5 علاجات مثبتة مضادة للشيخوخة
الشيخوخة مشكلةٌ أزعجت البشرية منذ بداية الزمن، لكن لا تشعر بالإحباط، فأنت لست وحيداً؛ فمعظم الناس في جميع أنحاء العالم يبحثون عن طرائق للتغلب على الشيخوخة، ولحسن الحظ، حققت عديد من منتجات العناية بالبشرة وعلاجاتها نتائج رائعة، وإذا راجعت بعض هذه المنتجات سترى مدى تقدُّم هذا المجال الطبي.
عملية الشيخوخة:
من المؤكد أنَّنا لا نستطيع فعل أيِّ شيء للرجوع بالزمن وتجنب الشيخوخة؛ فالشيخوخة عملية طبيعية يمر بها الجميع؛ فتشيخ الكائنات الحية وغير الحية كلُّها على الأرض بمرور الوقت؛ بالنسبة إلى الكائنات غير الحية، قد يستغرق الأمر قروناً طويلة قبل أن تختفي، أمَّا بالنسبة إلى الكائنات الحية، فيتغير كلُّ شيء بسرعة مع تقدم العمر.
تبدأ عملية الشيخوخة منذ يوم ولادتنا ودون أيِّ توقف، ثم نصل إلى سن الرشد والنضج الكامل، ومع تقدمنا في العمر تتغير ملامحنا، وأحد أبرز أعضاء الجسم التي يظهر عليها الاختلاف هو بشرتنا، وقد يختلف معدل الشيخوخة من شخص لآخر، لكن شيئاً فشيئاً، سيتغير شيءٌ ما؛ إذ يبدأ الجلد في الترهل ويبدو أكبر سناً، وإذا لم تعتنِ به عناية مناسبة، فقد تتسارع الشيخوخة كثيراً.
العلاجات المضادة للشيخوخة:
عندما تعتني ببشرتك جيداً يمكنك السيطرة على عملية الشيخوخة، وفي الواقع يمكن التخلص من آثار الشيخوخة المبكرة الناتجة عن الإجهاد أو بعض العوامل البيئية، لكن تبقى الوقاية خيرٌ من العلاج دائماً مهما بدا هذا القول مبتذلاً.
الخطوة الأولى للحفاظ على بشرة صحية وشابة هي الترطيب؛ فإذا كنت ترطب بشرتك ترطيباً مناسباً ستُبطئ عملية الشيخوخة، بالطبع ستظهر علامات التقدم بالعمر على الجلد في مرحلةٍ معينة، لكن ما تزال ثمة بعض الطرائق الفعالة المؤكدة لتأخير الشيخوخة وعلاجها أيضاً.
قد تشمل هذه العلاجات ما يأتي:
1. العلاج المُجزأ بالليزر ثنائي أكسيد الكربون (Fractional Carbon Dioxide Laser Therapy):
لربما سمعت عن العلاج بالليزر، ولسوء الحظ هذه المعالجة باهظة الثمن، لكنَّها تستحق ثمنها؛ إذ يستفيد معظم المشاهير من هذه التقنية للحفاظ على بشرتهم ناعمةً وشابة، ويستغرق الأمر جلسات متعددة لرؤية نتائج رائعة.
يؤكد معظم الناس مدى فاعليتها، لكن كن حذراً، فهذه عملية معقدة وتُسبب بعض المشكلات في البداية؛ إذ تتضمن هذه العملية الشعور بالألم في المنطقة المستهدفة، وتؤدي إلى احمرار وحكة في أثناء شفاء الجلد، ويستغرق شفاء الجلد تماماً نحو أسبوعين، وبعد العملية مباشرةً يُنصح بالبقاء في المنزل وتجنب التعرض المفرط للشمس والعوامل البيئية.
2. المعالجة بالخلايا الجذعية (Anti Aging Stem Cell Therapy):
تَبيَّن في السنوات الأخيرة أنَّ الخلايا الجذعية هي وسيلةٌ رائعة لتجديد الخلايا أو الأنسجة التالفة في الجسم؛ فالخلايا الجذعية كالألواح الخالية تتمايز إلى أيِّ نوع من خلايا الجسم حسب المُحفزات التي تُطبق عليها.
