5 تقنيات رائعة للحفاظ على ثقتك بنفسك تحت الضغط الشديد

تتجمَّد أفكارك، أو تتسابق بسرعة في عقلك وأنت تحاول الخروج بِرَدٍّ ما، ويبدو الوقت كأنَّه يمرُّ ببطءٍ شديد في حين ينظر إليك كل من في الغرفة للحصول على إجابة، ويزداد الصمت في كل ثانية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب وعالم الاجتماع "شان فو" (SHAN FOO)، ويخبرنا فيه عن تجربته في الحفاظ على الثقة بالنفس في المواقف الصعبة وتحت الضغط الشديد.

أنت تعرف كل ما عليك فعله من البداية للنهاية، لكن في هذه اللحظة الحاسمة، يبدو عقلك كأنَّه قد توقف عن العمل، ولا يسعك إلا التفكير في هذه الأسئلة: ما هي مشكلتي؟ ولماذا يتجمَّد عقلي دائماً عندما أحتاج إليه بشدة، وأشعر بالحرج الشديد؟ ولماذا لا أستطيع أن أكون مثل الآخرين الذين يتمتعون بالهدوء والثقة؟

تجمُّد العقل أمر طبيعي تماماً، ولا يوجد ما تخجل منه، فهذه طريقة أجسامنا للتفاعل وحمايتنا عندما نكون في موقف مُربك، فحتى أكثر السياسيين حنكة قد تتجمَّد أفكارهم خلال المناقشات، ومع أنَّ هذا الأمر طبيعي، فإنَّه ما يزال من المؤلم أن تواجهه أو تمر به؛ إذ يمكن لانخفاض ثقتنا بأنفسنا أن يكون ضربة موهنة لنا، ومن الممكن أن نبدأ في التشكيك في قدراتنا ولوم أنفسنا، لكن لا يجب أن تسير الأمور على هذا النحو، فمع قليل من الممارسة والتدريب، يمكن أن تحافظ على ثقتك بنفسك تحت كل هذا الضغط.

لذلك؛ إليك فيما يأتي بعض التقنيات الرائعة والفعَّالة التي يمكن أن تساعدك على التغلب على الارتباك والشعور بالثقة والتماسك في موقف شديد التوتر:

1. إعادة ضبط عقلك:

عندما ننسى كثيراً من الأمور التي نعرفها بسبب الضغط الشديد؛ فهذا لأنَّ أجسامنا تشعر بالإرهاق وتتوقف عن العمل، ولكن للخروج من حالة الارتباك هذه يمكنك استخدام صورة مُشتِّتة للانتباه أو فكرة لتخطي الإرهاق وإعادة ضبط ذهنك.

اختر فكرة مُشتِّتة لا علاقة لها بالموقف الذي أنت فيه، على سبيل المثال، اختر صورة تجعلك تضحك، حتى تخفِّف التوتر وتمنحك الراحة، ويمكنك أيضاً تحديد الصورة التي ستساعدك مسبقاً حتى يسهل تذكرها متى احتجت إليها، على سبيل المثال، أنا أستخدم صورة الشخصية الكرتونية "هومر سمبسون" (Homer Simpson)، وهو يحلم بالكعك ويقول "مممم... الكعك"، إنَّها صورة غير متوقعة ومضحكة وسط موقف جدي.

يؤدي القيام بذلك إلى تشتيت عقلك عن التوتر والقلق الحاليين؛ لأنَّه يحوِّل انتباهك إلى هذه الفكرة الجديدة، ويساعد هذا على إعادة ضبط عقلك حتى تتمكَّن من العودة إلى المسار الصحيح في أثناء الموقف الصعب الذي تمر به.

2. تقنية الوجه المسترخي:

عندما نشعر بالتوتر، فإنَّ إحدى أولى المناطق التي تتوتر هي عضلات الفك والوجه، وهذا يمرُّ دون أن يلاحظه أحد؛ لأنَّه يحدث بسرعة وبلا وعي، لدرجة أنَّنا لا ندرك حدوثه؛ لذلك عندما تشعر بالارتباك في موقف شديد التوتر، حاول أن تضع انتباهك على الجزء الخلفي من الفك، وتخلَّص من التوتر بوعي؛ إذ يساعد استرخاء عضلات الفك على استرخاء عضلات وجهك، ممَّا يشير أيضاً إلى بقية الجسم للتخلُّص من التوتر، كما يساعدك هذا على الشعور بالهدوء، ويقلِّل من مشاعر القلق التي تغمر جسدك، ويمكِّنك من التفكير بطريقة أكثر وضوحاً.

شاهد بالفيديو: 9 مفاتيح لتجاوز الأوقات الصعبة

3. مواجهة القلق والاعتراف به:

محاربة القلق عندما تكون تحت الضغط يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة، ويبدو الأمر كأنَّك تطرق رأسك مراراً وتكراراً في جدار ضخم يحيط بك، ولن تؤدي محاربته في هذه الحالة إلا إلى زيادة قلقك وقد يزيد الأمر سوءاً.

لذا؛ بدلاً من محاربة هذا القلق، اعترف بوجوده، ولا تحكم عليه، فقط تعامل معه وراقبه ودعه يتدفق منك إلى الخارج؛ إذ يساعدك التعامل معه على العودة إلى حالتك الطبيعية بسرعة، ممَّا يمكِّنك من التعامل مع الموقف بثقة.

4. مواجهة مخاوفك:

عندما نشعر بالخوف، تزيد الآثار السلبية علينا، وتصبح سحابة مظلمة تهدِّد بابتلاعنا، وتصل درجات خوفنا إلى مستوياتٍ عالية جداً، لكن عندما نواجه هذا الخوف، غالباً ما ندرك أنَّ الواقع ليس بالسوء الذي كنَّا نظنه؛ لذا واجه مخاوفك، ما الذي تخاف منه؟ وما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ وهل من المحتمل أن يحدث هذا السوء الذي نخاف منه، أم أنَّه خوفٌ مبالغ فيه فقط؟

تساعدنا هذه المواجهة على وضع الأمور في نصابها بأنَّ نتيجة الموقف المجهد ليست بالسوء الذي يبدو عليه، كما تهدِّئ من تراكم القلق المحموم.

5. بث النور والطاقة في المكان:

لغة جسدنا وكيف نبث طاقتنا لها تأثيرات فيزيولوجية كبيرة في ثقتنا بأنفسنا وكيف نشعر؛ لذا حاول أن تظهر الثقة من خلال تخيُّل هالة من الطاقة تحيط بك، وتصرف كأنَّك تُشِعُّ ثقةً، فعندما نتحرك بثقة، نشعر بالثقة والنشاط، وهو ما يمكن للآخرين الشعور به على الفور، وعندما يتفاعلون ويعكسون الطاقة الإيجابية تجاهك، ينتج عن ذلك ردود فعل إيجابية تراكمية، ممَّا يعزز مزيداً من الثقة بداخلك.

إقرأ أيضاً: 5 تقنيات من أجل إدارة التوتر والتخفيف من حدته

في الختام:

عندما ننسى الكثير ممَّا نعرفه خلال اللحظات الحاسمة، يمكن لذلك أن يدمِّر ثقتنا بأنفسنا، لكن لا يجب أن تكون الأمور على هذا النحو، فمجرد ممارسة بعض الأساليب البسيطة يمكن أن يكون له تأثير كبير في قدرتك على البقاء هادئاً وواثقاً في مواجهة الضغوطات، تخيَّل الشعور بالارتياح والثقة بالنفس، وأنت تجيب على الأسئلة بسهولة واتزان في اجتماع دقيق ينطوي على مناقشة أمور حاسمة.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات ذهبية للتحلّي بالثقة بالنفس

اعلم أنَّك قادرٌ حقاً على إظهار الثراء المعرفي وعمق الخبرة التي تمتلكها والتعبير عنها بوضوح وثقة؛ إذ إنَّ كل ما يتطلَّبه الأمر هو مجرد خطوة واحدة، اختر واحدة أو اثنتين من التقنيات التي تروق لك وجرِّبها، وستكون في طريقك لإخراج الشخص الذي يتَّسم بالهدوء والثقة الذي كان موجوداً بداخلك طوال الوقت.




مقالات مرتبطة