5 دروس مستخلصة من تجربة الاستقالة

تشير الدراسات الإحصائية إلى أنَّ جميع الموظفين ضمن المؤسسات يخطر لهم أن يقدموا استقالتهم في إحدى مراحل حياتهم بغية تحقيق أحلامهم في بناء شركاتهم الخاصة، أو السفر حول العالم، أو التفرغ لهواياتهم واهتماماتهم الشخصية مثل الكتابة، أو تعلم اللغات، أو التأمل، أو التحضير لمسابقة ما، أو دراسة الفلسفة، أو الرسم وما إلى ذلك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُشاركنا فيه 5 دروس مستخلصة من تجربة الاستقالة.

لا يمكن أن يتفرغ الموظف لتحقيق أحلامه وأهدافه ما لم يقدِّم استقالته، وقد قررتُ أنا وشريكي الحالي في المدوَّنة أن نقدِّم استقالتنا ونطلق شركتنا الخاصة، ونعتمد نمط حياة متوازن في قادم الأيام وذلك قبل عام من هذا التاريخ، وبتنا نشعر بأنَّه من واجبنا أن نشارك ما تعلمناه حتى الآن من تجربتنا الشخصية.

5 دروس مستخلصة من تجربة الاستقالة:

إليك فيما يأتي 5 دروس مستخلصة من تجربة الاستقالة:

1. كثرة الانشغالات والمسؤوليات تمنعك من التفكير بوضوح:

يفرض نمط الحياة في العصر الحديث عدداً كبيراً من الانشغالات والضغوطات على الأفراد العاملين؛ فلدينا الوظيفة والمشاريع الشخصية من جهة، والالتزامات العائلية والاجتماعية من جهة ثانية، فلا يتسنى للفرد العامل أن يستريح ويخصص بعض الوقت للتفكير بنفسه وسعادته؛ لأنَّه دائم الانشغال في المهام والمسؤوليات الوظيفية، والأعمال المنزلية، والفعاليات والالتزامات الاجتماعية، ناهيك عن أنَّه لا يعرف فيما إذا كان سيندم في المستقبل ويتحسر على حياته أم لا. 

لا يكفي أن تخصص بعض الوقت لمناقشة هذه الموضوعات العميقة بين الحين والآخر؛ بل يجب عليك أن تأخذ استراحة طويلة، ويمكن أن تواجه بعض المشقة والحزن في البداية وأنت تتفكر في نفسك وحياتك وما يجري فيها؛ لكنِّني أضمن لك أن تتوصل إلى الإجابات التي تحتاج إليها بعد أن تأخذ استراحة طويلة بعض الشيء من أعمالك والتزاماتك اليومية الروتينية.

2. وضع الخطط ضروري لتحديد الأولويات والطموحات والأهداف:

لا يتسنى للمرء وضع خطط مستقبلية عندما يعمل في وظيفة بدوام كامل، وتقتصر مخططاته على العطل السنوية، ويمقت معظم الأفراد وضع خطط مستقبلية طويلة الأمد؛ لأنَّها تتطلب اتخاذ قرارات حياتية مصيرية والاعتراف برتابة حياتهم، ويؤدي تحديد الأهداف والتوجهات المستقبلية ووضع الخطط الأساسية والاحتياطية إلى زيادة شعور الثقة بالنفس، وإجبار الفرد على تحديد أولوياته وطموحاته، كما أنَّ التخطيط المستقبلي هو الخيار الأمثل على الدوام حتى لو اُضطرِرتَ إلى تغيير مخططاتك من حين إلى آخر.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات

3. عدم الاكتراث لآراء الآخرين عند اتخاذ قرار تغيير المسار المهني:

