5 اقتراحات لتخفيف مشاعر التوتر في سن التقاعد

يُعَدُّ التقاعدُ الفترةَ الزمنية من حياتك التي يمكنك فيها أخيراً التخلُّصُ من المنبِّه الذي كنتَ تستعين به للاستيقاظ مُجبَراً كلَّ يوم؛ ومن ثمَّ تحديدُ برنامجك وخطَّتك الخاصة بك، قد تبدو هذه الحرية الجديدة في حياتك ساحرةً وشاعرية؛ لكنَّها قد تمثِّل أيضاً وسيلةَ توتر بالنسبة إلى ملايين البالغين المتجهين إلى التقاعد إذا لم يُتوخَّ الحذَر.



يواجه المتقاعدون اليومَ تحدياتٍ غير مسبوقة، ومن ضمنها تخفيض مُدَّخرات التقاعد بسبب انهيار السوق وزيادة تكاليف الرعاية الصحية وارتفاع مُعدَّلات الطلاق؛ لذا فإنَّ وضعَ خطةٍ شاملة لحياتك التقاعدية هو ما يضمن لك أنَّك ستكون قادراً على الاستمتاع بسنوات تقاعُدك بهدوءٍ وسلام؛ وذلك وفقاً للاختصاصية الاجتماعية "ميشيل كارلستروم" (Michelle Carlstrom)؛ إذ تقول: "يظنُّ الناس أنَّ التقاعد هو مُجرَّد قرار مالي؛ لكنَّ المالَ وحدَه لا يحدِّد السعادة أو يتحكم بها خلال فترة التقاعد؛ بل توجد قضايا أخرى ينبغي التفكير فيها ووضعها في الحسبان، وإن كنتَ في وضعٍ مالي آمن".

فيما يأتي بعضُ مُقترَحات "كارلستروم" لجعل مرحلة التقاعد أقلَّ إرهاقاً وخاليةً من التوتر:

1. العددُ السحريُّ لتخفيف التوتُّر:

تُستخدَم طريقة 61 نقطة للاسترخاء (61 points relaxation) منذ وقتٍ طويل في اليوغا، وقد تبيَّن أنَّها تقلِّل من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويمكنك تعلُّمُها بإيجاد دليل إرشادي على الإنترنت بالبحث عنها على موقع "يوتيوب" (Youtube) مثلاً؛ أو يمكنك بكل بساطةٍ الجلوس في وضعيةٍ مريحة تختارُها لنفسك وإغلاق عينَيك؛ ومن ثمَّ صبُّ تركيزك الذهنيّ على كل جزءٍ من جسمِك واحداً تلوَ الآخر، ابتداءً من مركز جبهتك انتقالاً للأسفل نحوَ أصابع قدمَيك؛ ومن ثمَّ العودة إلى الأعلى مرةً أخرى؛ فالفكرةُ من هذا التمرين هي تحرير العقل من مصادر القلق والمخاوف الأخرى من خلال صبِّ تركيزك الكامل عليه.

2. التخطيط لنشاطاتٍ هادفة:

معظم الأشخاص تتحكم وظيفتُهم حالياً بتواصلهم الاجتماعي مع الآخرين وتُملي عليهم شعورَهم بالهدف والأهمية؛ فبالنسبة إلى الأشخاص الوحيدين، يُعَدُّ مكان عملهم الفسحةَ التي يُصادقون الآخرين فيها ويندمجون في المجتمع ويُشاركون في مُحادَثات ونقاشات محفِّزة ويشعرون بالإنجاز؛ إذ تقول "كارلستروم": "من السهل التركيز على مدى استمتاعك حين تترك وراءَك التوتر والإجهاد الذي كان يسببه لك عملك، لكن عليك أن تفكر أيضاً في الفراغ الاجتماعي أو الروحي المُحتمَل الذي قد يبقى بعد ترك عملك".

بعبارةٍ أخرى، يجب أن تخطِّطَ وتضع البرامج لنشاطاتٍ وأعمال تحلُّ محلَّ التحفيز والرضى الذي كنتَ تشعر به في مكان عملك، والتي قد تشمل النوادي الاجتماعية التي تركِّز على اهتماماتٍ وهوايات كالطبخ والقراءة والبستنة؛ كما تكثُر أيضاً الفُرَص التطوُّعية، والتي يمكنك البحثُ عنها بالتحقُّق من المكاتب والمدارس والمتاحف الفنية المحلية الموجودة في منطقتك، كما يمكنك البحثُ أيضاً في المواقع الإلكترونية التي تعرُض فرصاً مماثلة، ومن ضمنها موقع (volunteermatch.org)، أو التفكير في أخذ دروسٍ في إحدى كليات المُجتمَع.

شاهد بالفديو: كيف تجعل التوتر صديقك؟ أخصائية علم النفس كيلي ماكينجال، Kelly McGonigal

3. التفكير بمواصلة العمل:

وفقاً لدراسة أجرَتها "جمعية المتقاعدين الأمريكيين" (American Association of Retired Persons)، يخطط نحو 25% من الأشخاص المتقاعدين للاستمرار بالعمل، إمَّا بوصفهم متطوِّعين أو مُوظَّفين بدوام جزئي أو بتأسيس مشاريع تجارية صغيرة حديثة لهم؛ إذ تقول "كارلستروم":

"أعرفُ شخصاً قرَّر أن يصبح مساعداً في أحد ملاعب كرة القاعدة كي يتمكن من الاستمتاع بحضور جميع المُباريات"، والهامُّ في الأمر ألَّا تنتظرَ حتَّى تتقاعد كي تكتشفَ العمل الذي ترغبُ في الاستمرار به مهما كان.
تُوصي "كارلستروم" بوضع أُسُس العمل الذي تنوي ممارستَه بعد التقاعد قبلَ خمس سنواتٍ على الأقل من تاريخ التقاعد، وقد يساعدك إجراءُ دراسة لمواقع الوظائف على الإنترنت الآن على قياس فُرص وظائف الدوام الجزئي أو الاستشارات وتقديرها لوقتٍ لاحق.

إقرأ أيضاً: أفضل 10 وظائف بعد التقاعد

4. العيشُ في الواقع:

تقول "كارلستروم": "اسأَلْ نفسَك ما إذا كانت المشكلات التي تواجهك حقيقيةً أو مُتخيَّلةً واستباقية"؛ فعلى سبيل المثال عليك أن تفرِّقَ بين توتُّرك وإجهادك بسبب مواجهتك لمشكلات مالية فعلية أو بسبب توقُّعك لنفقات وتكاليف الرعاية الصحية التي ربَّما تظهر فجأةً في المُستقبَل؛ إذ لا تستطيع أجسادُنا التفريقَ بين النوعَين السابقين؛ ومن ثَمَّ قد تُبدي ردَّ فعلٍ لهما بالقدرِ نفسه من الضغط النفسي والتوتر؛ لذا عليك أخذُ فترةٍ من الوقت لاستكشاف ما إذا كنتَ تعاني توتراً حقيقياً أو مُتخيَّلاً، وتطوير خطةٍ لإدارة التوتر، والتي ستقلِّل في النهاية من الضغط النفسي الذي تُعانيه عن طريق غرسِ شعورٍ بالسيطرة على الوضع داخل ذهنك.

5. تعديل أسلوب إدارة التوتر الذي تتَّبعه:

يلجأ الناس لردود فعلٍ مختلفة حين يشعرون بالتوتُّر والضغط النفسي لتخفيفه عن طريق الركض أو الاتصال بصديقهم المُفضَّل أو الإفراط في تناول الأطعمة غير المفيدة أو الذهاب إلى التسوُّق.

يُعَدُّ فهمُ فكرةِ أنَّ الجميع يلجؤون إلى مزيجٍ من مخفِّفات التوتر الصحية وغير الصحية الخطوةَ الأولى نحوَ التركيز على خياراتٍ أفضل صحياً للتخفيف منه، مثل ممارسة التمرينات الرياضية أو التأمل أو الصلاة أو الدعم الاجتماعي، وتقول "كارلستروم" عن ذلك: "يمكن أن يكون التقاعد فرصةً جديدةً للالتزام الفعلي بتفحُّص كيفية تعاملك مع التوتر ومعالجتك له".

إقرأ أيضاً: 3 أنواع من التوتر وطرق التعامل مع كل نوع

في الختام، تعريف توضيحي:

الدعم الاجتماعي: هو المُساعدة التي تتلقاها من الآخرين في حياتك؛ إذ تكوِّن عائلتُك وأصدقاؤك وأقرانُك وغيرُهم من الأشخاص الذين يهتمُّون لأمرك ويحبُّونك نظامَاً أو شبكة الدعم الاجتماعي الخاصة بك.




مقالات مرتبطة