5 أفكار للشعور بالتفاؤل

يُعدُّ "روتغير بريغمان" أحد أبرز المفكرين الشباب في أوروبا، وهو مؤرِّخ وكاتب لموقع الأخبار "ذا كوريسبوندنت"، حصلَت محاضرته في أثناء سلسلة المؤتمرات "تيد" (TED) عن الفقر على أكثر من أربعة ملايين مشاهدة، ووصل كتابه الأخير "يوتوبيا الواقعيين" (Utopia for Realists) إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" وتُرجِم إلى 32 لغة؛ يشارك روتغير هناك 5 أفكار رئيسة من كتابه الجديد "الإنسانية: تاريخ مُتفائل" (Humankind: A Hopeful History).



1. معظم الناس طيبون في جوهرهم:

إذا كنت تتابع الأخبار، فأنت ترى دائماً مقداراً كبيراً من الفساد والعنف والإرهاب، لكنَّ الأخبار تتحدَّث عن وقائع استثنائية في سلوك البشر؛ في الحقيقة كانت وجهة نظر العلماء عن الطبيعة الإنسانية خلال آخر 15 إلى 20 سنة تتجه بعيداً عن التشاؤم ونحو نظرة متفائلة.

الإيمان بخير البشرية هو حركة راديكالية تقلب المفاهيم؛ وذلك لأنَّ أولئك الذين يتحكَّمون بالقرارات كانوا يستغلون وجهة النظر المتشائمة للطبيعة البشرية لتبرير سلطتهم، ففي النهاية، إن لم نكن قادرين على الوثوق ببعضنا، إذاً نحن بحاجة إلى الحُكَّام والمديرين التنفيذيين والقادة العسكريين، لكن لو كان معظم الناس طيبين فسنحدث ثورة مجتمعية تقودنا إلى عالم ديمقراطي يتسم بالمساواة فعلاً.

إقرأ أيضاً: 9 طرق عملية لتصبح أكثر تفاؤلاً في حياتك اليومية

2. الإنسان ودود بطبيعته:

يتحدث علماء الأحياء عن أنَّ البقاء للألطف؛ مما يعني أنَّه على مدى آلاف السنين، الأكثر لطفاً هم من أنجبوا أكبر عدد من الأطفال، ومن ثمَّ كانت لديهم أفضل فرصة لنقل جيناتهم إلى الجيل التالي، والمصطلح العلمي لذلك هو "التدجين الذاتي" (self-domestication)، وهناك صفات محددة مرتبطة بالتدجين، على سبيل المثال، تكون عظام الأنواع المُدجَّنة أرق وأدمغتها أصغر، وتبدو أشكالها ألطف وتصرفاتها أود عموماً، وقد لا يبدو هذا مفيداً من الناحية التطوُّرية، لكنَّ لطافتنا وقدرتنا على التعاون هما السبب في قدرتنا على التعاون لبناء الأهرامات والكاتدرائيات وسفن الفضاء وغيرها.

إقرأ أيضاً: كيف تكسب قلوب الناس في 26 خطوة

3. العنف ليس طبيعة متأصِّلة في البشر:

إذا شاهدت الكثير من أفلام هوليوود، فمن السهل أن تترك لديك انطباعاً بأنَّ في أعماق كل شخص هناك وحش أو حيوان همجي، لكن عند النظر إلى سيكولوجية العنف، يتبين أنَّنا في الواقع نجد ممارسة أعمال العنف أمراً صعباً للغاية، ففي الواقع، تُظهِر الدراسات عن الحروب أنَّ الجنود غالباً لا يطلقون نيران أسلحتهم؛ وذلك لأنَّهم ببساطة لا يستطيعون فعل ذلك، وأولئك الذين يقتُلون يصابون بصدمة بسبب ذلك غالباً، ويشير هذا إلى أنَّه على الرغم من كوننا أحياناً أحد أقسى الكائنات على وجه الأرض، إِلاَّ أنَّ العنف ليس في طبيعتنا.

4. الفرضيات تتحقَّق:

هناك بعض الأفكار التي تصبح حقيقة حين نصدقها، على سبيل المثال، إذا افترضنا أنَّ معظم الناس أنانيون، فنحن نبني مجتمعنا ليتمحور حول هذه الفكرة مما يدفعنا إلى التصرف بناءً على أسوأ صفاتنا، لكن إذا افترضنا أنَّ معظم الناس طيبون، سنتمكَّن من تكوين مؤسسات مجتمعية مختلفة تماماً.

على سبيل المثال، تتألف منظمة الرعاية الصحية الهولندية "بورتزورج" (Buurtzorg) من فِرق ذاتية التوجيه تتألف الواحدة من 12 إلى 30 ممرض، ولا تحتوي مديرين إطلاقاً؛ حيث يقرر كل فريق بنفسه من يريدون العمل معهم كزملاء ونوع التعليم الإضافي الذي يحتاجون إليه وغيرها من الأمور، وقد يبدو ذلك حالماً، لكنَّهم في الحقيقة منظمة الرعاية الصحية الأكثر فاعلية في هولندا.

إقرأ أيضاً: تقبل ذاتك: 7 فوائد تجنيها كونك حسن النية

5. حُسن النية:

من السهل أن تعامِل الآخرين بريبة، ولكن إذا كنت في شك من أمرك، فافترض حسن النية، وستكون على حق في معظم الأوقات حين تفعل ذلك لأنَّ معظم الناس أخيار ويمكن الوثوق بهم، وهذا هو تماماً سبب نجاح مجتمعنا، لكن إذا شككنا في جميع مَن حولنا طوال الوقت، فسنضطر إلى إبرام عقود حتى في أصغر المعاملات ولن نتمكَّن من إنجاز أي شيء على الإطلاق.

لذا، إذا لم تتعرَّض للخداع من قبل، فربما يجب أن تسأل نفسك ما إذا كنت تتعامل بثقة في الحياة عموماً، وإذا تعرَّضتَ للخداع فلا تخجل بل كن فخوراً، فهذا الموقف هو سبب نجاح المجتمعات.

المصدر




مقالات مرتبطة