5 عادات يومية تساعدك على التغلب على التسويف

لم أستطع التغلب على التسويف لسنواتٍ طويلة؛ ففي كلِّ مرة كنت أؤجل فيها قراراً، أو أضغط زر الغفوة لأحظى بقسطٍ أكبر من النوم، أو أؤجل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو لا أكمل مهامي؛ لأنَّني لا أشعر بالرغبة في ذلك، كان لدي دائماً تبرير للتأجيل المستمر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في التغلب على التسويف.

أحياناً أكون متعباً، أو هذه المهمة يمكن أن تنتظر حتى الغد، لكن كونك الشخص المسؤول عن حياتك، فقد تنظر في كثيرٍ من الأحيان إلى نصائح الإنتاجية أو التطبيقات أو الأدوات بوصفها الحل السحري لمشكلاتك؛ لكن هذا يعني أيضاً أنَّك تُحمِّل العوامل الخارجية مسؤولية افتقارك للإنتاجية، كأن تقول:

  • "ليس الذنب ذنبي، فجهاز الكمبيوتر المحمول من الطراز القديم، وهذا الأمر مزعج بالنسبة إلي ولا يمكنني العمل بهذه الطريقة".
  • "المكتب صاخب جداً".
  • "يستمر الناس في الاتصال بي ومراسلتي عبر البريد الإلكتروني".
  • "ليس لدي وقت أبداً".

التغلب على التسويف هو معركة نفسية، ولديَّ أمثلة عديدة على ذلك في حياتي الشخصية؛ ففي عام 2013، شعرت أنَّني أقف مكاني دون تقدُّم، فقبل ذلك بعامين، كنت قد بدأت العمل مع والدي، لكن بعد عامين، أصبحت قلقاً لأنَّني أردت فعل المزيد ومعرفة المزيد.

لذلك قمت ببعض الأعمال الحرة، فأنشأت مواقع الويب، وعملت في كتابة المحتوى، وتسويق الإعلانات، وبعض أعمال التصميم؛ لكنَّها لم تنجح، فأنا لم أقم قط بعملٍ صعب، وبدلاً من ذلك، وجدت وظيفة للهروب من تلك المهام الصعبة.

كلُّنا نهرب في بعض الأوقات:

من الصعب إنشاء عمل أو مهنة جديدة، فذلك يتطلب منك القيام بمهام صعبة ومملة وغير مُرضية، وإذا كنت تريد مزيداً من العملاء أو العمل، فلن يأتي أحدهم ويقدمها لك ببساطة، لكن عليك أن تصارع من أجلها؛ لذلك حاول أن تجد بعض الأعمال الجانبية مثل كتابة المحتوى أو بيع التجزئة أو أيِّ طريقة تستخدمها لتنمية عملك، وإذا كنت ترغب في التقدُّم داخل الشركة، فعليك تكوين تحالفات، وأن يكون تفكيرك استراتيجيَّاً، وتحقِّق أهدافك، وأن تكون مبدعاً فيما تفعله.

هذا ما يجب عليك فعله، ومعظمنا يعرف بالفعل هذه الأشياء، أو سوف تكتشف ذلك بنفسك، فلا يوجد ما يسمَّى سر النجاح في العمل، ومع ذلك، نفضِّل الهروب من العمل، وهذا هو جوهر التسويف بالنسبة إلي.

أنت تعرف ما عليك القيام به؛ لكنَّك لا تفعل ذلك، وبدلاً من ذلك، تفتح موقعاً إخبارياً وتبدأ في قراءة أخبار غير مفيدة، أو تتصفح أحداث موقع الإنستغرام (Instagram) عبر حسابك الخاص دون الإعجاب بصورة واحدة لأنَّك تكره حياتك، فربما تتصفح مواقع الملابس الشهيرة أو أيِّ متجر تريده عبر الإنترنت.

هذا الكفاح للتغلب على التسويف، والذي ما زلتُ أعانيه إلى حدٍّ ما، هو قصة حياتي، على سبيل المثال أنا الآن أحاول تأليف كتاب جديد، وكلُّ أفكاري جاهزة ولدي عنوان له أيضاً، لكنَّ البدء بالكتابة صعبٌ للغاية بالنسبة إلي.

لذلك أبحث عن الراحة، فأجيب على رسائل البريد الإلكتروني، وأقرأ المقالات، وأذهب لاحتساء القهوة، وأتسوَّق عبر الإنترنت، وأعمل على مهام متكررة لإدارة عملي، ليس لأنَّني غير منظَّم؛ بل لأنَّني أحارب نفسي.

يسمي الكاتب الأمريكي ستيفن بريسفيلد (Steven Pressfield) هذا العدو النفسي بالمقاومة في كتابه الكلاسيكي "حرب الفن" The War Of Art، وهذا ما يقوله عنها: "المقاومة كاذبة دائماً ومليئة بالحماقات".

