5 مهارات عليك اكتسابها: استراتيجية عملية لتحقيق النجاح الوظيفي

من أكثر الأفكار شيوعاً في مجال التطوير الشخصي أنَّ جميع الأشخاص الناجحين قد وصلوا إلى مرحلة الإتقان؛ إذ يؤمن معظمنا بهذه الفكرة الخاطئة بأنَّ عليك إتقان مهارة ما لتحقيق النجاح الوظيفي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في اكتساب مجموعة من المهارات تساعده على تحقيق النجاح الوظيفي.

هذا لأنَّنا، بوصفنا مجتمعاً، نُعجب بالفائزين ونمجِّدهم، فننظر إلى أصحاب الثروات الكبيرة، والأبطال، والحاصلين على الميداليات الذهبية، وغيرهم من الأشخاص المتميزين نظرة إعجابٍ وانبهار، لكن يجب أن أعترف: توجد عدة دروس يمكن أن نتعلمها من الأشخاص الذين يتقنون مهارة معينة.

لكن في الوقت نفسه، إنَّه أمر شاق جدَّاً، فلا يريد الجميع قضاء 10 أو 20 ألف ساعة لإتقان إحدى المهارات، فلدينا جميعاً أشياءً أخرى نقدِّرها في الحياة: عائلتنا، وأصدقاؤنا، وهواياتنا، وصحتنا، وما إلى ذلك.

لذلك؛ عندما يكتب الناس كتباً ومقالات عن أشخاصٍ متميزين، قد نحصل على الإلهام، لكن من وجهة نظر عملية، فإنَّ النصيحة غير مجدية، ليس لأنَّنا لا نستطيع تطبيقها، بل لأنَّنا في معظم الأوقات لا نريد ذلك.

نهج أكثر واقعية للنجاح الوظيفي:

كنت أعرف دائماً أنَّني أريد أن أعيش الحياة بشروطي الخاصة، فتعريفي للنجاح هو نفسه الذي قدَّمه المغني الأمريكي "بوب ديلان" (Bob Dylan): "ينجح الإنسان إذا استيقظ في الصباح وخلد إلى الفراش ليلاً، وما بينهما يفعل ما يريد أن يفعله".

إذا كنت تريد أن تكون ناجحاً وفقاً لهذا التعريف، فأنت تحتاج إلى شيئين: حياة مهنية مستقرة، ودخل كافٍ، ولكي أكون واضحاً، لا تحتاج إلى أن تصبح الأفضل في العالم لتكون ناجحاً، ولا تحتاج إلى أن تكون مليونيراً، لكن كل ما تحتاج إليه هو مجموعة مهارات مفيدة لتحقيق هذا المستوى من النجاح الوظيفي.

بناء مهاراتك الخاصة:

منذ قُرابة ثلاث سنوات، توصَّلتُ إلى اكتشاف غيَّر مسار حياتي المهنية والخاصة، فقد كنت أعمل في عدة وظائف مختلفة منذ أن كان عمري 17 عاماً، ودرست أيضاً إدارة الأعمال والتسويق، وحصلت على شهادتي البكالوريوس والماجستير، وفي عام 2010، بدأت عملي الأول، وعلى مرِّ السنين، طوَّرتُ عديداً من المهارات.

إليك فيما يأتي كيف تبدو مجموعة المهارات الخاصة بي:

  1. الإنتاجية وإدارة الوقت.
  2. الإقناع.
  3. تصميم المواقع.
  4. الكتابة.
  5. المحاسبة.
  6. الرسم.
  7. إدارة المشاريع.
  8. التسويق.
  9. التحدث أمام الجمهور.
  10. التعليم.

شاهد: 8 أسرار تحقق لك النجاح الوظيفي

أنا لست بارعاً في أي من هذه المهارات، على سبيل المثال، لديَّ مهارات رسم ضعيفة، ومهارات معقولة في تصميم مواقع الويب، ومهارات تسويقية متوسطة، ومهارات إنتاجية قوية، ومهارات كتابة جيدة لكن ليست رائعة.

عندما جمعت كل مهاراتي مع بعضها بعضاً وبدأت في التدوين، أثبت ذلك نجاحه وفاعليته، فعندما قرأت كتاب "كيف تفشل في كل شيء تقريباً ومع ذلك تفوز كثيراً" (How To Fail At Almost Everything and Still Win Big)، بقلم الكاتب "سكوت آدامز" (Scott Adams)، فهمت سبب ذلك، فهو يسمي هذا المفهوم "تكديس المواهب" (Talent Stacking) (أنا لا أحب كلمة موهبة لأنَّها تشير إلى الفطرة، لكن أُفضِّل كلمة المهارة لأنَّها تشير إلى التعلم)؛ إذ يقول:

"للنجاح، من الأفضل أن تكون جيداً في مهارتين تكمِّلان بعضهما بعضاً، من أن تكون ممتازاً وماهراً في واحدة".

