5 أشياء لا يجب أن تقارنها بغيرك

دائماً ما نقارن أنفسنا بالآخرين، ويعاني معظمنا بسبب ذلك، فنفكر بعملنا؛ ومن ثمَّ بعمل غيرنا، ونقارن منصبنا في العمل بمناصبهم، ونفكر بالمال الذي نملكه، ونقارن ذلك بما يملكه غيرنا؛ فترانا نراقب حياة الآخرين، وننسى أنفسنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "ألدن تان" (Alden Tan)، ويُحدِّثنا فيه عن 5 أمور علينا التوقف عن مقارنتها مع غيرنا.

في مجتمعنا الحديث نشعر بأنَّنا في سباق دائم، وأنَّ بعض الأمور الماديَّة تتحكم في حياتنا، ومن الضروريِّ الحصول على هذه الأمور المادية في الحياة؛ لكنَّ السعي إلى الحصول عليها ومقارنة نفسك بالآخرين لن يعود عليك بالفائدة؛ وهكذا نجد أنفسنا في سباق دائم؛ لكنَّ الحياة ليست سباقاً؛ بل جوهرها إيجاد السعادة الداخلية التي تساعدك على تحقيق هدفك، إنَّ الأمر ليس بهذه السهولة، ولكن يمكنك البدء بالتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين في بعض الأمور.

5 أشياء لا يجب أن تقارنها بغيرك:

إليكَ 5 أمور عليكَ التوقف عن مقارنتها مع غيرك:

1. وضعك الحالي:

إن كنت دائماً تتمنى لو كنت في مكانٍ آخر في اللحظة الراهنة فعليك أن تعلم أنَّ كل ما تقوم به هو مقارنة وضعك الراهن بحالة أخرى ليست في متناول يدك، وإن استمريت في هذه المقارنة ستزيد ضجرك، أو ستشعر بالخوف ممَّا تقوم بفعله الآن؛ إذ عليكَ أن تدرك أنَّ الأمر خارج إرادتك، ولا يوجد ما يمكنك فعله إن كنت ضمن ساعات العمل سوى العمل؛ فمثلاً إن كنت تغسل الأطباق في المنزل فبالتأكيد ستشعر برغبة شديدة في أن تكون في مكانٍ آخر وتقوم بأمرٍ آخر، ولكن لا يوجد أي طائل من التفكير بالأمر، بدلاً من ذلك عِش اللحظة وحاول أن تتوقَّف عن التفكير الزائد بالأمر، وتخلَّص من جميع المشتِّتات وركِّز على إنجاز عملك.

2. المال:

جميعنا نرغب في المال ونحتاج إليه، ومن السهل أن نقارن أنفسنا بمن يملك مزيداً منه؛ لكنَّني سأذكرك مرة أخرى بأمرٍ يتردد على مسمعك كثيراً: "المال لا يشتري السعادة"، فلا يمكن للسلع التي نشتريها أو التجارب التي يمكن خوضها بالمال أن تجلب لنا السعادة، لقد قابلت كثيراً من الأغنياء الذين يشترون كثيراً من الأمور باهظة الثمن فقط لجذب الانتباه؛ وذلك لأنَّهم يحاولون شراء الصداقة الحقيقية، وبالطبع لا يمكن لذلك أن ينجح إطلاقاً.

المال هام بالطبع، ولكن حاول ألَّا تسعى وراءه؛ إذ ستحصل على المال ما دمت سعيداً وتقوم بما تحب؛ لذا قدِّر الأمور الرائعة التي تملكها في حياتك مثل الأصدقاء والعائلة والمنزل الذي تقطن به.

شاهد بالفديو: 8 طرق بسيطة لاكتساب تقدير الذات

3. الوظائف:

نحن نظنُّ أنَّ من يملك وظيفة تدرُّ له كثيراً من المال ولديه مكتب أجمل ورتبة أعلى، هو الشخص الأفضل؛ لكنَّ هذه ليست المعايير التي يجب علينا اتباعها لتقييم جودة الوظيفة، ففي الغالب لديك أصدقاء يعملون في وظيفة ذات أجر عالٍ ولديهم مسؤوليات كبيرة عديدة، ولا بأس في ذلك؛ لكنَّ المشكلة تكمن في اعتقادك بأنَّهم أفضل منك.

