5 خطوات لتحقيق النجاح المهني

عندما اتخذت قراري بالتخلي عن العمل في وظيفة تقليدية والبدء بالتخطيط لحياة مهنية تناسبني وتلائم هدفي الروحي، كان السؤال الملحُّ عندها من أين سأبدأ؟ فقد كان مُلِحَّاً لدرجة أنَّني لم أستطع النوم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إيرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتروي لنا فيه تجربتها مع تغيير العمل.

لطالما اعتدت أن أفعل شيئاً عملياً عندما أشعر بالإرهاق وانعدام الحافز، فتبدأ الأمور بالتحسُّن والعودة لما كانت عليه وفق نظرية كرة الثلج (التأثير التراكمي)؛ أي بمجرد أن أبدأ بإنجاز شي صغير أشعر وكأنَّني أستطيع التحكُّم بأي شيء آخر، فتزداد ثقتي بتحقيق ما كنت عازمةً عليه وتوقفت عن العمل لأجله.

بمجرد أن تحاول وتنجز شيئاً صغيراً كل يوم ولو بدا غير هام في الوقت الحالي، وتستمر في ذلك لثلاثة أشهر، ستفاجئ بالتقدُّم الذي حقَّقته نحو غايتك الأساسية؛ لذا في بداية توقفي عن العمل اتخذت الأمر ببساطة، وركَّزت على بعض الخطوات العملية، وهي: تخصيص مكان للعمل في المنزل، والتأمل اليومي، وإعداد القوائم، ووضع روتين، والتخطيط لكل يوم على حِدة، وسأتحدث فيما يأتي عن كل خطوة منها بالتفصيل:

1. تخصيص مكان للعمل في المنزل:

إذا كنت تخطط للعمل عن بعد بدوام جزئي أو كامل، فيجب أن تخصِّص ركناً للعمل في منزلك، فبالنسبة إليَّ حوَّلت غرفة تبديل الملابس إلى مكتبي الجديد، وأزلتُ جميع الأشياء المُتراكمة التي لم أستخدمها، وبحثتُ في الإنترنت عن أفضل طريقة لترتيب مكان العمل وفق علم المكان "فينغ شوي" (Feng Shui)، فوجدت موقعاً مُختصَّاً، واتَّبعت كل التعليمات المذكورة لترتيب المكتب، مع أنِّي لست متأكدة من مصداقية هذا العلم لكنَّ التجربة لن تضر، كما أردتُ أن يكون كل شيء لمصلحتي، وأن أستفيد من أكبر قدر من طاقة المكان، ولم يتطلَّب الأمر أي تكاليف مادية؛ إذ أعدت ترتيب واستخدام أشياء موجودة عندي مسبقاً، كالكرسي مثلاً.

2. التأمل:

بدأت بممارسة التأمل منذ 6 أشهر، في البداية لم أكن مقتنعةً، لكن لم يكن عندي شيئاً لأخسره، ووجدت أنَّ الأمر يستحق التجربة بناء على عديد من الدراسات التي أثبتت فوائد التأمل للدماغ، وخاصة تأثيره في القلق، فشعرت بأنَّني كنت سأضيِّع فائدة عظيمة إن لم أجرِّبه.

بدأتُ في البداية فقط بخمس دقائق كل صباح بسبب عدم قدرتي على الاستيقاظ بسهولة، ومع ذلك شعرت بتحسُّن كبير؛ لذا بدأت بزيادة هذه المدة والاستماع إلى جلسات التأمل عند المساء في حال شعرت بالأرق.

ساعدني التأمُّل على تحرير مشاعري المكبوتة، ممَّا قلَّل من التوتر لديَّ بصورة ملحوظة، وبدأتُ في الإيمان بنفسي وأفكاري وأظنُّ أنَّه أعطاني الشجاعة لأصبح ما أنا عليه اليوم.

أحب القيام بجلسات تأمُّل متخصصة؛ إذ تطوَّرت هذه التقنية لتعالج الكثير من الجوانب النفسية، كالاكتئاب، وانعدام الشعور بالأمان، والغضب، والتوتر، وغيرها الكثير، بالنسبة إليَّ أُفضِّل جلسات تأمل الصفاء الذهني والإلهام التي تمدُّني بإجابات عن أسئلة تدور في ذهني وغالباً ما أسمعها مرة على الأقل أسبوعياً.