قد تتفاجأ بآراء أصدقائك وأفراد عائلتك ومواقفهم عندما تقرر تغيير مسارك المهني، ويمكن أن تتراوح مواقف المقربين منك في هذه الحالة ما بين القلق، والدعم، والغيرة، والسعادة، والغضب، والحماسة، والسلبية من أشخاص كنت تنتظر منهم تقديم الدعم والمساعدة، وقد تتلقى الدعم والتأييد من الغرباء في الوقت الذي يحاول فيه أعز أصدقائك أن يحبطك ويثبط همتك؛ لذا لا يجب أن تحكم على أصدقائك من موقفهم تجاه قرار التغيير الذي اتخذته؛ فهذا موضوع مختلف تماماً، ولكن عليك ألَّا تكترث لآراء الآخرين ومواقفهم حتى ولو كانوا مقربين منك، أنت تحتاج إلى اتخاذ القرارات المهنية التي تسعدك وتحرص على وضع مصلحتك في المقام الأول ولا تكترث لما يقوله الآخرون عنك.

إقرأ أيضاً: كيف تجعلك اللامبالاة بانتقادات الآخرين أكثر قدرة على تحقيق النجاح

4. لا داعي للقلق بشأن الوقت الضائع على التجارب الفاشلة:

يمكنك أن تستفيد من الفرص المتاحة بعد الاستقالة من الوظيفة وتتفرغ للمشاريع والاهتمامات والأهداف التي لطالما تمنيت تحقيقها سواء كانت تطوير تطبيق ما أم تأليف رواية أم تعلُّم مهارة أم القيام برحلة وما إلى ذلك.

يحاول الإنسان أن يتجنب الفشل منذ نعومة أظفاره، ويُعِدُّ التجربة الفاشلة مضيعة للوقت والجهد، كما يحاول الموظف أن يحسن إدارة وقته ولا يهدره؛ لأنَّ الالتزامات والمسؤوليات المترتبة عليه تستنزف معظمه، ولكن عليك أن تتخلص من هذه العقلية بعد أن تقدم استقالتك؛ لأنَّ خوفك من هدر الوقت سيجعلك تتردد قبل اتخاذ كل قرار، ناهيك عن أنَّ العمل على مشروع ما حتى لو كانت احتمالات نجاحه منخفضة أو شبه معدومة هو أفضل من الامتناع عن العمل على الأمد الطويل.

باختصار عليك أن تباشر العمل على المشاريع عندما تكون في أوج حماستك واندفاعك، وفي حال فشلت عندئذٍ أنصحك بأن تتعلم من التجربة وتستفيد منها في المستقبل.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات لاستخدام مبدأ باريتو في إدارة الوقت

5. لا يحتاج الفرد إلى كثير من المال والوقت حتى يحرز النجاح:

يقول المثل القديم إنَّ الفرد يمتلك كثيراً من الوقت وقليلاً من المال عندما يكون في ريعان الشباب، ويحدث العكس مع تقدمه في السن؛ أي إنَّه يحصِّل كثيراً من المال ولكن ليس لديه ما يكفي من الوقت للاستمتاع به وتحقيق أحلامه، وستكتشف عندما تقدم استقالتك أنَّك تمتلك كلاً من الوقت والمال على حدٍّ سواء، وذلك على أمل أنَّك ادخرت بعض المال وأصبح لديك متسع من الوقت بعد الاستقالة وبإمكانك أن تقضيه كيفما تشاء. 

شاهد الفيديو: 5 دروس مستخلصة من تجربة الاستقالة

لا يحتاج الإنسان إلى امتلاك كثير من المال حتى يعيش حياة حافلة على الصعيد الاجتماعي، والفكري، والثقافي، والصحي، وسوف تشهد بنفسك هذه الحقيقة بعد أن تستقيل؛ لكنَّك ستتفاجأ عندما تكتشف أنَّك لن تحتاج إلى كثير من الوقت كما كنت تحسب في السابق، كما يكمن سر النجاح في تحديد الأولويات والأعمال التي يجب أن تستثمر وقتك ومالك فيها، وإنَّ الفرد العادي الذي يعمل ساعتين فقط كل أسبوع في عمل يشغف به ويجني منه مبلغاً صغيراً أسعد بكثير من الملياردير الذي يجني مبالغ طائلة من عمل لا يشغف به؛ باختصار عليك أن تحدد شغفك وتستثمر مالك ووقتك فيه.




مقالات مرتبطة