5 طرق لبناء الثقة بالنفس

يقول الكاتب "واين داير" (Wayne W. Dyer): "كلما كنت على طبيعتك ازداد شعورك بدورك وأهمية وجودك في الحياة".



أحياناً تلتقي بأشخاص يتمتعون بثقة عالية في النفس؛ ما يجعلك تتساءل عن سر هذه الثقة وسر شعورهم بتقدير الذات، فيختلف الأشخاص عن بعضهم من حيث الثقة بالنفس؛ فمنهم من يمتلكها فطرياً، في حين يعاني آخرون لاكتسابها، والسبب الحقيقي لذلك الاختلاف بين هذين النوعين غير معروف، وفي الحقيقة أساس الثقة بالنفس هو تقبُّل الشخص لذاته.

توجد عدة طرائق تساعد على ذلك، ومنها:

1- التركيز على التعلُّم والتطور:

إنَّ إتقان الشخص شيئاً ما وتميزه فيه له أثر إيجابي كبير في الثقة بالنفس، ولهذا عليك معرفة نقاط قوتك ومهاراتك واستثمار كل جهدك وإمكاناتك لإتقان ما تريد تعلمه.

ربَّما تراودك بعض الأفكار بأنَّك معدوم الفائدة، ولكن هذا ليس صحيحاً؛ فكل إنسان خُلِق في هذه الحياة لغاية محددة عليه اكتشافها، وفي البداية عليك تحديد موهبتك والشيء الذي تحب عمله؛ قد يكون الرسم أو الطبخ أو التعليم أو صنع الأشياء أو حل المعادلات الرياضية المعقدة، كل ما عليك أن تفعله هو أن تطوِّر هذه المهارة باستمرار إلى أن تصبح خبيراً في المجال الذي تحبه.

ثمَّة قاعدة ثابتة تقول إنَّ التكرار يولِّد الخبرة، وعادة ما تكون الخطوة الأولى هي الأصعب، ولكن بمجرد أن تمتلك الشجاعة والإيمان لاتخاذها سيتَّضح الطريق أمامك ويصبح أكثر سهولة؛ لذا استمر في التدريب وتطوير مهاراتك لتصل إلى أفضل مستوى ممكن، ومع كل تطور سيتحسَّن شعورك وتزداد ثقتك بنفسك أكثر من السابق، إنَّ أفضل الأشياء في الحياة تُكتسَب من خلال العمل الجاد، فاحرص على تعلُّم كل ما هو جديد وتطبيق ما تعلمته حتى تصل إلى مرحلة الإتقان، وضع تحدياً لنفسك بتحقيق أهداف جديدة، وعندما تنجح في ذلك ستشعر برضى وثقة بالنفس لا يمكن نزعها.

2- الابتعاد عن المثالية:

إنَّ ارتكاب الأخطاء هو أمر طبيعي تماماً، وأي اعتقاد غير ذلك هو وهم؛ فجميع البشر معرَّضون للخطأ؛ لكنَّ الفرق بين شخص وآخر هو طريقة معاملة هذا الموقف، فتحدُث الأخطاء عند تجربة شيء جديد وتؤدي في النهاية إلى اكتساب خبرات جديدة.

لا تخف من ارتكاب الأخطاء؛ بل عُدَّها فرصةً للتعلم من خلال كل تجربة جديدة لتصبح بحال أفضل، والأهم هو أن تتعلم المثابرة وعدم الاستسلام؛ إذ إنَّ كثرة التفكير في الأخطاء السابقة تؤثر سلباً في معنوياتك، في حين يُعَدُّ تجاوز هذه الأخطاء وعدم تكرارها هو التصرف الصحيح الذي يساعدك على تخطي أي موقف سلبي بثقة عالية في النفس.

شاهد بالفيديو: تعلم عن مهارة الثقة بالنفس مع د. إيفان جوزيف Dr Ivan Joseph

3- الإيمان بالذات:

التصالح مع الذات من أقوى دعائم الثقة بالنفس، إضافة إلى تجاهل آراء الآخرين؛ فالأهم هو نظرتك لنفسك وتصالحك مع ذاتك؛ لأنَّك الشخص الوحيد القادر على تغيير مصيرك، ويمكن أن يساعدك عقلك وأفكارك لتصبح بحال أفضل؛ فعندما تتقبل ذاتك بنقاط قوتها وضعفها وإمكاناتها، ستمتلك القوة لتحسن نفسك وتصبح بحال أفضل، فيقول المثل: "الأفكار يمكن أن تغير العالم"؛ فهي لها دور هام في بناء الثقة بالنفس؛ لأنَّ التفكير الإيجابي سيجعلك تلقائياً تشعر بحال أفضل؛ ومن ثمَّ يزيد الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة أصعب التحديات.

4-الاحتفاظ بسجل للإنجازات:

إنَّ التذكُّر المستمر للإنجازات التي نجحت بتحقيقها هو طريقة رائعة للحفاظ على الثقة بالنفس، ليس من الضروري أن تكون إنجازات كبيرة، يكفي أنَّك شعرت من خلالها بالرضى عن نفسك؛ كمساعدتك شخصاً مسناً في عبور الشارع أو نيلك أعلى درجة في امتحان القبول الجامعي.

احتفظ بإنجازاتك في قائمة خاصة تعود لقراءتها كلما شعرت بالإحباط وقلة الثقة بالنفس لتساعدك على أن تشعر بتحسن.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم النزاهة الشخصية لإظهار أفضل ما لديك؟

5. تجنُّب التفكير السلبي:

التفكير الإيجابي من أهم أساسيات الثقة بالنفس؛ لذا حاول أن تنظر إلى الجانب المشرق من كل موقف، وابتعد عن الأشخاص الذين تشعر معهم بقلة التقدير؛ لأنَّ نجاحك سيكون مصدر إزعاج لهم ويجب ألا يكون لهم مكان في حياتك؛ فأنت بحاجة فقط إلى من يشجعك ويكون داعماً لك، كما أنَّ الأمر لا يتوقف فقط على الأشخاص السلبيين؛ وإنَّما يجب أن تتخلص أيضاً من الأفكار السلبية وتعزز إيمانك بأنَّك قادر على تحقيق أي شيء تنوي فعله.

ربما لاحظت أنَّ الأشخاص الناجحين في أي مجال استطاعوا فرض أنفسهم والاستمرار بقوة على الرَّغم من تعرضهم لانتقادات لاذعة، والسبب هو أنَّهم محاطون بدائرة مقربة من الأشخاص الداعمين لهم ليقدموا أفضل ما لديهم.

إقرأ أيضاً: أسباب التفكير السلبي وكيفية التخلص منه

في الختام:

يساعدك اتِّباع الطرائق الخمس السابقة على إحداث فارق إيجابي في حياتك على الفور؛ إذ ستشعر بأنَّك أكثر سعادة ورضى عن حياتك، فلا تخف من مواجهة أي تحدٍّ في سبيل الأشياء التي تحبها؛ ففي النهاية سعادتك هي الأهم.




مقالات مرتبطة