5 مشاكل صحية يمكن أن تواجه الأطفال حديثي الولادة

عزيزتي الأم، وبعد تجاوزك أشهر الحمل التِسع، وبعد احتضانك طفلك الوليد لأول مرة، وبعد إحساسك الرائع بالأمومة، هذا الإحساس الذي لا يضاهيه أيُّ شيءٍ بالعالم أجمع، والذي هو مزيجٌ من أحاسيس المحبة والعاطفة والحنان والرأفة والخوف على هذا الملاك الصغير؛ نتفهَّم قلقكِ على طفلك الوليد، ونعلم مدى خوفك على صحته من أيِّ مرض، أو أيِّ مُشكلةٍ صحيَّةٍ يمكن أن تواجه جسده الضعيف؛ لذلك سنُقدِّم إليك بعض الأمراض والمشاكل التي يمكن أن تواجه طفلك حديث الولادة.



أمراض الأطفال حديثي الولادة:

1. اليرقان:

اليرقان أو الصفار (Jaundice): تغيرٌ في لون الجلد والعينين إلى اللون الأصفر، ويكون هذا الاصفرار ناتجاً عن ارتفاعٍ غير طبيعيٍّ في نسبة البيليروبين - مادةٌ صفراء اللون تنتج عن عملية تحلُّل كريات الدم الحمراء، والتي تحدث بشكلٍ طبيعيٍّ في الجسم، ولكن لا يستطيع الكبد التخلُّص منه بالسرعة المطلوبة - في الدم، ومن المُمكن أن يُصاب بها الأطفال الذين لم يُكملوا أشهر الحمل التِسع، والذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية. لا تحتاج أغلب حالات اليرقان لدى الأطفال حديثي الولادة إلى علاج.

ما هي أسباب حدوث اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة؟

  1. من المُمكن أن يكون الكبد غير مُكتمل النمو، أو ما زال في طور النمو عند الأطفال حديثي الولادة، ولذلك فهو لا يستطيع التخلُّص من كميَّات البيليروبين المُتراكمة في الدم.
  2. يُخلِّص الكبد الجسم من البيليروبين، وذلك من خلال إفرازها على شكل عُصارة المرارة في الأمعاء، ومن ثمَّ تخرج مع البُراز، ولكن يمكن أن تمتصها الأمعاء بدلاً من طرحها مع البُراز.

ما هي أعراض وعلامات الإصابة باليرقان عند حديثي الولادة؟

تظهر علامات الإصابة باليرقان في اليوم الثاني أو الثالث من الولادة، وأهمُّ هذه العلامات:

  1. إصفرار الجلد: والذي يظهر في البداية على وجه الطفل، ومن ثمَّ الصدر والبطن، ومن ثمَّ الأرجل، كما تتحوَّل المنطقة البيضاء من العين إلى اللون الأصفر.
  2. قلة الحركة.
  3. الخمول.
  4. قلة الرضاعة.
  5. البُكاء الشديد.

كيف يُعالَج اليرقان؟

هناك عدة خطواتٍ بسيطةٌ يمكن من خلالها معالجة اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة، وهي:

  1. الرضاعة الطبيعية: تُحفِّز حركة الأمعاء، وتساعد في التخلص من البيليروبين؛ وذلك بإخراجه من الجسم عن طريق البُراز.
  2. العلاج الضوئي: من الأخطاء الشائعة استخدام لمبة النيون، حيث يجب تعريض الطفل إلى ضوءٍ مُعيَّن، مع الأخذ في عين الاعتبار تغطية العينين والأعضاء التناسلية، كما يُنصح بتعريض الطفل لأشعة الشمس في الصباح الباكر لمدة 10 دقائق.
  3. تبديل الدم: وتُستَخدَم عندما لا تنجح طريقة العلاج الضوئي، حيث تُسحَب كمياتٌ صغيرةٌ من الدم بواسطة جهازٍ مُخصَّص، ثمَّ تُنقَّى من البيليروبين وتُعاد إلى جسم الطفل، ومن المُمكن أن يحتاج الطفل إلى تبديل الدم أكثر من مرة؛ وذلك لتجنُّب تلف الدماغ.
إقرأ أيضاً: الصفار (اليرقان ) عند الاطفال حديثي الولاده

