5 أسباب تجعل تطوير الذات ضرورياً للنجاح

يحدُث تطوير الذات أو التنمية الشخصية نتيجة اتِّخاذ خطوات لتحسين نفسك؛ إذ لا يوجد مجال تركيز واحد، فعملية تطوير الذات الشخصية هي عملية شخصية جداً، ويجب على كل شخص منَّا تقييم نفسه، إمَّا بمساعدة أحد المحترفين أو من دونه، ثمَّ استخدام هذا التقييم لتحديد الأمور التي تحتاج إلى إجراء تحسينات



وتساعدنا ممارسة التنمية الشخصية على تحسين المهارات الناعمة، مثل:

  • الإصغاء جيداً.
  • زيادة التعاطف مع الآخرين.
  • زيادة الكفاءة.
  • زيادة الثقة.
  • زيادة التركيز والتنظيم.
  • تحديد الأهداف الشخصية والمهنية.

قد يتساءل الشخص الذي يواجه صعوبةً في عملية تحسين الذات عمَّا إذا كان الأمر يستحق ذلك، وقد يتساءل عمَّا إذا كان يهدر كل الطاقة العاطفية التي يتطلَّبها استخدام أساليب التطوير الذاتي بنجاح، والإجابة عن هذه الأسئلة هي عملية تستحق العناء تماماً، وليست مضيعةً للطاقة العاطفية، فيمكن للمستوى العالي من التطوير الذاتي أن يُحدِث فرقاً كبيراً عندما يتعلَّق الأمر بتحقيق النجاح في العمل وفي مجالات أخرى من الحياة.

نقدِّم لك فيما يأتي بعض الأسباب التي تجعل تطوير الذات ضرورياً للنجاح:

1. إدراك نقاط ضعفك:

قد يكون الناس إمَّا غير مدركين تماماً لنقاط ضعفهم، أو أنَّهم شديدو الإدراك بها لدرجة أنَّهم يفقدون أي إحساس بالثقة بالنفس، لكن ليس هذا الحال مع الأشخاص الذين عملوا بجدٍّ لتطوير الذات، فهم يدركون نقاط ضعفهم مع الحفاظ على تقديرهم لذاتهم، ممَّا يعني أنَّهم يستطيعون العمل باستمرار لتقليل نقاط ضعفهم، أو التعامل معها بنجاح عندما يحتاجون إلى ذلك.

على سبيل المثال، الشخص الذي يواجه صعوبةً في قدرته على التواصل بهدوء عندما يكون مُحبطاً سيعترف بهذا العجز، ويعمل على حلِّه من خلال تخصيص دقيقتين قبل الرد على أي بريد إلكتروني، قد يرسل الشخص الذي ليس على دراية بنقطة ضعفه هذه رسالة بريد إلكتروني عنيفة في هذا الموقف، أمَّا الشخص الذي يعي نقطة ضعفه هذه، لكنَّه لا يُقدِّر ذاته، فسيبقى صامتاً في هذا الموقف، يمكن أن يكون العثور على الأدوات المناسبة لتعويض نقاط الضعف مهمة طويلة الأمد، لكن مع كل نجاح يصبح الأمر أسهل.

شاهد بالفيديو: مهارات تطوير الذات

2. التعرف إلى نفسك أكثر:

الوعي الذاتي هو العنصر الأساسي في تطوير الذات، فإذا كنت لا تعرف نفسك، فلا يمكنك تحسينها، وإذا كنت تعرف نفسك جيداً، فستعرف ما الذي يجعلك سعيداً، وستدرك المواهب التي لديك لإسعاد الآخرين أيضاً، ويعتمد جزء كبير من هذا الأمر على فهم العلاقات ومواقف الحياة وحتى ظروف العمل التي سنكون فيها أسعد، هذه المعرفة هي الأساس الذي يُبنى عليه النجاح الحقيقي.

يستمر معظم الناس في علاقات غير مُرضية، ويستمر معظمهم أيضاً في وظائف مُملَّة، وغالباً ما يكون السبب هو أنَّهم قبلوا أنَّ هذه هي الطريقة التي يجب أن يعيشوا ويعملوا بها؛ إذ لم يخطر ببالهم أنَّ ثمَّة حياة أخرى أفضل، وهذا القبول بالوضع الراهن هو أمر شائع جداً.

إليك ما يمكن أن يحدث عندما يبدأ الشخص في طريق الوعي الذاتي:

