5 علامات تشير إلى أنك تحمل نفسك ما يفوق طاقتك

إنَّ الانشغال مرضٌ بحد ذاته، فكر في حياتك الخاصة وحياة المقربين منك، يميل معظمنا إلى القيام بأكبر قدر ممكن من الأمور وحشو كل دقيقة بالأحداث والمهام والالتزامات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك تشيرنوف" (MARC Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن مساوئ الانشغال وعلامات الإرهاق وكيفية التحرر منها.

نحن نظنُّ أنَّ القيام بمزيد من المهام سيجلب لنا المزيد من الرضى والنجاح وما إلى ذلك، في حين يكون خاف ذلك تماماً هو الصحيح في كثير من الأحيان، فقد يكون فعل أشياء قليلة أكثر فائدةً على الأمد الطويل؛ لكنَّنا اعتدنا حياتنا الحالية فلا يمكننا فهم ذلك، لأنَّنا:

  • عندما نعمل، ننتقل من مهمةٍ إلى أخرى بسرعةٍ وباستمرار، أو نقوم بمهام متعددة ونُعامل خمسة أشياء في وقت واحد حتَّى نهاية اليوم، ومع ذلك ما زلنا نشعر بأنَّنا لم نقم بما يكفي من المهام الصحيحة.
  • عندما نستريح أخيراً من أجل ممارسة بعض التمرينات الصحية، فإنَّنا نميل إلى دفع أنفسنا بأقصى ما نستطيع حتَّى نشعر بالإرهاق والألم فتقِلُّ رغبتنا في ممارسة الرياضة في اليوم التالي.
  • عندما نذهب إلى مطعم لطيف، نريد تجربة جميع المقبلات والمشروبات والمأكولات والاستمتاع بأكبر قدر ممكن من اللذة، ثمَّ نغادر ومعدتنا ممتلئة فنشعر بالانزعاج ونكسب وزناً إضافياً.
  • عندما نسافر إلى مدينة جديدة، نريد أن نرى كلَّ شيء، وكلَّ مَعْلَمٍ، وكلَّ صورة؛ لذلك نقوم بأكبر قدر قد يتحمله جسدنا ونعود من رحلتنا منهكين تماماً.

كيف يمكننا السيطرة على دافعنا لفعل أشياء كثيرة؟

ما عليك سوى التركيز على القيام بأشياء أقل في كل خطوة من طريقك، وكن يقظاً تجاه رغبتك في تحقيق المزيد.

لقد استغرقت بعض الوقت حتَّى أتفهم الأمر؛ لكنَّني بدأت في فهمه، لأنَّني:

  • عندما أعمل أُنفِّذ شيئاً واحداً فقط ضمن فترة زمنية محددة بتركيز كامل، وعندما أجد نفسي أقوم بمهام متعددة أو أشعر بالإرهاق ألغي كلَّ شيء وأُعِدُّ قائمة تتألف من مهمة واحدة إلى ثلاث مهمات رئيسة أحتاج تماماً إلى إكمالها في نهاية اليوم. أجل، أحياناً تشمل هذه القائمة على مهمة واحدة فقط؛ لأنَّ ذلك يساعدني على التركيز على ما هو هامٌّ حقاً، ويساعدني على ألَّا أشعر بحالة من الإرهاق.
  • عندما ذهبت إلى صالة الألعاب الرياضية منذ يومين، كان لدي الرغبة في بذل أقصى إمكاناتي، لقد لحظت هذا الدافع وبدلاً من ذلك قررت أن أتخلى عنه، ولقد أديت تمريناً قوياً لمدة 45 دقيقة؛ لكنَّني لم أستهلك كامل طاقتي، وفي الأمس عدت إلى صالة الألعاب الرياضية وقضيت 45 دقيقة أخرى بوتيرة مماثلة. هذا الصباح كنت سأكون سعيداً لفعل الشيء نفسه؛ لكنَّني قررت أن أمارس رياضة العدو الخفيف بدلاً من ذلك؛ إنَّ نظام التدريبات الخاص بي منتظم؛ ولهذا نادراً ما أُصاب أو يفوتني يومٌ.
  • عندما أجلس في مطعم ما لا أحاول تذوُّقَ أكبر قدر ممكن من الطعام، بدلاً من ذلك أغادر طاولتي قبل الوصول إلى حدِّ الشبع، إنَّني آكل حالياً أقل ممَّا اعتدته، وما زلت أعاني هذا الأمر في بعض الأحيان؛ لأنَّه ليس بالأمر السهل، ويتطلب بعض الممارسة، ومع ذلك فإنَّ النتيجة هي أنَّني أشعر بتحسن ملحوظ بعد كل وجبة وأحافظ على وزني بحالةٍ مثالية.
  • عندما أسافر إلى مدينة جديدة لا أحاول القيام بكل شيء؛ بل أختار بعض النشاطات وأخصِّص لها الوقت الكافي، ثمَّ أغادر المدينة وأنا أعلم أنَّ ثمة أشياء كثيرة لأراها في زيارتي القادمة، وأترك لنفسي الرغبة في رؤية المزيد من الأشياء الرائعة.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتخلص من التعب والإرهاق الدّائم

