5 حقائق مغلوطة عن الحياة

أنت سعيد للغاية هذه الأيام، وراضٍ عن حياتك على صعيد العمل والصحة والعلاقات، وأفعالك محسوبة وسديدة، وحياتك مستقرة؛ لأنَّك تتعلم من أخطائك وتدرس خياراتك جيداً؛ أي باختصار، جهودك أثمرت وأنت تعيش حياة هانئة ومستقرة للغاية، ولكنَّك لم تَعُد تحرز التقدم المطلوب في الآونة الأخيرة، وأصبحت أهدافك تتطلب وقتاً أطول من اللازم، وأحياناً تشعر بأنَّ تقدمك في العمل شاق للغاية وأنت لا تعرف السبب؛ ذلك لأنَّك تؤدي عملك على أكمل وجه، وتبذل قصارى جهدك بخطوات محسوبة ومدروسة، ومع ذلك، لست راضياً عن إنتاجيتك وتقدمك.



من الطبيعي أن تتعرض لبعض الصعوبات البسيطة منها والجسيمة بين الحين والآخر، حتى لو كنت تعيش حياة هانئة؛ أي إنَّك تعمل بجد وتتقدم على نحو طبيعي، ثم تتعرض لبعض المشكلات التي تعوق تقدمك دون سابق إنذار، ويحدث هذا مع الجميع دون استثناء، وفي ظل هذه الظروف، ستقوم بتحفيز نفسك، وذكر الخبرات والمعارف التي اكتسبتها في تجاربك السابقة، ومراجعة الحقائق والقواعد التي تسير وفقها الحياة والعالم من حولك، حتى تشعر بحالٍ أفضل، وتستجمع قواك، وتستأنف العمل.

يجب أن تعتمد على نفسك في بعض الأحيان، فقد لا يكون بوسع العائلة والأصدقاء تقديم الدعم الذي تحتاج إليه لتجاوز الظروف الصعبة على الدوام؛ إذ إنَّها مهارة ضرورية للاستمرار في الحياة، ويصبح الحوار الذاتي التحفيزي مشكلة عندما يشمل حقائق مغلوطة عن الحياة والعالم، فقد تؤدي هذه الحقائق المغلوطة إلى إعاقة تقدمك وتخفيض إنتاجيتك.

فيما يأتي 5 حقائق مغلوطة عن الحياة:

1. "سيكون كل شيء على ما يرام في نهاية المطاف":

قد لا تجري الأمور على ما يرام على الإطلاق؛ فلا يستطيع الإنسان أن يعرف ماذا سيحدث في المستقبل، وقد تحسِّن هذه الفكرة المغلوطة حالتك النفسية؛ لأنَّها تزيح عن كاهلك جزءاً من المسؤولية، وتجعلك تعتمد على عاملَي القدر والحظ، ومن غير المنطقي أن تسلِّم أمرك للقدر وتتنصل من المسؤولية بعد أن أديت واجبك على أكمل وجه في سبيل تنمية ذاتك وبناء حياة هانئة.

الحقيقة الصحيحة في هذه الحالة هي أنَّه يجب أن تتحمل مسؤولية حياتك، وتبذل ما في وسعك لتحقيق أهدافك، بدلاً من أن ترضخ تحت رحمة الظروف، وتسلِّم أمرك للقدر دون أن تحرك ساكناً.

لا ريب في أنَّ الإنسان لا يستطيع التحكم بكافة الظروف التي يتعرض لها، وهذا أمر طبيعي تماماً، ولكنَّه يجب أن يتحمل مسؤولية العوامل الواقعة ضمن نطاق سيطرته، وعلى رأسها أفعاله ومواقفه، ولا ضير في أن تعترف بأنَّ المستقبل مجهول، لكن يجب أن تحاول في المقابل أن تزيد فرص نجاحك، من خلال الحصول على المزيد من المعلومات، والعمل بجد، وطلب المساعدة من الآخرين.

