5 خطوات لإنشاء أفكار عمل أفضل

لتنمية أعمالنا لا نحتاج إلى مزيد من الأموال؛ بل إلى أفكار أفضل؛ لذا توقف عن القلق بشأن المستثمرين الجدد وخطط العمل الطويلة، وركز انتباهك على ما يهم حقاً، فإذا كنت تريد أن يزدهر عملك فأنت لا تحتاج لأفكار أفضل في الوقت الحالي فقط؛ بل تحتاج إليها أيضاً في المستقبل، ولا ينبغي أن تقلقك هذه الحقيقة؛ بل يجب أن تجعلك تدرك مدى أهمية عملية التفكير، وتشجعك على مواجهة ما يخبئه المستقبل.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب آدم سميث (Adam Smith)، ويُحدِّثنا فيه عن 5 خطوات لإنشاء أفكار عمل أفضل.

فيما يأتي أهم 5 خطوات لإنشاء أفكار عمل أفضل:

1. البحث:

يقول خوسيه شوير (José Scheuer) المحاضر السابق في إدارة الأعمال والتسويق في كلية لندن للأعمال والتمويل (London School of Business and Finance): "إنَّ أبحاث السوق ضرورية؛ لأنَّ المنافسة أشد من أي وقت مضى"، وفي مقابلة حديثة معه أوضح شوير أنَّ الشركات الصغيرة تتنافس بصورة أكبر بكثير من أي وقت مضى، ويَرجع ذلك أساساً إلى نمو التجارة الإلكترونية.

فمع نمو التجارة الإلكترونية والشركات الأخرى، تبين أنَّ المنافسين يتمتعون بقدرة تفاوضية أكبر للحصول على المنتجات وبيعها بأسعار أرخص، فلا تفوت ميزة المنافس التي يمنحك إياها البحث؛ فالبحث هو ما يميزك.

• ماذا يفعل الأشخاص الآخرون في مجال عملك بالفعل؟ ابتعد عن تلك الأفكار وابحث عن مجالك الخاص؛ وذلك لأنَّ البحث سيعطيك معلومات عن المكان الذي يجب أن تكون فيه الآن وفي المستقبل أيضاً.
• من الذي يمكنك الوصول إليه والذي من شأنه أن يجعلك أنت وعملك أفضل؟ ابحث عن الأشخاص في مجالك الذين يقومون بالأشياء بطريقة صحيحة وتعلَّم منهم.
• كيف يعملون؟ ما هي الإيجابيات التي يمكنك أن تأخذها من عملهم؟ وكيف يمكنك أن تجعل عملك أفضل من أعمالهم؟

بصرف النظر عن المجال الذي تحتاج فيه إلى مساعدة في عملك، فإنَّ البحث عن الشركات التي تنجح أو لا تنجح سيساعدك على التحسن، ويمكنك دائماً التعلم من انتصارات الشركات الأخرى وأخطائها؛ لذا ابحث عن مزيد من الأشخاص لتحسين عملك والتأثير.

شاهد بالفيديو: أسهل 6 طرق لتوليد أفكار رائعة

2. العمل على أفكارك السابقة:

جويل جاسكوين (Joel Gascoigne) الشريك المؤسس لبرنامج بافر (Buffer) وهو برنامج لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، بنى شركته على أفكار العملاء والتطبيقات الأخرى التي لم تعمل جيداً؛ فقد استخرج الأفكار الجيدة من تلك التطبيقات، وتخلَّص من الأفكار السيئة، ثمَّ صنع أفكاره الخاصة لتناسب احتياجاته واحتياجات الآخرين.

ابتكر جاسكوين طريقة لوضع التغريدات في قائمة انتظار بناءً على الوقت من اليوم؛ فيمكن الوصول إلى معظم الأشخاص بدلاً من جدولة كل تغريدة بصورة منفردة دون معرفة ما إذا كان جمهورك متصلاً بالإنترنت لقراءة المحتوى الخاص بك.

توضح فكرته من هذا البرنامج أنَّه نادراً ما تكون فكرة واحدة كافية؛ لأنَّ الأفكار تهدف إلى البناء عليها، فإذا خطرت لك، فكرة فتأكد من تسجيلها، لكن لا تُعدها أبداً آخر فكرة لك؛ فمن خلال تجربتي الشخصية يجب الحصول على فكرتين بينهما وجه تشابه واحد على الأقل لمعرفة مدى ارتباطهما ومعرفة مدى اختلافهما.

بمجرد أن تكون لديَّ فكرة عن كيفية ملاءمتهما معاً، آخذ فكرتين جديدتين مختلفتين تماماً عن الدفعة الأولى، ثمَّ أجد شيئاً متشابهاً بين هاتين الفكرتين، وفي النهاية آخذ النتيجة الأولى والثانية ثم أحاول الربط بين الاختلافات لإنشاء فكرة مبتكرة، وعلى الرَّغم من أنَّ الأمر يستهلك الوقت لكنَّه يستحق العناء.

3. التشجيع على ارتكاب الأخطاء:

هل تعلم أنَّ لعبة سلانكي (Slinky) نتجت مصادفةً من محاولة بناء عدَّاد مُصمم لمراقبة القوة على البوارج؟ فقد كان المخترع ريتشارد جيمس (Richard James) يعمل على نوابض التوتر وأسقط إحداها على الأرض خطأً، وعندما حدث هذا استمر النابض في الارتداد من مكان إلى آخر بعد أن اصطدم بالأرض؛ ممَّا أدى إلى ابتكار لعبة السلانكي.

هل تعلم أيضاً أنَّ سبنسر سيلفر (Spencer Silver) الباحث في مختبرات ثري إم (3M Laboratories) هو الشخص الذي طور الملاحظات اللاصقة مصادفة؟ فقد كان يحاول تطوير مادة لاصقة قوية، لكنَّه وجد بدلاً من ذلك مادة لاصقة أضعف ممَّا يحتاج إليه، وتُمسِك بالأشياء، لكن يمكن إزالتها بسهولة دون ترك علامة، ونتج عن ذلك اختراعاً رائعاً لكنَّه لم يكن ما كان يبحث عنه في ذلك الوقت، لكن كان هذا الخطأ الكبير هو الذي أدى إلى إنشاء هذا المنتج الرائج في أدوات المكتب.

الحرية في مكان عملك تولد الإبداع، وللحصول على أفكار أفضل يجب أن تتعلم المجازفة والتخلي عن الأفكار وتعزيز الإبداع؛ إذ تؤدي تجربة أشياء جديدة دائماً إلى حدوث أخطاء لكن لا بأس بذلك؛ بل إنَّها في الواقع الطريقة الوحيدة للتعلم مستقبلاً، ومن يدري؟ قد تكتشف الاختراع التالي الرائج حيث تعثر على أفكار عمل أفضل فقط عندما تكون على استعداد للجمع بين الإبداع والمخاطرة والاستعداد لارتكاب الأخطاء.

4. إدراك أنَّ كل شخص لديه ما يقدمه:

عندما سمعت أنَّ آلان لافلي (Alan Lafley) سيتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة بروكتر أند غامبل (Procter & Gamble) أدركت أنَّها خسارة للشركة؛ فلقد أصغى إلى فريقه، ورحَّب بالتغذية الراجعة، وعزز التواصل الصحي، ولقد وضع الأساس لشركة تزدهر من فكرة أنَّ كل شخص لديه ما يساهم به.

بالطبع يقوم ديفيد تايلور (David Taylor) بعمل جيِّدٍ بصفته رئيساً تنفيذياً جديداً؛ فهو يعمل على إصلاح سرعة الشركة في اتخاذ القرارات، لكن لا يسعني إلَّا أن أتساءل عمَّا إذا كان تايلور سوف يسعى جاهداً إلى مواصلة قيادة شركته مع وضع مساهمات كل فرد في طليعة كل ما يفعله، ما أعرفه هو مدى أهمية هذا المفهوم؛ لأنَّه يمكن أن يكون الفرق بين الفريق الذي يحقق النجاح وذاك الذي يفتقد الهدف.

قالت السيدة الأولى السابقة باربرا بوش (Barbara Bush): "بعض الناس يعطون الوقت، وبعضهم يمنحون المال، وبعضهم يُقدِّمون مهاراته وعلاقاته، وبعضهم يتبرعون - حرفياً - بدمائهم، فكل شخص لديه ما يعطيه"، وهذا صحيح؛ فكل شخص لديه ما يقدمه، لكن يجب أن يكون الأفراد على استعداد للبحث عن فرص للقيام بذلك؛ لذا ضع الأشخاص الذين يريدون تغيير العالم للأفضل في فريقك.

للحصول على أفكار رائعة، يجب أن ترى الأشياء من وجهات النظر جميعها، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي إجراء محادثات مع فريقك المتنوع؛ فإذا فكر الجميع مثلك فستكون لديك أفكار جيدة فقط لكنَّها ليست رائعة، فعليك أن تحيط نفسك بأشخاص سيقولون لك الحقيقة وليس فقط الأشخاص الذين يتفقون معك.

لذا كوِّن فريقاً يعمل بنقاط قوة مختلفة عن نقاط قوتك، واستخدم نقاط القوة هذه لبناء أفكار أفضل لعملك، وكلَّما زادت الآراء كان ذلك أفضل، وستمنحك مزيداً من التغذية الراجعة والبيانات، ممَّا يؤدي إلى تحسين أفكارك.

شاهد بالفيديو: 7 تقنيات للعصف الذهني لاستلهام أفكار أكثر إبداعاً

5. تحديد العميل الخاص بك:

تسمح شركة دولار شيف كلاب (Dollar Shave Club) للأعضاء باختيار شفرات حلاقة مقابل 3 دولارات إلى 9 دولارات شهرياً واستلامها مباشرة، ولقد كان مفهوماً غير مسبوق في صناعة شفرات الحلاقة، لكن في عام 2011 أدرك مايكل دوبين (Michael Dubin) ومارك ليفين (Mark Levine) أنَّهما كانا يعملان على شيء كبير، وأثبتت فكرتهما نجاحها، وبحلول عام 2015 سيطرا على 16% من سوق شفرات الحلاقة في الولايات المتحدة من حيث الحجم، وأدى نمو شركتهما السريع إلى لحاقها بشركة شيك (Schick) ثاني أكبر علامة تجارية في البلاد.

استحوذت شركة دولار شيف كلاب على أكثر من 50% من حصة السوق في مبيعات ماكينات الحلاقة عبر الإنترنت، وذلك وفقاً لشركة ستاتيستا (Statista)، وقد أحدثت شركة دولار شيف كلاب ثورة في صناعة الحلاقة، ليس فقط لأنَّها جعلت فن الحلاقة أسهل للمستهلكين؛ لكن لأنَّها شركة تفهم عملاءها.

بالتأكيد تقوم الشركات الأخرى بجمع البيانات، لكن لا تقوم كل الشركات بتحليلها بدقة؛ فيتيح استخدام التحليلات لشركة دولار شيف كلاب تقديم تجربة عملاء رائعة في كل مرة، ومع أكثر من 2.2 مليون مشترك سعيد فقد حققوا نجاحاً رائعاً، ذلك كلُّه من خلال فهم أنَّ العمل يتعلق بالناس؛ لذا اسأل نفسك:

• من هم عملاؤنا؟
• ماذا يريد عملاؤنا؟
• ما الذي يمكن لشركتنا فعله بشكل استثنائي لمساعدة عملائنا؟

عندما تجد إجابات عن هذه الأسئلة كلها ستخرج بأفكار تجارية رائعة؛ فعندما تجري باحثاً، وتجمع الأفكار مع بعضها، وتشجع على ارتكاب الأخطاء في أثناء ذلك، وتدرك أنَّ كل شخص لديه ما يعطيه وتعرف من هم عملاؤك، فإنَّك في النهاية ستحدث تأثيراً أكبر بأفكارك التجارية الرائعة.

المصدر