2. قُبعة المهد:

قُبعة المهد (Cradle Cap): عبارةٌ عن قشرةٍ دهنيةٍ بيضاء أو صفراء تظهر على رأس الطفل المولود حديثاً، ومن المُمكن أن تنتشر أيضاً خلف الأذنين، أو على الحاجبين، أو على جانبي الأنف، أو تحت الإبط، أو في منطقة الحفاض؛ وهي ليست مؤلمةً ولا مُزعِجة للرضيع، كما أنَّها ليست مُعدية، ولا علاقة لها بالنظافة، وباستخدام شامبو مُناسبٍ يُمكن التخلُّص منها بسهولة.

في حالاتٍ نادرةٍ جداً يمكن أن تُحدِث قُبعة المهد تشقُقاتٍ في الجلد تُسبِّب الحكة، وأحياناً يمكن أن يخرج منها القليل من الإفرازات الصفراء النقية؛ كما أنَّ قُبعة المهد من الحالات المُنتشرة بنسبة 50% بين الأطفال.

يتوقَّف ظهور قُبعة المهد على عدة عوامل، نذكر منها:

  1. زيادة إفراز الزَهم من الغُدد الدهنية الموجودة في بُصيلات الشعر والجلد.
  2. تغيُّر نِسب الهرمونات في الجسم.
  3. تراكم نوعٍ من الفطريات يُدعَى (Malassezia) مع الزَهم والبكتيريا.
  4. مشاكل في جهاز المناعة.
  5. الطبيعة الدهنية للبشرة.
  6. ظروف الطقس الحادة.

لا تستدعي قُبعة المهد الخوف أو القلق، ولكنَّ هناك حالاتٍ تستوجب استشارة الطبيب، سنذكرها لكم:

  1. إذا ظهرت قشورٌ بيضاء مُشابهةٌ لقُبعة المهد في أماكن لا يظهر فيها الشعر عادةً.
  2. إذا كانت لديكِ مُحاولاتٌ منزليةٌ لعلاجها، ولم تُثمِر هذه المحاولات أيَّ نتيجة.
  3. إذا غطَّت القشرة البيضاء مساحاتٍ أكبر من جسم طفلك.
  4. إذا تسبَّبت طاقية المهد بتساقط شعر طفلك، أو سبَّبت له الحكة.
  5. إذا أصبحت القشرة البيضاء صلبةً ومُتماسكةً وذات لونٍ أحمر، وخرج منها سوائل، أو في حال شعرتِ أنَّ منطقة القُبعة ساخنة؛ إذ يمكن لهذه المؤشِّرات أن تدلَّنا على أنَّ الرضيع يُعاني من التهاباتٍ ومُضاعفات.
  6. إذا كان طفلك لا يكتسب وزناً بمُعدَّلاتٍ طبيعية، مع استمرار وجود القُبعة.
  7. إذا كانت مناعة جسم طفلك ضعيفة.

هناك بعض الخطوات التي تُخفِّف من قبعة المهد وتُسرِّع عملية الشفاء، ونذكر منها:

