5 طرق للتحفيز عندما لا ترغب في القيام بأي شيء

لا بد أنَّك تواجه بعض المشكلات المتعلقة بالتحفيز من حين إلى آخر؛ فربما تكافح من أجل الاستيقاظ باكراً لممارسة التمرينات الرياضية، أو تجد نفسك مرهقاً من عملك الإضافي يوماً بعد يوم، أو أنَّك لست في "مزاج جيد" لتكتب أولى الكلمات في مسودة روايتك.



والأسوأ من ذلك أنَّ الشعور بأنَّك "لا ترغب في أن تفعل أي شيء" يُنحِّي أهدافك جانباً، فتتجاهلها حتى تستعيد الدافع مرة أخرى لاتخاذ إجراءٍ بشأنها؛ وهذا ما قد يطول أمده في كثيرٍ من الأحيان، فتتجاهل أهدافك لأسابيع أو أشهر أو سنوات.

هل يُبرز التحفيز أفضل ما لدينا دوماً؟

يمكن أن يكون الدافع أمراً مُربكاً؛ فمن جهة، قد تشعر على نحوٍ مفاجئ برغبة عارمة في اتِّباع نظام صحي في حياتك، فتتخلى عن القيام بكلِّ شيء من أجل ممارسة تمرين الجري؛ لكن من ناحية أخرى، فإنَّ الأمل بالحصول على حافزٍ من العدم هو وسيلة لا يُعوَّل عليها حتماً لتحقيق الأهداف؛ فماذا عساك أن تفعل الآن؟

شاهد بالفيديو: 8 أنواع من المحفزات تجعل تحقيق أحلامك ممكناً

الدافع ليس موثوقاً في معظم الاستراتيجيات الشائعة:

الدافع ببساطة هو حالة عاطفية؛ أي أنَّه متقلب ككلِّ العواطف، إذ يمكن أن يعتريك على حين غرة، وأن يختفي بعد لحظات مثلما تتناثر الرمال عند هبوب الريح؛ فهل يُمكنك الاعتماد على الدافع ما دامت طبيعته متقلبة على هذا النحو؟ وهل يمكنك حقاً أن تتخلص من الشعور بأنَّك "لا ترغب في فعل أيِّ شيء؟".

هذا هو المطب الذي يقع فيه معظم الناس في المقام الأول؛ حيث لا يكفي إلقاء نظرة على الصور الملهمة أو قراءة الاقتباسات التحفيزية عبر الإنترنت فحسب؛ ففي أحسن الأحوال، قد ينتابك شعور لطيف بعد القيام بهذه الأمور، ولكن إذا كنت واقعياً، فمن الأرجح أنَّك لن تصبح منتجاً كفايةً بعد أن "تلهمك" تلك الأساليب التحفيزية.

نستنتج مما سبق أنَّ هذه الأساليب ليست شيئاً يتوجب عليك استخدامه لاكتساب الحافز؛ فإذا كنت تبحث عن دافع فعَّال يدوم لفترة طويلة، فأنت بحاجة إلى شيء مختلف مقارنة بما تفعله أو تراه عادة.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة للتخلص من الكسل والافتقار إلى الدافع

5 طرق فريدة تُحفِّزك على اتخاذ خطوات فعَّالة وتحقيق أهدافك:

إذا كنت تريد أن تمتلك دافعاً يُجدي نفعاً في كل موقف أو خطوة تريد اتخاذها، فعليك القيام بأمر مختلف عمَّا أنت معتاد على القيام به؛ لذا سنقدم إليك 5 نصائح جذابة لخلق الدافع على أمل أن تقوم بتجربتها، وفي واقع الحال ما يجعل هذه التقنيات مميزة هو أنَّها بعيدة عمَّا هو متداول؛ بمعنى أنَّك ستقوم للمرة الأولى بتجديد الأمور التي تقوم بها عادةً، ويعد هذا عاملاً محفزاً بحدِّ ذاته.

جرب إحدى هذه النصائح أو جربها كلها؛ ومن المرجح أن تجد نفسك أكثر تحفيزاً وقدرة على اتخاذ إجراءات من أي وقت مضى.

1. أضف "الغموض" إلى مزيج التحفيز الخاص بك:

يعد الغموض شكلاً فعالاً من أشكال التحفيز؛ إذ له علاقة بالعفوية وبفعل ما هو متوقع.

