5 أنواع من الموظفين المثيرين للمشاكل وطرق التعامل معهم

في معظم أماكن العمل لا بُدَّ من ظهور موظفين مثيرين للمشاكل، وفي بعض الأحيان تكون المشاكل التي يثيرها هؤلاء واضحةً مثل تلك المُتعلقة بالحضور أو مثل الإخفاق في تحقيق النتائج المُتوقَّعة، وفي أحيانٍ أخرى تخفي أماكن العمل مشاكل قد لا تدرك فوراً أسبابها.



إذا كنت رائد أعمالٍ كثير المشاغل، أنت في حاجةٍ إلى الحرص على أن يفهم كلّ موظفٍ جديد السلوكات التي تأمل بأنَّ يمارسها الموظفون في مكان العمل وأن تُغرس تلك السلوكات في ذهنه. في بعض الأحيان أنت في حاجةٍ إلى التحلّي بالصبر إذا كان ثمَّة موظفٌ يمارس سلوكاً غير منتجٍ في العمل وكان سبب ذلك السلوك مشاكل يعانيها في المنزل. في حالاتٍ أخرى تكون المشاكل مُنفِّرةً ومُقلقةً إلى حدٍّ كبير، في هذه الحالة يحتاج ربّ العمل إلى التحرّك تحركاً سريعاً وفعالاً لتجنَّب أيَّة خسائر كبيرة. إليك خمسة أنواع من الموظفين المثيرين للمشاكل وطرق التعامل معهم:

1- الموظفون غير الملائمون:

اعتقدت "بيبي جينيليات" المديرة التنفيذية لإحدى المنظمات في سان فرانسيسكو أنَّ الموظف الذي عيَّنَته سيُكتَب له النجاح، بيد أنَّها رأت أنَّ الموظف الجديد بعيدٌ كلّ البعد عن إتقان مهارات خدمة العملاء. تقول "جينيليات": "لقد كان يقول دائماً إنَّ الإمور "رائعة" و"ممتازة تماماً" وكان يستخدم كلمات "الإعجاب" بين الكلمة والأخرى حتى حينما يكرر كلامه نفسه وقد ترك هذا انطباعاً سيِّئاً لدى الموظفين".

كانت الشركة التي تديرها "جينيليات" في حاجةٍ إلى مجموعةٍ من المهارات المعقّدة التي يستطيع صاحبها استعمالها في اللحظة التي تدعو فيها الحاجة إلى ذلك. يُعَدُّ اكتشاف هذه القدرة على المناورة بشكلٍ بارعٍ في أثناء العمل خلال الساعة الأولى أو في أثناء المقابلة أمراً صعباً في بعض الأحيان.

تتفق "جينيليات" مع الموظفين الجديدين الآن على خوض فترة تجريبية تمتد ثلاثة شهور قبل تحديد إذا ما كانت ستُعيِّنهم لديها بشكلٍ دائمٍ أم لا، ووضعت أيضاً سياسة تدريب الغرض منها تجريب الموظفين قبل ضمِّهم إلى فريق العمل.

يجب على المديرين أن يحرصوا على توضيح توقعاتهم من خلال وضع سياساتٍ مكتوبة وإجراء مراجعات أداء.

إقرأ أيضاً: كيف أنجح في إيضاح أهميَّة التعليم والتدريب ضمن شركتي؟

2- الموظفون الذين يُكثِرون التغيُّب عن العمل:

يتزامن السلوك المثير للمشاكل في بعض الأحيان مع مشاكل يعانيها الموظف في حياته الشخصية، فمثلاً بعد عدة شهور من منح "إريك زوكرمان" رئيس شركة (Pac Team America) البالغ من العمر 30 عاماً موظفاً جديداً إجازةً للتعافي من إصاباتٍ تعرَّض لها نتيجة حادث سيارة، بدأ الموظف يصل متأخراً إلى عمله ويغادره باكراً وكان في بعض الأحيان يتسلّل هارباً في منتصف النهار من أجل أن يأخذ قيلولةً طويلة. بعد إخفاق محاولات مناقشة المشكلة للعثور على حلٍّ لها عدّة مرات اضطرَّ إلى طرده من العمل في نهاية المطاف.

