5 استراتيجيات للتغلُّب على التوتُّر عندما تُجهدك الحياة

لا بدَّ أنَّك مُرهقٌ الآن، تشعر كأنَّك تركض في كلِّ اتجاه، وعندما ترقد في السرير ليلاً تتساءل لماذا لا تستطيع اليوم، لا تستطيع إيجاد أي وقت لنفسك، وغالباً ما تتخلى عمَّا تبقَّى لديك من طاقة للشخص التالي الذي يطلب بعضاً من وقتك الثمين.



لا يمكنك التعامُل مع كلِّ هذا التوتُّر، ولا يسعك إلَّا أن تتساءل هل ستكون الحياة على هذا النحو دائماً؟ أنت تعلم أنَّك لن تستطيع الاستمرار على هذا النحو لفترة أطول، ويجب أن تغيِّر شيئاً ما.

ألقِ نظرةً على هذه الاستراتيجيات الخمس للتخلُّص من التوتُّر عندما تملأ الفوضى حياتك:

1. الموافقة أكثر:

لقد سمعت هذه النصيحة سابقاً، فلمَ تفعل ذلك؟ مع أنَّ الرفض أحياناً يكون أكثر إرهاقاً من الموافقة؛ إذ يمكن لفكرة رفض طلب شخص ما أن تثير فيك كلَّ أنواع المشاعر غير المريحة، خاصَّة عندما تشعر بالتوتُّر والضعف، فأنت لا تريد الإساءة إلى أي شخص، ولا تريد أيضاً تخريب علاقاتك، فلقد ساعدك هؤلاء الأشخاص في الماضي، فلماذا لا ترد الجميل؟

يجب عليك خلال أوقات التوتُّر المتزايد أن توافق على طلبات الآخرين، لكن ضمن حدود، تستطيع أن تقول: "نعم، بالتأكيد، يمكنني مساعدتك فيما تريد، ولكن لديَّ نصف ساعة فقط من الوقت".

حينما تقبل وتضع حدَّاً زمنيَّاً، تظل مُتحكِّماً في وقتك، وبذلك لا تظل متاحاً لأي شخص قد يظن أنَّ لديك كثيراً من الوقت.

شاهد بالفيديو: 8 طرق للتخلص من التوتر

2. عدم التأمُّل:

يجب أن تتوقف عن التأمُّل تماماً عندما تكون الحياة أكثر إرهاقاً من المعتاد؛ إذ إنَّك بإجبار نفسك على التأمُّل تزيد من توتُّرك؛ لذا حين لا يجدي التأمُّل نفعاً، تخلَّ عنه، واضبط أنفاسك، ومارس اليقظة الذهنية في أثناء تأدية نشاطاتك اليومية، ففعل ذلك لبضع دقائق لعدة مرات على مدار اليوم أفضل بكثير من الجلوس لجلسة تأمُّل طويلة.

3. النهوض مبكِّراً من السرير:

إن كنت تعيش في منزلٍ يعج بالفوضى، فليس جيداً أن تبدأ اليوم بالشعور بالتوتُّر؛ لأنَّ ذلك يعكِّر مزاجك لبقية اليوم، ويجعلك تشعر بالقلق حتى وقت النوم، فبدلاً من الاستيقاظ في نفس الوقت مثل أي شخص آخر، استيقظ مُبكراً، وخصِّص الوقت لنفسك، قد يكون هذا وقتاً قيِّماً لكتابة اليوميات، أو إعداد قائمة مهام، أو التزام الصمت، ستبدأ يومك أكثر هدوءاً واستعداداً للتعامل مع أولوياتك.

4. تخصيص وقت للجلوس بصمتٍ وحدك:

إن كنت تعيش في بيئة مزدحمةٍ وأحياناً صاخبة، ففكِّر في تخصيص نصف ساعة من الوقت للجلوس بصمتٍ وحدك في روتينك اليومي؛ إذ يمكن للصمت أن يفعل المعجزات للحدِّ من مستويات التوتُّر، وقد خلصت الدراسات البحثية إلى أنَّ التعرُّض المستمر للأصوات يزيد من مستويات التوتُّر بصورة كبيرة، فيمكنكم في المنزل أخذ قرار أن تخصِّصوا ثلاثين دقيقة للجلوس بصمت كلَّ مساء.

هذا لا يعني أنَّه عليكم الجلوس والتحديق في بعضكم بعضاً وخنق الضحكات الساذجة؛ وإنَّما استثمار الوقت استثماراً مُنتجاً، فيمكن للأطفال إمَّا قراءة كتابٍ، أو الرسم قليلاً، في حين يمكن للبالغين في أسرتك الجلوس مع بعضهم بعضاً، أو القراءة، أو إغلاق العينين والاستمتاع باللحظة.

إقرأ أيضاً: هل الزواج عامل وقاية من الوحدة؟ وكيف يمكن أن تستمتع بوحدتك؟

5. عدم إجهاد نفسك:

الزمن لا يتوقَّف، ولن يدوم موقفٌ إلى الأبد، كلُّ شيءٍ مؤقَّت؛ لذا تخلَّص من الإحباط، وركِّز اهتمامك بصدق على المشاعر التي تُحِس بها والمواقف التي تعيشها، وبدلاً من التأثُّر بعواطفك، توقَّف وخُذ بعض الوقت لمراقبتها، حوِّل الضغط لأداة تستثمرها لمصلحتك.

عندما تتقبَّل أنَّك لا تستطيع تغيير الظروف حين تعيش فترةً زمنيةً مُرهقة، فأنت لا تتعامل معها بأسلوب أفضل فحسب؛ بل ستشعر بتحسُّن، فعندما تقبل أنَّه لا يمكنك التحكُّم بكلِّ ما يدور من حولك، تبدأ في رؤية الأمر من منظور مختلف، وتتغيَّر مشاعرك حياله، وفي النهاية تتحرَّر منه، فيمكنك قضاء الأوقات العصيبة دون أن تتأثَّر بها، لكنَّ الأمر يتطلَّب بعض التدريب.

لا شكَّ في أنَّ الإجهاد يمتصُّ طاقتنا؛ إذ إنَّه أمرٌ مربك ومُستنزِف حين تتوه بين مسؤولياتك، وتشعر أنَّك تعيش بلا هدف، يجب عليك الآن أن تغيِّر ذلك، يمكنك إنهاء هذه الدوامة من الفوضى والبدء في عيش الحياة الهادئة التي تريدها.

إقرأ أيضاً: 3 خطوات كفيلة بالقضاء على الإجهاد

في الختام:

ما عليك سوى اختيار إحدى الاستراتيجيات المذكورة آنفاً وتجربتها لمدة أسبوع ومعرفة ما تشعر به، ثمَّ أضِف واحدة أُخرى، ومع مرور الوقت، ستبدأ في ملاحظة مدى شعورك بالحرية والسعادة، لكنَّك وحدك من يستطيع تغيير ذلك.




مقالات مرتبطة