5 طرق تؤثر بها الغيرة على صحتك

لا أحد يحب الاعتراف بشعوره بالغيرة؛ إذ نجده مُحرِجاً كونه يُظهِر ضعفنا، فقد صُوِّرت الغيرة دوماً على أنَّها وحشٌ صغير أخضر اللون، وهذا كفيلٌ وحده بجعلنا نرتبك ونشعر بالخوف. وسواء أحبَبنا ذلك أم لا، يظهَرُ الوجه القبيح لوحش الغيرة بين الحين والآخر، وتبدأ معه سلسلة المشكلات الأُخرى على جميع الأصعدة.



حين ننظرُ إلى تعريف الغيرة، نتساءل عن سبب إحساسنا بها، فالغَيرة هي شعور مُبطَّن بالكراهية والاستياء من نجاح أحدهم أو شهرته أو محاسنه، أو أي أمر يُظهِر امتلاك الآخرين لأشياء أكثر أو أفضل ممَّا لدينا، ولا يهمُّ كثيراً إن كانت أفضل ممَّا نملك، فكلُّ ما يهمُّ في عقولنا هو ذلك الشيء بعينه، والذي نكتشف في النهاية أنَّه ليس أفضل ممَّا لدينا في أغلب الأحيان، ومن ثمَّ فإنَّ غيرتنا كانت بلا سبب.

ينبع الشعور بالغيرة غالباً من مرحلة الطفولة أو من افتقارنا لشيءٍ ما خلال نشأتنا أو حياتنا، فلربَّما اضطررنا إلى الكفاح في سبيل الحصول على أمر ما قد حصل عليه شخص آخر بسهولة بالغة، وهذا يتسبَّب في حقدنا على ذلك الشخص، لكنَّ ذلك ليس مُبرِّراً للكراهية والغيرة.

لا يوجد أبداً ما يبرِّر كراهية الآخرين والغيرة منهم؛ إذ تمثِّل الغيرةُ الشرَّ الخالص ولا بدَّ من التحكُّم بها أو التخلص منها نهائياً، كما أنَّها دلالةٌ على الضعف النفسي، في حين لا ينبغي أن يشعر أي شخصٍ سويٍّ بالضعف أو الدونية.

سنعرض فيما يأتي الأسباب التي تجعل الغيرة عاملاً مدمِّراً لصحتنا:

1. تؤدي قلة تقدير الذات إلى الحزن الذي يؤدي بدوره إلى ضعف القلب:

يجب علينا تذكُّر أنَّ القلب عبارةٌ عن عضلةٍ في النهاية، والتي تتباطأ عند شعورنا بالحُزن، وتنبض بصورة طبيعية عند شعورنا بالسعادة، وتخفق بسرعة كبيرة عند الشعور بالحماسة والانفعال، ويمكن للحزن أن يقود إلى الإصابة بالاكتئاب أيضاً والذي يمكنه أن يتدهور ويخرج عن السيطرة بسرعة كبيرة عند عدم معالجته.

لذا علينا الانتباه جيداً لأنفسنا عندما تنتابنا مشاعر الغيرة، والبحثُ في أعماقنا للوصول إلى حقيقة السبب الذي يدفعنا للشعور بها، ومن ثمَّ العمل على تحويلها إلى مشاعر وأفعال إيجابية.

قد يبدو أداء ذلك غايةً في الصعوبة، لكنَّنا إن قارنَّا أحد الأشياء التي نشعر بالغيرة لأجلها مع أحد الأمور الإيجابية التي ننعمُ بوجودها في حياتنا، نكون قد نجحنا في القضاء على مشاعر الغيرة تلك بكل سهولة.

2. يرفع الشعور بالغضب من ضغط الدم:

يمكن للغيرة أن تؤدي إلى إضعاف عضلة القلب، كذلك يمكنها أن تسبِّب الانفعال الشديد والغضب العارم بخصوص أمرٍ ما، وهذا يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مُعدَّل ضربات القلب، لنجدَ أنفسنا في اللحظة التالية معتمدين على الأدوية في عيش حياتنا، ولن يعود ذلك بأي فائدة، وخصوصاً حين ندرك أنَّ السبب وراء تناولنا لهذه الأدوية هو مُجرَّد فكرة شريرة؛ لذا علينا التخلُّص نهائياً من أفكار الغيرة والأحاسيس الناجمة عنها كي نتخلَّص من هذه الأدوية.