قد يكون الغياب المتكرر دليلاً يشير إلى وجود عددٍ كبيرٍ من المشاكل منها مشاكل منزلية أو أخرى لها علاقة بعدم إحساس الموظف بالرضا عن العمل. تحدَّث سرَّاً إلى الموظف لتعرف إذا ما كان يعاني مشاكل شخصيةً عصيبة أو يواجه تغيراً في حياته مثل انهيار علاقةٍ أو تدهور صحة أحد أبويه المريضين، وعبِّر له عن تعاطفك معه. ربما تستطيع إرسال الموظف إلى برنامج مساعدة الموظفين إذا كانت خطة التأمين الصحي في شركتك توفر برنامجاً كهذا. أو في إمكانك أن تطلب من إحدى الجهات المُختصة بتقديم برامج دعم الموظفين تقديمَ برنامجٍ في شركتك، إذ قد يقدم مُزوِّدو خدمة الموظفين خدماتٍ استشارية عبر الهاتف مقابل 18 دولاراً في العام فقط.

تذكَّر إذا كان الموظفون أو أحد أفراد أسرتهم يعانون من مشاكل صحية ربما يستحقون الحصول على نوعٍ معينٍ من الإجازات بحسب الحالة ووضع مكان العمل.

إذا لم تكتشف من خلال الحديث مع الموظف السبب الذي يقف خلف عدم شعوره بالرضا عن الشركة فكر فيما إذا كان السبب في ذلك هو إحدى الإجراءات المُتَّبعة في العمل التي يمكن تحسينها بعض الشيء، إذ ربما لم تكن سياسة منح الإجازات واضحةً بالنسبة إليه وقد بدأ يشعر بالاستياء مع اقتراب الصيف. لكن إذا تبيَّن من خلال الحوار أنَّ لديه إحساساً عميقاً بعدم الرضا قد يكون الموظف في حاجةٍ إلى التفكير في تعديل سلوكه أو فيما إذا كان العمل مناسباً له. ربما يجب عليك أن تُذكِّر الموظف أنَّ حالات التغيب المُتكرِّرة وغير المُبرَّرة ستُعامَل وفقاً للسياسات التأديبية المُتَّبعة في الشركة.

3- الموظفون الذين لا ينصاعون للقوانين:

كان راندي البالغ من العمر 46 عاماً يعتقد بأنَّه الموظف الجديد الذي عيَّنه يناسب الشركة المفعمة بالطاقة وذات الثقافة المنفتحة، بيد أنَّ الموظف سرعان ما تجاهل سياسة الشركة والإجراءات المُتَّبعة فيها. وجد راندي نفسه يصحح السلوكات التي يمارسها مندوب المبيعات الشاب بشكلٍ مستمر حتى لا يُنفِّر الزبائن. يقول راندي: "لقد كان يحقق للشركة الكثير من الأرباح المالية لكنَّه كان مثيراً للمشاكل". يتابع راندي: "إنَّه خلال الـ 21 سنة الماضية عمل لديه موظفون خرقوا قوانين الشركة بما فيها احتساء الكحول خلال العمل".

يتَّبع راندي الآن سياسةً أسماها سياسة "التسريح السريع" حينما يرى موظفاً غير مستعدٍّ لاتِّباع القوانين. من الناحية القانونية يُعَدُّ رب العمل مسؤولاً عن التصرفات المتهورة التي يُقدِم عليها الموظف في أثناء العمل مثل التهور في أثناء القيادة أو احتساء الكحول في أثناء العمل. لذلك إذا علمت أنَّ موظفاً يتصرف بطريقةٍ يمكن أن تعرض الآخرين للخطر ادرس الحالة فوراً وافرض إجراءاتٍ تأديبيةً إذا كان ذلك مناسباً.

