5 طرق لدعم الموظفين بالقروض المالية
إنَّ مقولة "اترك مشكلاتك الشخصية في المنزل" كانت تعبيراً شائعاً في ثقافة العمل في "المملكة المتحدة"، ومع ذلك، فإنَّ فكرة أنَّه من الممكن للموظفين فصل حياتهم الشخصية تماماً عن حياتهم المهنية تبدو قديمة وغير معقولة إلى حدٍّ ما.
من الناحية المثالية، ينبغي أن يشعر الموظفون أنَّ ربَّ العمل يدعمهم عندما تسوء الأمور في حياتهم الشخصية، وهذا من شأنه أن يحسِّن من عافيتهم، ومن ثمَّ يؤدي إلى مستويات أعلى من الأداء، وأخذ عدد أقل من أيام المرض، وخفض معدل دوران العمالة.
وأحد المجالات التي يحتاج فيها كثيرٌ من الموظفين إلى الدعم هي الديون؛ فقد وجد استطلاع شمل 2000 شخصاً أنَّ 17% من الموظفين قد اتصلوا بخط مساعدة من أجل القروض، و16% قد استشاروا خبيراً فيما يتعلق بوضعهم المالي، وقد أظهر استطلاع للرأي أنَّ 35% من الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة شعروا أنَّ مشكلاتهم المالية تؤثر في عملهم.
والأكثر من ذلك، مع وقوع العديد من العمال في الديون، فإنَّك على الأرجح ستواجه موظفين يواجهون الصعوبات، وبصفتك خبيراً في الموارد البشرية، فأنت مدين لموظفيك ومؤسستك، بمساعدة الموظفين الذين يمرون بضائقة مالية.
إليك بعض النصائح المفيدة للبدء:
1. كُن ودوداً:
ينظر كثيرون إلى الدَّين على أنَّه موضوع محظور؛ لذا فقد يكون من الصعب أن تخبر أقرب أفراد عائلتك وأصدقائك بأزمتك، ناهيك عن شخص ما في العمل، ولكن يمكنك وضع تدابير تساعد الموظفين على الشعور براحة أكبر عند التحدث عن القروض المالية.
على سبيل المثال، يمكن لقسم الموارد البشرية الخاص بك، أن يرسل بريداً إلكترونياً من الشركة لتذكير الموظفين بأنَّ القروض المالية ليست شيئاً مُخجِلاً، وأنَّ هناك مساعدة مهنية متاحة، ويمكن لشركتك أيضاً أن تشارك في فعاليات ومبادرات تساعد على التعامل مع الأمور المالية من خلال تشجيع الآلاف من المنظمات لبدء محادثات مع الموظفين والعملاء عن الشؤون المالية.
2. أدرِج إعداد الميزانيات في التدريب الذي تقدِّمه في الشركة:
لم يتعلم معظم الناس كيف يضعون ميزانية لمالهم؛ إذ إنَّ التدريب الرسمي على وضع الميزانية للموظفين الجدد، يمكن أن يجلب العديد من الفوائد لهم ولمنظمتك؛ لذا، إنَّ تعليم بعض مهارات وضع الميزانية يشكِّل استراتيجية وقائية عظمى ضد وقوع الموظفين في الديون، كما تظهر للناس أنَّك تهتم بحفاظهم على مالهم، وسوف تجعلهم يشعرون أنَّه من المقبول طلب المساعدة.
3. استفد من برامج الموظفين:
تُعَدُّ برامج إعانة الموظفين وسيلة عظيمة لدعم العمال الذين يعانون من الديون، وهذه الخدمة السرية تمكِّن شركتك من مساعدة موظفيها على مواجهة المشكلات الشخصية، التي تؤثر في الأداء والسلامة والصحة العقلية والجسدية والنفسية، وتشمل هذه البرامج - على سبيل المثال - قضايا الصحة العقلية، والمشورة المالية، والمشورة القانونية، والمساعدة للتخلص من الإدمان على المراهنات.
كما تساعد برامج إعانة الموظفين على وضع الميزانية وتقديم المشورة المالية، وقد تساعد أيضاً الأشخاص الذين يعانون من مشكلات أكبر، التي تساهم في سداد ديونهم.
شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لتعزيز إنتاجية الموظفين.
4. ادفع أجراً عادلاً:
يبدو تعويض الموظفين أمراً واضحاً إلى حدٍ كبير، ويتعين على كل أرباب العمل أن يفعلوا هذا بصرف النظر عما إذا كان الموظفون يعانون من الديون أم لا، وفي ظل عدم وجود أي قانون ينص على حصول الموظفين على زيادة في الأجور كل عام، فإنَّ الإهمال في منح زيادات منتظمة يعني أنَّ قيمة أجور العمال ستنخفض.
لذلك، من الممارسات الجيدة زيادة أجور الموظفين مع معدل التضخم الاقتصادي، كما أنَّ دفعَ أجر يلائم الأحوال المعيشية، وليس الحد الأدنى للأجور فقط، يظهر أيضاً المسؤولية عند دعم الأمور المالية.
5. تأكَّد من سريَّة الأمر:
ينبغي تدريب موظفي الموارد البشرية على الحفاظ على السرية المتعلقة بالديون، ويجب أن يكون الموظفون على ثقة تامة بأنَّ قضاياهم ستبقى سرية إذا ما قرروا الحصول على المساعدة من رب عملهم؛ فهذا بدوره سيبني الثقة بينك وبين الموظفين، فقد يكون الناس مُجهَدين، وغاضبين، أو قلقين بشأن وضعهم، ويمكن أن تساعد مناقشة ذلك مع الموظفين المدربين الذين يعرفون كيفية التعامل مع هذه المواقف، على أن يشعر الموظفون بدعم أكبر بكثير.
في الختام:
يختص دور الموارد البشرية بتطوير الأشخاص في المنظمة، ولتحقيق هذه الغاية بفاعلية، من الهام أن ندعم الناس عندما يكونون في أزمةٍ ما، حتى عندما يتعلق الأمر بموضوع لا يشعر الناس بالارتياح لمناقشته علناً، وخاصةً في الأمور المالية.