5 طرق لتقوية الذات

27 فبراير 2024

كَم كنتُ أكره نفسي؛ فقد كنتُ جبانة للغاية، وأثَّر سلوكي هذا في عدة مواقف في حياتي، بدءاً من التحدث إلى حشد من الناس، ووصولاً إلى الدفاع عن نفسي، وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية قابلتُ كثيراً من الجبناء، أولئك الذين يمضون أيامهم كارهين أنفسهم، ونراهم في كل مكان، ولكن كيف لنا أن نتجاوز سلوك الجبن هذا ونقوِّي أنفسنا؟ وكيف يمكننا تعزيز ثقتنا بأنفسنا؟ فالثقة بالنفس تعني الإيمان بقدراتك وسماتك وآرائك، فهل يا ترى تثق بنفسك؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن 5 طرائق لتقوية نفسك.

5 طرائق وحيل ذهنية ستساعدك على تقوية ذاتك وتعزيز ثقتك بنفسك:

1. تخصيص وقت لنفسك :

يبدو قضاء الوقت مع نفسك أمراً غريباً ومحرجاً، ولكن أليست الثقة في شخص ما تبدأ من خلال التعرف إليه أكثر ومعرفة ما يحبه ويكرهه وأهدافه وإنجازاته ورغباته؟ هذا هو السبب في أنَّك بحاجة إلى تخصيص وقت لنفسك؛ ففوائد العزلة لا حصر لها؛ لذا استخدم ساعة في الصباح أو المساء لتبقى مع نفسك، وجرب فعل أحد الأمور الآتية:

القراءة.
التأمل.
الصلاة.
الكتابة.
الفن.

افعل ما يجعلك تشعر بالراحة مع نفسك، وإذا أشعرك الأمر بالغرابة، فلا تقلق كثيراً حيال الأمر؛ لأنَّك ستشعر براحة أكبر كلما قضيت وقتاً أطول مع نفسك تفعل أموراً تحبها؛ إذ عليك أن تعرف أنَّك شخص مميز وهام جداً.

شاهد بالفيديو: 10 دروس قاسية ستجعلك أكثر نجاحاً.

2. تذكُّر الأوقات الإيجابية من حياتك:

فكر في وقت أو موقف في حياتك حدث فيه أمر حَسَنٌ بسببك؛ فربَّما كان عليك اتخاذ قرار وكانت نتائجه إيجابية، هل يشعرك ذلك بالإثارة؟ تذكر مزيداً من الأمور الإيجابية التي حدثت في حياتك، لا سيَّما تلك التي شعرت فيها بالثقة والشجاعة، اشعر بذلك بكل جوارحك، واكتب ما شعرت به عندما كنت في تلك اللحظة وما سمعتَ وما رأيت.

"الارتساء" (Anchoring) هو أداة من البرمجة اللغوية العصبية (NLP) لعيش حالة من الوجود؛ كالشعور بالغضب أو الحزن، قد يبدو الأمر غريباً، ولكن تذكر أنَّها حيلة ذهنية، ومن المفترض أن تكون غريبة؛ فهذا الأمر سيساعدك.

على أي حال عندما تقرأ ما كتبته ستلاحظ أنَّك تستطيع إعادة عيش هذه الحالة؛ وذلك من خلال استحضار الموقف في ذهنك حيث كان لديك ثقة عالية بالنفس، وعندما تصل إلى ذروة الحالة هذه تأكد من إرسائها بشيء مادي، اقرص نفسك مثلاً أو أصدر صوتاً أو اضغط بأصابعك ثلاث مرات أو أياً كان ما يناسبك، وفي كل مرة تريد أن تكون في الحالة هذه يمكنك إعادة استخدام ذلك الشيء المادي.

3. توضيح ما تريده:

يجد كثير من الناس صعوبة في تحديد ما يريدونه، ولكن إذا كنت لا تعرف ما تريده فكيف ستحقق أهداف حياتك؟ إنَّ أسرع طريقة للتأكد ممَّا تريده هو طرح السؤال الآتي على نفسك: "ما الذي يثير اهتمامي؟" الاحتمالات لا حصر لها، وأروع ما في الأمر هو حقيقة أنَّك تستطيع الحصول على الأشياء التي تثير اهتمامك، قد تستغرق بعض الأمور وقتاً أطول حتى تتحقق في حياتك، ولكن يكمن السر في مواصلة العمل على الأشياء التي تثير حماستك واهتمامك.

4. اكتشاف الكلام الإيجابي الذي يقوله الآخرون عنك:

عليك معرفة الأمور الإيجابية التي يقولها الناس عنك، والحصول على تغذيتهم الراجعة؛ فمثلاً: أنشئ استطلاع رأي خلال برنامج على الإنترنت، وأرسله إلى أصدقائك وانتظر ردودهم بصبر، واقرأ ما يقدمونه لك من تغذية راجعة، وكن فخوراً بنفسك، وستدهشك آراء الناس فيك.

احرص على ألا تطرح أسئلة تثير إجابات سلبية، واستخدم الأسئلة الآتية بوصفها إرشادات:

اذكر ثلاث صفات تحبها فيَّ.
لماذا اخترت صداقتي؟

استمر في طرح مثل هذه الأسئلة وسرعان ما سيكون لديك استطلاع جيد، لا تدفع أصدقاءك إلى الملل بكثرة الأسئلة؛ سيَفي عشرة إلى اثني عشر سؤالاً بالغرض.

5. عدم تجاهل حدسك:

حدسنا هام للغاية، وإذا تجاهلنا ما يخبرنا به دوماً فسيتوقف عن إرشادنا، ولكن لا يجب أن يحدث ذلك؛ لأنَّ مشاعرنا الغريزية موجودة لسبب، وهو تزويدنا بالإشارات التي تحمينا، فينتبه عقلنا اللاواعي لأشياء ويرسل لنا الإشارات التي علينا أن نثق بها ونستفيد منها، وعندما يتعين علنا اتخاذ قرار ما يجب أن نمنح عقلنا الباطن وقتاً لإرسال هذه الإشارات إلينا، وبعد فترة سيصبح الأمر طبيعياً، وستزداد ثقتنا في أنفسنا.

في الختام:

ستساعدك الحيل الذهنية هذه على تقوية ذاتك، الأمر الذي سيمكِّنك من اغتنام أي فرص جديدة، وفعل ما يثير اهتمامك، والتغيير لأفضل نسخة من نفسك؛ لذا طبِّق ما تعلمته، وكرر ممارسته لتتخذ منه عادة لك؛ فمن خلال تقوية ذاتك ستستمتع بحياة ملؤها الإثارة.