5 خطوات للتغلب على الخوف الذي يسبب الإنهاك

منذ 3 سنوات تقريباً أمضيت السنوات الأربع الماضية من حياتي في التدريس في مدينة لوس أنجلوس (Los Angeles) بولاية كاليفورنيا (California) كنت محترقاً وظيفياً ومكتئباً ومرهقاً، لقد علقت في هذه الدوامة الغريبة فقد كرهت وظيفتي، ومع ذلك كان الشيء الوحيد الذي أخافني أكثر من البقاء فيها هو تركها.



الملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "ستيفن أيتشيسون" (Steven Aitchison)، ويُقدِّم لنا فيه 5 خطوات لتدمير الخوف المُنهك.

الخوف يسبب الإنهاك:

المشكلة الرئيسة التي يواجهها معظمنا هي أنَّنا نخاف جداً من الغموض الذي سينجم عن ترك حياتنا الحالية خلفنا، وأنَّنا على استعداد لاختيار الكآبة والتعاسة والإرهاق بدلاً من عدم معرفة ما يجب أن نقوم به؛ هذا الخوف يوقفنا تماماً في مساراتنا، ويبقينا في وظيفة نكرهها، أو في علاقة تعيسة، ويجعلنا ندفن أحلامنا.

في جوهر هذا الأمر هناك مشكلة رئيسة واحدة؛ وهي أنَّك إنسان رائع وإمكاناتك هائلة، وأنَّك خُلِقتَ لتعيش حياة رائعة، ومع ذلك فإنَّ الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي التغلب على مخاوفك؛ وذلك لأنَّ خوفك يقضي على فرصتك في عيش الحياة التي كان من المفترض أن تعيشها.

استخدم الخوف لتوجيه مسار حياتك:

إنَّني أعرف تماماً كيف هو شعور الشك في النفس، والشعور بعدم الأمان في كل ما تفعله، وأعرف شعور الاستيقاظ يومياً دون أدنى فكرة عن سبب وجودك على هذه الأرض؛ لكنَّني أعرف أيضاً كيف هو الأمر على الجانب الآخر.

منذ وقت ليس ببعيد كنت مدرساً مكتئباً ومحترقاً وظيفياً ومرهقاً، وفي وقت معين مرضت وتعبت من الشعور بالمرض والتعب،  ثمَّ قررت أن أفعل ما كنت أخشى فعله، قررت أن أتَّبع حلمي؛ وهو أن أصبح "نينجا" (ninja).

الآن بعد 3 سنوات من ذلك انتقلت للعيش في كيوتو (Kyoto) العاصمة التاريخية لليابان (Japan)، وأصبحت أتدرب على الفنون القتالية تدريباً مكثفاً لمدة 4 ساعات في اليوم وفي 5 أيام في الأسبوع، على الرَّغم من الوجع الذي أشعر به في جسدي والتردد في عقلي إلَّا أنَّ قلبي مليء بفرح لم أكن أعرف أنَّه ممكن.

إنَّني أشاركك هذه القصة هنا ليس من أجل التفاخر؛ وإنَّما كي أُظهِر لك أنَّه من الممكن الانتقال من الضياع والإرباك والخوف المنهك إلى تحقيق ما تحلم به؛ إنَّني أعيش الآن في أرض غريبة حيث لا أستطيع التحدث بلغتهم، ولا أفهم ثقافتهم تماماً، وغالباً ما أتناول أطعمة لا أعرفها، لكن بدلاً من الهروب من خوفي استخدمته لتوجيه مساري، وقد أصبح الخوف دليلي طوال هذه الرحلة.

لا يجب للخوف أن يُرهقك؛ بل يمكن أن يفعل العكس، فيمكن أن يكون كالمنارة التي تدلك على الاتجاه الصحيح.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتغلب على خوفك من المجهول

5 خطوات لتحويل الخوف الذي يسبب الإنهاك إلى خطة حياة:

فيما يأتي 5 خطوات لتجاوز المواقف المخيفة في حياتك، واستخدامها لتوجيه مسارك:

1. تدوينها على الورق:

الخطوة الأولى هي أن تدوِّن مخاوفك على الورق، فمن السهل الوقوع في الشك وانعدام الأمان والإرهاق، وطبيعة الخوف هي أنَّه يقتل تفكيرنا العقلاني، ويُخرج كل شيء بداخلنا بطريقة غير مناسبة.

