مما يعيدهم إلى بداية العملية مراراً وتكراراً.

ظننتُ في أثناء نشأتي في مدينة نيويورك أنَّ القدرة على حل لعبة الكلمات المتقاطعة في الصحيفة اليومية هي مؤشر على ذكاء الفرد، لكنَّني لم أكن بارعة فيها، على الرغم من أنَّني حاولت مرات عدَّة، وفي النهاية استسلمت واكتشفت أنَّها لم تكن اللعبة المناسبة لي، لكن لم يبارحني خوفي من ألا أكون ذكية بما يكفي لأنَّني لم أستطع حلها.

كانت تلك الفكرة تتردد إلى ذهني كلَّما فشلت في عمل يتطلب الذكاء، واعتقدتُ لوقت طويل أنَّني لو بذلت المزيد من الجهد لحل الكلمات المتقاطعة، لكنت أذكى، لكنَّني كنت أنفرُ من ذلك حين أتذكَّرُ كل الأشخاص الذين يستعينون بالقواميس أو الإنترنت لحلها، وبعد عقود، أعرفُ الآن أنَّني كنت مخطئة، وأنَّ لعبة الكلمات المتقاطعة ليست بتلك الأهمية، وعوضاً عنها عثرتُ على نشاطات عدَّة جعلتنا أنا والعديد من الأشخاص الذين أعمل معهم أذكى، إليك 5 نصائح غير اعتيادية وممتعة لزيادة ذكائك:

1. اقرأ كتاباً عن الأعمال بتروٍّ:

لا تقرأ فقط أو تتصفح الموضوع بسرعة بحيث تطَّلِع على التفاصيل الصغيرة أو المعلومات التي تُلفِت انتباهك، عوضاً عن ذلك اختر كتاباً يمدحه النُّقاد، واحرص على أن يُوصَفَ بأنَّه يحتوي أفكاراً ومعارف ومعلومات أثبتت فائدتها، ثم اقرأ فصلاً واحداً وفكِّر فيه بعمق، واسمح لنفسك باستيعاب المعلومات، وحاول تطبيق معرفتك الجديدة فوراً، وتلك طريقة ممتازة لتثبيت المعلومات في عقلك على الأمد الطويل، لكن إذا كنت تقرأ بسرعة، فقد يصعب على دماغك الاحتفاظ بها.

2. غيِّر طريقة ممارسة عاداتك:

فكر في شيء أنت معتاد على فعله تلقائياً دون تفكير، ثم حاول فعل العكس أو فعله بطريقة مختلفة، على سبيل المثال، استخدِم يدك اليسرى عوضاً عن اليمنى للإمساك بكأس الماء، أو نظِّف صف أسنانك السفلي بعد الصف العلوي، وسيدرِّب ذلك عقلك على تجنُّب التراخي والتفكير مجدداً في أثناء ممارسة العادات.

وتلك الطريقة مشابهة لطريقة ممارستنا الرياضة، فحين تمارس تمريناً محدداً دائماً، ستستخدم العضلات نفسها دائماً، بينما من الأفضل اتِّباع أساليب مختلفة؛ إذ سينصحك أيُّ مدرب تسأله عن الموضوع، بتغيير روتيانك للتمرين لتضمن لياقة جسدك بأكمله، وأُريدك أن تطبِّق الأسلوب ذاته على العادات التي اكتسبها ذهنك، غيِّر طريقة ممارستك لها ولاحظ كيف ستزداد حدة تفكيرك خلال هذه العملية.

شاهد بالفديو: 9 نصائح لتصبح أكثر ذكاءً وتميزاً

3. شاهِد الوثائقيات:

ابحث عن أكثر العروض العلمية البحتة، على سبيل المثال، شاهدتَ مرة برنامجاً عن كيفية تصميم وتصنيع عدادات رَكْن السيارات، وقد تُفكِّر أنَّ تلك الموضوعات غير مثيرة للاهتمام، فالأمر الوحيد الذي يَهمُّنا عن عداد رَكْن السيارات؛ هو إن كان وقتنا المخصص قد انتهى، وفي الحقيقة كان البرنامج التلفزيوني بطيء الإيقاع جداً، لكن بعد دقيقتين، أدركتُ مقدار التركيز والتفاصيل التي تطلبها العملية وكم هي مذهلة.