حاول كتابة ما لا يقل عن 5 مكافآت يمكنك الحصول عليها عندما تأخذ وقتاً للراحة أو عند إنجازك المهام؛ حيث تُعد مجموعة "المكافآت" البسيطة التالية مثالية:

  • مشاهدة مقطع فيديو على اليوتيوب.
  • تناول قطعة من الشوكولا.
  • عزف مقطوعة صغيرة على الغيتار في جلسة موسيقية صاخبة.
  • مشاهدة عرض لبرنامجك المفضل على نتفلكس.
  • الذهاب في نزهة سيراً على الأقدام حول الحي.

كما ترى، تختلف المكافآت عن بعضها؛ فمنها ما هو بسيط وباعث على السرور، ومنها ما هو أكبر من ذلك، وقد يكون أكثر خصوصية بالنسبة لك.

عندما تأخذ استراحة، ربما تقوم بنفس الأشياء القديمة في كلِّ مرة؛ والتي غالباً ما تنطوي على التقاط هاتفك وتصفُّح منصات التواصل الاجتماعي، لكن تخيَّل أنَّك تستطيع الحصول على مكافأة واحدة عشوائياً من هذه المكافآت في كلِّ مرة.

في هذه الحالة، لن تعرف ما الذي ستحصل عليه؛ حيث يمكن أن تكون مكافأة صغيرة أو حتى مكافأة كبيرة، وهذا ما يجعل الأشياء ممتعة للغاية، وحالما تُصبح الأشياء ممتعة مرة بعد أخرى، من المرجح أن تكتسب الدافع للعمل، وتترقب المكافأة العشوائية الجيدة والمُذهلة التي ستحصل عليها عند الإنجاز التالي.

2. اجعل حافزك "مُخيفاً":

يمكن للتحفيز أن يتبع نهجاً إيجابياً أو سلبياً؛ بمعنى إمَّا أن تتبع نهجاً إيجابياً بحيث تمتلك الدافع للحصول على المكافأة كما ذكرنا سابقاً، أو تتبع نهجاً سلبياً بحيث تمتلك دافعاً للعمل بأفضل ما يمكنك لتجنب نتيجية سلبية؛ وكلُّ ما عليك فعله في الحالة الثانية هو إيجاد طرائق مناسبة لـ "معاقبة نفسك" عندما لا تكون منتجاً بالقدر الذي تطمح إليه.

إليك بعض الأمثلة البسيطة التي يمكنك استخلاص الأفكار منها:

  • اطلب من شريكك أن يرش الماء عليك إذا لم تستيقظ باكراً لممارسة الرياضة.
  • إذا لم تذهب للنادي الرياضي بعد العمل، سيتوجب عليك تناول شيء لا تحبه على الإطلاق، مثل تناول السبانخ على الغداء (إذا كنت لا تحبها).
  • إذا لم تكتب صفحة من روايتك بعد الغداء، سيتوجب عليك قفل جميع التطبيقات المُشتِتة للانتباه على هاتفك الخلوي طوال فترة المساء.

في النهاية، يجب أن تكون العقوبة رادعةً بما يكفي لتشعر بها وتحاول تجنبها بكل ما أوتيت من إرادة، ويجب أن تكون هذه العقوبات فريدة بالنسبة لك بحيث تحاول التفكير ملياً، ولا بد أن تجد شيئاً يُحفزك لاتخاذ إجراء ما حتى تتجنب العقوبة بأي ثمن.

إقرأ أيضاً: لماذا نفقد الحافز أحياناً؟ وكيف نحل هذه المشكلة؟

3. استخدم ضغط الأقران كدافع:

تنجح هذه النصيحة عندما تمتلك أشخاصاً من العائلة والأصدقاء مستعدين لمساعدتك على تحقيق أهدافك، وكلُّ ما عليك فعله هو الطلب من الأشخاص المقربين منك أن يُسائلوك عما تقوم به وذلك لتعمل على أهدافك كلَّما كان من المُفترض عليك القيام بذلك.