شاهد بالفيديو: 10 طرق للتغلب على المماطلة والتخلص منها

تغلَّب على التسويف من خلال أداء المهام في وقتها:

"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"، عليَّ دائماً أن أذكِّر نفسي بذلك، فعندما أماطل، أرغب في تأجيل مهامي لليوم التالي، وما زلتُ أحبُّ أن أقوم بذلك فهو شيءٌ متأصلٌ فينا، لكنَّ الفرق بين وضعي الآن ووضعي قبل ثلاث سنوات سابقة فرقٌ صغير وبسيط؛ فأنا الآن أعتمد على نظام محدد لأعيش حياة منتجة وسعيدة وهادفة.

في السابق لم يكن لدي أيَّ فكرة عن كيفية التغلب على التسويف وإنجاز الأمور، لقد كنت أستسلم بسرعة دائماً، وأشعر بالعجز والتعاسة والإحباط، لكن الآن، وجدت طريقة للتغلب على التحديات التي تواجهني.

وقد فعلت ذلك من خلال اتباع العادات الخمس الآتية:

1. تنشيط القوة الذهنية يومياً:

لقد اعتدت على إهمال قوتي الذهنية، فقد كنت ضعيفاً ذهنياً وفكرت كثيراً ولم أعتمد على نفسي، ولم يكن ذلك بسبب افتقاري للمهارات؛ بل لأنَّني لم أكن أثق في قدرتي على اكتشاف الأشياء؛ لذلك بدأت القراءة عن الرواقية والبراغماتية واليقظة الذهنية، أو أيِّ شيء يساعدك على التحكم بأفكارك وتحسين قوتك الذهنية، فأنا لا أريد أن أكون عبداً لأفكاري؛ بل أريد النقيض من ذلك تماماً.

2. ممارسة التمرينات الرياضية يومياً:

عندما لا أمارس الرياضة، أشعر بالقلق وأفتقر إلى التركيز والطاقة والثقة، ومن خلال تدريب عقلي وجسدي كلَّ يوم، أكون دائماً على استعداد لمواجهة التحديات الصعبة خلال اليوم؛ فقد تعلَّمتُ أنَّ التغلب على التسويف يبدأ قبل خوض الحرب؛ فالجنود لا يذهبون إلى الحرب دون تدريب؛ لذا حافظ على صحتك النفسية والبدنية.

3. اتباع مجموعة من العادات اليومية التي تساعدني على التحكم بحياتي:

أنا أكتب وأقرأ وأضع أولوياتي اليومية ولا أقرأ موضوعات معدومة الفائدة، وأحرص على التفاعل مع أصدقائي وعائلتي كلَّ يوم؛ فالتواصل البشري هام، ويمنحني شعوراً بالهدوء والعقلانية؛ ليس لدي توقعات كبيرة في الحياة، وأنا أستمتع بأيامي، ولا أنظر إلى أبعد من ذلك.

4. تحديد قائمة بالمهام الصغيرة لكن الهامة التي يتعين عليَّ إكمالها:

لنأخذ كتابي الجديد على سبيل المثال، غالباً ما أرغب في الهروب من الأشياء الصعبة مثل البدء بالكتابة؛ لذلك أقول لنفسي اليوم ليس مناسباً وأؤجل العمل لوقتٍ لاحق، لكن في كلِّ مرة أفكر بهذه الطريقة، أفتح قائمة المهام الصغيرة وأعمل على أحد هذه الأشياء اليوم.

إقرأ أيضاً: قوائم المَهام: أساس الكفاءة في العمل

5. دراسة علم الإقناع وممارسته لتوصيل رسالتي:

علَّمني منتوري: "يمكنك أن تكون أفضل كاتب ومعلم في العالم، لكن إذا لم يعرف أحد عن ذلك، فلن يكون بإمكانك إحداث تأثير؛ إذ يساعدك علم الإقناع على كتابة عروض أفضل، وخطابات التقدُّم للعمل، ورسائل بريد إلكتروني، وما إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات عن مهارات الإقناع

في الختام:

بالطبع، يتطلب الأمر وقتاً للتغلب على التسويف وتطوير أساس هذه الاستراتيجية، والمزيد من الجهد؛ لكنَّها ليست صعبة، ومع ذلك، ليس من السهل أيضاً أن تعيش حياة منتجة، ولا يتعلق الأمر بالتأكيد بالتكنولوجيا أو الحلول السريعة؛ بل يتعلق بتطوير نظام مستدام لبناء حياتك ومهنتك وعملك، ومهما كان نظامك لعيش حياة منتجة، ابدأ به اليوم، وليس الغد.




مقالات مرتبطة