5 طرق تفسد بها نجاحك دون أن تدري بذلك

يُعدُّ النجاح هدفنا النهائي في عصرنا الحالي؛ إذ نسعى جاهدين إلى تحقيق النجاح بكل ما أوتينا من قوة وطاقة، ونعمل بجد لنحظى بالحياة التي لطالما حلمنا بها؛ ولكنَّ النجاح دائماً ما يبدو بعيداً عن متناول أيدينا؛ فمهما حاولنا وعملنا بكد وتعب، لا يبدو أنَّنا قادرون على تحقيقه؛ فهو دائماً ما يقبع على بعد خطوة واحدة، أو بعد تحقيق الهدف التالي؛ سواء كان ذلك الحصول على بعض العملاء الآخرين، أم اكتساب مزيد من المال، أم كتابة مقال صحفي كبير آخر؛ إذ إنَّه أمر يدعو إلى الشعور بالإحباط والعجز، وغير فعال للغاية.

غير أنَّ النجاح دائماً ما كان أمام ناظريك تماماً لتأخذه وتحظى به، ولكنَّك تفسد الأمر على نفسك، وتمتنع من الوصول إليه؛ لذا، نقدم إليك خمس طرائق تفسد نجاحك من خلالها دون أن تدري بذلك:

1. السعي دائماً إلى الحصول على المزيد:

لن يكون هنالك ما يكفي أبداً؛ إذ دائماً ما نتوق إلى تحقيق أكثر مما نمتلك بالفعل؛ فنرغب بمزيد من المال والشهرة والعملاء والشراكات، ومزيد من كل شيء؛ ذلك لكوننا نشعر أنَّنا سنحقق النجاح بمجرد أن نصل إلى مقياس معين؛ ولكن حتى لو وصلنا إلى ذلك المقياس، لن نشعر بالرضا أبداً؛ لذا نوسِّع أهدافنا قليلاً.

الحقيقة هي أنَّ عليك أن تقرر متى ستمنح نفسك الإذن لتستمع بنجاحاتك؛ فدائماً ما سيكون ثمة مزيد مما يمكنك فعله، ومزيد من النجاح لتحقيقه؛ ولكن متى ستسمح لنفسك بالاستمتاع بالنجاح الذي حققته بالفعل؟

2. السعي الدائم إلى الاستعداد:

إنَّنا نعمل جاهدين لنتأكد من أنَّ كل شيء جاهز قبل أن نخطو خطوة أخرى إلى الأمام؛ فترانا نعدِّل ما حضَّرناه مراراً وتكراراً، ونتردد، ونشكك في قدراتنا؛ كما نمتنع عن فعل أي شيء لأنَّنا نخشى أنَّه قد لا يكون مثالياً.

إنَّنا نعيش في ظل ثقافة السعي إلى الكمال دائماً، ولا نرغب أن يرى أي شخص نقاط ضعفنا؛ لأنَّ ذلك سيظهر كم أنَّنا لسنا جيدين بما فيه الكفاية؛ ولكن لم يبدأ أي شخص قد غيَّر العالم بالشعور بالاستعداد من قبل؛ بل أقدموا على العمل فحسب، ومضوا قدماً، واتخذوا الخطوة التالية، واكتسبوا خبراتهم خلال مسيرتهم.

تُعدُّ الثقة بالنفس أهم مهارة عليك أن تتحلى بها لتكون ناجحاً؛ وإذا كنت تنتظر حتى تكون مستعداً، فستنتظر وقتاً طويلاً حتى تسمح لنفسك بتحقيق أحلامك؛ فلا يتمتع أحد بالاستعداد أبداً، بل يتعلق الأمر بالتعمق في عملك، والثقة بنفسك، والمجازفة على أي حال.