عند استخدامها استخداماً منهجياً، فإنَّها تُحسِّن وظائف الجسم تحسيناً كبيراً؛ إذ تساعد الخلايا الجذعية عند استخدامها موضعياً على الجلد على استبدال خلايا الجلد القديمة والتالفة بخلايا أصغر سناً، ويمكن لهذه التقنية الواعدة أن تعيد نمو خلايا الجلد التالفة والمتقدمة في السن لتجديد حيوية البشرة، ومنحك بشرةً أكثر شباباً، ولكنَّ هذا العلاج الفعال للغاية يُكلِّف كثيراً من المال.
3. العلاج بهرمون النمو البشري (Human Growth Hormone Therapy):
نظراً لتوفر أدوات البحث والتقدم التكنولوجي والتمويل، وصلت العلاجات المضادة للشيخوخة إلى مستوى متقدم جداً؛ فإنَّ هرمون النمو البشري هو هرمون يُفرَز فرزاً طبيعياً في الجسم، ويبلغ ذروته في سنوات المراهقة، لكن عندما نبلغ سن الرشد يتراجع إفرازه تدريجياً مع تقدمنا في العمر.
لا يعدُّ هذا الهرمون مسؤولاً عن نمو العضلات فقط، لكن عن إصلاح الأنسجة التالفة أيضاً، ويتضمن العلاج بهرمون النمو البشري تزويد الجسم بهذا الهرمون لاستعادة لمعان البشرة ومنعها من الشيخوخة بسرعة، ولا يقتصر هذا العلاج الهرموني على الجلد فقط؛ وإنَّما له تأثير في كلِّ أجهزة الجسم، ويمنحها كثيراً من الفوائد.
4. الببتيدات (Peptides):
تحتوي معظم منتجات العناية بالبشرة حالياً على الببتيدات في تركيبها، وهذا لسبب وجيه؛ كيميائياً، الببتيد هو سلسلة قصيرة من الأحماض الأمينية؛ أي يمكن عدها بروتينات صغيرة، والبروتين هو اللبنة الأساسية لبناء الكولاجين المسؤول عن الحفاظ على سلامة الجلد.
بطبيعة الحال، يمكننا إنتاج الكولاجين دون استخدام منتجات العناية بالبشرة الموضعية، لكن تتراجع قدرتنا على إنتاج الكولاجين مع تقدمنا في السن، وهنا تكمن فائدة المركبات الحاوية على الببتيدات؛ فهي تمدُّ بشرتك موضعياً بالمغذيات التي تحتاجها لبناء الكولاجين وتجديد شباب البشرة.
5. مضادات الأكسدة (Antioxidants):
توجد مضادات الأكسدة في السوق بأشكال عديدة، وفضلاً عن الترويج لها في عديد من المكملات الغذائية، فإنَّ منتجات العناية بالبشرة الحاوية على مضادات الأكسدة لها حصة ضخمةٌ من السوق، وإنَّ الجرعات الكبيرة من مضادات الأكسدة مفيدةٌ للجسم، وتحتوي معظم منتجات العناية بالبشرة على مكونات مختلفة ذات خصائص مضادة للأكسدة.
كان التأثير المُجفف لهذه المكونات مصدر قلق رئيساً، لكن مع تطور هذا المجال وجد العلماء طريقةً لتخفيف هذا التأثير، وتوفير جرعات هائلة من مضادات الأكسدة بمستويات آمنة للجلد؛ إذ تجعل هذه المنتجات البشرة أكثر نعومةً وإشراقاً ولمعاناً.
في الختام:
لقد انتقلت العناية بالبشرة إلى المستوى التالي بفضل التقدم التكنولوجي الهائل، وقد تبدو هذه العلاجات المضادة للشيخوخة كأنَّها منتجات مستقبلية، ولكنَّها موجودة بالفعل؛ فنحن نعيش ثورةً في منتجات العناية بالبشرة، ومكافحة الشيخوخة هو هدفها الأساسي.
إنَّ اتباع نظام العناية بالبشرة بجدية، يؤدي إلى منع ظهور الشيخوخة المبكرة، وإذا فاتتك الفرصة، فهذه بعض الطرائق الفعالة للغاية في مكافحة الشيخوخة وعلاجها على الرَّغم من أنَّ هذا العلاج المستقبلي يُكلِّف أموالاً طائلة.