شاهد بالفديو: خطوات التخلص من الغيرة المهنية

3. تدفعنا الغيرة أحياناً للإدمان على المشروبات الكحولية:

تقودنا مشاعرنا غالباً إلى طريق الإدمان على المشروبات الكحولية؛ إذ يميل بعض الأشخاص إلى اللجوء للمشروبات الكحولية أو الأدوية الضارَّة للمساعدة على تهدئة أعصابهم أو علاج جروح كبريائهم، فيشعرون بالغيرة، وهذا يدفعهم للغضب ويُثير عندهم الرغبة في التدخين أو احتساء الكحول.

في حال الاستمرار بالقيام بذلك على الدوام، سيعود بعديد من المضارِّ على الصحة النفسية والجسدية؛ لذا علينا إيجاد طريقة أخرى للتعامل مع مشاعر الغيرة التي تنتابنا كي نتخلَّص منها في النهاية إلى الأبد.

4. يقود التوتُّر والإجهاد الناجم عن الغيرة إلى الإصابة بعدة أمراض جسدية:

تؤدي الغيرة إلى توتُّر دائم يقود في النهاية إلى إصابتنا بعدة أمراض، كالخَرَف، أو البدانة، أو أنواع الصداع المختلفة، أو الشيخوخة المُبكِّرة، أو الموت المبكِّر؛ لذا علينا تمالك أنفسنا والسيطرة على مشاعر الغيرة لدينا والتي يمكنها أيضاً أن تقودنا إلى سلوك الأكل العاطفي الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالبدانة أو بداء السكري، بالإضافة إلى عدة أمراض أخرى لسنا مُضطرِّين للمعاناة منها؛ لذا علينا البدء بالسيطرة على أنفسنا في الحال.

إقرأ أيضاً: 8 أمور يفعلها الأذكياء للتخلّص من التوتر والإجهاد

5. تؤدي الغيرة إلى خسارة أصدقائك وأفراد عائلتك:

حين نشعر بالغيرة من الأمور الإيجابية التي تحدث لمَن حولنا، ينتهي بنا المطاف وحيدين دون أي أصدقاء أو عائلة، وذلك بسبب السلوكات التي تقودنا إليها مشاعرُ الغيرة، وتُودي بنا الوحدة في النهاية إلى الإصابة بالاكتئاب الذي تحدَّثنا عنه كأوَّل الأسباب في هذه القائمة.

فلن يرغبَ أي شخصٍ بالاقتراب منك مُجدَّداً بسبب كراهيتك الدائمة، وألفاظك السيئة والسلبية، وهجومك المتكرِّر على الشخص الذي تشعر بالغيرة منه، ولن تستمع أو تقتنع بالحُجَج والأسباب المنطقية التي يقدِّمها الآخرون لمساعدتك بصرف النظر عمَّا يقولونه، وستُستبعَدُ في نهاية المطاف من جميع لقاءاتهم وحفلاتهم ولن يرغب أي منهم في حضورك أبداً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح بسيطة لكسب المزيد من الأصدقاء في الحياة

في الختام:

نستنتج مما سبق الأهمية الفائقة لمعرفة الأسباب الحقيقية والمنبع الأصلي لمشاعر الاستياء والكراهية لدينا، فعلينا أن نحصل على مساعدة شخصٍ مُحترف على الفور في حال حاجتنا لها، أو يمكننا محاولة التعامل مع مشاعر الغيرة والتخلُّص منها بأنفسنا في حال شعورنا بأنَّها بسيطة وقدرتنا على ذلك، كما ينبغي البحث عن أسبابها داخل عقولنا ومن ثمَّ معالجتها؛ إذ لن تعود الغيرة بأي فائدة على أيٍّ كان.

المصدر




مقالات مرتبطة