3. وضع حدودٍ لقيمتك:

إنِّنا نحدد حجم أنفسنا في وقت مبكر من حياتنا، ونقرر ما نستحق من الحب والمال ومقدار الإساءة التي يجب أن نتحملها؛ ومتى ما بدأنا التسلل خارج هذا الإطار، نعيد إدخال أنفسنا إليه مجدداً؛ ذلك لأنَّنا لا نشعر أنَّنا نستحق أكثر من قيمتنا.

إذا كنت تواجه مشكلات في رفع أسعارك، أو طلب علاوة، أو مجرد التقدم لوظيفة أحلامك؛ فألقِ نظرةً على ما تعتقد أنَّك تستحقه، وفكر: لماذا تخشى رفع ذلك الحد؟ ولماذا لا تعتقد أنَّك تستحق أكثر مما تحصل عليه؟

قد يبدو الأمر خارج إرادتنا، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّنا نحن من يقرر قيمة أنفسنا، ومن ثم نخبر العالم بأنَّنا راضون بذلك؛ لذا، لا ترضَ بأي قليل لأنَّك تستحق أكثر من ذلك بكثير.

4. إساءة فهم الفشل:

إنَّ الخوف الأساسي الذي يمنع الناس من النجاح هو الخوف من الفشل؛ إذ نخشى جميعنا الإخفاق بشدة؛ ولكن من ذا الذي يحكم على الأمر بالفشل؟ فإذا تعثَّرتَ في أثناء المشي، فهل يعني هذا أنَّك فشلت في المشي؟ وإذا طُردتَ من وظيفتك، فهل يعني هذا أنَّك فشلت في عالم العمل؟

نحن وحدنا من يحكم على إخفاقاتنا؛ حيث يمكننا أن نختار رؤيتها كفشل، أو أن نعدَّها مجرد نكسات بسيطة؛ ولدينا القدرة على الاستمرار في النهوض في كل مرة نسقط فيها، وتعلم طرائق جديدة لإنجاز الأمور.

تكمن ماهية الفشل فيما تقرره أنت فحسب؛ فإذا لم تكن مستعداً للاستسلام والإخفاق، فيمكنك أن تتعلم الدرس مما حصل معك، وتجرِّب أمراً جديداً.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل

5. انتظار بلوغ "تلك المرحلة":

يوجد "مكان سحري" دائماً ما نسعى إلى بلوغه؛ ونعتقد أنَّنا لن نحصل على مبتغانا إلَّا إذا وصلنا إلى "تلك المرحلة"؛ ولكنَّ الحقيقة هي أنَّها ليست إلَّا مرحلةً ثانويةً وعشوائية؛ فنحن لا نحتاج إلى إذن أي شخص لنكون ناجحين، بل كل ما نحتاجه هو أن نقرر اليوم أنَّنا سنفعل ما نريد؛ فربما نرغب في أن نأخذ إجازةً لباقي اليوم للحصول على تدليك، أو ربما نريد رفع أسعارنا لأنَّنا نعتقد أنَّنا نستحق ذلك، أو قد نرغب في قضاء إجازة فحسب.

لدينا القدرة على فعل أي شيء نريده في حياتنا، ولا نحتاج إلى انتظار أي شخص ليخبرنا أنَّ الأمور على ما يرام، ولا داعي لأن ننتظر بلوغ مرحلة معينة لنمنح أنفسنا الإذن لنكون ناجحين؛ بل يمكننا أن نختار النجاح الآن.

الخلاصة:

لا يتعلق الأمر بما يمكنك تحقيقه بقدر ما يتعلق بمدى النجاح الذي تسمح بإدخاله إلى حياتك؛ لذا، إذا أردت أن تكون ناجحاً، فالتزم بفعل ذلك الآن، وافعل الأشياء قبل أن تكون مستعداً لها، وحاول وافشل في كل شيء، وأدرك قيمة ذاتك، واسمح لنفسك بأن تكون ناجحاً اليوم؛ إذ إنَّ الشخص الوحيد الذي يفسد نجاحك هو أنت؛ لذا حان الوقت لتغيير ذلك، فأنت تستحق كل خير.

المصدر