شاهد بالفيديو: 7 حقائق مؤلمة عن الحياة من شأنها أن تجعلك شخصاً أقوى

2. "لا بأس في الدخل المادي المحدود، فأنا على الأقل قادر على تأمين الاحتياجات الأساسية":

هذا الكلام غير منطقي على الإطلاق؛ لأنَّك تقبل بأقل مما تستحق، فأنت تكسب ما يكفيك ولا تلجأ إلى الديون، وهذا مؤشر جيد وخطوة مبدئية هامة في سبيل تحقيق حياة مادية مزدهرة، ولكنَّ العبارة المذكورة آنفاً تدل على أنَّك راضٍ عن أوضاعك المادية ولا تطمح لكسب المزيد من المال؛ أي تكمن المشكلة في محدودية تفكيرك وضعف طموحك.

الحقيقة الصحيحة في هذه الحالة هي يجب أن تتحلى بالطموح؛ إذ يتيح المال للفرد إمكانية تحقيق الحرية والاستقلال المادي، ويقدم له فرصاً لا حصر لها؛ ولهذا السبب عليك ألا تقبل بدخلك المحدود؛ بل يجب أن تبحث عن مصدر دخل تعتمده في تغطية النفقات غير المتوقعة وتمويلك في حال خسرت وظيفتك.

يجدر بك أن تفهم أنَّ كسب المزيد من المال يؤمِّن لك الحرية والاستقلال المادي، والقدرة على إطلاق مشروع خاص بك، أو السفر إلى الخارج، أو الحصول على إجازة طويلة للتفرغ لاهتماماتك وهواياتك مثل التأليف، ناهيك عن أنَّك ستكون قادراً على مساعدة المحتاجين وتمويل المشاريع الناشئة التي تستحق الدعم، وهذا يعني أنَّ الطموح يساعدك على إعالة نفسك وعيش حياة كريمة من جهة، والعطاء والمساهمة في جعل العالم مكاناً أفضل للعيش من جهة ثانية".

إقرأ أيضاً: العلاقة المخيفة بين انعدام الأمن المالي والصحة الذهنية

3. "لا يجب أن أرفض طلبات الآخرين حتى لا أجرح مشاعرهم":

أنت غير مُجبَر على تلبية الآخرين على الإطلاق، ولكنَّك مُجبَر من ناحية أخرى على الوفاء بالالتزامات التي تعهَّدت القيام بها، والواجبات الضرورية الملحَّة شئتَ أم أبيت، وهذه الحقيقة لا تحتمل الجدل إطلاقاً، ولكنَّك عندما تلبِّي الآخرين بدافع الواجب الاجتماعي، فإنَّك تهدر وقتهم ووقتك على حدٍّ سواء، وهذا مردُّه إلى شعورك بالاستياء؛ لأنَّك أجبرت نفسك على القيام بالعمل، وقد تؤدي قلة حماستك إلى تقديم خدمة تفتقر إلى الجودة المطلوبة.

الحقيقة الصحيحة في هذه الحالة هي يجب أن تتعلم رفض الطلبات بلطف واحترام؛ فقل بكل بساطة وتهذيب: "أنا آسف، ولكنَّني لا أستطيع"، دون أن تشرح أو تبرر سبب رفضك، ومن ثم استثمر معظم وقتك في فعل ما ترغب فيه في قرارة نفسك، وهذا يشمل اهتماماتك والنشاطات التي ترتبط بشغفك في الحياة، وخصص الوقت المتبقي للوفاء بالالتزامات الأخرى.