خمس علامات تشير إلى أنَّ الوقت قد حان للقيام بذلك:

1. الشعور بالإرهاق بسبب كثرة المهام:

تذكر أنَّ إلزام نفسك بالعديد من المهام والمسؤوليات هو الخطأ الأكبر الذي يرتكبه معظم الناس ويجعل حياتهم مرهقة ومليئة بالتوتر، فمن المغري ملء كل لحظة من اليوم بالمهام والأحداث والالتزامات والمشتتات، فلا تفعل ذلك بحق نفسك؛ فلا يمكنك أن تفعل كل شيء، وعليك أن تتخلى عن بعض الأشياء.

2. الرغبة في إنجاز كل شيء على جميع الأصعدة:

توجد مشكلة رئيسة أخرى تبقي معظمنا عالقين في دائرة الانشغال المنهكة، وهي الاعتقاد المجنون في أذهاننا أنَّنا نستطيع إرضاء الجميع، وأن نكون في كل مكان في وقت واحد أبطالاً على جميع الجبهات، لكن بالطبع ذلك ليس حقيقة؛ بل الحقيقة هي أنَّنا لسنا أبطالاً خارقين، إنَّنا مجرد بشر، وإمكاناتنا محدودة، علينا التخلي عن فكرة القيام بكل شيء وإرضاء الجميع والتواجد في كل مكان في وقت واحد، فإمَّا أن تفعل بعض الأشياء على نحو جيد، أو أن تفعل كلَّ شيء على نحو سيئ، هذه هي الحقيقة.

3. ضيق الوقت لتقدير أوقات الفراغ في يومك:

لا تتعلق حياتك فقط بالأشياء التي تفعلها؛ بل تتعلق أيضاً بأوقات الفراغ بين هذه الأشياء، هذا يعني أنَّ وقت الفراغ نفسه هو شيء يجب تقديره أيضاً؛ لذلك على سبيل المثال إذا كنت تقضي صباحك في التأمل والقراءة فإنَّ الصباح ليس ذا قيمة فقط بسبب التأمل والقراءة؛ فالوقت المحيط بهذين النشاطين رائعٌ أيضاً.

الوقت الذي تقضيه في المشي إلى سجادة التأمل، أو العثور على كتابك، أو قلب الصفحات، أو سكب كوب من الشاي، أو الجلوس ومشاهدة شروق الشمس وما إلى ذلك؛ هذه التفاصيل الصغيرة لا تقل أهمية عن أي شيء آخر، نظم نفسك حتَّى لا تهرع من شيء إلى آخر، وبدلاً من ذلك قدِّر الزمن بينهما أيضاً.

إقرأ أيضاً: النجاح في إدارة الوقت: 8 خطوات كفيلة بإدارة وقتك والتخلّص من التسويف

4. ضياع الأولويات:

لا تتحقق الأولويات تلقائياً، عليك أن تخصص وقتاً لما هو هام بالنسبة إليك وإلى عائلتك وأطفالك والتعلم والتمرين والإبداع وما إلى ذلك، فادفع كل شيء جانباً لتخصيص الوقت اللازم لهذه الأمور، وعندما تقول "لا" لمزيد من الأشياء التي تبدو مثيرة حقاً يمكنك أن تخصص المزيد من الوقت لما هو هام حقاً.

5. الفوضى في مكان العمل:

إذا لم يكن لديك الوقت الكافي للحفاظ على مكان العمل منظماً فإنَّك تفعل كثير من الأشياء الخاطئة، كما قد تشتري كثيراً من الأشياء التي لا تلزمك أيضاً، إنَّ إعادة ترتيب مكان عملك ستجعل حالتك الذهنية أقل تشوشاً؛ فالفوضى التي لا داعي لها تشتت انتباهنا أكثر ممَّا ندرك في كثير من الأحيان؛ لذا تذكَّر السؤال عما تريده في مكان عملك هو في الأساس سؤالٌ عن ماهية حياتك التي تريد أن تعيشها.

إقرأ أيضاً: كيف تستنزف الفوضى تفكيرك وكيف يمكنك التخلّص منها؟

في الختام:

لن تجعلنا ممتلكاتنا والتزاماتنا الزائدة سعداء، والأسوأ من ذلك أنَّها تجعلنا نغفل عن الأشياء التي تجلب لنا السعادة بمجرد أن نتخلى عن الأشياء التي لا تهم، ونمنح أنفسنا حرية اختيار الأشياء الهامة حقاً.

في بعض الأحيان يعني التقليل من الممتلكات والالتزامات ضرورة التخلي عن حلم ما؛ لكنَّ ذلك ليس دائماً أمراً سيئاً، قد يتطلب الأمر أحياناً التضحية بشيء ما كي تصبح شخصاً أفضل؛ لذا ابتهج وعش حياة بسيطة.

5 Signs You’ve Been Doing Too Much for Too Long




مقالات مرتبطة