  1. التدليك: يمكنك تدليك منطقة القُبعة بالأصابع، أو بمشطٍ أسنانه غير مُدببة، ثمَّ غسل رأس الطفل يومياً بشامبو لطيفٍ خاصٍّ بالأطفال؛ كما ويجب تمشيط شعر الطفل قبل غسله من الشامبو.
  2. الترطيب بزيت الزيتون: إذا لم يتحسَّن الطفل بالتدليك، فبإمكانك عزيزتي الأم استخدام زيت الزيتون، وذلك بوضعه على منطقة القشرة لبضع دقائق قبل غسل رأس طفلك بالشامبو، ويتوجَّب عليكِ غسل المنطقة جيداً للتخلُّص من الزيت بشكلٍ كامل، حيثُ أنَّ تراكمه قد يؤدِّي إلى تفاقم الوضع.
  3. إذا لم تنجح طريقتي التدليك والترطيب بزيت الزيتون، فعندها لا بدَّ من استشارة الطبيب لوصف شامبو للقشرة يتناسب مع الأطفال حديثي الولادة.
  4. وفي حال أنَّ القشرة وصلت إلى أماكن مُختلفةٍ في جسم الطفل، فعندها يجب أيضاً استشارة الطبيب.

شاهد بالفيديو: كيف يتم العناية بالطفل حديث الولادة؟

3. ازرقاق جسم الطفل:

ازرقاق جسم الطفل هو مرضٌ ناتجٌ عن نقص إشباع الأوكسجين الشرياني، ويمكن أن يكون على نوعين هما: إمَّا الزُرقة الطرفية التي تُصيب الأطراف والأصابع والأظفار، أو زُرقةٌ مركزيةٌ تظهر على اللسان والشفاه. والزُرقة دليلٌ على أنَّ الطفل لا يملك الأوكسجين الكافي في دمه، ويمكن أن تُسبِّب في أغلب الأوقات نوبات صرع، أو مشاكل في الرئة مثل: الالتهاب الرئوي، أو الربو، أو الخناق؛ ولكن ليست كلُّ الزرقة التي يمكن أن يُعاني منها الطفل حديث الولادة خطيرة، فهناك نسبةٌ كبيرةٌ نوعاً ما من الأطفال حديثي الولادة يُعانون من زُرقة الأطراف والشفاه، وتزول هذه الأعراض مع نضوج الدورة الدموية للطفل.

تُعدُّ الزُرقة المركزية دليلاً على مُشكلةٍ داخلية أو عيبٍ خُلقي، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب؛ لأنَّ الطفل يحتاج إلى التشخيص والمُعالجة. كما يمكن أن يكون ازرقاق الشفتين من أعراض الزُرقة المركزية، لكن إذا تحوَّلت فقط المنطقة المُحيطة بالفم إلى اللون الأزرق - خاصةً بعد نوبةٍ من البُكاء والغضب، أو تناول الطعام، أو اللعب - بينما بقي اللسان داخل الفم بلونٍ وردي، فعندها لا داعي للقلق.

4. انقطاع التنفس عند الأطفال الرُضع في أثناء البُكاء:

إنَّ ظاهرة انقطاع التنفس عند الأطفال الرُضع في أثناء البُكاء ظاهرةٌ شائعةٌ جداً، وتظهر من عُمر الشهر إلى 6 سنوات، وتتمثَّل بعدم القُدرة على التنفس لبضع لحظاتٍ أو لثوانٍ، ولا يمكن لها أن تستمرَّ لوقتٍ أكثر من ذلك، حيثُ يمكن أن يتسبَّب بُكاء الطفل الشديد والمُتكرر إلى حبس الهواء داخل الرئتين لثوانٍ، وبذلك يتوقَّف التنفس لدى الطفل؛ وفي حال اشتد البُكاء أكثر فيمكن أن يُعاني الطفل عند حبس الهواء في الرئتين إلى هُبوط عدد ضربات القلب، وبالتالي نقص تدفق الدم إلى الدماغ؛ ممَّا يؤدِّي إلى الإغماء وفُقدان الوعي.

لكن، ما هو الشيء الذي يجب فعله في حال حدوث هذه الظاهرة؟

يجب المُحافظة على الهدوء، ثمَّ وضع الطفل على جانبه، وإخراج أيِّ شيءٍ موجودٍ في فمه، ومن المُمكن أن نُلقي برذاذ الماء على وجه الطفل ليُساعده على استعادة تنفسه.