لنفترض أنَّك قررت البدء بكتابة روايتك بعد العمل، فإذا كان أول شيء تفعله عند دخولك إلى المنزل هو إلقاء سترتك على الأرض، والقفز على الأريكة، والبدء بتقليب القنوات التلفزيونية؛ فهذا سيكون هو الوقت المناسب لعائلتك أن تُعلن "حالة من الاستنفار"، إذ يمكن أن يقولوا لك ما يلي:

  • "مرحباً حبيبي، ألن يكون رائعاً أن تنهي صفحة من روايتك اليوم؟ سأكون سعيدة بذلك؛ وإن لم تفعل، سأطهو لك السبانخ غداً".
  • "لقد أنهيت قراءة كتاب منذ قليل، وكنت أفكر كم سيكون رائعاً أن تُنهي كتابك أيضاً كي أقرأه".
  • "في كلِّ مرة أراك تكتب كتاباً فيها، أشعر بالفخر، لا أطيق صبراً حتى تنتهي منه".

هذه مجرد أمثلة عما يمكن أن يفعله هؤلاء حتى تعود لتكمل الكتابة أو أياً يكن هدفك، وما يُميز هذه الاستراتيجية هو عدم ارتباطها بوضعك الخاص؛ بمعنى أنَّ كلَّ شخص يقوم بتحفيزك بطريقته الخاصة، ويُبدي اهتمامه بعملك بغض النظر عن رغبتك الفعلية للقيام به.

إقرأ أيضاً: شريك المساءلة: من هو؟ وكيف تعثر عليه؟ وماذا تستفيد منه؟

4. خفِّض سقف معاييرك:

يوجد مشكلة كبيرة تتعلق بالتحفيز وهي الشعور بأنَّ أهدافك كبيرة ومُتشعِّبة أكثر مما ينبغي؛ فإذا شعرت بالإرهاق والإرباك من أي مَهمة تقوم بها أو أي مشروع لديك، سيتراجع حافزك بالتأكيد. توجد طريقة للتغلب على ذلك وهي استخدام "تقنية 10%"؛ فإذا شعرت بأدنى مُقاومة لأي مهمة بين يديك، قُل أنَّك ستؤدي 10% فقط منها وتوقف عند هذا الحد.

فإذا كان عليك أن تقوم بـ 20 تمرين ضغط، قُم به مرتين فقط؛ وإذا قررت أن تكتب صفحة واحدة من روايتك، اكتب فقرة أو حتى جملة بدلاً من ذلك؛ وإذا كنت تُريد أن تُنظف غرفتك، قُل أنَّك ستنظف ثلاثة قطع أثاث فقط؛ إنَّها طريقة بسيطة، ولكنَّها سهلة التنفيذ وفعالة للغاية.

أفضل جزء هنا هو أنَّك بمجرَّد أن تُقلل مُقاومتك الذهنية للمهمة -وبالتالي تزيد من دافعك للقيام بها- فمن المحتمل أن تُنجِز تلقائياً أكثر من 10% من المهمة؛ وذلك لأنَّ "زخم البداية" يُمكن أن يقودك إلى إنجاز جزء أكبر مما كنت تتوقع.

إقرأ أيضاً: اكتساب وترسيخ العادات الجديدة باستخدام "قاعدة الدقيقتين"

5. راهن بأموالك:

لا شيء يؤلم مثل خسارة الأموال؛ لذا فالطريقة الأفضل لاستخدام هذه الفكرة هي توظيف أموالك التي اكتسبتها بشق الأنفُس لتحقيق أهدافك.

حاول مشاركة صديق أو أحد أفراد العائلة للقيام بذلك بطريقة بسيطة؛ بمعنى قابل واحداً منهم وقل له ما يلي: "ستحصل على مبلغٍ بقيمة 20$ إذا رأيت أنَّني لا أذهب إلى النادي الرياضي بعد العمل أو لا أكتب صفحة من روايتي أو لا أستيقظ باكراً غداً".

سترى ابتسامة كبيرة على وجه من يساعدوك، وتتساءل عمَّا إذا كانوا يشجعونك حتى تفشل ويكسبوا بعض المال أو حتى تنجح وتحقق غايتك، وفي كلتا الحالتين، سوف يزداد دافعك للعمل على أهدافك بعد تطبيق هذه النصيحة.

الخلاصة:

لا يتعلق الدافع بالشعور بالإلهام أو أي أمر ممتع للغاية؛ فالهدف الحقيقي هو خلق الرغبة للعمل على تحقيق الأهداف المنشودة.

كن واثقاً أنَّك إذا استخدمت بعض التقنيات التي ذُكِرت هنا، فستكون في طريقك لتصبح أكثر تحفيزاً وقدرةً على اتخاذ المزيد من الإجراءات، وتغيير حياتك للأفضل دائماً وأبداً.

المصدر




مقالات مرتبطة