كل مهارة تكتسبها تُضاعف من احتمالات نجاحك:

يقول "سكوت آدامز": "إذا كنت تظنُّ أنَّ الموهبة الاستثنائية والسعي الجنوني إلى التميز ضروريان للنجاح، فأنا أقول إنَّ هذا مجرد نهج واحد، وربما الأصعب، لكن عندما يتعلق الأمر بالمهارات، غالباً ما تتفوق الكمية على الجودة".

ثمَّة عدة أمثلة عن ذلك إذا نظرت حولك، فكم عدد الأشخاص الذين تعرفهم وهم ليسوا الأفضل في العالم ومع ذلك يقومون بعمل جيد؟ إذاً، الأمر كله يتعلق بزيادة احتمالات نجاحك، فلديك مزيد من فرص النجاح الوظيفي إذا كان لديك المزيد من المهارات.

فكِّر في الأمر، إذا كنت تمتلك مهارة واحدة، فإنَّ فرصك محدودة، لكن إذا كانت لديك مهارات متعددة، فأنت ببساطة أكثر قيمة، وهذا ما يعنيه النجاح الوظيفي في النهاية؛ إذ يتعلق الأمر بالقيمة، ومقدار هذه القيمة التي يمكن أن تعطيها للأشخاص أو المؤسسات.

ما هي المهارات التي يمكن أن تجعلني أكثر قيمة؟

هذا أهم سؤال، فكلما زادت مهاراتك، والفائدة التي يمكنك تقديمها، زادت المكافآت التي تحصل عليها؛ لذا فأهم سؤال هو: ما هي تلك المهارات المفيدة؟ أنا شخصياً أعتقد بأهمية هذه المهارات:

1. الإنتاجية:

ينصبُّ تركيز مدونتي بالكامل على الإنتاجية لسبب واحد، وهو أنَّك عندما تكون شخصاً يمكنه إنجاز مجموعة من الأعمال والمهام، ستجد دائماً طريقاً تسلكه، وبفضل مهارات الإنتاجية القوية، يمكنك تعلم أي شيء؛ لذا أظنُّ أنَّها أول مهارة يجب تعلمها لأنَّها تجعل تطوير جميع المهارات الأخرى أسهل، وببساطة فالإنتاجية هي أم كل المهارات.

2. الكتابة:

إنَّ القدرة على ترجمة أفكارك إلى كلمات تجعل من السهل القيام بعملنا، فعندما تكتب بطريقة واضحة وبسيطة، يمكنك التعبير عن نفسك مثل قلة قليلة من الناس.

3. علم النفس:

يمكن للفهم الأساسي لسبب قيامنا بما نفعله مساعدتنا على فهم أنفسنا والآخرين، فليس عليك أن تصبح معالجاً، طالما أنَّك تعرف أساسيات علم النفس، فأنت أفضل في التعامل مع الآخرين ومع نفسك.

4. الإقناع:

هذا هو فن وعلم التواصل بطريقة يفهمها الناس، فعندما نكون جيدين في الإقناع، نكون أفضل في القيادة، وفي المبيعات، وفي إجراء المحادثات، وفي الخطابة، وفي أي شيء آخر يتطلَّب التأثير في الآخرين؛ إذ يعتمد التأثير على التواصل الفعَّال أكثر من أي شيء آخر.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح من المختصين لتحقيق النجاح الوظيفي

5. التمويل الشخصي:

نحن لا نفكِّر غالباً في إدارة أموالنا، لكن عندما نقترب من سنِّ التقاعد، نفكِّر بذلك حتماً، ونقول: "لماذا لم أبدأ مبكراً" فقد حان الوقت لبدء تمويلك الشخصي.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح تساعد على تحقيق النجاح والترقي في العمل

في الختام:

لديَّ إيمان قوي بأنَّ اكتساب هذه المهارات سيحولك إلى إنسان يمكن الاعتماد عليه، شخصٌ تريد أن يكون لك شريك أو أخ أو أخت أو والد مثله؛ لذا حاول حل هذا التمرين الذهني: لنفترض أنَّك تمتلك شركة وتريد تعيين رئيس تنفيذي، ما نوع الشخص الذي ستوظفه؟

أجب عن هذا السؤال بنفسك، واكتب المهارات والصفات التي يجب أن يمتلكها هذا الشخص، وبعد ذلك، كن ذلك الشخص من خلال اكتساب تلك المهارات.




مقالات مرتبطة