5 مهارات نتعلمها من جيل الشباب

يقبع مستقبل العالم اليوم بين أيدي الشباب ممَّن ينتمون إلى جيل الألفية، والجيل "زِد"، والجيل الذي سيتبعهما؛ إذ وُلِد هؤلاء الشباب في مجتمع رقمي، ومعولَم، وسريع التغير، وغير آمن، وواسع الإمكانات والفرص؛ لذا فالطريقة التي ينظرون بها إلى العالم مختلفة تماماً عن نظرة آبائهم، وهذا يفتح باباً آخر لمزيد من التحديات والفرص الجديدة، وسنركز في هذا المقال على بعض القيم والأفكار المستلهَمة من الشباب، وكيفية تعاملهم مع تحديات وفرص عالمهم الحديث.



5 أمور نتعلمها من جيل الشباب:

  1. العولمة.
  2. الرقمنة.
  3. التواصل.
  4. التكيف.
  5. الدوافع.

1. العولمة:

نشأ الشباب في عالمٍ مترابط عبر شبكة عالمية، فاعتادوا التعامل مع أساليب الترفيه المختلفة من بلدان أخرى؛ إذ إنَّهم الآن يستمعون للموسيقى العصرية الكورية، ويشاهدون مباريات كرة القدم الإسبانية، ويقرؤون الأخبار البريطانية، كما يكوِّنون صداقات مع أشخاص من جميع أنحاء العالم، ويتصفحون مواقع العمل العالمية.

أضف إلى ذلك، أنَّهم معتادون على فكرة انعدام الحدود، وتجاوزها، والاطلاع على عناصر الثقافات الأجنبية بمنتهى السهولة، وهذا ما رغبَ عنه أجدادهم ووصفوه بالغرابة، لكن بالنسبة إلى هؤلاء الشباب، فالأمر طبيعي.

أهم سمات الجيل الحديث هي اهتمامهم بالمساواة بين الشعوب؛ إذ أدى احتكاكهم المباشر والمستمر بالثقافات الأخرى إلى معاينة أنماط حياة مختلفة، ومستويات معيشية متفاوتة، وهذا ما عزز فهمهم لكيفية ارتباط الظروف العالمية المختلفة للشعوب، ودفعهم إلى المقارنة فيما بينها.

وهكذا، أصبحت المساواة مطلباً وتحدياً رئيساً في نظرهم، في حين أنَّه لم يكن لدى أجدادهم نفس الوعي لاختلاف الأمم وعدم المساواة بين شعوب العالم، والذي يجبر شباب اليوم على الاستزادة والارتقاء بالوعي والمعرفة.

الدروس المستفادة من الشباب المتعلقة بالعولمة:

  • الانفتاح والتحرك بفضولٍ واعٍ عند مواجهة المجهول.
  • الوعي بكيفية التواصل بين الأمم والمجتمعات.
  • حسن التصرف بمسؤولية لمصلحة المجتمع العالمي.
  • الاستفادة من العولمة في التعرف إلى مختلف الثقافات وأنماط الحياة المتنوعة، والبحث عن فرص عمل ودراسة واسعة.

2. الرقمنة:

ظهرت الرقمنة قبل بضعة عقود فحسب؛ إذ ارتبطت بظهور الإنترنت؛ وهذا ما وسَّع انتشارها على نطاقٍ عالمي، وهذا بدوره أدى إلى دفع العالم نحو قفزاتٍ نوعية، فكان دخول الرقمنة في حياتنا - وما زال - أمراً صعباً على الكثيرين، ومع ذلك، فقد نشأ شباب اليوم في ظل هذا العالم الرقمي، ومن ثمَّ هم يجيدون الاستفادة منه والتكيف مع التقنيات الحديثة التي تُكتشَف.

فهم يفهمون آلية عمل الأدوات خير فهم، كما يتكيفون مع التقنيات الحديثة، ويكيِّفونها مع احتياجاتهم، ويتنبؤون بمستقبل التقنيات ويعملون على تحقيق التنبؤات في المستقبل.

الدروس المستفادة من الشباب المتعلقة بالرقمنة:

  • استخدام التقنيات الحديثة ومواكبة تطورها وتسخيرها لتناسب احتياجاتنا.
  • الاستمتاع بالأدوات والتقنيات الرقمية الحديثة بدلاً من الاستخدام المفرط والسيئ لها.
  • علينا أن نتكيف مع التكنولوجيا ونتغير بتغيرها، ونستخدمها بمرونة، لنكون جاهزين لاستقبال أيِّ إمكانات إضافية.

