5 طرق لبدء العمل على تحقيق الأهداف قبل تحديدها

شارك ابن أخي في سباق الماراثون في السنة الماضية، وركض لمسافة 26.2 ميلاً دون أي تخطيط مسبَق، وتعود قدرة تحمُّله إلى التزامه بالتدريبات الرياضية اللازمة لإتمام السباق؛ فهو لاعب قوي، ومنافس في رفع الأثقال، فضلاً عن كونه متخصص لياقة بدنية، وكوتش عافية جسدية ونفسية، لقد كان مستعداً لخوض السباق في ذلك اليوم بفضل معارفه وخبراته على الرغم من أنَّه لم يهدف يوماً للمشاركة فيه على الإطلاق.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونير" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن طرائق الشروع في تحقيق الأهداف قبل تحديدها.

لا داعي لتحديد هدف دقيق قبل أن تبدأ العمل على تحقيقه؛ بمعنى أنَّك ستكون أكثر قدرة على تحقيق أهدافك عندما تبدأ العمل عليها سابقاً؛ إذ ثمَّة عوامل معينة تسهم في تحقيق الهدف خلال الفترة الزمنية السابقة والتالية لتحديده على حدٍّ سواء.

يقدم الكاتب "جيمس آلن" (James Allen) في كتابه المنشور في عام 1902 "كما يفكر الإنسان" (As a Man Thinketh) خطة عمل شاملة لتحقيق النجاح في كافة المساعي سواء كانت روحية، أم جسدية، أم فكرية، أم دنيوية.

على الرغم من أنَّ المبادئ التي يناقشها الكتاب باتت مألوفة بالنسبة إلى معظم الأفراد في أيامنا هذه ومشروحة بإسهاب في العديد من الأعمال الأخرى اللاحقة لنشر الكتاب، فإنَّ عمل "كما يفكر الإنسان" يُعَدُّ استثنائياً؛ لأنَّه يوجِّه الفرد الذي لم يحدد أهدافه بعد.

لا يناقش الكاتب مسألة إيجاد الشغف في الحياة أو تحديد الأهداف؛ بل يقدم مقترحات عن التدابير اللازم اتخاذها لبلوغ الهدف بكافة الأحوال حتى عندما لا يكون الفرد مستعداً لخوض غمار هدفٍ سامٍ.

5 أمور يمكنك أن تبدأ العمل عليها بصرف النظر عن هدفك:

عندما يعمل الفرد على صقل مهاراته باستمرار، فإنَّه سيكون قادراً على تحقيق أيِّ هدف يضعه نصب عينيه بالطريقة نفسها التي يقوم فيها الرياضيون برفع لياقتهم ومقاومتهم الجسدية، من خلال المواظبة على التدريب وتهيئة أجسادهم ليوم السباق.

فيما يأتي 5 طرائق لبدء العمل على تحقيق أهدافك باعتماد الكتاب الأصلي للمؤلف "جيمس آلن":

1. الانتباه إلى الأفكار:

يقوم كتاب "كما يفكر الإنسان" على فكرة أنَّ أفعال المرء، والتقدم الذي يحرزه في حياته، وتجاربه الفاشلة تعتمد كلِّيَّاً تطورَ أفكارِه مع مرور الوقت وخوض التجارب، وتكمن مسؤولية الفرد الأساسية في تنمية الأفكار التي تخدم أهدافه وطموحاته في الحياة، ومنع تبعات التجارب المؤذية من التأثير سلباً في طريقة تفكيره.

شاهد بالفيديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

2. تهيئة ظروف النجاح:

يجدر بالمرء أن يتحمَّل مسؤولية أفعاله وظروفه على حدٍّ سواء؛ حتى يكون قادراً على تجاوز المشكلات التي تعترضه، ويتطلب تحقيق الأهداف تهيئة الظروف اللازمة وتسخيرها لإحراز النجاح.

3. العمل فعلياً على تحقيق الأهداف:

يفترض علم الفيزياء أنَّ قوى الجذب تنجم عن حركة الأجسام؛ أي إنَّ الأجسام المتحركة في الاتجاه نفسه تتجاذب؛ لذا يجب أن تترجم أفكارك إلى أفعال حتى تزيد احتمالات نجاحك ويتسنى لك تحقيق هدفك.

الأمر أشبه بمسألة كتابة الرسائل النصية في أثناء القيادة؛ إذ تزداد جودة القيادة وعامل الأمان عند تركيز الانتباه على الطريق، وتنقص عند استخدام الهاتف المحمول بيد ومقود السيارة باليد الأخرى.

4. تحسين الأداء:

يفترض أن يقوم المرء ببذل قصارى جهده وتسخير أقصى إمكاناته وقدراته بغية بلوغ الهدف الذي يعتزم تحقيقه، وتنطبق أخلاقيات العمل هذه في كافة الأحوال سواء قمت بتحديد أهدافك أم لم تفعل، ومن ثمَّ عليك أن تركز اهتمامك على تأدية جميع أعمالك ونشاطاتك الهامة منها والبسيطة باحترافية.

5. استثمار جميع الموارد المتاحة:

يجب أن تستثمر جميع الموارد المتاحة من وقت، ونقود، وعلاقات في تحقيق التقدم والتنمية في حياتك، فكلما تعلَّم الإنسان وخاض مزيداً من التجارب ازدادَت عزيمتُه وسرعتُه في بلوغ هدفه.

إقرأ أيضاً: قوة الاستثمار في نفسك

في الختام:

يمكنك أن تعدَّ الممارسات آنفة الذكر أساساً لتحقيق النجاح وتعزيز الدافع وإثارة الحماسة، فينصُّ قانون العطالة في الفيزياء على أنَّ "الجسم الساكن يبقى ساكناً، والجسم المتحرك يبقى متحركاً ما لم تؤثر فيه قوة خارجية".

ستكتشف مزيداً من الأمور عن أهدافك، وإمكاناتك، والتدابير اللازمة لبلوغ الهدف حالما تباشر العمل الفعلي على أرض الواقع؛ لكنَّك عندما تمتنع عن التنفيذ وتنتظر حتى تحدد هدفاً معيَّناً، أو تكتشف شغفك في الحياة والدافع الكامن وراءه وغيرها من المؤهلات، فأنت تفوِّت على نفسك كثيراً من الفرص.

قال عالم الموسيقى الشهير البريطاني "إرنست نيومان" (Ernest Newman) ذات مرة: "لا ينتظر المؤلف المرموق أن تحلَّ عليه مشاعر الإلهام حتى يباشر العمل؛ بل إنَّه يستمدُّ إلهامه من عمله، فقد عكف عمالقة الموسيقى في العالم من أمثال "بيتهوفن" (Beethoven)، و"فاغنر" (Wagner)، و"باخ" (Bach)، و"موزارت" (Mozart) على تركيز كامل طاقاتهم على الأعمال قيد التنفيذ دون انتظار حلول الإلهام عليهم".

لا مثيل لشعور المرء عندما يكون قادراً على تحديد أهدافه؛ لكنَّ عدم إدراكها لا يجب أن يثنيه عن السعي والعمل؛ لذا يجب أن تباشر العمل، وعندها سيتسنى لك تحديد أهدافك والدافع خلفها في أثناء مضيك في التنفيذ.




مقالات مرتبطة