قد يبدو هذا السلوك للوهلة الأولى أنانياً بعض الشيء، ولكنَّ هذا غير صحيح على الإطلاق؛ لأنَّك عندما تركز وقتك وجهدك في العمل على المهام والمشاريع التي تُعنى بها من صميم قلبك، فأنت تقدم مساهمة عظيمة للعالم من حولك، والعالم بحاجة إلى مساهمات الشغوفين.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتجنّب إحراج كلمة لا، كيف تقول "لا" دون أن تبدو فظاً؟

4. "سأتصرف بطيش ورعونة كما أشاء طالما أنَّني لا أؤذي أحداً":

حياتك وشؤونك الشخصية تؤثر في العالم من حولك، فلا بأس في التصرفات الرعناء، وتناول الأطعمة غير الصحية، والسعي وراء المتعة بين الحين والآخر، لكن تبرز المشكلة عندما لا يعتني الفرد بصحته النفسية، أو الجسدية، أو العاطفية على الإطلاق، فأنت على قدر عالٍ من المسؤولية تجاه الآخرين كونك تحرص على إبعاد سلوكاتك المؤذية عنهم، ولكنَّك تقلِّل من قيمة نفسك وتزيد من سوء سلوكاتك من ناحية أخرى، وهذا التصرف لا ينفع أحداً.

الحقيقة الصحيحة في هذه الحالة هي أنَّ السلوك المؤذي يتطور إلى مشكلات كبيرة تطال مَن حولك؛ لذا إياك أن تسمح للسلوكات المؤذية بأن تترسخ في حياتك؛ فإذا لم تكن منضبطاً في حياتك الخاصة ضمن منزلك لمعظم الوقت، فإنَّ معاييرك المنخفضة ستبرز إلى العلن عمَّا قريب، كما لا تستطيع مساعدة الآخرين ما لم تساعد نفسك أولاً؛ إذ يميل الإنسان بطبيعته إلى مساعدة الآخرين، ومن ثم يجب عليك أن تتحلى بالانضباط وبعض الخصال الحسنة الأخرى حتى تزيد من شعورك بالتقدير الذاتي، وتحافظ على صحتك، وتسهم في خدمة الآخرين.

5. "سوف أطبق فكرتي الاستثنائية عندما يتسنى لي المزيد من الوقت":

لن يحين وقت تنفيذ الفكرة ما لم تعيِّن لها موعداً في جدول أعمالك، فأنت لا تعرف ماذا يخبئ لك المستقبل في جعبته؛ فقد تتعرض لظرف أو أمر طارئ يمنعك من تنفيذ خطتك، وليكن الإصابة بمرض ما، أو التعرض لحادث سير، أو خسارة العمل مثلاً، أو قد يتسنى لك بعض الوقت في المستقبل بعد التقاعد مثلاً، ولكنَّك ستكون حينها قد فقدت اهتمامك وحماستك للفكرة الجميلة التي كانت تخطر لك.

الحقيقة الصحيحة في هذه الحالة هي أنَّ الحياة قصيرة للغاية، ولا تحتمل الانتظار ولا التأجيل، ولا داعي لأن تؤجل العمل على فكرتك الإبداعية، وعلى فرض أنَّك مشغول للغاية، خصص لها بعض الوقت ضمن جدول أعمالك؛ إذ لا يقتصر دور الأعمال الإضافية التي تقوم بها على تحقيق هدفك؛ بل إنَّك ستتعلم في أثناء ذلك كيف تحقق كافة أحلامك، وأنت بلا شك تستحق أن تعيش كافة أحلامك وطموحاتك، وبناءً على ما سبق، عليك أن تبدأ بالعمل في الحال، وتشكر نفسك على الجهد الذي تبذله والمساهمة التي تقدمها للعالم من حولك.

إقرأ أيضاً: الفرق بين وضع الأهداف وتحقيقها: 3 خطوات لتبدأ بتحقيق أهدافك

في الختام:

يجب أن تختار إحدى الحقائق المغلوطة التي تستخدمها في الآونة الأخيرة، وتستعد لمواجهتها عندما تخطر لك مجدداً، حتى تصححها وتعيد صياغتها، وتخلِّص نفسك من الصعوبات التي تعوق تقدمك، وتستعيد إنتاجيتك المعتادة مجدداً.




مقالات مرتبطة