ووجدتُ نفسي مشدوداً إلى موضوعٍ اعتقدتُ سابقاً أنَّه سيكون مملاً للغاية، جعلني ذلك أُدرك أنَّني بحاجة إلى التمهُّل أحياناً والتفكير بتعمق في الأمور التي أظنُّ أنَّها مسلمات في مجال عملي، لكن حين تبدأ بالتمعُّن في تلك المسلمات، ستفتح ذهنك أيضاً وسنتمكن من ملاحظة الأخطاء التي نرتكبها في عملنا اليومي.

4. فكِّر في المستقبل:

فكر في المستقبل، مثل مستقبل مجال عملك أو مجال عمل آخر، على سبيل المثال، فكر في مستقبل السيارات، فلو فكَّر أحدهم في ذلك قبل سنوات لظنَّ أنَّ سيارة قادرة على ضغط الفرامل تلقائياً، أو أن تكون مُجهَّزة بأجهزة استشعار من جميع الجوانب وتُصدر صوتاً للإشارة إلى مدى قربها من شيء آخر أمر غريب، أو حتى احتواء سيارة على صوت يرشدك في أثناء قيادتها، كل هذه الميزات الموجودة حالياً كانت لتبدو جنونية بالنسبة إلى شخص يعيش في عام 1980.

حتى السيارات ذاتية القيادة أصبحت حقيقة واقعة اليوم، الفكرة هي أن تسأل نفسك ما التالي؟ كي يحفز السؤال الابتكار، فكر إلى أين يمكن أن يتجه مجال العمل هذا أو ذاك لاحقاً، أو مجال عملك أنت، وسِّع تفكيرك بتخيل الاحتمالات الممكنة في المجالات المختلفة ولاحظ كيف سينعكس ذلك على تفكيرك في مجال عملك.

إقرأ أيضاً: استشراف المستقبل: ضرورة أم رفاهية؟

5. فكِّر بهدوءٍ لمدة 30 دقيقة:

أَوقِف ما تفعله هذه اللحظة، وأَوقِف أفكارك المتسارعة، وتوقَّف عن تخدير عقلك بمشاهدة التلفاز والأفلام والألعاب؛ إذ يُمثل هذان المفهومان حالتي النشاط العقلي الأقصى؛ أي التفكير المفرط أو عدم التفكير، لكنَّك تحتاج إلى تعلم كيفية التوصل إلى حلٍّ وسط، بحيث تسمح لذهنك بالتفكير، ولكن ليس كثيراً؛ وبحيث تسمح لذهنك أن يسترخي، ولكن ليس كثيراً؛ لذا اختر موضوعاً وتأمَّله لمدة تتراوح بين 15 و30 دقيقة؛ بحيث تتجاوَز مرحلة التفكير السطحي وتعوِّد عقلك على التفكير بتعمق قليلاً، وسيساعد هذا التمرين وحده ذهنك على اعتياد تمرينِ نفسه بنفسه.

نعلم جميعاً أنَّنا كلَّما تَمَرَّنَّا أصبحنا أقوى، وإذا درَّبنا أذهاننا بطرائق جديدة ومختلفة، فمن المؤكد أنَّنا سنصبح أذكى، وعند زيادة ثقتنا، سنبدأ بالتصرُّف والتحرُّك بطريقة مختلفة وأكثر ثقة؛ أي إنَّ تأثير زيادة ذكائك سيبدو واضحاً في نواحٍ أخرى من حياتك؛ لذ استخدِم ذهنك لتسريع نمو شركتك، وقد يرتفع معدل ذكائك أيضاً.

إقرأ أيضاً: 6 طرق فعّالة لزيادة قوة العقل

جرِّب هذه التمرينات الخمسة، لتتخلص من مشاعر عدم الجدارة وتبدأ بالشعور بأنَّك أذكى مما كنت تعتقد، وسرعان ما ستزيد أرباحك، وتزدهر شركتك، بينما تتولى أنت قيادتها بثقة.

لا زلتُ أرى بعد كل هذه السنوات فائدة لعبة الكلمات المتقاطعة لتحسين مفرداتك، لكن لكي تصبح أذكى، فأنت بحاجة إلى هذه المجموعة الأخرى من التمرينات أيضاً؛ لذلك خصِّص 15 دقيقة بعد قراءة هذا المقال للتفكير فيما يعنيه ذلك، وحتى فعل ذلك فقط هو خطوة في الاتجاه الصحيح.

المصدر




مقالات مرتبطة