كما استطعت من خلاله أن أتعرَّف إلى نفسي ورغباتي وما أطمح له، ولهذا كان تخصيص ركن للتأمُّل وتجهيزه بالوسائل المريحة أمراً أساسياً بالنسبة إلي.

جرَّبت بعض طرائق التأمل المتنوعة، فعلى سبيل المثال المشي في الطبيعة الخلابة له نتائج مشابهة للتأمل التقليدي؛ لذا يمكنك ملاحظة النتائج عن طريق ممارسة التأمل بأسلوبٍ معين مدة أسبوعين، ثمَّ تحديد إذا ما كان الأسلوب الأنسب لك أم لا.

شاهد بالفيديو: 6 سلوكيات خاطئة تمنعك من تحقيق النجاح المهني

3. إعداد قوائم المهام:

ساعدني الإعداد المسبق لقوائم المهام التي عليَّ إنجازها على الحدِّ من شعوري بالارتباك والتوتر وتفريغه من خلال الكتابة، فأصبحت أدوِّن كل شيء بما في ذلك مشتريات الطعام، وعندما أنتهي أشطبها، وبذلك أدرِّب عقلي على الشعور بالإنجاز والتحفيز، وهكذا تمكَّنت من إنشاء أثر إيجابي تراكمي من خلال بعض الممارسات البسيطة.

4. وضع روتين يومي:

اتباع روتين جيد له دور هام في تحقيق النجاح والتخلص من الفشل، مع أنِّي لا أفضِّل هذه الكلمة.

أستيقظ كل صباح في نفس الموعد، وأُبدِّل ملابسي، وأنظِّف أسناني، وأشرب القهوة، ثمَّ أتناول الفطور، بعدها أقوم بالتأمل الصباحي في المكتب وأبدأ العمل، وقد أنسى وجودي في المنزل، ففي وقت الاستراحة أشعر باستغراب حيال المطبخ وغرفة المعيشة وأفضِّل العودة إلى مكتبي؛ لذا يجب أن يكون المكان المخصص للعمل مُمتعاً وتشعر فيه بالسعادة، وليس من الضروري أن يكون غرفة منفصلة، الهام أن يكون مستقلاً لتتجنب التشويش وقلة التركيز التي تقلِّل من إنتاجيتك.

5. التخطيط لكل يوم على حِدة:

نميل بطبيعتنا نحن البشر إلى إنجاز الأشياء بسرعة؛ لنشعر أنَّنا قد حقَّقنا نجاحاً، وغالباً ما نستسلم عندما نشعر أنَّ الهدف صعب التحقيق وغير واقعي وقبل أن نكون بذلنا كل ما في وسعنا، وأفضل طريقة للتغلب على ذلك هي تجزئة المهام الكبيرة، والتخطيط لكل يوم على حِدة، وعدم النظر إلى الهدف ككل، فالسعادة تكمن بالرحلة ذاتها، وبشعور الرضى عند إنجاز المهام الصغيرة.

إقرأ أيضاً: دور تطوير الذات في النجاح المهني

عليك التفكير بالهدف الكلي، إلَّا أنَّ استمرار التفكير فيه وبالخطوات اللازمة لتحقيقه قد يخيفك ويعوقك عن اتباع الخطوات الصغيرة التي تشعرك بالرضى؛ لذلك من الأفضل التركيز على ما يمكن إنجازه بدلاً من رؤية الأمر على أنَّه تحدٍّ، وعندها ستفاجأ بقدرتك على الإنجاز.

بالنسبة إليَّ اتبعت هذه الطريقة لإنجاز المهام على أساسٍ أسبوعي، وهذا ما ساعدني على تحقيقها بسهولة ومن دون خوف أو قلق، فقد أنجزت كل المهام التي وضعتها، وإضافة إلى ذلك كتبت الجزء الأول من كتابي وهو ما لم أتوقعه نهائياً، فلو حدَّدت لنفسي مهمة تأليف كتاب في بداية الأسبوع لما استطعت فعل ذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تحقّق النجاح المهني وتصل إلى أهم الإنجازات

في الختام:

تذكَّر أنَّ النجاح ليس له مسار ثابت، فقد تمضي فترات جيدة وأخرى لا تحقِّق فيها أي تقدُّم نحو هدفك، وهنا من المفيد أخذ إجازة من وقت لآخر، والتركيز على ما حقَّقته، وتقدير إنجازاتك المهنية والشخصية.




مقالات مرتبطة