5. انسداد القناة الدمعية:

يُعاني العديد من الأطفال حديثي الولادة من انسداد القناة الدمعية، ويُعدُّ من المشاكل الخُلقية، ويحدث نتيجة ضيقٍ أو انسدادٍ في القناة الدمعية التي تصل بين الأنف وكيس الدمع الموجود تحت الزاوية الداخلية للجفن السُفلي، وتظهر أعراض انسداد القناة الدمعية في الأسابيع الأولى من الولادة.

ما هي أعراض انسداد القناة الدمعية عند الأطفال الرُضع؟

  1. ظهور إفرازاتٍ مُخاطيةٍ قيحيةٍ في الأنف.
  2. التصاق الجفون ببعضها عند الاستيقاظ من النوم.
  3. زيادة سيلان الدموع من دون بُكاء الطفل، ومن دون وجود أيِّ احتقانٍ في المُلتحمة.
  4. امتلاء كيس الدمع بالسائل الذي لا يُمكِن تصريفه، والذي يُسبِّب حدوث التهاباتٍ نتيجة وجود نموٍ بكتيري.
  5. التهاب الكيس الدمعي، والذي ينتج عنه تهيجٌ واحمرارٌ وألمٌ في الجانب الأنفي للجفن السُفلي وتحته.

كيف يُعالَج انسداد القناة الدمعية عند الأطفال الرُضع منزلياً؟

هناك العديد من العلاجات المنزلية التي تُسهٍم بنسبةٍ كبيرةٍ في تحسُّن طفلك الرضيع وشفائه من انسداد القناة الدمعية، ونذكر منها:

  1. تنظيف الجفون باستخدام المناديل المُبللة بالشاي المُر أو بالماء الفاتر، وذلك لإزالة أيِّ افرازاتٍ تُسبِّب نمو البكتيريا، والمُحافظة على نظافة العين.
  2. في حال عدم وجود أيِّ التهاب، فيُمكنك القيام بتدليك مجرى الدمع بعد غسل يديك جيداً وتعقيمها، ثمَّ وضع إصبع السبابة على الزاوية الداخلية للعين، وتحريكه بشكلٍ لطيفٍ باتجاه جانب الأنف للأسفل، ولعشر مرات، ويجب أن تكرَّر هذه العملية لمدة ثلاث مراتٍ يومياً.
  3. في حال وجود إنتان، فيجب استخدام المُضادات الحيوية على شكل مراهم أو قطراتٍ لعدة أيام، وذلك من أجل تقليل الإفرازات، أو تخفيف الإحمرار.
  4. في حال وجود التهابٍ في الكيس الدمعي، يجب استخدام الكمادات الدافئة والمُضادات الحيوية الجهازية، وذلك تحت إشراف الطبيب.
إقرأ أيضاً: أمراض العين علاجها وطرق الوقاية منها

كيف يُعالَج انسداد القناة الدمعية عند الأطفال الرُضع طبياً؟

يُلجَأ إلى العلاج الطبي إذا استمر انسداد القناة الدمعية لأكثر من سنة، أو في حال حدوث الالتهاب المُتكرر لمجرى الدمع؛ حيث يحدث العلاج بإحدى الطرائق التالية:

  1. استخدام قسطرةٍ بالونيةٍ لتوسيع القناة الدمعية.
  2.  وضع أنبوبٍ من مادة السيليكون في القناة الدمعية لمدة ستة أشهر، ثمَّ إزالته بعد ذلك.
  3. تسليك مجرى الدمع من خلال سبر القناة الدمعية بواسطة استخدام أداةٍ رفيعة، وهي من أكثر الطرائق الجراحية الفعَّالة، وتصل نسبة نجاحها إلى 90%.
  4. في حال فشل جميع الطرائق العلاجية السابقة، عندها لابدَّ من وضع قناة سيليكونٍ دائمة.

وبذلك عزيزتي الأم نكون قد قدَّمنا إليك أكثر 5 مشاكل صحيةٍ يمكن أن تواجه طفلك حديث الولادة.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة