5 خطوات لإعادة ضبط طريقة تفكيرك لتحقيق النجاح في المشاريع

علَّمنا عام 2020 درساً هامَّاً، وهو أنَّ كلَّ شيء سيتغير عاجلاً أم آجلاً، أو بتعبير آخر: يجب أن يحصل تغيير ليستمر النجاح، كان العام الماضي قاسياً على الكثيرين حول العالم لكن على الرغم من المحن، شهدنا تقدُّماً مذهلاً أثبت أنَّ أقسى الظروف تولِّد الفرص الجديدة.



وسر تلك النجاحات هو الارتقاء بطريقة ونمط تفكيرنا القديمين والاستفادة من الظروف التي قد تعترضنا لنبحث عن مجالات جديدة للنجاح.

ينصح د. ألوك تريفيدي (Dr. Alok Trivedi)، خبير الصحة والسلوك البشري ومؤلِّف كتاب "السعي وراء النجاح" (Chasing Success) ومؤسِّس معهد "ألايند بريفورمنس" (Aligned Performance)، روَّادَ الأعمال في هذه الأوقات العصيبة بأنَّ أفضل طريقة للتعامل مع التغيرات أن نغير أنفسنا، أو أن نغير طريقة تفكيرنا.

يقول د. تريفيدي أنَّ العوامل الخارجية خارجة عن سيطرتنا، لكنَّ كيفية تأقلمنا معها هي الفرق بين السير نحو النجاح أو الوقوف مكتوفي الأيدي، فقد تشعر بالأمان جالساً داخل منطقة راحتك، لكنَّ كلَّ رائد أعمال ناجح يعلم أنَّه لن يحقق شيئاً طالما أنَّه لا يعمل؛ حيث يتطلب النجاح بطبيعته التغيير والتأقلم الدائم، وفي هذه الأيام بين تفشي الوباء حول العالم وعدم اليقين الذي يخيِّم على كافة جوانب حياتنا، قد يبدو تغيير طريقة تفكيرنا شبه مستحيل.

لكن لا تيأس لأنَّه أمر ممكن في الواقع؛ إذ يؤكد تريفيدي على قدرتنا جميعاً على إدارة تأقلمنا الشخصي، وبالوقت نفسه تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا لنصل إلى النجاح؛ بل ويمكننا إعادة ضبط خلايا أدمغتنا لنفكر ونشعر بشكل مغاير، ونستطيع أن نبدأ بتقويم أنفسنا وإعادة تكوين ذاتنا لنوجِّه بذلك أنفسنا نحو النجاح، في حين قد تبدو تلك العملية صعبة، لكنَّ تطبيقها في الحقيقة بسيط، فقد قدَّم د. ألوك خمس خطوات مصممة خصيصاً لرواد الأعمال لمساعدتهم على هذه الرحلة:

الخطوة الأولى (إعادة ضبط توقعاتك):

هذه الخطوة هي حجر الأساس في عملية تغيير طريقة تفكيرنا، فقد يغريك الاستغراق في التفكير في أخطاء الماضي ومعاقبة نفسك على نواحي تقصيرك؛ حيث يُفقِدنا شعور الذنب الناجم عن هذا التفكير الثقة بالحاضر ويردعنا عن المضيِّ قدماً، ولَربَّما ذلك الميل كامنٌ فينا جميعاً، لكن من الضروري أن نعي أنَّه في مقدورنا التغلب عليه.

علينا أن نصغي بوعي لأفكارنا وما تخبرنا به تلك الأفكار، فيجب أن تكون واقعياً وتدرك أنَّ وجود العوائق أمر حتميٌّ، ولا أحد منا مثالي؛ لذا لا بأس إن أخفقت، لكن بدلاً من التركيز على أخطائك، وجِّه تفكيرك نحو إنجازاتك وكيفية استمرارك بالتقدم، واحتفِ بالنجاح وتعلَّم من أخطائك حين تتعثر، ثم تابع المسير.

وكلَّما كررت هذه العملية، سيعيد دماغك تنظيم نفسه بحيث يصبح النجاح أمراً طبيعياً، وتصبح ردة فعلك الطبيعية تذكُّر الانتصارات السابقة، مما يسمح لك بالسعي نحو نجاحات جديدة دون خوف.

شاهد بالفيديو: 8 مهارات أساسية يحتاجها رواد الأعمال لتحقيق النجاح

الخطوة الثانية (استخدام التفكير ثلاثي الأبعاد):

يتبع ذلك تعديل حجم ونطاق طموحاتنا؛ ففي عالم العمل اليوم، ينظر معظم الموظفين إلى واجباتهم اليومية على أنَّها مسار مستقيم تنجزها بصورة تسلسلية؛ حيث ينفذون المهام التي يحددها لهم مديريهم، وقد تتاح لهم في بعض الأحيان الفرصة لإضفاء لمستهم الشخصية أو قد لا يحدث ذلك، وهذا النوع من العمل اليومي هو ما يدعوه د. تريفيدي بالتفكير ثنائي الأبعاد.

لكن لا يمكن أن يسمح روَّاد الأعمال لأنفسهم بالانجرار نحو هكذا تفكير؛ إذ يملي عليهم دورهم أن يتمتعوا بسرعة البديهة ويستطيعوا التعامل مع أي ظرف دون العودة إلى سلطة أعلى تتلقى اللوم عنهم في حال الفشل أو تأخذ فضل النجاح، وقد تبدو بيئة عمل من هذا النوع مربكة ومرهقة، لكن لا بدَّ لك من التفكير الثلاثي الأبعاد لتحقق النجاح؛ لذا ذكِّر نفسك دوماً بأن توسِّع أفاقك، وأن تفكر في المشكلة بتعمق وتنظر إليها بكل أبعادها.

يعني ذلك أنَّنا يجب أن نتمكن من تبنِّي أو إلغاء أفكار جديدة والتأقلم مع أي ظرف نواجهه؛ لذا استثمر التقنيات الفعَّالة في تلك اللحظة لكن لا تعتد على الوضع الحالي وتغفل عن النظر نحو المستقبل؛ بل عزز فكرة قدرتك على التعامل مع أيِّ شيءٍ وكلِّ شيء، لكن لا تنسَ أنَّ هناك مجالاً للتحسين والتعلُّم دوماً، فلا تتوقف عن النمو ولا تعتزل الإبداع.

الخطوة الثالثة (الدخول إلى دائرة الإلهام):

دائرة الإلهام مكان سحري زرعنا فيه بذور أحلامنا وبدأت طموحاتنا بالتبرعم إلى أفعال ومن ثم نَمت إلى واقع ملموس، لكنَّ الخروج من دائرة الإلهام سهل كما هو دخولها، فحين تشوش تفاصيل الحياة اليومية رؤيتك للأمور، محوِّلةً بذلك الفرصة المشوقة والباهرة إلى عمل شاق مضجر ومحبط؛ اعلم أنَّ الوقت قد حان لتغيير طريقة تفكيرك.

أنت تحتاج في هذه الحالة إلى إعادة إحياء شرارة الإلهام التي دفعتك في البداية إلى دخول عالم الأعمال وتذكُّر شغفك نحو عملك وما يرمز إليه، وقد يكون أي شيء مصدراً لذلك الإلهام مثل الخدمات التي يمكنك تقديمها لزبائنك والتضحيات التي بذلتها في سبيل نجاحك؛ لذا اسمح لنفسك بالعودة إلى دائرة الإلهام حتى تشعر مجدداً بالشغف والفخر تجاه عملك.

إقرأ أيضاً: كيف تكتسب عاداتٍ أفضل حينما تكون رائد أعمال؟

الخطوة الرابعة (التحوُّل إلى المرآة):

تنشط الخلايا العصبية المرآتية (Mirror neurons) في دماغنا حين نحاكي أفعال شخص آخر لتساعدنا على استيعاب الصلة بين ما نفعله نحن وما يفعله الآخر، فنحن نتعلَّم في أثناء طفولتنا العديد من المهارات بتلك الطريقة ونفهم كيف علينا التصرف، وهي طريقة رائعة للعثور على حس النجاح داخل أنفسنا عبر الاقتداء بالأشخاص الناجحين، ومبدأ المراقبة والتعلُّم ليس حديثاً، لكنَّ هذه الفكرة تصبح أعمق حين نكبر.

تخيل أنَّك تجسِّد عوامل نجاح الشخص الذي تراقبه؛ اشعر بالنجاح واسمح له أن يتَّحد مع شخصك، دون أن تفقد ذاتك.

الخطوة الخامسة (طرح السؤال: "لم لا؟"):

كلمة "لماذا" عظيمة حقاً؛ فهي بمثابة المِعوَل الذي يكشف لك عن كنوز من المعرفة، لكن يمكن أن يصطدم بشكوكك الباطنية أيضاً؛ لذا استخدِم هذه الأداة استخداماً إيجابياً ولا تسمح لها بالوصول إلى السلبيات.

حين تبدأ بالتساؤل "لماذا التزمت بهذا العمل؟" أو "لمَ ظننت أنَّ بوسعي القيام بهذا؟" حوِّل السؤال إلى "لم لا؟" وكرره على نفسك، وتذكَّر أنَّ لا شيء يمكنه أن يقف في طريقك، هل تريد أن تصبح رائد أعمال؟ لم لا؟

الخطوات الخمس السابقة سهلة التطبيق، وقد تحتاج في البداية إلى كتابتها على ورقة تحملها معك كي لا تنساها، لكن بعد القليل من الوقت ستجد أنَّ تذكُّرها أسهل، ثم بعد فترة من الزمن ستلاحظ أنَّك تطبِّقها دون تفكير، ستغيِّر طريقة تفكيرك وتغيِّر حياتك للأفضل معها، وعلى الرغم من أنَّ تغيير طريقة تفكيرك يتطلب بعضاً من الجهد؛ لكنَّها بالمجمل عملية بسيطة.

المصدر




مقالات مرتبطة