5 أفكار للتعافي من الحزن الناتج عن وقوع كارثة اقتصادية

الاستقرار المادي يمنح الإنسان السعادة والرفاهية ليفعل ما يريد، ولكن عندما تحدث كارثة اقتصادية كالتي حدثت في الاعوام الخمس الماضية فإن الاستقرار الذي اعتدنا عليه يتخلخل، ونفقد مشاعر الطمأنينة والأمان التي أحاطت مشاريعنا، لذلك عندما نتجاوز هذه المرحلة نسقط في مشاعر الحزن والإحباط، وقد تستمر معانتنا مع البطالة والفقر بسبب هذه الحالة من الحزن.



بما أنَّ الوضع الاقتصادي استقر نوعاً ما، فيعني ذلك أنَّ جميعنا تنفَّسنا الصعداء أخيراً، ولكنَّ هذا ليس صحيحاً تماماً، فما يزال كثير من الأشخاص يعانون من الانهيار الاقتصادي الذي حدث خلال السنوات الخمس الماضية، وقد تكون واحداً منهم، فإذا كنت أحد الأشخاص الذين ما زالوا متأثرين بالبطالة، أو حبس الرهن العقاري، أو الديون، أو فقدان مدَّخرات التقاعد، أو أي من موجات الاقتصاد غير المستقرة الأخرى، فدعنا نسألك سؤالاً: "هل تعلم أنَّك ربما تعيش في حالة من الحزن؟"، فربما لم تفكر في مشاعرك بهذه الطريقة، لكن إذا واجهت أياً مما يأتي:

  1. الشعور بالحزن.
  2. الغضب.
  3. الشعور بالذنب أو لوم الذات.
  4. القلق.
  5. الشعور بالوحدة.
  6. الصدمة.
  7. الحنين إلى الماضي.

أو تراودك أنماط التفكير الآتية:

  1. الشك.
  2. الارتباك.
  3. اشتداد الهواجس أو اجترار الأفكار.

أو لديك السلوكات الآتية:

  1. اضطرابات في النوم و/ أو الشهية.
  2. شرود الذهن.
  3. الانطواء.
  4. البكاء.
  5. الأرق.

فيعني ذلك أنَّك تعاني حالةً من الحزن؛ إذ يظنُّ المجتمع أنَّنا نعيش الحزن فقط بعد وفاة أحد أحبائنا، إلا أنَّنا نشعر بالحزن بعد التعرض لأي نوع من الخسارة، ومن ضمنها الخسارة المالية.

مضاعفات الحزن الناتج عن ضائقة مالية:

لماذا لا نعترف بأنَّ ما نشعر به إزاء وضعنا الاقتصادي هو الحزن؟ قد يكون الأمر معقداً؛ إذ لا نعاني من الخسارة المادية فحسب؛ بل قد نكون أيضاً فريسة لواحدة أو أكثر من المضاعفات الآتية:

1. الشعور بالإحراج:

إذا فقدت مدخراتك بسبب عملية نصب، أو أخذت بنصيحة مستشار مالي محتال، فقد يصعب عليك مشاركة قصتك مع الآخرين.

2. فقدان الهوية:

أول سؤال يُطرَح عليك عندما تقابل شخصاً جديداً هو: "ماذا تعمل؟"، فالعمل الذي نقوم به جزء لا يتجزأ من هويتنا، لذلك إذا فقدت وظيفتك، فقد تشعر بفقدان هويتك الآن.

3. الشعور بالتعرُّض للخيانة:

إذا واجهت أزمة مالية بسبب سوء النصائح التي قدمها لك أصحاب الخبرة أو أفراد الأسرة، أو تعرضت لعملية نصب، أو أخبرتك البنوك أنَّها ستمنحك قرضاً ثم نكثت بوعدها، فقد تشعر بالتعرض للخيانة الشديدة في هذه المرحلة.

4. التقليل من أهمية الخسارة:

يقول كثير من الناس في سرهم: "لا ينبغي أن أشعر بهذا السوء؛ فلم يمت أي أحد لأحزن هذا الحزن كله"، ولكنَّك تقلل بذلك من قيمة مشاعرك لمجرد أنَّ أمراً أسوأ كان سيحدث.

5. فكرة أنَّ الخسارة الاقتصادية تعني الفشل الشخصي:

تبدأ بتوبيخ نفسك بلا رحمة على الأخطاء التي ارتكبتها، وتقرر أنَّ ذلك يعني أنَّك شخص فاشل.

6. عدم وجود طقوس اجتماعية لهذا النوع من الخسارة:

عندما يموت شخص ما، نُقِيم طقوساً لوداعه تساعدنا على التكيف مع حقيقة خسارته، مثل إقامة الجنازات والنصب التذكارية وما إلى ذلك، لكن عندما نفقد شيئاً آخر، وخاصةً الأمور المرتبطة بالمال، فلا توجد أيَّة طريقة لتقبُّل الأمر والمضي قدماً في حياتك.