4- الموظفون الذين يُكثِرون انتقاد الشركة:

الموظفون الذين ينتقدون الشركة وقيادتها أمام زملائهم الموظفين وحتى أمام الزبائن يمكنهم أن يدمِّروا المعنويات، وجد راندي أحد هؤلاء الموظفين ضمن طاقم العمل بعد أن علم بأمر ذلك "المتمرد" من الموظفين الآخرين. غادر الشخص الشركة في نهاية المطاف لكنَّ راندي قال إنَّه لن يكون متسامحاً مثلما كان بعد الآن، إذ إنَّ شخصاً مثل هذا يمكنه حقَّاً أن يُدمِّر المعنويات.

يقترح الخبراء إجراء حوارٍ صادقٍ مع الموظف السلبي وتجنُّب الحديث عن الصفات الشخصية مثل القول "أنت مستهترٌ وسلبي". عوضاً عن ذلك اذكر المشكلة ثمَّ بيِّن له لماذا يجب عليه أن يَحُلَّها، قُل مثلاً: "أنت تشتكي من الزبائن ومسؤوليات العمل. إذا كنت تواجه مشكلةً مع عملك أو زملائك اتَّبع السياسات المَعمول بها لدينا لحلّ هذه المشكلات".

يمكن للموظفين المستائين الذين ينتقدون الشركة وقيادتها أمام الموظفين وحتى أمام الزبائن أن يلحقوا الضرر بالشركة. قد ترتكب أيَّة شركةٍ صغيرة أخطاءً -هي جزءٌ من العقبات التي تمر بها الشركات في أثناء نموها- يراها الموظفون الذين يعملون داخل الشركة بشكلٍ أوضح من غيرهم، لكنَّ إكثار الموظفين من التذمُّر أمام الناس يجب عليه أن يتوقف.

إقرأ أيضاً: 7 صفات يشترك فيها الموظفون الفاشلون

5- الموظفون السارقون:

على الرغم من الاهتمام الذي يُبدونه أثناء مقابلة العمل إلَّا أنَّ أرباب العمل يكتشفون بين الفينة والأخرى أنَّ الموظفين يمارسون أنشطةً غير قانونية. تتذكر "فوندا" البالغة من العمر 46 عاماً مشاعر القلق التي أثارها في نفسها أحد الموظفين. كان يمارس سلوكاً سلبيَّاً ويبدو من خلال تعامله معها يوميَّاً أنَّه غير ودود. اكتشفت "فوندا" في النهاية أنَّه نسخ قاعدة بيانات الشركة وكان يحاول مساعدة صديقه في إطلاق شركةٍ منافِسة.

سواءً سُرِقَت البضائع، أم سُرِق المال، أم سُرِقَت المعلومات في إمكان السرقة أن تهدد أرباح الشركة. تعامَل مع حالات السرقة التي يقوم بها الموظفون مثلما تُعامَل في الروايات البوليسية؛ حيث يشير الدليل إلى وجود مشكلةٍ بينما تبقى الحاجة إلى العثور على الجاني قائمة. ربما تكون في حاجةٍ إلى الإشراف على الموظفين عن كثب أو تركيب أنظمة حمايةٍ لمنع السرقة. استعملَت "فوندا" برنامجاً يمنع الموظفين من نسخ الملفات الضخمة أو المتنوعة. إذا كان حجم المعلومات التي استولى عليها الموظف كبيرٌ قد يكون من المنطقيّ أن تتحدّث مع محامٍ أو شخصٍ متخصص في استرجاع المعلومات المفقودة لتحديد الاستراتيجية التي ستتَّبعها.

يُعَدّ التواصل الواضح والمباشر بشكلٍ عام مفتاح التعامل مع الموظفين المثيرين للمشاكل. حينما تكتشف مشكلةً ما من المهمّ جدَّاً أن تُبادِر إلى حلِّها عوضاً عن تركها تتفاقم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة