5 خطوات لاتِّباع الروتين الصباحي للأشخاص الناجحين

إنَّ الشيءَ الوحيد الذي لن يتغيَّر أبداً في الإنسانية هو أنَّنا سنُفتَنُ دوماً بالمشاهير والأغنياء الذين يُعجبوننا ويُثيرون اهتمامنا، فنحن ننظر إليهم مملوئين بالرهبة والذهول، وكلُّ ما يجول في خاطرنا هو رغبتنا بمعرفة السر الذي أوصلهم لِما هم عليه وإن كان لديهم دروسٌ أو عِبَر نستطيع تعلُّمها منهم كي نصلَ إلى مستواهم.



في الواقع ليس عليك أن تبحث بعيداً، فيكمن جزءٌ من السرِّ وراء تحقيق الأشخاص الناجحين لكثير من الإنجازات في روتينهم الصباحي الذي يُعدُّ بسيطاً للغاية، ويتكون من مُمارَسات وخطوات بسيطة جداً من الممكن لأيٍّ كان تطبيقُها.

خطوات الروتين الصباحي للأشخاص الناجحين:

1. الاستيقاظ باكراً:

نعلم جميعاً القولَ المشهور للمؤرِّخ وخبير الآثار "ويليام كامدين" (William Camden) عن الطائر الباكر الذي ينجح بإمساك الدودة والتغذِّي عليها، ومن ثمَّ إن كانت روتينات الأشخاص الأكثر نجاحاً في العالم أموراً يمكن اتِّباعها والقياسُ عليها فإنَّ هناك حقيقةٌ في ذلك القول، وحتَّى من وجهة نظر المنطق والحس السليم؛ يمنحك الاستيقاظ باكراً في الصباح ميزةً وأفضليةً كُبرى على الناس الذين يستيقظون في وقتٍ لاحق؛ إذ تتمتع بأفضلية وأسبقية لتحقيق المزيد من الإنجازات التي يجب عليك إنجازها خلال اليوم.

يُعرَف العديد من أنجح الأشخاص في العالم باستيقاظهم باكراً؛ فعلى سبيل المثال، يُعرَف رائد الأعمال والمبرمِج الأمريكي "مارك زوكربيرغ" (Mark Zuckerberg) باستيقاظه مبكراً في الساعة الثامنة صباحاً، كما يصحو رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي "وارن بافت" (Warren Buffett) مبكراً جداً في الساعة 6:45 صباحاً، ويُعَدُّ رجل الأعمال البريطاني "ريتشارد برانسون" (Richard Branson) أحد الأشخاص الذين يستيقظون باكراً جداً في تمام الساعة 5:45 صباحاً.

لا يعني هذا بالضرورة أنَّه يجب عليك الاستيقاظ في ساعة مبكرة جداً كالرابعة صباحاً كي تكون شخصاً ناجحاً؛ فليس الأهمُّ هنا هو الساعة التي تستيقظ بها بالضبط في الواقع؛ بل أن تستيقظ باكراً بما يكفي للاهتمام بواجباتك اليومية ومهامك الأكثر أهمية في وقتٍ ما يزال فيه عقلُك منتعشاً ومُنتجاً.

شاهد بالفيديو: العادات اليومية للأشخاص الناجحين براين تريسي

2. المحافظة على روتين لممارسة التمرينات الرياضية:

يملك مُعظَم الأشخاص الناجحين نوعاً من التمرينات الرياضية الصباحية الروتينية التي تُعَدُّ أمراً في غاية الأهمية، ويحدِّد مُعظَم الناجحين وقتَ ممارستها خلال ساعات الصباح الباكر؛ لأنَّ احتمال ممارستها يَقِل في حال تأجيلها للمساء، وقد أظهرَت الدراسات في الحقيقة أنَّ الأشخاص الذين لديهم روتين تمرينات يوميٍّ يميلون لأن يكونوا أشخاصاً منتجين ومتفائلين ومُفعَمين بالحيوية والنشاط إجمالاً، وتُعدُّ جميعُ هذه الأمور هامةً للغاية بالنسبة إليك لتحقيق أي إنجازٍ تريده.

يستيقظ الأشخاص من أمثال "تيم كوك" (Tim Cook) - وهو المدير التنفيذيّ لشركة "آبل" (Apple Inc) - و"ريتشارد برانسون" (Richard Branson) - مؤسس "مجموعة فيرجن" (Virgin Group) - في وقتٍ باكرٍ جداً لممارسة التمرينات الرياضية؛ بل إنَّهم يحرصون على الاستيقاظ باكراً كي يتسنَّى لهم الوقت لممارستها، ومن ثمَّ إن استطاع أشخاص مشغولون كهؤلاء إيجادَ وقتٍ خلال يومهم لممارسة التمرينات فحريُّ بك أن تفعل ذلك أيضاً.

قد يبدو الاستيقاظ باكراً بالنسبة إليك مهمةً صعبة ومستحيلة، وربَّما ستُغريك الوسادة وتُشعِرك برغبةٍ في النوم لفترةٍ أطول قليلاً والاستسلام والتوقُّف عن المحاولة في مُعظَم الأيام؛ لكنَّك إن ضبطتَ نفسك وحافظتَ على التزامك واستمررتَ بممارسة التمرينات لفترة كافية ستبدأ برؤية فوائدها وآثارها الإيجابية على حياتك؛ ممَّا سيدفعك إلى عدم النظر إلى الماضي والتحسُّر عليه أبداً.