من خلال تدوين مخاوفنا على الورق ستبدأ في الظهور بمزيد من الموضوعية، اكتب بقدر ما تشعر بالراحة، قد تكتب جملة أو جملتين، أو قد تكتب فقرة.

2. تحديد النتيجة المثالية:

الآن انظر إلى مخاوفك التي كتبتها، ماذا ستكون النتيجة المثالية؟

بدلاً من التفكير بأنَّه من الممكن أن "تخسر كل أموالك، وتتشرد، ويتبرأ منك والداك" ما الذي يمكن أن يكون أكثر مثالية؟ لا تنشغل بالاحتمالات؛ بل ركز على النتيجة المثالية فقط فهذا هام جداً؛ لأنَّه سيدلك على الاتجاه الصحيح.

إذا كنت ترغب في حل مشكلة ما فأنت بحاجة إلى معرفة الحل الأمثل لها، ومن خلال تحديد النتيجة المثالية سيكون لها أيضاً تأثير مُهدِّئ؛ لأنَّها ستُظهر لك أنَّ ثمة بديلاً لهذا الخوف.

3. طرح 20 إجراء محتمل:

الآن بعد أن عرفت النتيجة المثالية سنبدأ بالأشياء الممتعة، فانظر إلى نتيجتك المثالية وأوجد 20 إجراء محتملاً يمكنك القيام به ويمكن أن يؤدي إلى هذه النتيجة، لا تقلق ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا، الأمر الأساسي هنا هو أن تتمكن من الإبداع، على الرَّغم من أنَّ أول 15 إجراء قد يكون سخيفاً إلَّا أنَّ أحدها قد يؤدي إلى الفكرة الـ 16 التي قد يتبيَّن أنَّها أفضل إجراء.

لا تتوقف عن الكتابة؛ أي إذا كان بإمكانك إيجاد أكثر من 20 إجراء فقم بذلك، لكن حاول إيجاد ما لا يقل عن 20 إجراءً.

إقرأ أيضاً: ما هو الخوف؟ وكيف تحوّله إلى حافز يدفعك للأمام؟

4. اتِّخاذ إجراء واحد فقط:

الآن انظر إلى قائمتك المؤلفة من 20 إجراء محتملاً، واختر أول إجراء تظنُّ أنَّه الأفضل في وضعك الحالي.

لا تفكر مليَّاً في هذا الأمر؛ إذ ينصب التركيز على التحرك في اتجاه معين، وهذه الخطوة ستمنحك قوة لا تُصدَّق، وأحد الأشياء التي تزعجنا بشدة من الخوف هو أنَّه يشعرنا بالعجز، فمن خلال اتخاذ إجراء واحد ستبدأ في الشعور بالتحكم.

كذلك كما سترى في الخطوة التالية ليس من الهام أن تكون هذه هي "الخطوة الصحيحة"؛ بل الأهم من ذلك هو اتخاذ الخطوة.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح تخلصك من الشعور بالخوف

5. التصرف، والتفكير، والتكيف:

هذه الخطوة الأخيرة التي تلي اتخاذ إجراءٍ ما وتحصل على بعض النتائج، فأنت بحاجة إلى التفكير في النتائج، من الناحية المثالية ستريد القيام بذلك مرة واحدة في الأسبوع على الأقل (وفي بعض الحالات يومياً)، إنَّني أطرح على نفسي هذه الأسئلة الثلاثة دائماً:

  1. ما الذي يجب أن أستمر في فعله؟
  2. ما الذي يجب أن أتوقف عن فعله؟
  3. ما الذي يجب أن أبدأ بفعله؟

سيخبرك السؤال الأول عن الإجراءات التي يجب أن تستمر في القيام بها، أمَّا السؤال الثاني فيخبرك بما يجب أن تتوقف عن فعله، وأمَّا السؤال الثالث فيحدد أفعالك الجديدة.




مقالات مرتبطة