5 علامات تدل على أنَّ غرورك يتحكَّم بحياتك

"ما يحافظ على استمرار ما يسمَّى بالمجتمع الاستهلاكي هو أنَّ محاولة العثور على نفسك من خلال الأشياء لا تنجح، فالرضى عن الذات قصير الأجل، ومن ثمَّ تستمر في البحث عن المزيد، وتواصل الشراء، وتستمر في الاستهلاك". المعلم الروحي والكاتب "إيكهارت تول" (Eckhart Tolle)، من كتابه الشهير "أرض جديدة" (A New Earth).



إذاً، من يتحكَّم بحياتك أنت أم غرورك؟

إليك 5 علامات تدل على أنَّ غرورك يتحكَّم بحياتك أكثر ممَّا قد تدرك:

1. تريد المزيد دائماً:

أنت تبحث دائماً عن مزيد من الأشياء في حياتك، فتبحث عن منزل أكبر، وسيارة أكبر، وتلك الترقية بعيدة المنال؛ إذ تتوق باستمرار إلى من يقدِّرك ويوافقك على آرائك والحب والنجاح المالي، وتظنُّ أنَّ ممتلكاتك تحدِّد من أنت، والحلم بأهدافك يشغل جزءاً كبيراً من حياتك لدرجة أنَّك تنسى أن تعيش في الوقت الحاضر.

بمجرد أن تحقِّق هدفاً، تشعر بالرضى مؤقتاً، لكن سرعان ما يتبدَّد هذا الإنجاز وتبدأ مرة أخرى بالبحث عن هدف آخر، فلا حرج في أن يكون لديك أهداف، لكن عندما تركِّز على تحقيقها لملء فراغ بداخلك، فإنَّك بذلك تسمح لغرورك بالسيطرة على سعادتك.

2. تنتظر شيئاً ما ليرضيك باستمرار:

تجد نفسك باستمرار في انتظار وصول شيء ما، أو تتمنَّى لو كنت في مكان آخر، فأنت تقول لنفسك إنَّ الحصول على مزيد من المال أو تحقيق هذا الهدف أو ذاك سوف يرضيك، ومع ذلك بطريقة ما لن يرضيك ذلك أبداً؛ لأنَّ غرورك يتحكَّم بك، فالرضى لا يأتي في تحقيق الأهداف أو الأشياء أو الأشخاص.

فكر في الماضي عندما أنجزت شيئاً كنت تظنُّ أنَّه سيجلب لك السعادة والرضى، فهل حقاً حقَّق ذلك؟ وكم من الوقت استمر الشعور؟ فغالباً ما يقارن الناس الحياة برحلة، كما لو كنت تركب على متن سفينة سياحية تتَّجه نحو جزيرة سحرية تملؤها السعادة.

بصفتك راكباً تحاول الترقي من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية ثمَّ إلى الدرجة الأولى، فأنت تعمل بجد لتكوين صداقة مع القبطان والطاقم والآخرين من أجل الحصول على التقدير، وتريد أن تحظى بإعجاب الآخرين وأن تُعامل بوصفك ضيفاً هامَّاً حتى تكون أول راكب ينزل من القارب إلى جزيرة السعادة الخيالية.

لكن في الحياة تماماً كما هو الحال مع هذه الرحلة البحرية، لن تصل أبداً إلى هذه الجزيرة، ففي حين كنت تنتظر باستمرار المستقبل المثير الذي لن يأتي أبداً، تُدرك بعد فوات الأوان أنَّه لا مستقبل إلَّا هنا والآن، فبينما كنت مشغولاً بالنظر إلى الأمام، فشلت في إدراك أنَّ جميع المكونات الضرورية للسعادة يمكن العثور عليها أمامك، فغالباً ما يحرمنا غرورنا من الحاضر.

شاهد بالفديو: 25 نصيحة بسيطة لتعيش حياتك بشكل مذهل

3. تقارن نفسك دائماً بالآخرين:

تقارن نفسك دائماً بالآخرين كما لو أنَّ قيمتك تعتمد على مقدار أدائك الجيد مقارنة بالآخرين، وتغار سراً من أصدقائك لأنَّهم أكثر نجاحاً منك، وتشعر بالذنب عندما تسمح لنفسك بتجربة شعور رائع عندما لا يكون بعض أصدقائك ناجحين مثلك، كما تخفي المعلومات عن الآخرين وتشعر أنَّ الحياة منافسة لا تنتهي، وتشعر بالتهديد عندما لا تكون هناك حاجة للشعور بذلك؛ فإنَّ غرورك قوي جداً لدرجة أنَّك على استعداد للتضحية بنزاهتك من أجل الفوز بالمنافسة.