شاهد بالفيديو: 4 أسرار لتجاوز المواقف الصعبة والأيام السيئة:

التعافي من الحزن الناتج عن كارثة اقتصادية:

كيف نُعامِل هذا الحزن الذي نعيشه نتيجة الخسائر الاقتصادية؟ إليك 5 أفكار قد تساعدك على التعافي من الصدمة العاطفية التي تعرَّضت لها، على الرغم من أنَّها لن تعيد لك ما فقدته:

1. تقبُّل الأمر:

حان الوقت لتدرك أنَّ المشاعر التي تجتاحك هي مشاعر حزن؛ فتخيَّل مدى ارتياحك عندما تجد طبيباً يُشخِّص مرضك بدقة بعد أن قابلت أطباء عدة لم يستطيعوا ذلك، فأنت تعرف ما تُعامله الآن، وستتوصل إلى طرائق لإدارته، وينطبق الأمر ذاته على الحزن؛ إذ تساعدك تسمية مشاعرك بدقة على معاملتها واكتشاف طرائق للشفاء، وكذلك يوجد عنصر أساسي آخر للتقبُّل؛ وهو عدم المقاومة، فلا تحارب مشاعرك؛ بل اسمح لنفسك بالشعور بها فحسب، وقدِّرها، واحترمها، واستمر في المضي في حياتك حتى خلال حزنك.

إقرأ أيضاً: 10 استراتيجيات تساعدك في تقبل التغيير في الحياة مهما كان قاسياً

2. رؤية الموقف من منظور مختلف:

عندما تضغط عليك المشكلات المالية، قد يبدو الأمر وكأنَّه أسوأ شيء حدث لك على الإطلاق، وقد يكون الأمر كذلك بالفعل، لكن فكر أيضاً في أسوأ الأمور الأخرى التي حدثت في حياتك، صحيح أنَّها كانت متعِبة، إلا أنَّك تجاوزتها؛ لذا تذكَّر دائماً أنَّك مررت بأوقات عصيبة من قبل.

3. الاستعانة بأحبائك:

على الرغم من شعورك بالإحراج أو عدم الارتياح للحديث عن خسارتك المالية، إلا أنَّنا لا ننصحك بمعاملة وضعك بمفردك؛ لذا اختر شخصاً أو اثنين على الأقل من الأصدقاء أو أفراد العائلة تثق بهم للتحدث معهم، وابدأ حديثك بإخبارهم أنَّه موضوع يصعب عليك التحدث عنه، فمن الضروري أن يكون لديك متنفس لحزنك، ومشاركته مع الآخرين، غالباً ما تكون أفضل طريقة للتغلب عليه، كما قد تشعر بأنَّ خسارتك تحولت إلى "سر عميق ومظلم" إذا احتفظت به لنفسك، وهذا ما سيجعلها تسيطر عليك بدلاً من أن تسيطر أنت عليها؛ لذا عليك الكشف عن السر هذا.

إقرأ أيضاً: لماذا يُقرّبك طلب النصائح من الآخرين؟

4. تعزيز المشاعر الإيجابية:

تشير الأبحاث إلى أنَّ المشاعر الإيجابية تساعدك على الشعور بالتحسن؛ بل تمنحك متنفساً جسدياً وعاطفياً بحيث تحل المشكلات بسهولة، فعندما نشعر بالحزن سواء بسبب فقدان أحد الأحباء أم أي نوع آخر من الخسارة، نحسب أنَّه ليس من المناسب أن نبتسم ونضحك في الوقت الذي "ينبغي" أن نكون فيه حزينين، لكن من الضروري العثور على أمور تعدِّل مزاجك لبعض الوقت، فهذا سيعزز إبداعك، وغالباً ما يكون ضرورياً عند وقوع كارثة اقتصادية؛ لذا شاهد فيلماً مضحكاً، أو اضحك مع الأصدقاء، أو خذ استراحة من حزنك لبعض الوقت.

إقرأ أيضاً: المشاعر السلبية وتأثيرها على حياتنا وطرق التخلص منها

5. البحث عن الجانب المشرق من الأمر:

ابتعد قليلاً عن حزنك وخسارتك، واكتشف ما إذا كان يوجد أي شيء إيجابي في وضعك، فربما أُتيحَت لك فرص جديدة بعد أن فقدت وظيفتك، أو اكتشفت مدى تعاطف أصدقائك ودعمهم لك، أو علَّمت أولادك كيفية معاملة المال والتقشف في حال شحه، أو جعلك الانتقال إلى مكان أصغر تتخلص من الأشياء المادية غير المستخدَمة وغير الضرورية، أو تعلَّمت أن تكون أقوى وأكثر مرونة وإبداعاً مما كنت من قبل، فالجانب المشرق موجود دائماً، وكل ما عليك فعله هو النظر إليه فقط.




مقالات مرتبطة