  • يبحث الشخص عن قيمه، ويحدِّد الأمور الهامَّة حقاً في الحياة.
  • بمجرد تحديد القيم، يكون الوقت قد حان لتقييم وضع الحياة الحالي، وتحديد ما إذا كانت الأمور في حياة المرء الآن مرتبطة حقاً بتلك القيم المحددة، على سبيل المثال، قد يحدِّد شخص مدى قيمة مساعدة الآخرين، ومع ذلك، فإنَّ وظيفته الحالية لا علاقة لها بذلك، قد توجد قيمة أخرى هي العلاقة التي يدعم فيها كلا الشريكين بعضهما بعضاً على نحو متساوٍ، قد تكون العلاقة الحالية هي العلاقة التي يكون فيها الفرد مانحاً والشريك متلقياً.
  • الخطوة التالية هي تحديد التغييرات التي يجب إجراؤها حتى تتوافق حياة المرء مع قيمه، هذه هي عملية تحديد الهدف.
  • بمجرد تحديد الأهداف، تُوضَع خطط العمل موضع التنفيذ، على سبيل المثال، فيما يتعلَّق بالوظيفة غير المُرضية، هدفك هو تحديد الوظيفة المثالية، كيف سيصل الشخص إلى تلك الوظيفة المثالية؟ قد لا يعني ذلك ترك الوظيفة الحالية في الوقت الحالي، لكن قد يشمل ذلك العودة إلى الجامعة أو الدخول إلى سوق العمل.

فيما يتعلق بالعلاقة، قد ينطوي ذلك على بعض العمل الجاد مع الشريك لإجراء التغييرات اللازمة؛ لذا يجب أن يكون المرء مُستعداً لجميع الاحتمالات الممكنة، لكنَّ إنهاء علاقة غير مُرضية سينتج عنه شعور بالحرية.

3. تحديد الأهداف المهنية والحياتية:

السعي إلى تحقيق التطوير الشخصي يعني أنَّك تعي تماماً ما يجعلك سعيداً، فهذا الوضوح هام جداً عند تحديد الأهداف؛ وذلك لأنَّك تمتلك فكرةً أفضل عمَّا يناسبك، وما عليك تحقيقه، وغالباً ما يضع الأشخاص الذين لم يمارسوا التنمية الذاتية أهدافاً، ثمَّ يدركون بعد تحقيقها أنَّهم وصلوا إلى مكان لم يرغبوا أبداً في أن يكونوا فيه أساساً.

قد يكون التغيير مخيفاً؛ إذ إنَّنا نشعر جميعاً بالراحة في أماكننا، ونتجنب المخاطر التي تضعنا في أماكن جديدة، فطريقة البدء هي خطوة صغيرة واحدة في كل مرة؛ إذ يمكنك تلقي دورة في ذلك، أو الانضمام إلى منظمة مرتبطة بهدفك الوظيفي الجديد، أو التطوع في المجال الذي تأمل في دخوله؛ إذ تمنحك هذه الخطوات الصغيرة الثقة والتحفيز لتتمكَّن من المتابعة.

إقرأ أيضاً: 40 مثالاً يبين لك كيف تضع أهدافاً مهنية طموحة

4. امتلاك ميزة إضافية:

الميزة الإضافية هي سمة يمتلكها معظم الفنانين والتي تتجاوز الموهبة البسيطة، وهي عامل رائع في الشخص بحيث يجذب الناس إليه ويبقيهم مهتمين، وغالباً ما يطوِّر الأشخاص الذين يتمتَّعون بمستوى عالٍ من التطور الذاتي نوع الشخصية التي تمتلك ميزة إضافية، فكلما تطورت شخصيتك بصورة جيدة، زاد عدد الأشخاص الذين يرغبون في الوجود حولك، وهذا بالتأكيد شيء تحتاج إليه لتصبح شخصاً ناجحاً.

جزء كبير من هذه الميزة الإضافية هو نتيجة الثقة التي يمكنك تعزيزها مع مرور الوقت؛ إذ تُحقِّق نجاحات صغيرة، وتدرك من خلالها أنَّك تستطيع فعلاً إحداث التغيير بنفسك، ومع كل نجاح جديد، مهما كان صغيراً ستكون مكانتك أعلى وثقتك بنفسك أكبر، والنظرة الإيجابية التي تكتسبها مُعدية وتجذب الآخرين.

5. تحسين العلاقات:

عندما تخوض عملية التنمية الذاتية، ستتعلَّم ملاحظة أنماط وسلوكات معينة تمارسها في علاقاتك مع الآخرين، مثل:

  • الدخول في علاقات قائمة على النزاع.
  • تجنُّب الالتزام.
  • الأنانية التي تستغل الآخرين.
  • التضحية بما يهمك في سبيل إرضاء الآخرين.

قد تلاحظ أيضاً ميلك للدخول في نزاعات مؤذية وغير مُنصفة، فعندما تكون على علم بهذه الأمور، ستتخذ قرارات أفضل؛ أي ستختار أصدقاء وشركاء أفضل، وستحافظ على العلاقات الجيدة في حياتك قدر الإمكان، وستلاحظ أيضاً أنَّ علاقاتك مع أرباب وزملاء وشركاء العمل ستتحسَّن أيضاً، وستؤدي هذه العلاقات الإيجابية والمُرضية دوراً أساسياً في نجاحك.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لتحسين العلاقات

في الختام:

يجب أن يُنظر إلى التطوير الذاتي على أنَّه عملية تستمر مدى الحياة، ويجب أن تكون لدينا دائماً أهداف جديدة، وأمور نتطلَّع إليها، وتجارب جديدة نرغب في تجربتها، كل هذه الأمور تُزيد معرفتنا، ومن ثمَّ تُسهم في نجاحنا.




مقالات مرتبطة