4. تشعر أنَّك متفوق على الآخرين:

تحب بسبب غرورك أن تكون على حق والآخرون على خطأ، ولا تريد الاعتراف بأنَّك أيضاً مسؤول جزئياً عن الأحداث التي تحدث لك في الحياة، وإلى حدٍّ ما لدينا جميعاً هذا الشعور بالتفوق، وإذا لم تنظر عن كثب، فقد لا تلاحظ حتى أنَّه يتسلَّل إلى وعيك.

لذا كن حذراً لأنَّك عندما تحاول التخلُّص من غرورك غالباً ما يعود بأشكال مختلفة، فهل أنت على دراية بالطرائق التي يخدعك بها غرورك للشعور بالتفوق على الآخرين؟ فقد يجعلك هذا تشعر بالراحة لفترة وجيزة، لكنَّه أيضاً يجعلك تعاني في كل مرة تشعر فيها بالدونية تجاه الآخرين.

إقرأ أيضاً: 11 طريقة بسيطة لاكتساب تقدير الذات

5. تسيطر عليك أفكارك:

إذا كانت هويتك تأتي من أفكارك، فأنت أسير قصتك الشخصية، فأنت تظنُّ أنَّ أفكارك المُقيدة هي الحقيقة، وأنَّ تجربتك السابقة تحدِّد من أنت بوصفك إنساناً، لكنَّ الأفكار تأتي وتذهب ولا تعكس الواقع الحقيقي، فلا توجد قاعدة تنصُّ على أنَّه يجب عليك تصديق تلك الأفكار المقيدة، وبصفتها نتيجة لقصتك الماضية قد تظنُّ أنَّك لست جيداً أو واثقاً بنفسك بما يكفي أو لا تستحق أي شيء.

لكنَّ ماضيك لم يعد موجوداً، ومن ثمَّ لا يمكنه تحديد جوهر من أنت حقاً بوصفك إنساناً؛ لذا حاول أن تنأى بنفسك تدريجياً عن ماضيك وعن أي أفكار مقيدة تخطر ببالك، وتذكَّر أنَّ غرورك يحب القصص، لكن القصص ليست من أنت، وكما يقول "إيكهارت تول": "قد لا تكون قصتك بهذه الروعة".

فما لم نتمتَّع بالوعي، فإنَّ غرورنا جميعاً يسيطر علينا إلى حدٍّ ما، فمن خلال الرغبة المستمرة في المزيد والمزيد، فقد يحفِّزنا غرورنا على تحقيق المزيد في الحياة، لكن هل يمكن أن يجلب لنا السعادة الدائمة؟

قال "توماس ليونارد" (Thomas Leonard)، الذي يعدُّه كثيرون أنَّه أب كوتشينغ الحياة، إنَّ الغرور جيد، في حين ينظر آخرون إلى الغرور على أنَّه سبب كل المعاناة، فقدرتنا على التفكير هي هدية عظيمة تفصلنا عن الكائنات الأخرى، ولكنَّها قد تكون أيضاً عائقاً كبيراً عندما تسبِّب المعتقدات المقيدة ضرراً كبيراً لنا، فالأفكار تنسج قصتنا التي تنشئ هوية مزيفة، فهل تظنُّ أنَّ أفكارك هي جوهر من أنت حقاً؟

إقرأ أيضاً: نصائح للسيطرة على تفكيرك والتحكم بأفكارك

في الختام:

كتب الفيلسوف الفرنسي "رينيه ديكارت" (René Descartes): "أنا أفكِّر إذن أنا موجود"، لكن إذا أغلقت عقلي وتوقفت عن التفكير، فمن أنا إذن؟ وكتب "إيكهارت تول": "إذا لم يكن هناك شيء داخلك سوى أفكارك، فلن تعرف حتى أنَّك تفكِّر، وستكون مثل الحالم الذي لا يعرف أنَّه يحلم"، فهل توقفت عن التفكير لفترة ربما من خلال التأمل وسألت نفسك "من أنا؟"، أنت بالتأكيد أكثر من "قصتك غير الرائعة".

المصدر




مقالات مرتبطة