5 خطوات لتحديد أهداف حياتك

عندما لا توضِّح أهداف حياتك، فإنَّك تفتقر إلى وجود غاية لحياتك، وسينتهي بك الأمر بالشعور بالضياع؛ إذ يفشل معظم الناس في تحديد أهداف واضحة لحياتهم بطريقة توفِّر لهم هذه الغاية، ولقد طوَّرتُ استراتيجية لتحقيق ذلك، استناداً إلى الأفراد الأكثر نجاحاً وأصحاب الأداء العالي في العالم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "مارك لينش" (Mark Lynch)، ويقدِّم لنا فيه 5 خطوات لتحديد أهداف حياتنا.

فمن خلال هذا المقال، سأستعرض عملية تحديد الهدف خطوة بخطوة، وسأظهر لك ما عليك القيام به بالضبط لتحديد أهداف حياتك بوضوح.

ما هي "الأهداف الذكية" (SMART Goals)؟

يساعد تحديد أهداف ذكية معظم الأفراد الناجحين على تحويل الأهداف الغامضة إلى خطوات قابلة للتنفيذ نحو النجاح.

لكن، لا يلتزم إلا قليل من الناس بتحديد أهداف ذكية، فالأهداف الذكية (SMART) هي اختصار جمعت حروفه أوائل الكلمات الإنجليزية الآتية: "محدد" (Specific)، و"قابل للقياس" (Measurable)، و"قابل للتحقيق" (Attainable)، و"له صلة بما تريد تحقيقه" (Relevant)، و"مؤطَّر ضمن إطار زمني" (Time-Bound)، فلنتعرَّف الآن أكثر إلى كل واحدٍ منها:

شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

1. هدف محدد:

بعض الأهداف قد تكون رائعة، لكنَّها قد لا تكون محدَّدة بدرجة كافية؛ إذ تكمن قيمة الهدف في التفاصيل؛ أي من يشارك في الهدف؟ وماذا ستكون النتيجة المقصودة؟ ومتى ستعمل على هذا الهدف؟ ولماذا يعدُّ هذا الهدف هاماً؟ وكيف ستحقِّقه؟

لذا؛ عالج أكبر قدر ممكن من التفاصيل من أجل جعل أهداف حياتك محدَّدة بما يكفي لتزويدك بالتوجيهات الصحيحة.

2. هدف قابل للقياس:

بمجرد أن يكون لديك هدف محدَّد، فإنَّ خطوتك التالية هي تحديد كيفية قياسه، على سبيل المثال، هل ستقوم بتتبُّع الوقت الذي تقضيه في ممارسة الرياضة كل يوم في حال كان هدفك خسارة الوزن؟ أو هل تفضِّل تتبُّع السعرات الحرارية التي تتناولها مقابل السعرات الحرارية التي تحرقها؟ أيٌّ كان قرارك فهو جيد، فكل ما يهمُّ هو وجود طريقة لتتبُّع وقياس تقدمك نحو أهداف حياتك.

3. هدف قابل للتحقيق:

لا جدوى من تحديد هدف لن تتمكَّن من تحقيقه أبداً، فإذا كان هدفك هو القيام بتمارين رياضية لا يمكن لأحد القيام بها، فلقد حدَّدت هدفاً غير قابل للتحقيق في الحياة.

إنَّ أفضل طريقة لتحديد هدف قابل للتحقيق في الحياة هي إلقاء نظرة على ماضيك وتقييم توجهات سلوكك، هل يوجد أي مسار منطقي يمكن أن يقودك من حيث كنت سابقاً ومن مكانك الحالي إلى هدف الحياة الذي حدَّدته؟

إذا كانت الإجابة لا، فربما يجب أن تعيد صياغة هدفك، وتأكَّد من أنَّ أهدافك تثير حماستك، وتدفعك إلى الأمام، وأنَّها قابلة للتحقيق.

4. هدف ذو صلة بما تريد تحقيقه:

تأكَّد من أنَّ أهداف حياتك ذات صلة بما تريد تحقيقه في الحياة، فيجب أن تتوافق أهدافك مع قيم حياتك، ثمَّ صمِّم نمط حياتك تصميماً يتماشى مع تلك القيم، فإنَّها أفضل طريقة للوصول إلى السعادة الشخصية والنجاح والرضى.

5. هدف مؤطَّر ضمن إطار زمني:

يجب أن تتأكَّد من أن تؤطِّر أهداف حياتك ضمن إطار زمني محدد؛ إذ سيحفزك هذا الأمر لتحقيق أهدافك في وقت معيَّن، ومع ذلك إذا فاتك الموعد النهائي، فسوف يشير ذلك إلى أنَّك تحتاج إلى إعادة تقييم رغبتك في تحقيق أهدافك أو الخطط التي لديك.

5 خطوات لتحديد أهداف حياتك:

1. تحديد الصعوبات التي ستجعلك سعيداً:

إنَّ الحياة مليئة بالتحديات، فقد يكون بعضها صعب جداً، لكن جميع الناس يواجهونها؛ لذا فإنَّ اختيار هدف يأخذك إلى مسار مليء بالصعوبات التي لن تستمتع بها هو فكرة مروِّعة، فيجب أن تفكِّر في الصعوبات والتحديات التي ستستمتع بمواجهتها طوال حياتك.

اسأل نفسك: بماذا تريد أن تقضي وقتك؟ من هو الشخص الذي تستمتع بقضاء الوقت معه؟ ما هو الأمر الذي تريد أن تتعلَّم عنه؟ ما هي المشكلات التي تجيد حلها؟

ستساعدك إجاباتك عن هذه الأسئلة على اختيار أهداف تتوافق مع مسار حياتك المثالي.

2. تدوين أهداف حياتك:

بعد أن اكتشفت الصعوبات التي تريد مواجهتها، حان الوقت لتحديد الأهداف التي ستنشأ عنها، ثمَّ تدوينها على الورق؛ إذ أظهرت الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يدوِّنون أهدافهم هم أكثر ميلاً لتحقيقها، فهذا يرسِّخ الهدف في الواقع.

لذلك دوِّن في كل مرة أحد أهدافك على ورقة منفصلة، وتذكَّر لا يجب أن تكون هذه الأهداف هي ذاتها إلى الأبد؛ إذ يمكن أن تتغيَّر مع تغيُّر الأشياء الهامَّة بالنسبة إليك، ومع تطورك ونموِّك بوصفك شخصاً، ولا تقلق بشأن الكيفية التي قد تتغيَّر بها هذه الأهداف في المستقبل، ركِّز على ما هو هام بالنسبة إليك الآن.

إذا كنت تحتاج إلى المساعدة، فراجع إجاباتك مرة أخرى من الخطوات السابقة، وفكِّر ما هي الأهداف التي ستجعلك أقرب إلى تلك الإجابات.

3. وضع خطة عمل لأهداف حياتك:

دوِّن تحت كل هدف الأمور التي ستحتاج إلى القيام بها والخطوات التي ستحتاج إلى اتخاذها من أجل تحقيق الهدف الذي تريده؛ إذ ستعمل هذه العناصر بوصفها قائمةً تعود إليها في أثناء تقدمك نحو تحقيق أهدافك، كما أنَّها ستساعدك أيضاً على تحمُّل المسؤولية إذا شعرت أنَّك تتراجع.

يجب أن تحرص على اتباع عناصر الأهداف الذكية في كل خطوة تتخذها، فإذا لم تنشئ خطة مُفصَّلة، فلن يكون لديك أي فكرة عن المسار الذي يتعيَّن عليك اتخاذه لتحقيق أهدافك.

أفضل طريقة لبناء خطة العمل الخاصة بك هي بدء الخطة من الهدف النهائي ثمَّ العودة إلى الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك الهدف، على سبيل المثال، إذا كان هدف حياتك هو إجراء سباق ثلاثي، فإنَّ الخطوة الأخيرة هي الجري وإكمال السباق، لكن قبل ذلك تحتاج إلى برنامج تدريب، وقد تحتاج إلى العمل مع كوتش، وشراء المعدات المناسبة وما إلى ذلك، فإذا قمت بذلك بطريقة صحيحة، فسيكون لديك خطة محدَّدة ومفصَّلة يمكنك التقدم فيها نحو أهداف حياتك.

تُطبَّق هذه الخطة على كل هدفٍ وضعته، وبعد تحديد الخطة والخطوات، عليك وضعها ضمن جدول زمني بمواعيد نهائية محدَّدة وواقعية، فسيحفِّزك ذلك ويساعدك على التقدم المستمر نحو أهداف حياتك.

4. اتخاذ الإجراءات:

بعد أن وضعت خطة عمل، حان وقت اتخاذ الإجراءات، فقد يكون من المخيف النظر إلى أهداف حياتك مع كل الخطوات اللازمة لتحقيقها؛ لذا حاول أن تنظر إلى الخطوة التالية فقط؛ إذ سيمنعك هذا من الشعور بالارتباك.

ضع هذه الخطوة التالية في التقويم الخاص بك في مكان يسهل رؤيته، واكتشف ما يمكنك القيام به اليوم، وهذا الأسبوع، وهذا الشهر وهذا العام من أجل الاقتراب من أهداف حياتك، فعندما تقسِّمها بهذه الطريقة، تصبح أكثر قدرة على التحكُّم بمهامك الطويلة.

يجب أن يذكِّرك هذا الأمر باتخاذ الإجراءات والسعي بنشاط إلى تحقيق أهداف حياتك بانتظام، وفي النهاية إنَّ المعرفة والتخطيط رائعان، لكنَّ التطبيق أهم بكثير.

إقرأ أيضاً: 10 أمثلة عن الأهداف اليومية لمساعدتك على تخطي يومك بنجاح

5. مراجعة تقدمك:

تتمثَّل مراجعة تقدمك في التحقُّق ممَّا إذا كنت على المسار الصحيح لتحقيق أهدافك أم لا، وأنصحك بإجراء هذه المراجعات سنوياً لكي تتحمَّل مسؤولية هدفك؛ إذ سيكون من الرائع أن نحقِّق جميعنا كل هدف نضعه لأنفسنا، لكنَّ الحقيقة هي: ليست كل الأهداف سهلة التحقيق، فستكون ثمَّة عوائق وتحديات لم نتوقعها عندما وضعنا خطط عملنا.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

هذه هي الأمور التي ستساعدك مراجعة تقدمك على تحديدها، كما ستحدِّد ما الذي يناسبك وما لا يناسبك، ممَّا سيساعدك على تحديد ما إذا كنت ما تزال تقدِّر هذا الهدف المعيَّن أو ما إذا كانت توجد أمور أخرى قد أصبحت أكثر أهمية، وتذكَّر أنَّه من المسموح أن تتغيَّر أهداف حياتك كلما تغيَّرت، فالحياة سفينة وأنت ربانها.




مقالات مرتبطة