شاهد بالفيديو: 6 أخطاء نرتكبها في شبابنا ونندم عليها عندما نكبر

3. التواصل:

تقع ميزة التواصل بين عنصري العولمة والرقمنة؛ إذ دفعتنا العولمة لندرك حاجات بعضنا بعضاً باختلاف الأمم والثقافات، ووفَّرت لنا الرقمنة الأدوات اللازمة لإنشاء علاقات تجاوزت الحدود بين الدول، فكان التواصل من نتائج هذا التمازج الثقافي التقني، وفرصة ممتازة لتواصل الأمم والأفراد مع بعضهم بعضاً والتأثير والتأثُّر.

ومرةً أخرى، فقد أدت نشأة الشباب في هذا العالم المترابط إلى تعلُّم كيفية بناء التواصل والحفاظ عليه بين جميع أنحاء العالم، فضلاً عن ملاحظة علاقة التقنيات الحديثة بأحدث التوجهات، وتأثير ذلك في تعزيز التواصل البشري وتحقيق أقصى استفادة من الاتصال بين أجهزتنا وبلداننا والتحديات العالمية.

لذا، لا نعجب عندما استطاعت الشابة الناشطة في حماية البيئة "غريتا ثونبرغ" (Greta Thunberg) أن تنشئ حدثاً عالمياً بعنوان "أيام الجمعة من أجل المستقبل" (Fridays for Future)؛ إذ تمكنت الفتاة من التأثير في الرأي العام، واستخدام الأدوات الرقمية لنشر الحركة على نطاق واسع، وربما لم تفكر في النتائج، لكنَّها تصرفت بناءً على شعورها بالمسؤولية تجاه العالم الذي نشأت فيه وارتبطت بكل جزءٍ منه.

إقرأ أيضاً: كيف تتقن مهارات التَّواصل الفعال في منزلك وعملك

الدروس المستفادة من الشباب المتعلقة بالتواصل العالمي:

  • زيادة الإنتاجية والانسجام والكفاءة من خلال الربط بين الأدوات.
  • التواصل مع جميع أنحاء العالم ونشر الأفكار بسرعة على نطاق واسع.
  • فهم الرابط المشترك بين الناس والأمم والتوجهات.

4. التكيف:

يتغير العالم في الفترة الأخيرة بوتيرة أسرع من أيِّ وقتٍ مضى، ولتنجح فيه، لا بدَّ لك أن تتعلم التكيف؛ إذ نشأ الشباب في هذا العالم سريع التغير، ومن ثمَّ فقد اكتسبوا قدرة طبيعية على التكيف معه، وقد تكيفوا مع الظروف المحيطة بهم طوال سنوات طفولتهم ومراهقتهم، وبعد أن اكتسحت الأجهزة الحديثة السوق، ظهرت تحديات جديدة إلى جانب التحديات القديمة المستمرة، كما انتشرت العديد من التوجهات لترسم ملامح البيئة المحيطة.

فقد تقلَّد الشباب المركز الأول في التكيف وتسخير العالم وفقاً لمنظور حياتهم؛ إذ باتوا يطالبون الشركات والمنظمات بالتغير وفقاً للتوجهات التي تهمهم؛ على سبيل المثال، تُعَدُّ الاستدامة والمساواة أمرين هامين بالنسبة إلى الكثير من الشباب، لدرجة أنَّهم مستعدون لمقاطعة العلامات التجارية إن لم تلتزم هذين المعيارين.

الدروس المستفادة من الشباب المتعلقة بالقدرة على التكيف:

  • عدم التعلق بالعادات القديمة.
  • رؤية التغيير بوصفه فرصةً، لا مشكلة.
  • المساهمة في التغيير في المجتمع.
إقرأ أيضاً: 7 طرق تساعدك على التكيّف مع متغيرات الحياة

5. الدوافع:

أكثر ما يميز الشباب اليوم هو الدافعية والرغبة في القيادة؛ إذ يشعرون بحاجة ملحَّة إلى حل التحديات العالمية، فهم يعلمون أنَّ ترك هذه التحديات من دون حل سيؤثر سلباً في مستقبلهم؛ لهذا السبب، فهم يتبعون قيمهم بدقة ويتخذون إجراءاتٍ لتحسين العالم، كما يؤمن الشباب بفكرة أنَّ تجنُّب التغيير الفوري يؤدي إلى الفشل في المستقبل؛ لذا يُسخِّرون جهوداً جبارة لضمان إحداث تغيير إيجابي في العالم، كونهم يملكون دافعاً وشغفاً قوياً وإرادة قوية.

الدروس المستفادة من الشباب المتعلقة بالدوافع:

  • عدم التغافل عن الحاجة الملحة إلى التأثير في التحديات العالمية.
  • اتخاذ إجراءات بشأن القضايا الهامة.
  • اتباع قيمنا لنكون مثالاً حياً لما نؤمن به.

المصدر




مقالات مرتبطة