3. ممارسة التأمُّل:

توجد عدة دراسات عن التأمل، والتي يظهِر معظمها بأنَّ التأمل تمرين علاجيٌّ مُريح للغاية يقلل عموماً من مستويات التوتر والضغط النفسي لديك ويجعلك أفضل وأكثر قدرةً على التركيز، إضافة إلى جعلك شخصاً أكثر إبداعاً وإنتاجيةً.

الأشخاص الناجحون مثل مقدمة البرامج الحوارية الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) ورجل الأعمال الأمريكي "جاك دورسي" (Jack Dorsey) ورجل الأعمال والمستثمر الأمريكي "مارك كوبان" (Mark Cuban) معروفون جميعاً بأنَّهم يجعلون ممارسة التأمل أولَ عملٍ يبدؤون به يومَهم؛ فلا يقلُّ التأمل أهميةً عن ممارسة التمرينات الرياضية حين يتعلق الأمر ببدء يومك؛ لأنَّه يسمح لك بتهدئة عقلك وأفكارك فيتسنَّى لك التنفُّس فحسب والشعور بتلاشي ضغوطاتك وتوترك بعيداً، كما يمنحك التأمل وقتاً خاصاً لنفسك ويساعدك على اكتساب منظورٍ جديد للأمور ورؤيتها بطريقة أوسع.

4. التخطيط المُسبَق دوماً:

يوجد قول معروفٌ لأحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة "بنجامين فرانكلين" (Benjamin Franklin) وهو أنَّ الفشل في التخطيط هو تخطيطٌ للفشل، وقد كان مشهوراً باستيقاظه باكراً جداً في حوالي الساعة 4:00 صباحاً؛ فقط ليتمكن من تحضير برنامج يومه، وهو ما يُعَدُّ عادةً مُشتركة وشائعة بين أنجح الأشخاص في العالم حتَّى يومنا هذا.

يشتهَر "توني روبنز" (Tony Robbins) بممارسة تمرينات التصوُّر عن يومه لمدة 10 دقائق كلَّ صباح كي يساعدَه ذلك على التركيز على الإنجازات التي يرغب في تحقيقها خلال ذلك اليوم.

يُعَدُّ التخطيط هاماً؛ لأنَّه يسمح لك بقضاء يومك وأنتَ تشعر بالهدف وبوجود غايةٍ من كلِّ ما تفعله، كما ستتوقف عن التعثُّر وشق طريقك بصعوبة خلال يومك حين تُنشئ لنفسك عادةَ التخطيط وتضيفها إلى حياتك؛ بل ستتقدم بخطواتٍ كبيرة خلال يومك وحياتك، ويمكنك التماس المساعدة من إحدى خدمات كتابة المقالات الاحترافية لمساعدتك على التخطيط مُسبَقاً لكل أيامك باستخدام مفكِّرات يومية شاملة ومُعدَّة بإتقان ومهارة.

إقرأ أيضاً: استخدام طريقة التخطيط السريع لزيادة الإنتاجية

5. منحُ الأولوية للمهمة الأكثر أهمية خلال اليوم:

يشتهَر المتحدث التحفيزيّ "بريان تريسي" (Brian Tracy) بتشجيع الناس على "أكل الضفدع الأبشع أولاً"؛ ممَّا يعني إنجاز المهام والواجبات الأكثر صعوبةً وأهمية قبل البقية، وأفضل وقتٍ لتنفيذها هو ساعات الصباح الباكرة عندما يكون مخزونك من الإرادة والعزيمة في أقصى درجاته، ويمنحك بذلك أعظم قوةٍ لإنجاز الأشياء الأكثر صعوبة.

على سبيل المثال ينصح كُتَّاب المقالات المحترفون الذين لديهم خبرةٌ واسعةٌ في مجال الكتابة بعدم تأجيل ممارسة الكتابة حتَّى نهاية اليوم؛ لأنَّه من المُرجَّح أن تنفد طاقتك بحلول ذلك الوقت ولا تتمكن من الكتابة بعد ذلك؛ لذا يُفضَّل ممارسة الكتابة في الصباح.

إقرأ أيضاً: مصفوفة الأعمال ذات الأولوية

في الختام:

في نهاية المطاف يبقى الصباح جزءاً هاماً للغاية من اليوم سواء أكنتَ شخصاً تسهر وتنشَط في الليل أم إنساناً نشيطاً صباحاً؛ فهو الوقت الذي تتمكَّن فيه من إنجاز القسم الأكبر من واجباتك وتحقيق أقصى استفادةٍ ممكنة من طاقتك وإمكاناتك وجعل يومك ذا مغزىً أكبر؛ لذا استفدْ من ساعات الصباح الباكرة واستثمرْها جيداً، وستنضمُّ قريباً لصفوف الأشخاص الأكثر نجاحاً في العالم.




مقالات مرتبطة