5 أمور عليك إتقانها

"يجب أن تعدني بأنَّك ستعيش الحياة وتحبها حبَّاً يجعل الدموع تنهمر من عينيك، وأنَّك ستفعل كل يوم شيئاً يحرك عاطفتك، وأنَّك ستتقن ما يهم حقاً"، هذا ما قالته لي جدتي قبل بضعة أيام من وفاتها فقط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويحدِّثنا فيه عن بضعة أمور علينا إتقانها.

مع أنَّها لم توضح أبداً على وجه التحديد، ما أرادت مني إتقانه، إلا أنَّ هذه النصيحة ظلت عالقةً دوماً في ذهني، وعلى مر السنين تعلَّمت أنَّه علينا إتقان على الأقل ما يأتي:

1. التصرف على سجيتك:

إنَّ تقليد الآخرين يمنعك من عيش الحياة بحق، ويبدو الأمر كما لو أنَّك لم تكن موجوداً من الأساس؛ لذا من الآن فصاعداً، تجاهل ما يفعله الآخرون، وتجاهل ما تعتقد أنَّهم يريدونك أن تكون، وعش هويتك المتفردة، ودع هويتك الحقيقية، وما تؤمن به يتجلَّى في كل كلمة تنطق بها، وكل حركة تقوم بها.

ابحث عن الأشخاص الذين تحبهم حقاً، بدلاً ممن تريد أن يحبوك، واخرج للتنزه مع الأشخاص الذين تعتقد أنَّهم رائعون، بدلاً من أولئك الذين ترغب في عدهم رائعين، وتعرَّف إلى الناس بسرد قصصك الحقيقية والاستماع إلى قصصهم، وافعل فقط ما يهمك حقاً، وليس ما تعتقد أنَّه يجعلك تبدو مثيراً للاهتمام لشخص آخر.

إقرأ أيضاً: كن على طبيعتك ولا تهدف إلى المثالية

2. العيش بالحب:

كل فكرة وكلمة وفعل بشري نابع عن الخوف أو الحب؛ فالخوف دافع داخلي يضيِّق على نفسك، ويعزلك عن المحيط، وله القدرة على إحباطك، والتراكم رويداً في داخلك، وإعاقة تقدمك وإيذائك؛ لذا العيش في خوف دائم يحرمك متعة الحياة.

بينما الحب من ناحية أخرى، فهو طاقة داخلية متعاظمة، توسِّع آفاقك، وتدفعك إلى مشاركتها مع الآخرين، ولها القدرة على شفائك من أيَّة أذيَّة؛ لذا العيش بدافع الحب يشجعك على المغامرة وخوض تجارب الحياة بشغف ومرونة.

الحب مخاطرة غير مضمونة تتطلب الشجاعة؛ لذا لا يناسب القلوب الضعيفة، والأهم أن تعلم أنَّ الحب والخوف لا يتوافقان؛ فالحب يعني أن تعيش غمار الحياة دون الخوف من أن يُكسر قلبك؛ إذ يحمل المستقبل ما هو أفضل بكثير من أي شيء تركته في الماضي.

3. التعلم من الأخطاء:

الأخطاء جزء من المسار الطبيعي للحياة؛ فالجميع يرتكب الأخطاء، وأنت لست محصناً ضد ذلك، والسؤال الوحيد هو: هل تريد من أخطائك أن تساعدك أو تؤذيك؟ هذا القرار أحد العوامل الأساسية التي تحدد شخصيتك.

إذا كنت تكذب بشأن ارتكاب خطأ، فلن تتمكن من تصحيحه وسوف يتفاقم حتماً، ومن ناحية أخرى إذا استسلمت لمجرد أنَّك ارتكبت خطأ، وإن كان خطأ كبيراً، فلن تصل أبداً لأي مكان يستحق الذهاب إليه في الحياة.

يتعلم الأشخاص الناجحون من أخطائهم، وبذلك يصبح الخطأ المادة الخام للنجاحات المستقبلية جميعها، والفشل ليس جريمة؛ بل ألا تتعلم من الفشل، وفي نهاية المطاف الأخطاء هي الثمن الذي تدفعه مقابل حياة كاملة ومجزية.

شاهد بالفيديو: 8 أسباب تجعلك فخوراً بارتكاب الأخطاء

4. تجاوز الماضي:

التدرب على الغفران أهم ما يمكنك فعله لشفاء عالمك، والغفران لا يعني أنَّك تمحو ذكريات الماضي، أو تنسى ما حدث؛ بل يعني أنَّك تتخلى عن الاستياء والألم منه، بدلاً من ذلك تختار التعلُّم مما حدث والمُضي قُدماً في حياتك.

عليك أن تغفر، ليس عليك أن ترضى بما حدث، وليس عليك أن تقدِّر الذكريات، وليس عليك التمسك بالأشخاص والظروف المعنيَّة، لكن عليك أن تسامحهم، وتتخلى عنهم، وتتعايش مع ماضيك بسلام وتمضي قُدماً في حاضرك؛ لأنَّه إذا لم تقم بذلك، فأنت تحمل عبء الماضي على ظهرك، الأمر الذي يثقل كاهلك بعيداً عن أيَّة راحة. 

5. صنعُ سعادتك بنفسك:

كما قال يوماً الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكون" (Abraham Lincoln): "نحن سعداء بالقَدْر الذي نقرره".

السعادة ثمرة خياراتك ومجهودك الشخصي، إنَّك تقاتل لأجل السعادة وتتوق لها، فتغيِّر مجال عملك، تبني علاقات مع الآخرين، وفي بعض الأحيان تغيِّر أسلوب حياتك بالكامل في رحلتك لاكتشاف السعادة، فلماذا؟

لأنَّك تؤدي دوراً أساسياً في خلق أوجه السعادة والحظ الجيد؛ فهي ليست أوجه مسبقة الصنع تحصل عليها؛ بل توجدها بنفسك

المضحك في الأمر أنَّ جزءاً كبيراً من دورك هذا هو ببساطة فعل ما بوسعك، والإيمان بأنَّ الأمور ستجري كما هو مقدَّر لها، دون أن تحاول السيطرة على كل ما ستؤول له.

إقرأ أيضاً: كيف تحصل على السعادة في حياتك؟

في الختام:

بدلاً من أن تتوقع الحصول على كل ما تريد، عليك الاستمتاع بالرحلة استمتاعاً كافياً كي تسعد بكل ما تحصل عليه، وستجد في هذا الإيمان حريةً تجلب معها سعادةً تصبح قريباً أكبر من سعادتك بالنتيجة ذاتها.




مقالات مرتبطة