5 اختراعات غيرت شكل العالم خلال الـ 50 سنة الماضية

"فريمان دايسون" (Freeman Dyson) هو عالم فيزياءٍ ورياضيات دَرَسَ في جامعة كامبريدج ودرَّس لأكثر من أربعين عاماً في "معهد برينستون للدراسات المتقدِّمة" (Princeton's Institute for Advanced Study). ففي خمسينيات القرن الماضي قدَّم " فريمان" المساعدة في العمل على صنع سفينة فضاء تعمل بقوة القنبلة النووية والتي كان الهدف من صنعها السفر إلى المريخ. أمَّا "أيستر" (Esther) ابنة "دايسون" فهي مستثمرةٌ، وكاتبةٌ في مجال الأعمال، ورائدة فضاء مُدرَّبة، وتشغل حالياً منصباً في مجلس إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية والتي تدعى "آندمي23" 23) andMe). تحدَّث كلٌّ من الأب وابنته في لقاءٍ عقداه في مدينة نيويورك عن الاختراعات الأكثر أهمية خلال الخمسين سنة الماضية وعن بعض ما ينتظرنا من اختراعات خلال الخمسين سنة الآتية أيضاً:



1- الهواتف الخليوية:

من الصعب أن يغفل أحدٌ عن التأثير الذي أحدثته أجهزة الهاتف بغض النظر عن إيجابية هذا التأثير أو سلبيته. فقد أضحى التواصل الفوري منتشراً ومُعتاداً بشكلٍ واسعٍ بين الأفراد وفي الشركات إلى درجة أنَّنا نسينا أنَّ هذه الهواتف لم تكن منتشرةً قبل 10 أو 15 سنة مضت، وهذه المدةٌ لا تشكل سوى نقطةٍ في بحر التاريخ البشري. يقول "فريمان": " لقد كانت الطبول الأفريقية حتى وقتٍ قريب أكثر أشكال التواصل انتشاراً".

2- اختبار الحمض النووي:

يقول "فريمان": "لقد منحتنا القدرةُ على قراءة الشيفرات الوراثية وكتابتها فهماً أعمق لهوياتنا البيولوجية، وأدَّت إلى اكتشافاتٍ غير مسبوقة في مجال الصحة". لقد أصبحنا الآن أكثر قدرةً على التحكُّم بالأمراض والوقاية منها كأمراض القلب، والسرطان، والسكري. كما يشير "فريمان" إلى أنَّ لذلك أيضاً فوائد كبيرةً مرتبطةً بفرض القانون والأنظمة القانونية، بالإضافة إلى المساعدة على الكشف عن الجرائم، وإدانة المجرمين، وتخليص الأبرياء من السجن كما حصل في 337 حالة وقعت في الولايات المتحدة منذ عام 1989 وكلُّ الفضل يعود طبعاً لاختبارات الحمض النووي.

3- الطباعة ثلاثية الأبعاد:

تقول "أيستر" أنَّ هذه العملية المعروفة أيضاً باسم "التصنيع الإضافي" لا تزال في مراحلها الأولى، ولكن سيكون لها تأثيرٌ كبيرٌ في المستقبل، حيث ستختفي خطوط التجميع والإنتاج، ولن يكون ثمَّة حاجةٌ بعد ذلك للانتظار طويلاً من أجل الحصول على المنتجات، ولن يكون ثمَّة ما يستدعي وجود مرافق كبيرةٍ للتخزين. حيث تقول " أيستر": "في إمكاننا الآن إنتاج الأشياء ضمن حيزٍ صغير، وهي الأشياء نفسها التي كنا نحتاج في السابق إلى مستودعاتٍ كبيرة لتخزينها". لقد أصبح في إمكاننا صناعة الأدوات والمعدات من دون الحاجة إلى الحصول على مواد التصنيع من مصادر متنوعة، وأفضل مثالٍ على ذلك الأجزاء الطبية التي ساهمت في تغيير حياة البشر كالأطراف الصناعية.

4- اقتصاد الطلب:

لقد غيَّر اقتصاد الطلب مفهوم الاستهلاك بشكلٍ كامل. فقد أصبح في إمكان المستهلكين الحصول على منتجاتهم أو خدماتهم بشكلٍ فوري وأصبح في الإمكان الحصول على الخدمات لوجستية في وقتٍ قياسي. فقد أشارت "أيستر" إلى أنَّ شركة "أوبر" (Uber) كانت الشركة التي أحدثت الكثير من التغييرات في هذه المجال – ولكن هذا لا يعني أنَّها هي من اخترعت هذا النظام. تقول "أيستر": "إنَّ الأمر أشبه بوجود أشخاصٍ مهمتهم جزُّ عشب حديقتك نيابةً عنك". ما يضفي الأهمية على عمل شركة التوصيلات هذه هو انتشارها الواسع، واحتمال أنَّه قد سبق لنا جميعاً وأن تفاعلنا مع أحد سائقيها في بعض الأحيان. وتضيف: "لقد بدأنا بمعرفتهم بشكلٍ أكبر لأنَّنا جلسنا معهم وتحدثنا إليهم".

5- الغابات المُعدَّلة وراثياً:

يُعَدّ هذا الاختراع من أهم الاختراعات التي توشك على الظهور. حيث يجري العلماء تعديلاتٍ وراثيةً على الأشجار منذ ثمانينيات القرن الماضي،  ولكن التقدُّم في هذه المجال كان بطيئاً بسبب البيروقراطية الإدارية. حيث يتوقّع فريمان أن تملأ الغابات المُعدَّلة بيولوجياً العالم في يومٍ من الأيام. وسيجري تعديل الحمض النووي لبعض الأشجار لتكون أكثر إنتاجيةً في عملية تحويلها إلى أوراق – حيث تتطلب هذه العملية عادةً أكثر من مئتي مركبٍ كيميائي. كما سيعني الانخفاض في عدد الأشجار المقطوعة انخفاضاً في التأثيرات السلبية على النباتات والحيوانات التي تعتمد على هذه الأشجار. ويقول "فريمان" أيضاً أنَّه من الممكن أيضاً أن يجري حقن هذه الأشجار بالوقود الكربوني لمساعدتها بشكلٍ أسرع على تحويل ثنائي أكسيد الكربون إلى أوكسجين، وهذا سيؤدي بدوره إلى تخفيف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري.

المصدر: هنا




مقالات مرتبطة