لا يجب عليك التفكير على هذا النحو؛ ففي كل مرة أسمع بها عن صديقٍ كذلك أقوم بسؤاله عن عدد ساعات عمله الأسبوعية وإن كان سعيداً بالمجمل أم لا؛ لكنَّ هؤلاء الأشخاص يعملون لساعات طويلة جداً وفي الغالب يكونون منهكين لدرجة لا يملكون القدرة على صرف الأموال التي يقومون بجنيها.

لذا لا يجب عليك أن تشغل تفكيرك بعمل الآخرين ووظيفتهم؛ بل فكر بكيفية إيجاد عمل تشعر بالشغف تجاهه، وستجد المتعة في عملك، وإن كنت لا تستطيع إيجاد وظيفة في المجال الذي تحبه، فيمكنك الحصول على وظيفة ذات راتب يوفِّر لكَ أساسيَّات الحياة، واستثمر ما تبقى من وقتك في الأمور التي تحبها وتستمتع بها، فالحياة أقصر بكثير من أن نقضيها في العمل اليومي فقط.

إقرأ أيضاً: المقارنة مع الآخرين: هل هي مضرة حقاً؟

4. الشعبية:

بالتأكيد قد مرَّ في حياتك شخص محاط بكثير من الأصدقاء دائماً، ويرغب الجميع في قضاء الوقت معه؛ وبذلك يحظى بشعبية كبيرة، ولكن لا يجب على ذلك أن يجعلك تشعر بالوحدة أو الضعف الاجتماعي؛ فهؤلاء الأشخاص يبدون كأنَّهم يحظون بشعبية كبيرة فقط لكثرة الأشخاص من حولهم، ولكن ما يهم حقاً هو نوعية العلاقة التي يملكها الشخص مع أصدقائه ومقدار صدقها.

إنَّ الأشخاص الذين يشعرون بالحاجة إلى التباهي بعدد الأشخاص المحيطين بهم هم في الحقيقة ضعيفو الثقة بالنفس؛ لأنَّهم يحسبون أنَّهم غير جيدين بما يكفي وبحاجة إلى الآخرين ليشعروا بالثقة تجاه أنفسهم، حتى لو كان وجود الآخرين حولهم يعتمد أموراً سطحية مثل المظهر والمال؛ وبذلك يدخلون في حلقة مستمرة من إنشاء الصداقات الزائفة التي من الواضح أنَّها لن تدوم طويلاً؛ لذا كوِّن صداقات حقيقية وتمسَّك بها في السراء والضراء، هذه هي العلاقات التي ستدوم طويلاً، وتذكَّر أنَّ قليلاً من الأصدقاء الجيدين هم كلُّ ما تحتاج إليه.

أعطِ نفسك بعض الوقت الخاص أيضاً؛ فلا بأس في أن تكون وحيداً وبصحبة نفسك، فيمكنك التعمق في شغفك، أو ممارسة التأمُّل واكتشاف نفسك والتعرُّف إليها أكثر.

إقرأ أيضاً: بمن أُقارن نفسي؟ سايكولوجيا المقارنة الاجتماعية

5. الحياة عموماً:

عندما تشعر بأنَّك ترغب في أمرٍ ما، أو أنَّ حياتك لا تسير كما تريد، وتتمنَّى لو كنت شخصاً آخر؛ عليكَ أن تدرك أنَّ هذه حياتك، وهذا واقعك، فحياتك تتكوَّن من شخصيتك وتجاربك الفريدة التي تجتمع معاً لتكوِّن ذكرياتك المميزة، وهي ما تشكِّل شخصيتك.

لا يوجد اثنان منك في العالم أجمع، وهذه هي نقطة قوتك التي لا يمكن لأحد سلبك إياها، قد تشعر بأنَّ الحياة صعبة وقاسية ولا توجد يدُ عونٍ ممدودةٌ إليك؛ لكنَّ ذلك كله يُساعد على تكوين حياتك الخاصَّة.

في الختام:

كن صبوراً، وتعلَّم ألَّا تملأ الفراغ في حياتك بالأمور التي قمنا بذكرها آنفاً؛ لأنَّها لن تؤدي إلَّا إلى تراجعك، ستصادف كثيراً من الأمور الرائعة المقدَّرة لك، فلتؤمن بنفسك وتفعل ما تُحب واستمتع بالحياة وكن سعيداً، وأيامك العظيمة سوف تأتي لا محالة.




مقالات مرتبطة